أعراس الأناضول.. مهرجانات ثقافية وتراثية تشع بهجة وفرحا

هنا الأناضول مهد الحضارات، التي أُثقلت أرضها بالثقافات والعادات على مر العصور، فاكتسبت تنوعا بشريا ثريا وزخَما من التقاليد الخالدة الضاربة في عمق التاريخ، أضافت لها في كل فترة تميزا قلّما تجده في غيرها.
تنقلنا سلسلة الأفلام التي تبثها الجزيرة الوثائقية تحت عنوان “أعراس الأناضول” إلى بانوراما متنوعة من الأعراس التركية، فلكل مدينة ثقافتها التي تميزها، وألوانها التي تختص بها، وحتى جماعاتها التي تنتمي إليها، تُميزهم خلفياتهم التاريخية المتعددة وجمالهم الطبيعي الأخّاذ، تأخذنا كل حلقة لاكتشاف تقاليد مختلفة تختص بها كل منطقة.
يصوّر الجزء الأول من السلسلة أحد الأعراس التي أقيمت بناحية محافظة آيدين غرب الأناضول، تلك الأرض المثيرة التي عاشت عليها ثقافات مختلفة، خلّفت إرثا ثقافيا متنوعا، بينما ينقل لنا الجزء الثاني أفراح الأوشار في مدينة قيصري وسط البلاد.
آيدن.. ثلاثة أيام من الأفراح.. ووداع للعسكر
في “آيدين” يستمر العرس ثلاث ليال متتالية، يرصدها الفيلم بكل تفاصيلها، بعاداتها وأهازيجها وأكلاتها وتجهيزاتها وعرسانها، ولعلّ ما يميز هذه القرية إلى جانب العادات، هو روح التآزر والتلاحم والتعاون التي تجمعهم في مثل هذه المناسبات، إذ يجتمعون ويتعاونون في الإعداد لحفل الزفاف.
منذ الصباح تجتمع القرية لإقامة حفل وداع لأولئك الشباب الذاهبين لأداء الخدمة العسكرية، فعندما يبلغ الشاب العشرين من عمره يُستدعى للخدمة العسكرية، وتنظر العائلات لتلك المناسبة بعين الشرف والواجب، فهي تعني الكثير لهم.
يودع الأهالي الشباب بعواطف مختلطة، وتنهمر دموع الأمهات حزنا وفرحا، حزنا على فراق الأبناء خلال فترة التدريب، وفرحا لهم بأداء واجبهم الوطني، أهل القرية في تأهب إذ يزفّون للتجنيد 12 شابا اليوم.

يودع الشباب بيوتهم ويقوم أهالي القرية بجلبهم واحدا تلو الآخر وهم يكبّرون متجهين إلى موقع الحفل الكبير في ميدان القرية، ليقوم إمام القرية بإلقاء خطبة يؤكد فيها فضل الالتحاق بصفوف الجند وشرف الشهادة، ثم يدعون لهم بشكل جماعي دعاء الذاهبين إلى الجيش، تُزين أكتافهم أوشحة العلم التركي.
كأنما هي طقوس تستدعي الماضي الذي حمل المجد إرثا ثمينا تفتخر به الأجيال جيلا بعد جيل، لكن أكثر ما يثير الاعجاب هو الفرح الجماعي لأهل القرية.
عرس رُقية.. بهجة ثم بكاء
بعد حفل وداع الشباب، يجتمع أهل القرية مرة أخرى ولكن اجتماعهم هذه المرة للتجهيز لعرس “رقية” الذي سيقام قريبا، تجتمع النسوة لتحضير الطعام وهن يتجاذبن أطراف الحديث، تقول إحدى السيدات إن طعام أهل منطقة تكلر يعتمد على المقالي كالبطاطا والباذنجان والفلفل، ويقدم إلى جانبه اللبن.
ويقام العرس على مدار ثلاثة أيام يقدم خلالها الطعام إكراما للضيوف، حتى بعد انقضاء المراسم وذهاب العروس إلى بيت زوجها، تضيف السيدة “نحن لا نترك ضيوفنا جوعى لدينا عجل سنذبحه”.

