“دوم”.. مأساة شعب الغجر المشرد الذي لا حق له في تركيا
تلعب القصة السينمائية دورا مهما في تحديد ماهية الفيلم الوثائقي الناجح بدءاً من عنوان الفيلم بوصفه عتبةً نصيّة أو بصرية، مروراً بمتن القصة الرئيسة التي يعالجها كاتب النص ومخرجه في آنٍ معاً، وانتهاء باللحظة التنويرية التي ينتهي بها الفيلم على وفق الطريقة التي تجسّد الرؤية الإخراجية لصانع الفيلم ومبدِعه.
وفيلم “دوم” للمخرج الكردي خليل آيغون هو من نمط الأفلام الوثائقية التي تحمل سرّها وجاذبيتها الخاصة في العنوان، وقدرتها على استقطاب المُشاهد من خلال القصة المؤسسية التي تتناولها لتحرّك في نهاية المطاف مشاعر المتلقين، فلا يجدون بُدا من التعاطف مع هذا المكوّن البشري الذي أطلقنا عليه اسم “الغجر”، كما منحناه تسميات أخرى متعددة بحسب البلدان التي يعيش فيها.
إن اختيار الموضوع المغري لا يكفي وحده لصناعة فيلم وثائقي ناجح ما لم يتسلح المخرج بقصة سينمائية رصينة. فغالبية المخرجين يكتبون قصصهم السينمائية بأنفسهم، الأمر الذي يحرمهم من مشاركة كُتّاب متخصصين في كتابة السيناريو ومنقطعين إليه، ولا هَمّ لهم في الحياة سوى هذا الفن الذي يشكِّل العمود الفقري لأي فيلم سينمائي سواء أكان روائيا أم وثائقيا، بل إن القصة السينمائية تمتد إلى كل الأنماط السينمائية الأخرى التي يراها المُشاهد مجسدة على الشاشتين الكبيرة والصغيرة أو الشاشات الأصغر منها مثل الآيباد أو الهواتف النقّالة التي تتيح للجميع مشاهدة هذه الأفلام دون عناء كبير.
عُرِض فيلم “دوم” ضمن برنامج الأفلام الوثائقية للدورة الثامنة لمهرجان لندن للفيلم الكردي في أواخر عام 2013، ومخرجه خليل آيغون هو من أكراد تركيا، وقد ولد بمدينة نصيبين عام 1980.
“لويندا”.. مأساة أن تولد غجريا في تركيا
بدأ المخرج خليل آيغون فيلمه بمشهد الطفل الغجري “لويندا” الذي بلغ عامه العاشر، لكنه لم يستطع الالتحاق بالمدرسة لأنه لم يحصل على وثائق رسمية مثل الجنسية وشهادة الجنسية وجواز السفر وما إلى ذلك، شأنه شأن كثير من الغجر في العالم، ولذلك فهو لا يستطيع الالتحاق بالمدرسة أو طلب العلاج في المستشفى، أو شراء منزل أو قطعة أرض في المستقبل، بحجة أنهم أناس رحّل لا يستقرون في مكان محدد بذاته، بينما يكشف واقع الحال أن غجر تركيا مستقرون في نصيبين وما جاورها من قرى وكهوف تفتقر إلى أبسط المقومات الحياتية.
فهذا الطفل الغجري يتساءل مع نفسه كثيرا عن سبب حصول بقية الأطفال على الوثائق الرسمية، بينما يُحرم منها هو وعائلته وبقية أفراد الغجر الأتراك، ولا يقتصر الأمر على حرمان الغجري التركي من حقوقه الطبيعية، وإنما يتعداه إلى النظرة النمطية على أنهم سرّاق ولصوص ونشّالون من دون أن يسأل المجتمع نفسه عن سبب حرمانهم من فرص العمل التي تتيح لهم الحصول على الرزق الحلال.
