“عزيزة عثمانة”.. أسطورة الخير الخالدة في الذاكرة التونسية منذ قرون

تعرض قناة الجزيرة الوثائقية على شاشتها فيلم “عزيزة عثمانة”، وذلك يوم السبت الموافق 19 فبراير/شباط الجاري الساعة الثامنة والنصف مساء بتوقيت مكة المكرمة، الخامسة والنصف بتوقيت غرينتش.

الفيلم من إنتاج الجزيرة الوثائقية، ويحكي قصة الأميرة المرادية عزيزة عثمانة التي ظل اسمها خالدا في الذاكرة التونسية بسبب كرمها وأعمالها الخيرية، فهي شخصية تاريخية ذات أبعاد مختلفة وثرية، فهي الأميرة سليلة الملوك، وهي الورعة التقية، وهي امرأة الدولة وسيدة المجتمع الأولى، وهي أيضا المناضلة من أجل العدالة الاجتماعية وتحرير الإنسان من الظلم والعبودية.

ويحكي الفيلم عن النقطة التي حوّلت عزيزة عثمانة إلى الأبد، حين فقدت ابنها الوحيد أحمد الذي قُتل على يد مراد الثالث عام 1699، لتبدأ حينها الأميرة باكورة أعمالها الخيرية، وتكون أما لكل الفقراء والمساكين، مُنفقة كل ثروتها لخدمتهم.

وبدأت عزيزة عثمانة أول أعمالها الخيرية بتأسيسها مستشفى للأمراض العقلية تُعزف فيه الموسيقى كطريقة للشفاء، وكان يُسمى “ماريستان العزّافين”، إلى أن تحوّل بعد الاستقلال إلى مستشفى جامعي. كما أنشأت الأميرة مقبرة خاصة للعائلة الحاكمة مُزينة بالزخارف والنقوش الهندسية، على أن يُقدّم عند قبر كل منهم الأزهار في كافة فصول السنة، وقد تنازلت حينها عن جميع ممتلكاتها من عقارات وأموال لصالح الأوقاف بعد وفاتها

عاشت عزيزة عثمانة 70 عاما قضتها بأعمال الخير والعطاء غير منقطع النظير، وأقيمت لها جنازة مهيبة جدا، وشيعها أهل تونس الذين كانوا حزينين على فقدانهم لهذه المرأة المعطاء التي تركت بصمة لا تُمحى في ذاكرة تونس، فهي الأسطورة التي قدمت الخير ورسمت السعادة والأفراح والبهجة على وجوه الفقراء والمساكين في تونس، صغارا وكبارا.


إعلان