في تلك الأثناء تجلس الفتيات مع العروس “رقية” وتقوم ابنة عمها “نازلي” بفتح صندوق العروس وتطرح محتوياته، وهي عبارة عن مشغولات يدوية قامت العروس بحياكتها وتحتوي على قُماط لطفل، وبعض زينة البيت ومناشف وشراشف حيكت بطريقة جميلة.
في الأثناء، تقوم الفتيات بالغناء أغنية الوصال والحنين، التي تتحدث عن حسرة فتاة على أمها، تقول كلماتها:
أصبحت غريبة وقلبي حزين وأمي حزينة
يداها أصبحت وطني
أمي هي الوطن
وفجأة ينقلب كلام الفتيات العذب البهيج، إلى بكاء بشكل غريب، ولعل ذلك يرجع إلى العلاقات القوية والمتينة التي تجمع أهالي الأناضول.
يوم الافتتاح.. ولائم الأناضول
في قرية “تكلر” التابعة لمحافظة “آيدين” تتم الخِطبة بطريقة تقليدية، حيث يذهب أهل العريس إلى بيت الفتاة، وإذا أعجبتهم يقترحونها على الشاب، وعند قبول الشاب بالعرض يطلبونها بشكل رسمي؛ وافقت رقية على الشاب الذي تقدم لخطبتها، ووافق أهلها بعد موافقتها.
في اليوم الأول للعرس يبدأ الضيوف بالتوافد على بيت أهل العريس وبيت أهل العروس، وبما أن ، وتُطهى الأطعمة في كلا البيتين، وتستخدم أواني كبيرة لطهي الطعام، ويَحضر الطهاة ويجهزّون المأكولات، ويقوم الرجال بإعداد اللحم والأرز التقليدي إلى جانب كِفتة البرغل والفاصولياء والمقالي والسلَطة والحلويات.

وبعد تناول الطعام يأتي الطبّالون ويبدأ السمر، ويستمر الفرح من الصباح إلى المساء، وتكون أوقات اللهو في المساء مخصصة للنساء، إلا أن بعض الرجال المقربين من العروس يُسمح لهم مشاركة العروس بالرقص.
وقد حِيكت المناديل على أكتاف الشباب بشكل يدوي، وهي من تجهيزات صندوق العروس الذي تم الحفاظ عليه بكل عناية حتى اليوم. وسط هذه الاحتفالات يظل العريس بعيدا ومراقِبا فقط ويُسمح له بمشاركة عروسه الرقص في آخر الليل وبهذه الرقصة ينتهي اليوم الأول.
رقصة الزيبك.. زهو برائحة النضال
في اليوم الثاني تقوم فرقة فنية بأداء رقصة الزّيبك، وهي الرقصة الشعبية الأشهر في غرب الأناضول، هذه الرقصة تعبر عن الرجل المناضل من أجل حماية الناس، وتتضمن الكثير من الزهو بخطوات بطيئة متثاقلة ورصينة، وهي رقصة محلية تعبر عن أهلها. هذه الرقصة تعني أننا في اليوم الثاني للعرس؛ يوم الحناء.
يقول كنعان دمير أحد الراقصين وهو يشير إلى فتاة وشاب: هذان الشابان هما صديقان للعريس وسيعلنان حبهما في العرس، والكل سيعلم بذلك، حيث ستقوم الفتاة بوضع منديلها المطرز في خصر حبيبها، وسيقوم هو بوضع عقد من الليرات الذهبية جُمعت بواسطة شريط أحمر ليعلقها في جِيد الفتاة، وهو إعلان من الشابين بحبهما ونيّة الزواج أمام أهل القرية ويرقصان سويا.

