الوثائقية في نابولي تقدم عرضها الأول لفيلم “مارادونا ونابولي.. المتمرد الذي نحب”

خاص-الوثائقية
في أمسية ظللتها مشاعر الحنين والحب الغامر لساحر الكرة “دييغو أرماندو مارادونا”، قدمت الجزيرة الوثائقية مساء الثلاثاء 7 يونيو/حزيران العرض العالمي الأول لفيلمها الجديد “مارادونا ونابولي.. المتمرد الذي نحب”، وهو العرض الذي اتخذت الجزيرة الوثائقية له مدينة نابولي، تلك المدينة المهمشة الواقعة في الجنوب الإيطالي وعانت دوما من عنصرية مدن الشمال تجاهها ولعب لها مارادونا في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي.
لم يكن مارادونا مجرد لاعب كرة ماهر اقتنص بسحر أدائه البطولات، إنما كان بمثابة المنقذ لهذه المدينة والمخلص لها والذي بفضله رفع أبناء نابولي رؤوسهم عاليا.

أقيم العرض السينمائي في قاعة المركز الثقافي الفرنسي بمدينة نابولي وحضره جمهور غفير من محبي وعشاق اللاعب. لم يكن الحضور من كبار السن أو ممن عاصروا مارادونا أثناء فترة وجوده في المدينة، إنما كذلك من الشباب وصغار السن وهؤلاء لا يقل حبهم له عن غيرهم بأي حال من الأحوال.
حضر العرض كذلك العديد من ممثلي الصحافة والإعلام والكتاب والمثقفين الذين تناولوا مارادونا في أعمالهم، سواء مارادونا اللاعب أو مارادونا الإنسان المتمرد على الأوضاع والمناصر لقضايا المهمشين، وتلك بالفعل هي النقطة الأساسية التي ارتكز عليها الفيلم. وقد أثنى الجميع على الدور الذي تلعبه قناة الجزيرة الوثائقية وحرصها على تقديم الأعمال التي تتناول القضايا الإنسانية، بغض النظر عن جنسية من تتناول حكاياتهم.

حضر العرض مخرج الفيلم محمد قناوي، كما حضره صناع الفيلم ممن عملوا خلف الكاميرات، وحضره كذلك أبطال العمل الذين تابع الفيلم تجاربهم وعلاقتهم بمارادونا وعبروا في ثنايا العمل عن مدى حبهم له وكيفية معايشتهم لهذا الحب.
بعد العرض توجه المخرج وبطل الفيلم إلى خشبة المسرح وأقيمت ندوة أدارها رئيس تحرير جريدة “ألماتينو” (Il Mattino) الإيطالية عن كواليس صناعة الفيلم ورؤية الجزيرة الوثائقية في إنتاجها لهذا الفيلم بالتحديد وكذلك رؤيتها في الإنتاج بشكل عام.

وتطرق النقاش إلى الحديث عن إنتاجات القناة في هذه المنطقة الجغرافية بالتحديد والتي أنتجت فيلمين منها مؤخرا، أحدهم يتعلق ببركان الڤيزوف النشط والخطير وظروف معيشة أكثر من مليون شخص تحت أقدامه وهو فيلم “تحت رحمة البركان”، وكذلك الحديث عن فيلم “تام تام باسكيت” الذي يتناول فريق كرة سلة مكون جميعه من أبناء المهاجرين والعراقيل القانونية التي كانت ستحرمهم من اللعب لأنهم أجانب وذلك بالرغم من ميلادهم جميعا في إيطاليا.