يوميات مهرجان “إدفا”.. حضور متميز للجزيرة الوثائقية وفعاليات من أجل فلسطين
شهد يوما الأحد والاثنين الموافقان 12-13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري حضورا بارزا لقناة الجزيرة الوثائقية بمهرجان “إدفا” المنعقد حاليا بالعاصمة الهولندية أمستردام، حيث شاركت القناة -ممثلةً بمدير البرمجة عادل كسيكسي- في فعاليات منتدى “إدفا”، عضوا في لجنة صناع القرار الذين تُعرض أمامهم مشاريع الأفلام التي ما زالت قيد التطوير والإنتاج، القادمة من مختلف بلدان العالم.
كما شهد يوم الاثنين تنظيم قناة الجزيرة الوثائقية حفل عشاء، يندرج ضمن فعاليات “أيام الجزيرة الوثائقية” الذي يُقام سنويا بالعاصمة البوسنية سراييفو. ووجهت دعوة العشاء لعدد من كبار المنتجين وممثلي شركات الإنتاج العالمية، بغرض عرض سبل التعاون مع قناة الجزيرة الوثائقية في إنتاج الأفلام الوثائقية.
وقال مدير إدارة البرمجة في القناة عادل كسيكسي في كلمته الموجهة للحضور، إن هذا العشاء يأتي للم الشمل وتقديم الشكر لكل المنتجين الذين وثقوا في تجربة فعاليات الجزيرة الوثائقية المنطلقة حديثا، والتي تسعى لتكون منصة انطلاقة لصناع السينما في المنطقة العربية والبلقان.
كما شهد يوم الاثنين كذلك مشاركة القناة في سلسلة لقاءات “رف كت” (Rough Cut) أو “نسخة الفيلم الأولى”، وهي مبادرة تُقام سنويا بمهرجان “إدفا”، ويشارك فيها المخرجون والمنتجون بمشاريع أفلامهم التي هي في مرحلة التحرير أو مراحل التوظيف الأولية، وتبحث عن فرص تسويق وتوزيع عبر العالم.
ويستضيف منتدى “نسخة الفيلم الأولى” عروضا تقديمية لستة مشاريع، فتُعرض مقاطع مدتها 20 دقيقة من كل فيلم، ويشارك المخرجون في سلسلة أسئلة وأجوبة أمام المشرفين، ومن ضمنهم وفد الجزيرة الوثائقية.
“من الوادي إلى البحر.. فلسطين ستتحرر”
شهد يوم الأحد الموافق 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بقاعة العرض في المسرح الدولي لأمستردام، فعاليةً من تنظيم مؤسسة الفيلم الفلسطيني، وكانت مخصصة لعرض مشاريع أفلام فلسطينية قيد التطوير. لكن بلاغا أصدرته مؤسسة مهرجان “إدفا” بخصوص احتجاجات في يوم الافتتاح رفعت شعار “من الوادي إلى البحر.. فلسطين ستتحرر”؛ جعل “مؤسسة الفيلم الفلسطيني” تعلن انسحابها من كافة الفعاليات التي تنظم في المهرجان.
وكتبت المؤسسة في البلاغ: بقلوب مثقلة كالأنقاض في غزة، تعلن “مؤسسة الفيلم الفلسطيني” انسحابها من فعاليات المهرجان.
وقالت المؤسسة إن إدارة المهرجان ظلت صامتة طيلة خمسة أسابيع من العدوان على غزة، وحين رُفع شعار “فلسطين ستتحرر” في حفل الافتتاح، أدانت الإدارة هذا الشعار، مع أنه شعار محمي قانونيا، ولا يعتبر تمييزيا حسب القانون الهولندي، ثم أرفقته ببيان متأخر على حد قول “مؤسسة الفيلم الفلسطيني” تدعو فيه إلى وقف إطلاق النار.
إسكات الصوت الفلسطيني.. كفاح في المحافل الدولية
قال المخرج الفلسطيني محمد المغني إن منزله قد تدمر في الحرب، وكان قد تدمر أيضا في حرب 2014 وأعادوا بناءه، وبأنه فقد كل ذكرياته وصوره. وتساءل محمد المغني هل هناك شخص بين الجمهور الحاضر فُرض عليه بناء منزله مرتين في عشرة سنوات فقط؟ ولماذا يُعد غناء الإسرائيليين نشيدهم الوطني داخل غزة حرية تعبير، بينما “شعار فلسطين ستحرر” شعار مُعادٍ للسامية؟
وفي تصريحه لموقع الجزيرة الوثائقية قال محمد جبالي مخرج فيلم “حياة حلوة” وعضو “مؤسسة فلسطين للفيلم”، إن الفعالية التي كانت مخصصة لعرض مشاريع الأفلام الفلسطينية، قد تحولت لفرصة للتعبير عن الغضب الذي نشعر به نحن الفلسطينيين تجاه محاولات إسكات أصواتنا.
وقال جبالي إن المخرجين الفلسطينيين يرفضون كل أنواع التكتيم، وإن دور المغتربين الفلسطينيين هو إيصال صوت المعاناة القادمة من الداخل الفلسطيني.
ودعت “مؤسسة فلسطين للفيلم” صناع السينما المشاركين في المهرجان، للقيام بوقفة تضامنية، للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، وشهدت الوقفة حضورا كبيرا للمشاركين في مهرجان “إدفا”، حيث دافع المشاركون عن الشعار محل الجدل.