“وعاد مارون إلى بيروت”.. الجزيرة في مهرجان البندقية لأول مرة بفيلم للوثائقية
عُرض بالأمس الفيلم الوثائقي “وعاد مارون إلى بيروت” رسمياً في مهرجان البندقية السينمائي ضمن عروض الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية تحت فئة كلاسيكيات فينيسيا. الفيلم من إخراج فيروز سرحال وإنتاج كامل لقناة الجزيرة الوثائقية.
وتُعد هذه المرة الأولى التي يشارك فيها فيلم من إنتاج شبكة الجزيرة في مهرجان البندقية. يتزامن هذا العرض مع الذكرى الثلاثين لوفاة المخرج اللبناني الشهير مارون بغدادي، الذي توفي بشكل مفاجئ عام 1993 إثر سقوطه من درج منزل عائلته.
مارون بغدادي، الذي يُعد واحدًا من أبرز صنّاع السينما اللبنانية، ترك بصمة لا تُمحى في عالم السينما من خلال أعماله الوثائقية والروائية التي تناولت الحرب الأهلية اللبنانية بجرأة وواقعية. كان بغدادي مفتونًا بتلك الحرب التي كرهها وانهوس بها في آن واحد، وقدّم من خلالها رؤية فنية فريدة للأحداث والصراعات التي عاشها لبنان خلال تلك الفترة.
الفيلم “وعاد مارون إلى بيروت” يأخذ المشاهدين في رحلة عبر حياة وأعمال بغدادي، مستعرضًا الفترة التي سبقت الحرب الأهلية اللبنانية والحياة في خضم القتال. يعكس الوثائقي تأثير بغدادي الكبير على السينما اللبنانية والعربية، ويكشف عن أعماله التي تُعتبر وثائق نادرة ومهمة تضيء على مراحل حاسمة من تاريخ لبنان الحديث.
من خلال لقطات أرشيفية نادرة ومقابلات مع شخصيات عاصرت بغدادي، يقدّم الفيلم صورة شاملة عن المخرج الراحل، وعن إسهاماته الكبيرة في توثيق أحداث الحرب الأهلية اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، يستعرض الوثائقي الجوانب الشخصية لحياة بغدادي، بما في ذلك التحديات والصعوبات التي واجهها، والطريقة المأساوية التي انتهت بها حياته.
سيكون عرض الفيلم في مهرجان البندقية السينمائي فرصة للجمهور العالمي للتعرف على إرث مارون بغدادي، ولتكريم ذكراه كأحد أهم المخرجين في تاريخ السينما اللبنانية والعربية. من المتوقع أن يلقى الفيلم اهتمامًا كبيرًا من النقاد والجمهور على حد سواء، نظرًا لأهمية الموضوع وشخصية بغدادي الفريدة وتأثيره العميق على السينما في المنطقة.