لقد خطف المشهد الأول من الفيلم تعاطف المتلقين، حين وجدوا أنفسهم في قلب معضلة كبيرة اسمها الـ”دوم” أو غجر تركيا، ممن يتعرضون إلى هذا الانتهاك المستمر والممنهج من قبل الحكومات التركية المتعاقبة التي لم تجد حلا معقولا لهذه المشكلة المتجذرة في المجتمع التركي، آخذين بنظر الاعتبار أن تعداد الغجر في تركيا هو 97 ألف مواطن غجري لا يمتلكون حق المواطنة في تركيا، وبالتالي فهم يشعرون بأنهم مهمّشون ومنبوذون ومحتقرون من غالبية المواطنين الأصليين.
سكان البيوت المهجورة والكهوف.. حقوق مهدورة
نالت النساء الغجريات حصتهنّ في الفيلم أيضا، فقد أطلّت علينا “كسيدة” وهي امرأة طاعنة في السن، لتشرح لنا الظروف المزرية التي تعيشها العوائل الغجرية برمتها، فهي أسوة ببقية العوائل الغجرية تتنقل من قرية إلى أخرى بحثاً عن بيوت مهجورة، وإذا تعذّر وجود مثل هذه البيوت الفارغة، فهم لا يمتنعون عن السكن في كهوف الجبال التي تقيهم برد الشتاء القارس، وحرّ الصيف اللاهب.
ومن اللافت للنظر أن ابن هذه العجوز “كسيدة” قد التحق بالخدمة العسكرية، لكنه هرب منها ثلاث مرات، وظل متواريا عن أعين السلطة، وبعيدا عن عناصرها الأمنية. والسؤال المثير للجدل هنا: كيف يخدم الغجري في الجيش التركي، وهو لا يمتلك أوراقا ثبوتية تدلل على انتمائه للدولة التركية الحديثة؟
لا تجد “كسيدة” حرجا في أن تقول صراحة إنهم يستجدون في كثير من الأحيان، وأن المجتمع ينظر لهم نظرة دونية فيها كثير من الاحتقار والازدراء، وأن بعض الناس يشتمونهم بسبب أصولهم الغجرية، وهذه مخالفة صريحة لحقوق الإنسان وانتهاك للكرامة الإنسانية.
وقد نصحها بعض الناس بالذهاب إلى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، لعلّه يمنحهم الجنسية التركية، لكن أردوغان لم يحرّك ساكناً لأن هذا الأمر منوط بالبرلمان التركي الذي يشرّع القوانين وينتصف لحقوق مواطنيه جميعا من دون استثناء.
عمليات الدهم.. بشر من درجة ثانية تحت رحمة العسكر
تذكر العجوز مريم إنجن أنهم يسكنون في البيوت المهجورة التي تخلى عنها أصحابها المسيحيون، لكنهم لم يسلموا من عمليات الدهم التي تقوم بها الجندرمة أو القوات العسكرية التركية التي تفتش في هذه القرى النائية، بحجة البحث عن الأسلحة غير المرخصة.
وإذا لم يعثر الجنود على شيء انهالوا عليهم ركلا وضربا بأعقاب البنادق، بل إنهم لا يتورعون عن ضرب الفتيان والرجال الغجر بالعصي والهراوات، حتى يغرقوهم بدمائهم في بعض الأحيان، حين لا يستطيعون الوصول إلى أسلحتهم التي يظنون أنها مخبأة في أماكن سريّة. لقد اقترحت عليهم مريم إنجي أن تشتري لهم أسلحة من مواطنين أتراك، مقابل التوقف عن ضرب أحد أبنائها بقسوة شديدة.
تكشف هذه المرأة -مصادفة أو تعمّدا- عن نزوح مئات وربما آلاف العوائل المسيحية المنحدرة من أصول آشورية إلى ألمانيا، وهذا الأمر يبين لنا بالدليل القاطع أن القمع أو الاضطهاد المنظّم لا يقتصر على الغجر، وإنما يمتد إلى الكرد والمسيحيين وبقية المكونات الصغيرة أو الهامشية في المجتمع التركي.
