مهرجان إدفا السينمائي الدولي الـ34.. خمسة أفلام للوثائقية تقتحم المنافسة

مهرجان إدفا 1

خاص- الوثائقية

تشارك خمسة أفلام شاركت الجزيرة الوثائقية في إنتاجها؛ في النسخة الـ34 من مهرجان إدفا السينمائي الدولي المُنعقد خلال الفترة ما بين السابع عشر وحتى الثامن والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في العاصمة الهولندية أمستردام.

وتتنافس الوثائقيات الخمسة “أن تحلق بعيدا” و”متحف الثورة” و”زيندر” و”فلسطين الصغرى” و”ألف لهب” ضمن فئة الوثائقيات الطويلة في المهرجان، بينما يشارك مشروع “كذب أبيض” للمخرجة المغربية أسماء المدير في “منتدى إدفا” (IDFA Forum)، أما مشروع “أبي قتل بورقيبة” للمخرجة التونسية فاطمة رياحي -الذي ما زال تحت التطوير- فيُشارك في “أكاديمية إدفا” (IDFAcademy).

 

ويتناول فيلم “أن تُحلق بعيدا” تأثير المجتمع على القرارات المصيرية الخاصة بقضايا الطلاق والزواج، وصراع الأجيال المُستمر بين الآباء وأبنائهم، ففي قرية تقع جنوب الجمهورية التركية، يعود أحمد المقيم في ألمانيا ليساعد شقيقه المتزوج حديثا، الذي يرغب في الطلاق بحثا عن حُبه الحقيقي، وأيضا لمساعدة أخته التي ترغب في فسخ خطبتها لإكمال تعليمها بعيدا عن المدينة، لكن قرارات الأبناء ورغباتهم لم تلق استحسانا أو دعما من قبل الأب والأم والأقارب.

في فيلم "متحف الثورة" عاشت "ميليكا" كابوسا، وذلك بعد أن عاشت داخل قبو في الطابق السفلي لمتحف مُخصص كمأوى تحت الأرض
“متحف الثورة” يلقي الضوء على “ميليكا” التي عاشت كابوسا، وذلك بعد أن بقيت داخل قبو في الطابق السفلي لمتحف مُخصص كمأوى تحت الأرض

 

ويتناول فيلم “متحف الثورة” حلما قديما خططت يوغوسلافيا الاشتراكية لبنائه، وهو متحف في بلغراد يؤرخ للصورة التي أرادت أن يراها العالم عليه، وعلى أنقاض هذا الحلم الذي يبلغ عمره نصف قرن، تحيا فتاة صغيرة تُدعى “ميليكا” كابوسها، وذلك بعد أن عاشت داخل قبو في الطابق السفلي لهذا المتحف المُخصص كمأوى تحت الأرض لأولئك الذين تركهم المجتمع وراءهم.

 

يحكي فيلم “زيندر” للمخرجة النيجرية عائشة ماكي عن مدينة زيندر الأفريقية الغارقة في الفقر والبؤس، والتي أضحت اليوم موطنا للعصابات الخطيرة، فالمخرجة تغوص في أرجاء المدينة لتنقل تفاصيل عيش سكانها وما يُعانونه من حرمان يدفع شبابهم وأطفالهم للانضمام إلى عصابات وتنظيمات مُتطرفة، بينما يضطر قسم من بناتهم لبيع أجسادهن. الفيلم يتحدث عن البطالة وانعدام فرص العمل التي تدفع شباب المدينة الفقيرة والمناطق المجاورة الأخرى للتورط في أعمال عنف، وغالبا ما ينتهون بسببها في السجون.

 

ويستعرض فيلم “فلسطين الصغرى” قصة حصار مخيم اليرموك في سوريا، وأهوال الحياة والموت هناك خلال أربع سنوات بسبب الحرب السورية التي ألقت بظلالها على المخيم، ويرافق الفيلم المخرج الفلسطيني عبد الله الخطيب ووالدته أم محمود وأستاذ الأدب الإنجليزي أبو رأفت، وهم ثلاث شخصيات من ثلاثة أجيال تشابكت حياتهم لترسم معالم حصار هذا المخيم.

 

ويحكي فيلم “ألف لهب” قصة صراع الأجيال في مقاطعة ميانمار، حيث يعمل السكان المحليون في استخراج النفط من الأراضي باستخدام الأيدي العارية وبعض المعدات البدائية في ظروف غاية في الصعوبة، وفي الوقت الذي يحاول الأب إقناع إبنه الطفل الصغير بالعمل معه في المجال نفسه لتأمين مستقبله ومساعدة أفراد العائلة؛ يقرر الصغير أن يذهب في اتجاه آخر وهو كرة القدم، علّه ينتشل عائلته من أوضاعهم القاسية.

يُذكر أن مهرجان “إدفا” الدولي للسينما الوثائقية انطلق عام 1988 كواحد من أهم المهرجانات الرائدة في مجال الأفلام الوثائقية عالميا، ويشمل المهرجان سبع مسابقات رسمية هي “الأفلام الوثائقية الطويلة”، و”الأفلام الوثائقية متوسطة الطول”، و”الفيلم الأول للمخرج”، و”أفلام الطلبة”، و”الأفلام الوثائقية الهولندية”، و”الأفلام الوثائقية الموسيقية”، و”السينما الوثائقية الرقمية”.

يعتبر مهرجان إدفا مطمح جميع صناع الفيلم الوثائقي حول العالم والمشاركة فيه بمثابة المشاركة في الأوسكار في مجال السينما
مهرجان إدفا يعتبر مطمح جميع صناع الفيلم الوثائقي حول العالم والمشاركة فيه بمثابة المشاركة في الأوسكار في مجال السينما

 

ويتيح المهرجان سوقا واسعة للأفلام الوثائقية يحمل اسم “وثائقيات للبيع”، ومن خلالها يُتاح للعاملين في الصناعة إمكانية مشاهدة الأفلام المشاركة في المهرجان في أي وقت عبر الإنترنت.