مسلسل “أم هارون”.. هل نسير على خطا التطبيع الدرامي؟

خاص- الوثائقية

أثار المسلسل الدرامي التلفزيوني “أم هارون” المقرر عرضه على شاشة “إم بي سي” السعودية طيلة شهر رمضان المبارك جدلا بين الجماهير في الشارع الكويتي، وذلك لتناوله مسألة اليهود الذين عاشوا في منطقة الخليج العربي في أربعينيات القرن الماضي، حيث استوطنت مئة عائلة يهودية دولة الكويت وعملوا هناك في مجال التجارة.

يروي المسلسل قصة سيدة يهودية ذات أصول تركية تُدعى “أم هارون” (تقوم بالدور الممثلة الكويتية حياة الفهد)، إذ تنتقل من إيران إلى العراق ثم تستقر في البحرين لتعمل في مجال التمريض والتوليد، وهناك تُعاني وتواجه الكثير من المتاعب بسبب ديانتها اليهودية كما جاء في الإعلان الرسمي للمسلسل.

ويرى كثير من المعارضين للمسلسل أن خلف هذا المشروع رغبة في التطبيع مع إسرائيل عبر الدراما، وذلك للتغطية على الممارسات السياسية المرتقبة، كما عبّر كثيرون عن مخاوفهم من اعتبار هذا العمل بداية لاختراق الموقف الشعبي الكويتي الرافض للتطبيع، وذلك مع تسارع الخطوات العربية الرسمية للتطبيع مع إسرائيل مؤخرا، داعين إلى مقاطعة العمل التلفزيوني ومنعه من العرض.

 

قام بإخراج مسلسل “أم هارون” المخرج المصري محمد جمال العدل، وكتب له السيناريو الأخوان علي ومحمد شمس، وشاركت في بطولته حياة الفهد وعبد المحسن النمر وروان الصايغ وفاطمة الصفي وفؤاد علي وفرح الصراف.

ورفض الكاتب البحريني محمد شمس أحد مؤلفي المسلسل اتهامات التطبيع، واستهجن ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي بالاستنكار: كيف يحكم الجمهور على عمل لم يشاهده بعد؟

وأضاف شمس الذي شارك في تأليف المسلسل مع أخيه علي قائلا: نريد أن نظهر التعايش بين الأديان السماوية، إن ذلك كان وقتا عاش فيه اليهود والمسيحيون والمسلمون كجيران في منطقة واحدة.

ويعود بنا مسلسل “أم هارون” بجدليته إلى المسلسل الدرامي المصري “حارة اليهود” الذي بُثّ في رمضان عام 2015 على عدة محطات فضائية مصرية، حيث أحدث جدلا داخل الأوساط المصرية لتقديمه صورة إيجابية عن اليهود وحارتهم الواقعة وسط القاهرة، وكيف تأثروا بالأوضاع السياسية عقب ثورة الضباط الأحرار وحتى العدوان الثلاثي على مصر، وكيف انعكس ذلك على حياتهم اليومية وعاداتهم ونشاطاتهم التي كانوا يمارسونها.

في حين قال مؤلف العمل مدحت العدل إن قصة مسلسل “حارة اليهود” تستند على وقائع تاريخية حقيقية مثبتة.