مجموعة الـ77+الصين.. من مكافحة الفقر إلى مكافحة الإرهاب

بدأت المجموعة بـ 77 عضوا مؤسسا بالإضافة إلى الصين التي دعمت المجموعة منذ تأسيسها، وتوسعت حتى أصبحت تضم 134 دولة

يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم 15 يناير/ كانون الثاني على رأس وفد رسمي إلى نيويورك لتسلم رئاسة مجموعة “الـ77 + الصين” من مصر ضمن مراسم رسمية. وبحسب مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة السفير رياض منصور فإن الرئيس سيتسلم رئاسة المجموعة ضمن مراسم رسمية بحضور الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة الجمعية العامة وعدد من سفراء وموظفي الأمم المتحدة. وكان الهدف الرئيسي لمجموعة الـ77 + الصين هو محاربة الفقر والدفاع عن المصالح الاقتصادية للدول الأعضاء، ولكن الأمر اختلف في 2018 عندما تسلمت مصر رئاسة تلك الدورة ووضعت في رأس أولوياتها مكافحة الإرهاب وليس مكافحة الفقر. فماذا تعرف عن مجموعة الـ 77؟

لأول مرة في تاريخها تتسلم فلسطين بقيادة محمود عباس رئاسة المجموعة 77+الصين

تحالف البلدان النامية داخل الأمم المتحدة

تأسست المجموعة الـ77 + الصين في 15 يونيو/حزيران 1964 في ختام الاجتماع الدولي للحكومات العضوة في منظمة التجارة العالمية، وكان أول اجتماع رئيسي لها في الجزائر 1967. وبدأت المجموعة بـ 77 عضوا مؤسسا بالإضافة إلى الصين التي دعمت المجموعة منذ تأسيسها فجاء البيان الأول عام 1966 باسم المجموعة 77 + الصين، وتوسعت المجموعة حتى أصبحت تضم 134 دولة وهو ما يمثل نحو ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وهذا يجعلها أكبر تحالف للدول النامية داخل الأمم المتحدة.

وقد سعت حركة دول عدم الانحياز إلى الانضمام لهذه المجموعة بوصفها النظير الاقتصادي للحركة التي تأسست قبلها بعشر سنوات.

وتطور الهيكل المؤسساتي للمجموعة تدريجيا بعد تأسيسه في الجزائر فأدى هذا التطور إلى إنشاء مواثيق روما وفيينا وباريس ونيروبي وواشنطن، حيث تحظى المجموعة بممثلين عنها في منظمة الأغذية والزراعة في روما (فاو)، وصندوق النقد الدولي في واشنطن، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة في باريس (يونسكو)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في نيروبي، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في فيينا (يونيدو).

وتنتقل رئاسة المجموعة بين الدول الأعضاء في تصويت يتم كل عام في نهاية كل دورة، كما اعتمدت المجموعة عقد قمة دورية على مستوى رؤساء دولها وحكوماتها مرة كل خمس سنوات.

من محاربة الفقر إلى محاربة الإرهاب

تتمثل الأهداف الرئيسية لمجموعة الـ77 منذ تأسيسها في الحفاظ على استقلال وسيادة جميع الدول النامية، والدفاع عن المصالح الاقتصادية للدول الأعضاء من خلال الإصرار على المساواة في التعامل مع الدول المتقدمة في السوق العالمية من أجل إنشاء جبهة موحدة حول القضايا المشتركة، وتعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء وتوسيع الأسواق بين الدول النامية، ومحاربة الفقر للحفاظ على التنمية المستدامة، وكان الهدف الأساسي للمجموعة في القمة الاستثنائية التي انعقدت عام 2014 في سانتا كروز البوليفية  تحت شعار “نظام عالمي جديد لحياة أفضل” هو محاربة الفقر واستئصاله من العالم بحلول عام 2030.

أما في الاجتماع الوزاري السنوي الـ41 في سبتمبر/أيلول 2018 فقد صوتت المجموعة على اختيار مصر رئيسا للمجموعة، وهنا ظهر هدف جديد كان على رأس أولويات الأجندة وهو محاربة الإرهاب الذي اعتبرته مصر معوقا أساسيا لعملية الاستقرار والتنمية ودعت إلى تضافر جهود المجموعة لتحقيق ذلك.

على الرغم من محاولة الولايات المتحدة وقف التصويت لفلسطين إلا أن ذلك لم ينجح

هل انتصر العالم لفلسطين؟

أصبحت فلسطين عضوا في هذه المجموعة منذ عام 1975، وللمرة الأولى في تاريخها منذ 1964 تصبح دولة فلسطين رئيسة للمجموعة وذلك بعد تصويت 146 دولة من أعضاء الجمعية العامة لصالح قرار انتخاب فلسطين رئيسة لمجموعة الـ77 + الصين، ولم يعارض القرار سوى ثلاث دول هي الولايات المتحدة وإسرائيل وأستراليا، بينما امتنعت 15 دولة عن التصويت.

وظلت دول العالم الثالث ومن بينها فلسطين تعاني من عدم المساواة داخل أروقة الأمم المتحدة، ولهذا يعتبر البعض انتخاب فلسطين انتصارا جديدا لها لتثبيت الهوية الفلسطينية على خارطة المجتمع الدولي بعد محاولة الولايات المتحدة منع هذا التصويت بسبب عدم اعترافها بدولة فلسطين.