“تأتون من بعيد”.. التاريخ والذاكرة في مواجهة الصراع والكآبة

تحكي دولت سعدي ابنة المناضل الفلسطيني نجاتي صدقي، والتي ظلت تحمل الاسم الحركي لوالدها فعُرفت باسم “ابنة سعدي” طوال حياتها في روسيا

“كانت صدمة كبيرة لي، ولم أسامح أمي لفترة طويلة لأنها لم تخبرني بالحقيقة، ولأنها لم تقل لي الوداع يا دولشيكا، لقد اختفت وفقط، كانت ضربة قاصمة”.. هكذا تحكي دولت سعدي ابنة المناضل الفلسطيني نجاتي صدقي، والتي ظلت تحمل الاسم الحركي لوالدها فعُرفت باسم “ابنة سعدي” طوال حياتها في روسيا، ولسنوات طويلة من طفولتها وشبابها ظلت تحتفظ بقطعة من القماش الأحمر على هئية رُوب الاستحمام، فقط لأنه كان يحمل رائحة أمها.

نتعرف على القصة الاستثنائية لدولت وعائلتها في فيلم “تأتون من بعيد” للمخرجة المصرية أمل رمسيس، والذي حصد عددا من الجوائز منذ عروضه الأولى نهاية 2018، ولا تزال المهرجانات والتظاهرات السينمائية تحتفي به فيطوف هنا وهناك، إنه فيلم وثائقي مشغول بإنسانية الفنان الملتزم، وهذا ليس جديدا على المخرجة، فهي تستكمل ما بدأته في أفلام سابقة منها “ممنوع” و”أثر الفراشة”.

الفيلم إنتاج مصري لبناني قطري إسباني مشترك، وطوال مدته البالغة 84 دقيقة لا نتأمل فقط فسيفساء الشتات لتلك العائلة الفلسطينية الاستثنائية التي فرقت شملها الحروب والثورات، لكننا أيضا نعايش فصلا من تاريخ العالم الممزوج بالأمل والألم في ظلّ حقبة مثيرة للدهشة من النضال الأممي.

العمل بدوره يستجلب شظايا ثقيلة من حكايات الفاشية التي استقدمت العرب من مستعمراتها ووضعتهم في مقدمة الصفوف الأمامية في الحرب ضد الثورة، ليكونوا أول من يتم التضحية بهم، لكن في الوقت نفسه أيضا كان يتطوع آخرون في الجبهة المضادة -ربما آلاف كما يذكر الفيلم- إذ لم تكن هناك حدود، فعبر آلاف المتطوعين الأمميين الدوليين، وجاءت المئات من المغرب عامي 1936 و1937 للدفاع عن الثورة. لكن ما الذي يربط قصة دولت بالفاشية والنضال الأممي؟ إنه السرد الشخصي الذي نرى من خلاله صورة للحرب ونتائجها على البشر، الذاتي المعبر عن العام والتاريخي والأممي.

دولت.. بداية الحكاية

ترجع بداية الحكاية من القدس، حيث وُلدت البطلة لمناضل فلسطيني يشن هجومه ضد الملكية، كان والداها يعملان بالحزب الشيوعي، والدتها أوكرانية يهودية تعرّف عليها نجاتي في القدس، وإن تم إخفاء ديناتها حتى على الأبناء إلى أن اكتشفوها بالصدفة متأخرا.

كان نجاتي على قائمة الشيوعيين المطلوب القبض عليهم، لأنه كان متمردا على الأوضاع السياسية في فلسطين وضد الاحتلال البريطاني، وتم القبض على الأم بسبب الأب، فقد ربط الحب والقضية بينهما -رغم الهوية الدينية المغايرة والتي بإعلانها قد تجلب مشاكل وتُهم وتشويهات لا حصر لها- وكانت عضوا فاعلا في الحزب.

فجأة تجد الطفلة نفسها بين جدران السجن مع أمها، وسرعان ما يتم اقتراح إيداعها في ملجأ قرب كوسوفا، وبعد سنوات قليلة تحديدا عام 1939 جاءت الأم إلى موسكو وأخرجتها من الملجأ، وأقامتا بفندق في محاولة تعويض ما فات، لكنها فجأة تتخلّى عنها مُجددا كي تلحق بزوجها المناضل ضد الفاشية، ولاحقا ضد الصهيونية. تفعل ذلك من دون وداع، وتفقد الطفلة الثقة بنفسها، إذ تشعر أنها من دون عائلة أو بلا أهل.