في هذا اليوم يأتي الضيوف مبكرا ويُدعون إلى الطعام، تستقبلهم هاجر أم العروس بالعطور والحلويات، ورغم حزنها على فراق ابنتها، فإنها لا تهمل واجب حسن الضيافة للمدعوّين، الذين يقومون بدَورهم بتقديم الهدايا.
أما رقية فترتدي في ذلك اليوم الفستان الأبيض بوشاح أحمر، بينما يرافقها العريس مرتديا بدلة سوداء ويرقصان معا، ثم يغيب العريس ويعود ومعه العلم التركي يصاحبه الطبل والمزمار، ويجلب أهله معهم القُفطان الوردي الذي سترتديه العروس في يوم الزفاف، بالإضافة للزهور التي ستُنثر على بُرقعها، تنزل العروس إلى ميدان القرية مغطاة الوجه بمنديل أحمر، وتجلس بمكان أُعد خصيصا لها.
ليلة الحناء.. ليلة الحنين والبكاء
تبدأ ليلة الحناء، وتوضع الحناء في صينية وُضعت عليها الشموع، وتقوم النسوة بالرقص والدوران بتلك الصينية، ويتشاركن في حملها على أنغام الموسيقى التقليدية، بعدها تُخضّب أيادي العروسين بالحناء. لكن حناء العروس الحقيقية تكون بعد انصراف المدعوين، حيث يحضر الأهل جميعا، ويشارك في تخضيبها أقاربها فقط، ويُغطى وجهها ورأسها بغطاء سميك، وتُخضب قدماها ويداها.

في تلك الأثناء تُغنى أغانٍ حزينة تهز القلوب، وهنا يبدأ طقس بكاء العروس قبل مغادرة بيت أهلها، وهي عادة مترسّخة لدى سكان هذه المنطقة، وتقوم إحدى فتيات العائلة بتهييج العروس وأهلها على البكاء.
قميص وتنورة.. رقص الكبار على وقع الطبول
اليوم الثالث هو يوم العرس الأساسي، وفيه يذهب الرجال من أسرة العريس لبيت العروس ويُقدم لهم طعام يسمى طعام “أهلا وسهلا”، وبعدها يذهب أهل العروس إلى بيت العريس. وترمز تلك الزيارات المتبادلة بين العائلتين على عمق العلاقة والصداقة وعدم وجود أي شوائب أو منغصات.
تؤخذ العروس من بيت أهلها إلى منزلها الجديد مرتدية القفطان الوردي، ويُغطى وجهها بقطعة قماش بيضاء، وتبدأ المراسم من أمام بيت شقيقها الذي يبدأ بالرقص على وقع الطبول، ثم يشاركه في ذلك الأقارب.

يُعلّق العلم التركي الذي جلبه العريس وبجانبه قميص رجالي وتنورة نسائية دلالة على حالة التوحد بين الزوجين، ولأول مرة يظهر والد العريس ووالد العروس ويقومان بالرقص معا في إشارة على رضاهما عن الزواج.
وفي تلك الأثناء تقوم النساء بوضع إكليل من الزهور على رأس العروس، ويتم تزيين الحصان الذي ستركبه مما في صندوق أمتعتها من قِبل أهل العريس، وتخرج العروس برفقة أبيها وأخيها ويقومان بوضعها على ظهر الحصان وتسليمها لأهل العريس.
رضا الجمهور.. جولة على الحصان
رقية ذات السبعة عشر ربيعا تخرج لأول مرة من بيت أهلها إلى بيت الزوجية، يرافقها حشد كبير من سكان القرية رجالا ونساء، وفي ميدان القرية تقوم بجولة على حصان يقوده شاب يسمونه سائق الحصان، ويقوم بأداء رقصة، ويجب أن لا يكون مطلّقا أو أعزبا، لهذا فسائق حصان رقية شاب خاطب، وتدل على ذلك الوردة التي وضعت على أذنه.

