“ثلاثة أيام عطلت العالم”.. صحفيان تطبق ووهان عليهما فكها أيام الذروة

خاص- الوثائقية

عرضت وحدة الصحافة الاستقصائية في قناة الجزيرة الإنجليزية فيلما وثائقيا بعنوان “ثلاثة أيام عطلت العالم” (Three Days that Stopped the World)، وقد كشفت فيه عن رحلة صحفييْن وثقا الأيام الثلاثة الأولى التي سبقت إغلاق مدينة ووهان الصينية البؤرة الأولى لتفشي وباء كورونا (كوفيد 19) في العالم، وعن افتقار الحكومة الصينية للشفافية في التعامل مع الجائحة، فقد كانت سببا في الانتشار السريع للفيروس من الصين إلى العالم.

كانت الانطلاقة في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني 2020، حيث وصل الصحفيان الصينيان “يانغ جون” و”تشين وي” إلى مدينة ووهان الصينية التي كان سكانها منشغلين بالاستعداد للاحتفال بالعام الصيني الجديد، رغم إخطار منظمة الصحة العالمية حينها بوجود فيروس لم يُعرف جوهره بعد. إلا أن حال هذه المدينة -البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة- انقلب رأسا على عقب بعد إعلان مسؤولين في وزارة الصحة الصينية أن الفيروس مُعدٍ، وقابل للانتقال من شخص إلى آخر.

 

فرضت الحكومة الصينية بعدها إغلاقا كاملا لمدينة ووهان، إلا أن القرار جاء مُتأخرا، حيث كان الفيروس قد انتقل من ووهان إلى بقية البلاد، ومنها إلى بقية العالم. وهنا وثّق الصحفيان الصينيان أوضاع البلاد في تلك الفترة، حيث كانت المستشفيات تُعاني نقصا في الأدوية والطواقم الطبية إلا أنها لم تُظهر الحقيقة، وكانت الشرطة الصينية تحاول منع أي تصوير يخص انتشار الفيروس في الصين نظرا لحساسية الموضوع برأيهم، فقد أوقفوا الصحفيين عدة مرات مرات.

وتحدّث “وي” عن وسائل الإعلام الصينية التي تحدثت عن الأزمات التي يمرّ بها العالم، لكنهم لم ينتقدوا أبدا الصين، وأضاف “وي” إن لا أحد في الصين يجرؤ على الحديث عن ظهور الفيروس في ووهان، أو عن الأخطاء الأولية التي ارتكبتها الحكومة المحلية في ووهان خلال تعاملها مع الأزمة، علما بأن تسعة صحفيين صينيين اختفوا أو سجنوا منذ بداية أزمة كورونا في الصين.

جدير بالذكر أن الفيلم يحوي لقطات حصرية جرى تسجيلها في الفترة ما بين 19 و22 يناير/كانون الثاني 2020، وهي الفترة التي سبقت إغلاق مدينة ووهان الصينية، إلا أن هذين الصحفيين لم يتمكنا من نشر تحقيقهما داخل الصين، فاستلمته منهما وحدة تحقيقات الجزيرة وأعدت هذا الفيلم.