“نجيب الريس”.. مسيرة الصحفي الذي حارب المستعمر في السجن والبرلمان

خاص- الوثائقية
تعرض قناة الجزيرة الوثائقية على شاشتها فيلم “نجيب الريس.. رحلة الزمن الصعب”، وذلك يوم الجمعة الموافق 25 فبراير/ شباط الجاري الساعة التاسعة مساء بتوقيت مكة المكرمة، السادسة بتوقيت غرينتش.
الفيلم هو من إنتاج الجزيرة الوثائقية (49 دقيقة)، ويُلخص سيرة الصحفي السوري اللامع، والوطني النبيل، والأديب الثائر، والخطيب المفوه نجيب محمود الريس، فهو سيرة الكفاح الوطني السوري من أجل الحرية والاستقلال، فسيرة هذا الرجل الوطني الوفي لا تنفصل عن حكاية الوطن السوري.
وُلد نجيب الريس في مدينة حماة السورية عام 1898، وكان صحفيا مناضلا شكلت مقالاته وثيقة سياسية لما يمكن أن تحلم به الأجيال في سوريا، لكن تلك الأفكار لم تترجم لفعل سياسي لأن الفاعلين كانوا من العسكر، وجاءوا ليسكتوا الجميع.
أصدر الريس عام 1928 جريدة القبس التي كانت ديوانا للحركة القومية وسجلات للنهضة الوطنية في سوريا، بل وأصبحت من أشهر الصحف السورية وأكثرها تمتعا بثقة أبناء الشعب، إلى أن دخل الحياة الحزبية وانتسب للكتلة الوطنية وأصبح أحد أعمدتها.
دخل الريس السجن، وقضى فيه نحو ثماني سنوات، ونظم حينها نشيده الشهير “يا ظلام السجن خيّم”، وقد نفاه الانتداب الفرنسي على إثرها إلى جزيرة أرواد. وبعد نهاية ثورة عام 1925 صار الريس نائبا في البرلمان السوري عن قائمة الرئيس شكري القوتلي لمدة أربع سنوات، واشتهر في البرلمان خطيبا جريئا في الدفاع عن قضايا البلاد ومصالح الشعب.
نشر الريس عدة كتب، أولها كتابه “نضال” (366 صفحة متوسطة) الذي صدر عام 1934 في مطبعة القبس بدمشق، وقد وُصف هذا الكتاب بأنه دليل على مواقف الريس السياسية والوطنية في الدفاع عن استقلال سوريا ووحدتها، كما نشر كتابه “جراح” الذي صدر بعد وفاته بأشهر قليلة.
توفي نجيب الريس في العاصمة السورية دمشق عام 1952 ودُفن فيها، وقد استقبل الناس خبر وفاته بالدهشة والحزن، ولم تمض ساعات قليلة على رحيله حتى بدأت الوفود تصل إلى دمشق من حمص وحماة وحلب، وشيع في موكب مهيب وصفته الصحافة حينها بأن دمشق لم تشهد موكبا كموكب نجيب الريس.