بفيلم استقصائي.. الجزيرة تكشف علاقة متطرفي “هوية الجيل” بالجبهة الوطنية الفرنسية

كشف فيلم استقصائي أعدته وحدة التحقيقات في الجزيرة عن اليمين المتطرف في فرنسا العلاقاتِ السرية بين متطرفي منظمة “هوية الجيل” الذين يمارسون العنف وحزب الجبهة الوطنية برئاسة مارين لوبان.

وتتبّع التحقيق السري الذي تقدمه الجزيرة في جزأين بعنوان “جيل الكراهية” وبثت الجزء الأول منه الأحد 21يوليو/تموز 2019 على مدى عام كامل خيوطَ العلاقات الوثيقة بين كبار المسؤولين في حزب لوبان بما في ذلك نواب منهم في البرلمان الأوروبي، ومنظمة “هوية الجيل”، وهي حركة شبابية يمينية متطرفة تكرس كل جهودها لطرد المسلمين من أوروبا.

وتمكن صحفي متخفٍّ تابع لوحدة التحقيقات بالجزيرة على مدى ستة أشهر اختراق فرع فلاندرز لمنظمة “هوية الجيل” الذي يقع مقره الرئيسي داخل “حانة ذي سيتاديل” في مدينة ليل شمالي فرنسا، حيث يلتقي الأعضاء للشراب والتحاور بشأن إستراتيجتهم السياسية، بل ويبحثون إثارة حرب أهلية إذا ما وصل حزب الجبهة الوطنية إلى السلطة بفرنسا.

واستطاع هذا الصحفي الحصول على مشاهد تم تصويرها بكاميرا سرية لأعضاء في هذه المنظمة التي تعتبر من أسرع المنظمات اليمينية المتطرفة نموا في أوروبا وهم يقومون باعتداءات عنصرية بدنية ولفظية على الشباب العرب، بمن في ذلك فتيات عربيات.

كما أظهرت هذه التسجيلات حديث هؤلاء الأعضاء عن الزيادة السريعة في عدد المنضمين لمنظمتهم في مختلف أرجاء القارة؛ إذ تقدم المنظمة نفسها على أنها حركة وطنية تجمع أشخاصا يشتركون في نفس الثقافة والقيم، وتدعي أنها غير عنصرية أو عنيفة مما جلب لها آلاف الأتباع.

احتفاء بالنازية

وتتضمن المشاهد المسجلة احتفال المنظمة بالنازية وهتاف أعضائها باسم زعيمها الألماني أدولف هتلر، وحديثهم عن عزمهم ارتكاب مجزرة بافتعال حادث اصطدام سيارة بمسجد أو دهس بعض المارة في سوق يعج بالمسلمين، وتوضيحهم كيف تمكنوا من اختراق حزب مارين لوبان “الجبهة الوطنية” لتمرير سياساتهم، بما في ذلك إعادة التهجير بإجبار المهاجرين على العودة إلى بلدانهم الأصلية.

ويدعي أتباع “هوية الجيل” أن الهوية الأوروبية تتمثل في بياض البشرة والديانة المسيحية، ويعتبرون أنفسهم حركة وطنية، ويزعمون أنهم غير عنفيّين ولا عنصريين، غير أن التسجيلات تثبت عكس ذلك حيث يدعو أحد أبرز زعما منظمتهم إلى شن هجمات دموية على المسلمين.

ويتبجح أورلين فيرهاسيل زعيم “هوية الجيل” في مدينة ليل بأنه يكتب الخطابات السياسية لحزب الجبهة الوطنية، بينما يقول الناشطون إن فيرهاسيل يساعد أعضاء هوية الجيل في إيجاد وظائف لهم داخل الجبهة الوطنية.

وتقول زعيمة الجبهة الوطنية ماري لوبان إنها قامت منذ أن استلمت رئاسة الجبهة الوطنية بطرد جميع أولئك الذين يمارسون العنف أو العنصرية أو مناهضة السامية، كما أكدت أن فيرهاسيل لم يعمل أبدا لصالح الجبهة الوطنية ولم يكتب يوما لها خطاباتها.

ورغم أن حانة ذي سيتاديل ترحب برموز وشخصيات الجبهة الوطنية، حيث يتحدثون فيها عن خططهم وسياساتهم، فإن محامي زعيم المنظمة فيرهاسيل يؤكد أن هذه الحانة لا تمثل منظمة “هوية الجيل”، بل إنها وجهة لطيف واسع من الأعضاء من مختلف الآراء والتوجهات.

أما سيلفي غويلوم عضوة البرلمان الأوروبي ونائبة رئيسه فتقول في حديثها للبرنامج “إن منتسبي هوية الجيل قوم خطرون، وعلى الحكومة الفرنسية الحالية أن تعترف بادئ ذي بدء بوجود هذه الظاهرة، وأن تكون لديها الإرادة السياسية لمحاربتها”.