مهرجان إدفا.. أكبر فعالية للأفلام الوثائقية عالميا تعلن مقاطعة الأفلام الإسرائيلية

في خطوة لافتة في المشهد السينمائي العالمي، أعلن مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية “إدفا” (IDFA) رفضه منح الاعتماد لممثلين عن مؤسسات إسرائيلية كبرى، من بينها مهرجان “دوكافيف” للأفلام الوثائقية، ومنصة “كوبرو” (CoPro)، وهيئة البث العامة الإسرائيلية “كان” (Kan)، بسبب تلقيها تمويلا مباشرا من الحكومة الإسرائيلية المتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في غزة.
وقالت مديرة المهرجان، إيزابيل أراتي فيرنانديز، في تصريحات لمجلة “فارايتي”، إن القرار “ينسجم مع سياسة المهرجان تجاه المؤسسات التي ترتبط حكوماتها بجرائم حرب أو ممارسات قمعية”، مؤكدة أن “إدفا” يقيم الأفلام والمشروعات المستقلة “بشكل فردي، لا على أساس الانتماء السياسي”.

ويأتي الموقف بعد أسابيع من تعهّد وقّعه أكثر من 4 آلاف سينمائي حول العالم، بينهم نجوم مثل إيما ستون، ومارك روفالو، وتيلدا سوينتون، وريز أحمد، ضمن حملة “عاملون في السينما من أجل فلسطين”، الداعية إلى مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية “المتواطئة في الحرب على غزة”.
وقد أثار القرار جدلا في الأوساط الإسرائيلية، إذ اعتبرته المخرجة ميخال فايتس “اتهاما ظالما بالتواطؤ”، بينما رأت الكاتبة حنين مجادلة في صحيفة “هآرتس” أن المقاطعة “ليست عملا انتقاميا، بل آلية تصحيحية تدفع صناع السينما الإسرائيليين لمساءلة مواقفهم الأخلاقية”.
ويعد “إدفا” أعرق مهرجان وثائقي في العالم، إذ يجمع سنويا مئات المخرجين والمنتجين من أكثر من 100 دولة في حوار حول قضايا الإنسان والحرية والذاكرة البصرية. ويؤكد هذا القرار، بحسب مراقبين، التحول المتزايد في الوعي السينمائي العالمي تجاه مسؤولية الفن في مواجهة الاحتلال والتمييز.