رحيل المخرج التونسي “الطيب الوحيشي”

وفاة المخرج التونسي الطيب الوحيشي عن سنّ تناهز 70 سنة بعد صراع طويل مع المرض

توفي ليلة الخميس المخرج التونسي الطيب الوحيشي عن سنّ تناهز 70 سنة بعد صراع طويل مع المرض. ويعتبر الوحيشي أحد أبرز السينمائيين التونسيين حيث عايش العصر الذهبي للسينما التونسيّة بداية من فيلمه الأول “ظلّ الأرض” سنة 1982.

ولد الطيب الوحيشي سنة 1948 بمدينة مارث في الجنوب التونسي، وبعد مسيرة دراسية قرّر الالتحاق بمعهد السينما بباريس حيث تعلّم أبجديات الفنّ السينمائي.

انطلقت مسيرة الوحيشي بمجموعة من الأفلام القصيرة ليُتوّج فيلمه القصير “قريتي قرية بين القرى” بالتانيت الذهبي لمسابقة الأفلام القصيرة بأيام قرطاج السينمائية سنة 1972. كما اختير فيلمه الطويل “ظلّ الأرض” في بداية الثمانينيات ضمن أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي، وشارك من خلال هذا الفيلم في عدد هام من المهرجانات السينمائية الدولية.

من أبرز أعمال الطيب الوحيشي يمكن أن نذكر فيلمه الوثائقي “قابس الواحة والمصنع” وفيلم “غوري… جزيرة الجد” الذي صوّره بالسينغال سنة 1987 وفيلمه الطويل الثاني “مجنون ليلى” سنة 1989 حيث حصد مجموعة من الجوائز منها الجائزة الأولى بمهرجان واغادوغو للسينما الإفريقية ومهرجان السينما الإفريقية بميلانو… كما صوّر الوحيشي مجموعة أخرى من الأفلام منها “عرس القمر” و”رقصة الريح”، و”طفل الشمس”  سنة 2014 و”همس الماء”…

تميّزت أغلب أفلام الطيب الوحيشي بإبداعية جمالية خاصة وانبنت على ثلاثة محاور فكرية أساسيّة اشتغل عليها، وهي اهتمامه بالفضاء الصحراوي، وانتماؤه للبعد الإفريقي، ومعالجته للقضايا الاجتماعية، وقد استطاع من خلال مجمل أعماله أن يكون أحد أهمّ السينمائيين في تاريخ السينما التونسية.

وقد شاءت الأقدار أن يتعرّض الطيب الوحيشي لحادث مرور أليم سنة 2006 بالإمارات ألزمه كرسيّه المتحرّك، لكنّ الوحيشي حاول أن يتحدّى آلامه وواصل إخراج أفلامه مُقعداً إلى أن وافته المنيّة في يوم حزين على السينما التونسية. رحل صاحب مقولة “لا شيء ينتهي بالنسبة لي، سأواصل الحلم”، رحل الطيب الوحيشي… وبقي ظلّ الأرض…