تبقى الصورة مبتورة إن لم تُكمل شقيقتها الصغرى هند الحكاية عن بقية الأجزاء والتفاصيل الغائبة

آثار الحرب

الحكي الذي نُعايشه من جانب دولت يُقدم لنا طرفا من الصورة التاريخية والعائلية، أجزاءا من الفسيفساء ناصعة حادة كنصل السكين، كانت أثناءها قادرة على تحديد المشاعر بدقة وصدق، والقبض عليها وتجسيدها في كلمات تُفسح لها في قلوبنا مكانا مُوَشّى بالتعاطف الكبير. ملامح وجهها والأخاديد المحفورة في وجهها لم تقف حائلا، بل كانت آسرة ولها جمالها الخاص، الاعتراف بالصراع الداخلي واستعادة الألم وشعور الفقدان والإحساس بالنقص لم يُخفِ الصفاء الداخلي الذي تتمتع به.

لكن تبقى الصورة مبتورة إن لم تُكمل شقيقتها الصغرى هند الحكاية عن بقية الأجزاء والتفاصيل الغائبة، فتتنقل بينهما المخرجة بسلاسة كبيرة فتنفي المسافة والزمن، تنفي الفراق واختلاف اللغة، فدولت تتحدث الروسية ولا تعرف العربية، بينما هند لا تفهم الروسية ولا تتحدثها، لكنهما تحاولان التواصل وينجحان.

هند التي لا تزال تحتفظ بتاريخ وميراث والدها من صور فوتوغرافية ومذكرات؛ تُكمل ملامح الفسيفساء لحكاية والديها اللذين بقيا لمدة عامين بالسجن، ثم خاضا رحلة طويلة بجوازات سفر مزورة للقيام بمهمة سرية في القدس وحيفا وعكا وصور وبيروت، ثم برلين ومنها إلى باريس لإصدار مجلة عربية تدعو للثورة ضد الاحتلال.

استمرت رحلتهما المشوبة بالمغامرة والمخاطرة لمدة ثلاث سنوات، حتى إنها ترى في قصة والدها نوعا من الدراما السينمائية، وتبرر تخلي الأم عن طفلتها دولت بأن والديها كانا في القائمة السوداء، كانا تحت التهديد المستمر، وكانت الأم متأكدة أنها ستعود بعد سنة لتأخذها من الملجأ، لكن الأقدار كان لها تصاريف آخرى، واستمر فعل الشتات الذي لازم الأم الأوكرانية أيضا التي تستعيد هند بضع من كلماتها: “عشت عمري في شتات، واعتقدت أنني سوف أستقر في لبنان، ولم أتخيل في عمري أن أموت في دولة غريبة”، لكنها ماتت في اليونان، وكذلك والدهما.

الحرب وآثارها حاضرة بقوة في شريط رمسيس، فمثلما نسمع مقتطفات من مذكرات نجاتي عن رحلاته ونضاله الأممي، تستعيد دولت آثار تجربة الحرب في الملجأ

 

الحرب في الملجأ

إنها قصة استثنائية لعائلة فلسطينية تفرق أفرادها بسبب اضطرابات شهدها العالم القرن الماضي، بدءا بالحرب الأهلية الإسبانية التي حارب فيها الأب نجاتي صدقي ضد الدكتاتور فرانكو، مرورا بالحرب العالمية الثانية، وانتهاء بالحرب الأهلية اللبنانية التي جعلته يتخذ قرار الرحيل إلى اليونان.

الحرب وآثارها حاضرة بقوة في شريط رمسيس، فمثلما نسمع مقتطفات من مذكرات نجاتي عن رحلاته ونضاله الأممي، تستعيد دولت آثار تجربة الحرب في الملجأ فتقول “في سنة 1940 و1941 حلقوا لنا شعورنا بالكامل، لم يعرف أحد منا شيئا عن والديه، لقد أثرّت الحرب علينا تماما، كانت هناك مجموعة كبيرة من البلغاريين والألمان، وكانت المعلمات تُدرس لهم لغاتهم الأصلية للحفاظ عليها، رغم أن جميعهن كن يتحدثن باللغة الروسية، الأطفال الذين يتحدثون العربية كان عددهم قليل لذلك لم نتعلمها، ولذلك أيضا كانوا يقولون لي أنت روسية”.

