مهرجان فيغرا للأفلام الوثائقية.. هيمنة أفلام الحرب والكفاح والنار المقدسة

خاص- الجزيرة الوثائقية
حاز الفيلم الوثائقي “النار المقدسة” (Le Feu Sacré) للمخرج “إريك غيريه” الجائزة الكبرى في “المهرجان الدولي للتقرير والوثائقي عن آخر الأحداث 2020″ المعروف بـ”فيغرا” في توكيه في شمال فرنسا بدورته السابعة والعشرين. ويتناول الفيلم قصة كفاح 300 عامل فرنسي يعملون في مصنع للفولاذ يُدعى “أسكوفال”، حيث سيكون أمامهم مدة عام واحدة للعثور على مُشترٍ لهذا المصنع، فكيف سيشكل اتحادهم سرّ قوة ونجاح لهم؟ الفيلم رسالة أمل رائعة تُظهر كيف يساهم الاتحاد في إنقاذ الصناعة في فرنسا.
أما جائزة لجنة التحكيم فذهبت إلى فيلم “الموصل بعد الحرب” (Mossoul après la guerre) للمخرج “آن بواريه”، والذي يحكي عن الصعوبات التي تُعاني منها مدينة الموصل العراقية منذ أن تم الاستيلاء عليها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عام 2017، وكيف أضحت المدينة حقلا ضخما من الأنقاض، وهل سيتمكن سكانها من إعادة إعمارها في ظل التحديات التي تواجهها؟
كما فاز فيلم “اعتداءات دينية.. الفضحية الأخرى للكنيسة” (Religieuses abusées, l’autre scandale de l’Église) للمخرجة “ماري بيار ريمبو” و”إريك كوانتان” بجائزة “أفضل تحقيق”. حيث يُعالج الفيلم موضوع حساسا حول العنف الجنسي الذي يُمارسه رجال الدين ضد الراهبات، وكيف تُحاول الكنيسة الكاثوليكية التغطية على هذه الأفعال.
أما جائزة “مراسلون بلا حدود” فذهبت إلى نونو إسكوديرو عن فيلم “القانون والوادي” (La Loi et La Vallée)، والذي يُعالج قضية اللاجئين على الحدود الفرنسية الإيطالية، حيث يخاطر المهاجرون بحياتهم أملا بحياة أفضل، فهم فرّوا من الحرب والاضطهاد السياسي والبؤس. هذا الواقع ملموس بشكل خاص لسكان وادي رويا ودورانس في جبال الألب، فمن خلال “وديانهم” يحاول اللاجئون عبور الحدود، وذلك بعد أن تمت إعادتهم من نقاط عبور أخرى أكثر أمانا.
وفاز الفيلم الوثائقي “وات ذي فيش” (Watt The Fish) بجائزة “أرنو هاملن”، حيث يتناول قضية مكافحة الصيد الكهربائي، وذلك باتحاد الصيادين مع النشطاء البيئيين لحظر طريقة الصيد بهذه الطريقة المُدمرة.
كما حاز فيلم “جرائم الحرب في اليمن.. التواطؤ الأوروبي” (Crimes de guerre au Yémen, les complicités européennes) بجائزة لجنة التحكيم للشباب. حيث يتساءل الفيلم إن كانت البشرية شريكة في جرائم الحرب في اليمن، فمنذ بداية النزاع عام 2015 قُتل أكثر من 50،000 مدني في اليمن، ورغم المعاهدات التي تحظر توريد الأسلحة إلى دول مُتهمة بارتكاب مثل هذه الجرائم، إلا أن الفيلم يُظهر أن الشركات المُصنعة للمعدات العسكرية الأوروبية (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) ما زالت تواصل توريد الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، والتي بدورها تستخدمها في حربها على اليمن.