وهي لا تنكر أن كثيرا من أبناء الشعب التركي يتعاطفون معهم، ويشفقون عليهم، لكن آخرين لا يحبونهم ولا يعتبرونهم بشراً، لأنهم يرون أن الغجر قد وفدوا إليهم من بلدٍ آخر، بينما تقول مريم إن آباءها وأجدادها قد وُلدوا في هذه المضارب التركية، ولو كانوا من بلد آخر لذهبوا إليه وعاشوا فيه.
يعيش “بهلوان آيدن” الذي يبلغ عامه الثامن والخمسين في مشارف نصيبين، ولم يحصل على الجنسية التركية علماً بأن والديه من سكنة هذه الديار ولم يقدما من دولة أخرى. كما أن أطفاله محرومون من المستمسكات التركية، لذلك ظلوا بلا مدارس، فلا غرابة أن يصبحوا أميين وضحية للجهل والفقر المدقع والحرمان المتواصل.
يؤكد بهلوان أنه يعيش غربة لغوية، فهم لا يتكلمون اللغة التركية، ولا يعرفون الكتابة بها، لذلك ظلوا حبيسين في هذه المناطق التي تعيش فيها غالبية كردية وآشورية وعربية، ولم يجازفوا بالذهاب إلى إسطنبول، لأنهم لا يعرفون اللغة التركية، ولا يستطيعون فك أسرارها وطلاسمها.
من هنا فإن بقاءهم في قرى المناطق الجبلية وكهوفها أمر لا بد منه، كي يوفروا لقمة العيش لهم ولعوائلهم عن طريق صيد طيور الحجل، إضافة إلى المهن الأخرى التي يتقنونها ويتفننون بها.
شعب الغناء والرقص.. وسائل كسب الرزق المحفوفة بالحواجز
لا شك في أن الغجر في مختلف أنحاء العالم يمتهنون مهنا متعددة تتناسب مع طرق حياتهم المتنقلة التي لا تعرف إلى الاستقرار سبيلا، لكن مهنة الـ”دوم” الأساسية في تركيا هي الموسيقى والرقص و الغناء، فهم يعزفون على آلة الكمنجة وحيدة الوتر، كما يغنون أغاني كثيرة من موروثهم الثقافي، بلغتهم الدّومية الخاصة بهم، ويمارسون الرقص الغجري الذي يصاحب العزف والغناء.
شخصيتنا الرابعة في هذا الفيلم هو لقمان بكر، وهو عازف كمنجة ومطرب تجاوز سن الشباب، وقد قصد مدينة مديات، لكن حواجز التفتيش كانت تدقق معهم كثيرا، وتمنعهم في بعض الأحيان من الذهاب إلى القرى والمدن الصغيرة التي يحيون فيها حفلاتهم، أو يشتركون في حفلات الزواج أو المناسبات الاجتماعية الأخرى التي تتعلق بالأعياد المسيحية والإيزيدية وما إلى ذلك.
يشير المطرب لقمان بأن هناك لغات متعددة في تركيا مثل السورا والزازا واللاز والكردية والتركية والدومية أو الدومريّة التي يتحدث بها عموم الغجر في الشرق الأوسط والبلدان الآسيوية، وهي تختلف عن الرومن التي يتحدث بها الغجر في أوروبا وبقية أنحاء العالم الغربي.
إذن يكاد يكون العزف على الكمنجة والغناء والرقص هي المهن الثلاث الرئيسة التي يمتهنها غجر تركيا، هذا إضافة إلى انغماسهم في صناعة المشغولات الفضية وسواها من الأعمال التي تتلاءم مع طبيعتهم المتنقلة وغير الميالة إلى الاستقرار، ليس لأنهم لا يريدون الاستقرار وإنما لتعرضهم لعمليات الدهم والملاحقة المستمرة التي تقضّ مضاجعهم بين أوانٍ وآخر.