في تلك الأثناء يستقبل العريس عروسه، غير أن الجمع الذي جلب العروس لا يسمحون بنزولها فورا، ويطلبون منه بعض الطلبات كنوع من اللهو والفكاهة؛ يطلبون منه تقبيل الحصان ثلاث مرات فيفعل، ثم يطلبون منه تقديم الماء لهم، ولا يكتفون بهذا، بل يطلبون منه إعداد القهوة وتقديمها لهم، ويقوم العريس بذلك بكل صبر وهذا الصبر دليل على ما سيتكبده من عناء لدخول عروسه إلى بيت الزوجية.
وفي النهاية ينال العريس رضا جمهور العروس وتُذبح الذبائح بنيّة تخطّي المصاعب، وتمرّ العروس وحصانها من فوق دماء الذبيحة، ويتم نثر حبات القمح على رأسها عند الدخول بنيّة البركة وأمنيات السعادة، ثم يقوم العريس بإنزالها عن ظهر الحصان، وتدخل منزل عريسها. ويؤكد أهل القرية الذين يعيشون في حضن جبل صغير، بأنهم باقون على إرث الأباء ما بقوا على الحياة.
أعراس الأوشار.. إرث الأجيال في قيصري
أما في مدينة قيصري فيبدأ عرس الأوشار من منزل العريس ويستمر ثلاثة أيام، ومع أوائل الحاضرين يبدأ العزف على المزمار ودق الطبول وعادة ما يتم استئجار عازفين لهذا الغرض.
يبدأ الأوشاريون أول أيام العرس بالذبح حيث يصطف الرجال مهللين ومكبرين ليبارك الله الزواج الجديد ويبعد المصائب عن المنزل، وهي عادات قديمة توارثوها جيل بعد جيل.
بعد ذلك يقوم والد العريس وخاله بتعليق علم تركيا، كذلك يعلقون البصل على عمود العلَم، ويسمى “طوزك” وترمز هذه العادة إلى أن البيت الجديد سيقوم على أساس متين، بينما تدل الريشات المغروزة بالبصل على الاستقرار والتجذر.
رقصة النسر.. التحليق إلى الحرية
بعد تعليق العلَم يتم إطعام الضيوف، وأشهر طبق يقدم هو فطائر اللحم، وتجلس النسوة في مكان آخر يتبادلن أطراف الحديث ويتناولن الطعام.
ثم يحضر المغني وينشد أناشيد حزينة، وتتحدث تلك البكائيات عن الماضي ومعاناته، حيث جنح الأوشاريون للعيش بحرية في الزمن الماضي، فتعرضوا للنفي، لتتحول تلك المعاناة إلى أغاني شعبية يشدون بها في مناسباتهم برفقة آلة البزق الوترية، ويعود تاريخ هذه التقاليد للعهد السلجوقي.

أما رقصاتهم فتدور حول الحرية، مثل رقصة النسر الذي يطير فوق الجبال وهي نوع من أنواع الدبكة يقوم الراقص فيها بحركات سريعة مجنّحا بذراعيه كأنما يحلق في السماء، كما أن بعض الرقصات تتحدث عن مقاومة السلطة.
لهو ورقص وطعام.. هكذا يحتفل الرعاة
ينتهي اليوم الأول للعرس وهو يوم مخصص لرقص الفرق الفلكلورية ويقام في ساحة القرية، أما اليوم الثاني فيبدأ أيضا بالرقصات، إذ تقام حلقة رقص للرجال، وتلتحق النساء بهم على أنغام المزامير والطبول، ويستمر اللهو حتى المساء.

فاطمة عروس من قرية قيزيل أوران من مركز بينارباشي التابع لمحافظة قيسيرين، في تلك القرية يعتمد الناس على تربية المواشي، وفيما تجلس النسوة لخَبز الرقاق المسمى “خبز اليوفكا” يقمن بالغناء للترويح عن أنفسهن.
بعد الغروب يحضر المدعوون إلى بيت العروس، وفي البداية يغني أحد أقارب العروس أغنية، أما أهل العريس الذين قدِموا فعليهم اجتياز اختبار حيث يقوم والد العريس بالتقاط بصَلة معلقة بفمه مع إبقاء يديه مربوطتين، هذه العادة تدل على أن أهل العريس سيكرمون كنّتهم ولن يسيئوا معاملتها، ثم تغنّي عائلة العريس والعروس معا أغاني تسمى “ألماني” ويرقصون سويا.
أغاني ألماني.. من تراث عجائز الأناضول
تبدأ ليلة الحناء وتصطف الفتيات صفين يحملن الشموع ثم يشعلنها ويضعنها على الحناء وتمر العروس من خلال الفتيات مرتدية فستانا أبيض وخمارا أحمر يغطي رأسها ووجهها، بعد ذلك تقوم سيدتان مسنّتان بالغناء للعروس أغاني ألماني، وتخرج العروس خارج البيت وتخضب كفّاها بالحناء الذي يتم حرقه، وهي عادة متأصلة في الأناضول، وبعد ذلك تقوم العروس بمشاركة صديقاتها برقصة الدبكة وتنتهي ليلة الحناء.

