“رجال رئيسة الوزراء”.. استقصائي يفضح رأس هرم السلطة في بنغلاديش

عرضت وحدة تحقيقات الجزيرة في الأول من فبراير/شباط 2021 استقصائيا بعنوان “رجال رئيسة الوزراء” (All The Prime Minister’s Men)، وقد كشفت فيه النقاب عن شبكة إجرامية متواطئة مع قوات الأمن في بنغلاديش، وتجني أرباحا من علاقاتها القوية المقربة من رئيسة وزراء البلاد شيخة حسينة واجد.
وقد استطاع التحقيق الذي استمر على مدار عامين التقرب عن كثب من شخصيتي حارس وأنيس أحمد، وكلاهما مدانان بالاشتراك في جريمة قتل وقعت في دكا عام 1996، لكنهما تمكنا من من الفرار إلى خارج البلاد بحماية وتسهيل من شقيقهما الثالث الجنرال عزيز أحمد، وهو رئيس جيش بنغلاديش، كما أنه شخص مقرب من رئيسة الوزراء الشيخة حسينة.
واستطاع حارس الذي ما زال اسمه ضمن قائمة أكثر المطلوبين في البلاد الهرب إلى بودابست في المجر، حيث ما زال هناك بعد انتحاله هوية أخرى باسم محمد حسن. أما الشقيق الآخر أنيس أحمد فهو مستقر حاليا في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وعلى الرغم من أن حارس وأنيس أحمد مطلوبان من قبل أجهزة السلطة في بنغلاديش، فإن أخاهم الجنرال عزيز بقي على تواصل معهم، فقد سمح لهما بزيارة دكا في مارس/آذار عام 2019 لحضور زفاف نجل عزيز، حيث شارك الهاربان بمعية رئيس بنغلاديش عبد الحميد وعدد من كبار الضيوف الأجانب في حفل الزفاف الباذخ.
ويكشف الاستقصائي كيف استخدم الجنرال عزيز ضباط الجيش لمساعدة شقيقه حارس على انتحال هوية زائفة باسم محمد حسن، وقد استُخدمت تلك الهوية فيما بعد لتأسيس مشاريع تجارية في أوروبا ولشراء عقارات حول العالم.
في هذه الأثناء تستمر عشيرة أحمد في جني الأموال في بنغلاديش كما كشف عن ذلك حارس في سلسلة من التسجيلات السرية، وتجني العشيرة المال من بيع المناصب في قوى الأمن الوطنية وفي سلك شرطة دكا، وذلك بالتواطؤ مع كبار الضباط في الجهازين، وتقوم هذه الشبكة بانتزاع الرشاوي مقابل الحصول على عقود الدولة والوظائف فيها.
وبينما تعمل حكومة شيخة حسينة على تقويض الديمقراطية وتقوم باعتقال المعارضين، فإن التحقيق يكشف أيضاً عن أن بنغلاديش قامت مؤخرا بشراء أنظمة اعتراض لاختراق أجهزة الهواتف النقالة من إسرائيل رغم أنها لا تعترف بها رسميا. وقام خبراء تجسس إسرائيليون بتدريب ضباط من جهاز الاستخبارات العسكرية في بنغلاديش على المنظومة في موقع سري خارج مدينة بودابست. وتكشف عقود الصفقة كيف عملت بنغلاديش على إخفاء الأصول الإسرائيلية لمنظومة التجسس من خلال الزعم بأنها صنعت في المجر.
وكانت وحدة التحقيقات في الجزيرة قد تواصلت مع جميع من لهم علاقة بالأمر، بما في ذلك رئيسة وزراء بنغلاديش ووزير الداخلية في حكومتها والمفتش العام وحارس وأنيس أحمد وشقيقهما الجنرال عزيز، وقد طلبت الوحدة منهم الرد على ما عُرض في التحقيق الاستقصائي، إلا أنهم لم يلقوا ردا.