أما هوزان هادي، فهو عازف كمنجة أيضا، ونراه يغني مستغرقا في واحدة من أغانيه التي يغنيها باللغة الكردية الكرمانجية، وقد استلهم موضوعها من الموروث الإسلامي الذي يتضح من خلال الإشارة إلى الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه، آخذين بنظر الاعتبار أن هذا النمط من الغناء يلقى قبولاً لدى المسلمين الأتراك والعرب وبقية القوميات والأقليات التي تدين بالديانة الإسلامية.

عجيب هارمن.. عاشق تقف العادات الكردية في طريقه
عجيب هارمن شاب غجري لم يجتز عامه التاسع عشر، ويمتهن العزف والغناء أيضا مع إخوته الستة، وتعتبر هذه المهنة مصدرهم الوحيد لكسب العيش، وإذا ما انحسرت هذه الحفلات فإنهم لا يجدون ما يسدون به رمقهم.
لقد تعلّم عجيب العزف على الكمنجة من والده، وكأنها مهنة يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، لكنه بدأ يتذمر كثيرا لأن عددا من الشباب الأكراد بدؤوا يزاحمونه على هذه المهنة التي تدرّ أموالا لا بأس بها، ومع ذلك فإنه يشكو من ضيق ذات اليد. ولو كان لديه نقود لتزوج من الفتاة التي يحبها.
وقع عجيب في غرام فتاة كردية تبادله الحب أيضا وتتمنى أن تقترن به، لكن أباها رفض ذلك بسبب أصل عجيب الغجري، فالأكراد أيضا وربما باقي الأقليات الأخرى يرون الغجر أناسا وضيعي الأصل، لذلك انطفأت هذه القصة، ولم تجد المعشوقة الكردية طريقها إلى الزواج من هذا العازف والمطرب.
لم يقطع عجيب الأمل كلياً في أن يرقّ قلب هذا الأب القاسي الذي قد يضطر العاشقَين إلى اتخاذ قرارات قد لا تُحمد عقباها، وهي قرارات شائعة تتحدى الأعراف والتقاليد الاجتماعية البالية ليس عند الغجر حسب، وإنما عند كل مكونات الشعب التركي التي لا تختلف عن مكونات الشعوب الأخرى المجاورة لها.
أصل الغجر.. رحلة الانتشار من الهند إلى العالم
إن أي شخص مطلّع على جانب من تاريخ الغجر ويشاهد فيلم “دوم” لخليل آيغون سيجد فيه كثيرا من النواقص الكبرى، من بينها أن الفيلم لم يوضح أصل الدوم الأتراك، لأن معظم الشخصيات تقول إنها ولدت في تركيا، بل إن بعضهم قد ذهب أبعد من ذلك حين قال إن أبويه قد ولدا وعاشا في تركيا وهم لا يعرفون بلدا غيره.
فلا غرابة أن يطالبوا بالأوراق الرسمية التي تثبت انتمائهم لهذا البلد، بينما يشير واقع الحال إلى أن أصول الدوم تعود إلى قومية الدومبا الهندية، وهي قومية إندو-أوروبية، يرجّح أنها غادرت الهند في حدود القرن السادس الميلادي، وانتشرت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقوقاز، غير أن غالبيتهم يعيشون في مصر وإيران وتركيا، ويسمون في مصر بالهناجرة، وفي إيران بالـ”غربتي” و”كاولي”، وفي تركيا بالـ”دوم”، وهكذا في البلدان الأخرى مثل العراق والإمارات والكويت وبلاد الشام والأراضي المحتلة وشمال أفريقيا.
وكان لمثل هذه المعلومات التاريخية المهمة أن تجد طريقها عن طريق تقنية التعليق الصوتي الذي يسدّ كثيرا من ثغرات الفيلم.

