“الفلاّقة”.. عندما يُعيد المقاومون كتابة التاريخ

خاص – الوثائقية

يخوض الفيلم في تاريخ المقاومة المسلحة في تونس انطلاقا من شهادة صانعيه الحقيقيين وليس نقلاعما تداوله المؤرخون وما دوّنوه في عهود السلطة.

“قد تتوه الحقيقة بين تاريخ يكتبه المنتصر وصرخة يكتمها المنكسر”.. تترجم هذه المقولة إرثا كبيرا من العلاقة بين المستعمر الأجنبي وبلاد كثيرة عانت من نيره أعواما مديدة، وذلك أن الأقوى هو الذي يفرض روايته ويروج لها بعد حذف الكثير مما يشينه ويضعه في دائرة الاتهام.

لكنك لن تعدم أصواتا تصدح بالحقيقة وتسرد روايتها التي عايشتها، وهو ما يفعله الفيلم الوثائقي “الفلاّقة” الذي أنتجته قناة الجزيرة الوثائقية وتكشف فيه حقائق تعرف لأول مرة عن حركة “الفلاقة” في تونس التي عرفت ببسالتها في مقاومة المستعمر الفرنسي في خمسينيات القرن العشرين.

ويروي الفيلم الذي ستبث القناة جزأه الأول على شاشتها في الساعة الثامنة من مساء الأربعاء 08 يناير/كانون الثاني والجزء الثاني في الأربعاء الذي يليه في نفس التوقيت؛ الكفاح المسلح للمقاومة التونسية ضد الاستعمار الفرنسي، ويغطي المرحلة التاريخية الممتدة من عام 1881 وصولا إلى ستينيات القرن العشرين.

وعلى فرضية أن التاريخ المكتوب أكذوبة المنتصرين، يخوض الفيلم في تاريخ المقاومة المسلحة في تونس انطلاقا من شهادة صانعيه الحقيقيين وليس نقلاعما تداوله المؤرخون وما دوّنوه في عهود السلطة.

يلخص الفيلم فترة تاريخية فارقة في تونس ويهتم بشريحة خاصة لم تنل حظها من الاهتمام والتوثيق ألا وهي شريحة الفلاقة، وسيتابع المشاهد هذه الرحلة الاستقصائية التوثيقية من خلال لقاءات بمختصين في التاريخ ورصد لسلسلة شهادات لعناصر من الفلاقة الذين مازالوا على قيد الحياة وهم يتحدثون عن ذكريات وذاكرة وطنية منسية،وتفاصيل حياتهم في الكهوف والمغاور والصحاري.

كما ينقل الفيلم شهادات لبعض أبناء الجنرالات وموظفي الجيش الفرنسي الذين كان لهم وجود في فترة الاستعمار بتونس والجزائر وكذلك شهادات بعض أبناء من مات من الفلاقة، إضافة إلى عرض وثائق وفيديوهات أرشيفية عن عمليات تسليم السلاح من قبل بعض عناصر الفلاقة بطلب مُلحّ من بورقيبة وشهادات الفلاقة إزاء تلك المرحلة.

إضافة إلى الشهادات يعيد الفيلم تجسيد أهم المعارك والمحطات الفاصلة والحاسمة من تاريخ الصراع بين المحتل الفرنسي وثوار الفلاقة من كل جوانبها العسكرية والسياسية والمجتمعية وحتى النفسية.