اليوم الثالث وهو يوم نقل جهاز العروس وأمتعتها لبيت الزوجية، وهي كل تلك الحاجيات التي جُهزت لها منذ زمن طويل، هذه العادة سلجوقية حيث تدل تلك الأشياء التي تأخذها العروس من جهاز ومطرزات وشراشف ووسائدة وأغطية وملابس على مكانة أهلها الاجتماعية والمادية ومدى قيمتها عندهم، وتُعرض هذه الأغراض في إحدى الغرف منذ اليوم الأول من العرس.
موكب أهل العريس.. السَّمَر الكبير
يصل موكب أهل العريس لأخذ العروس، ولا يُقبل بأخذها مباشرة، إذ يقوم وفد من أهل العريس بلقاء وفد من أهل العروس يحمل كل طرف العلم التركي، ويوجه أهل العريس سؤلا لأهل العروس، فإذا كان السؤال الموجه لأهل العروس صعبا لم يعرفوا إجابته حدث بعد ذلك نوع من التدافع والتشابك الهزلي.

بعدها يسمح لأهل العريس بالدخول ويبدأون بالتجمع حول حاملي العَلمين والرقص على وقع المزمار والطبل، ثم يُرحب بالضيوف برَشهم بالكالونيا وتضييفهم بالحلوى، وهو نوع من إكرام أهل العروس لأهل العريس.
ومن فقرات السمر الأخرى لعبة ضرب الأكتاف، إذ يقوم الذي يؤدي الرقصة بضرب أحد الحاضرين بقوة على كتفه، ويدل ذلك على العيش بقوة وحرية والصمود رغم الضربات، وهي رمزية لمغامرات أسلافهم في الزمن الماضي.
عروس في بيت الجيران.. البحث عن مساومة
والآن جاء وقت إخراج العروس، التي انتقلت قبل ذلك إلى بيت أحد سكان القرية، فتذهب النسوة وسط التصفيق، ومن المفترض هنا أن يقوم والد العريس بإقناع أهل المنزل لأخذ العروس عن طريق المساومات اللطيفة أمام النافذة، وأخيرا يقتنعون، وتخرج العروس بفستانها الأبيض مع مرآة خلفها ترمز للسعادة والفأل الحسن. وبعد أخذ العروس إلى منزل ذويها يأتي العريس مع أصدقائه وهو مربوط اليدين بشريط أحمر، ثم يخرجها من بيت أهلها، وتدق الطبول والمزامير.

يجلس العروسان أمام طاولة في ساحة القرية ويقدّم الحاضرون للعروس الذهب والهدايا، ويقوم شخص بتدوين الهدايا المقدمة على دفتر، ثم يقوم أهل العريس بعد ذلك بربط شريط أحمر على خصر العروس، ويبدأ العروسان بتقبل التهانئ.
تنثر حماتها القمح والنقود في استقبالها لتكون حياتها المستقبلية وافرة بالرزق
فاتورة العرس الإجبارية.. زفاف تحت ظل المُصحف
يأتي وقت توصيل العروس إلى بيتها، فتركب السيارة لتنطلق إلى منزل العريس، وفي تلك الأثناء يفك الصِّبية الصغار البصَلة عن العلَم لتقديمها للعروس طلبا للإكرامية “البقشيش”، وعندما تصل سيارة العروس لا يسمح لها بالنزول حتى يدفع العريس البقشيش لإضفاء نوع من المرح والبهجة.

وما أن تنزل العروس من السيارة، تنثر حماتها القمح والنقود في استقبالها لتكون حياتها المستقبلية وافرة بالرزق، ثم يمر العروسان من تحت المُصحف والمرقاق، والمصحف يعني عدم خروج العروس عن تعاليمه، أما المرقاق فيعني أن تنجح مستقبلا في أعمال المنزل.