مسامير الصليب.. صورة سوداء في أساطير التراث المسيحي
لم يقدِّم لنا الفيلم من مهن الغجر الأتراك سوى العزف على الكمنجة والغناء ومشهد الرقص الوحيد، بينما يمارس الغجر في معظم أنحاء العالم مهنا مختلفة، من بينها صناعة المشغولات الفضية والذهبية كالأقراط والقلائد والمحابس والخلاخيل، كما يزاولون طب الأعشاب، و يمارسون الصيد، ويعملون بتجارة الجياد والبغال والحمير، ويقومون بأعمال “السرقة والنصب والاحتيال”، وهذه المهن جميعها مثيرة ولافتة للانتباه إذا ما وُظفت بطريقة فنية مدروسة.
فطالما أن السرقة مرتبطة بالغجري إلى حدٍ ما فإن توظيف مشهد واحد لعملية نشل خاطفة يمكن أن تكسر إيقاع الفيلم وتُخرجه من رتابته التذمرية، وتطحّر شخصياته قاطبة.
وكان بإمكان المخرج أن يسحب هذا الفيلم إلى دائرة الأساطير لو أنه ذكّرنا بمهنة الحدادة التي يزاولها بعض الغجر، وأحالنا إلى الذاكرة الجمعية المسيحية التي تقول إن المسمارين اللذين دُقا على كفي السيد المسيح على الصليب كانا من صنع الحدّاد الغجري، الأمر الذي أفضى إلى تكريس هذه النظرة السلبية على جميع الغجر في الثقافة المسيحية.
أما طقوس الغجر وعاداتهم وتقاليدهم وموروثهم الشعبي، فهي كثيرة بمكان ولا يمكن الإحاطة في هذا المقال لكن الإشارة إلى بعض تفاصيلها كانت ستغني الفيلم بكل تأكيد.
صناعة الفيلم.. نقاط الضعف ومواطن القوة
النقطة السلبية التي لا يمكن لنا معشر المتلقين أن نغفرها لمخرج هذا الفيلم هي الترجمة، فقد كانت ضعيفة هزيلة بشكل لا يصدق، ومن يعرف اللغة الكردية الكرمانجية تحديدا، سيكتشف حجم الخراب الذي ألحقه بهذا الفيلم الذي لا يخلو من جوانب فنية وجمالية مثيرة تكشف لنا علاقة الغجري بالطبيعة الساحرة لمدن نصيبين ومدْيات وغيرها من القرى التي كانت ميدانا لتصوير أحداث هذا الفيلم الذي يحاول التوثيق لمحنة إنسانية كبيرة يعيشها الغجر في تركيا.
لقد حظي هذا الفيلم بعدد غير قليل من الجوائز المحلية والإقليمية، وعلى الرغم من استحقاق المخرج خليل آيغون لهذه الجوائز، فإن جمالية التصوير ومهنية المصور “سيرهات ألتاي” قد لعبت دورا كبيرا في دفع الفيلم إلى مستويات متقدمة من الاحتراف.
كما لعب المونتير “محمود جليك” بالاشتراك مع مخرج الفيلم دورا مضافا أنقذ الفيلم من زوائد وترهلات كثيرة كان يمكن أن تظل عالقة في جسد الفيلم لولا رؤيته المونتاجية المحترفة، فأبقت من مشاهد الفيلم ما هو ضروري لسرد القصة السينمائية التي كانت تدور في مخيلة الكاتب ومخرج الفيلم، حين جسّد رؤيته الإخراجية في هذا الخطاب البصري الجميل الذي حاول أن يهزّ ضمير الحكومة التركية، قبل أن يحرّك مشاعر المتلقين لتتعاطف جملة وتفصيلا مع هذا المكون البشري الذي لما يزل مهمّشا ومقصيا مع سبق الترصد والإصرار.