في الملجأ هناك مَنْ ساعد دولت على تجاوز محنتها، تتذكر ماريا التي أعانتها على استعادة ثقتها بنفسها، لكن أيضا لا يمكن أن نغفل أن الأسلوب الحياتي الذي تدربت عليه دولت في طفولتها بهذا الملجأ والذي ظلت تمارسه في حياتها؛ غرس فيها عادات إيجابية، ومنح شخصيتها قوة وصلابة وقدرة على الصمود وتجاوز المحن والأزمات.

صحيح أن دولت كان تُريد أن تعود لتعيش في كنف عائلتها، صحيح أنها عاشت مشاعر الفقدان طويلا، وتحملت تجربة شديدة القسوة، وصحيح أن والدها حاول استعادتها عقب انتهاء الحرب، فهي نفسها تقول “بذل أبي كل ما في وسعه ليأخذني من الملجأ عام 1946، فبعد انتهاء الحرب في 1946 كانوا يعيشون في فلسطين، لكن الروس لم يتركوني أرحل، لم يتركوني، أرسلوا أوراقي إلى القنصلية الإنجليزية لكنهم أرادوا أن يعاقبوه”.

الحكي الذي نُعايشه من جانب دولت يُقدم لنا طرفا من الصورة التاريخية والعائلية

مشاعر متناقضة وصراع معتمل

رغم ذلك، فإن التساؤل الذي يطرح نفسه؛ هل حقا كانت دولت ستُكيف حياتها وتُعيد تشكيل ثقافتها لو عادت إلى والديها فتتحمل البقاء في المجتمع العربي وتصبح شخصا آخر غير الذي صارت عليه في روسيا؟ خصوصا عندما تقول: “في عام 1946 كان من الممكن أن أبدأ حياتي في الشرق مع عائلتي، كان عمري 16 عاما حيث لا يزال المرء يكبر”، فهل حقا كانت دولت ستتحمل ما لم تستطع تحمله لاحقا؟

دعونا نناقش الأمر من وحي تجربتها التي سردتها بنفسها، فبعد أن أخبرت الصليب الأحمر ذات يوم برغبتها في زيارة أهلها في لبنان ساعدوها، وبالفعل زارتهم ربما ثلاث مرات، وهنا تظهر أول صورة تجمعها بعائلتها في بيروت، حيث تبدو في الـ18 من العمر أو ربما أوائل العشرين.

لكن اللافت هو كلام دولت عن مشاعرها المتناقضة والصراع المعتمل بداخلها آنذاك مع كل زيارة للأسرة، فبصدق وجرأة كبيرة تقول “كنت أقف في صف أمي، كانت تطبخ وترتب الغرف وتغسل، لم تكن تتوقف عن ترتيب المنزل، بينما باقي أفراد الأسرة تجلس لتحتسي القهوة، لم أفهم هذا الوضع فعقليتي كانت مختلفة، وبدأت أشعر بالغضب”، فيكون رد سعيد أخي “كفى أيتها العربية الحمراء”، لم يكن بمقدوري فعل شيء سوى أن أرسم، فعندما كنت أصل إلى موسكو أشعر أنني أخيرا هنا، ودائما نفس الصراع والشعور بالكآبة.. لقد كان كابوسا”.

اللافت أيضا أن اللوحات التي رسمتها دولت بتلك الفترة نرى في بعضها نساء وحمير، نساء يحملن على رؤسهن أحمالا وفي أيديهن أثقالا، وكذلك الحمير تحمل فوق ظهورهن بيوتا وأحمالا، مما يُعيدنا إلى مقولة سيمون دو بوفوار “الأنثى لا تُولد امرأة، ولكنها تُصنع”.

عاشت دولت طفولتها ومراهقتها -أي سنوات التكوين الأكثر تأثيراً في حياتنا- في ثقافة مغايرة، إذ تصف حياتها بالملجأ “تعلمنا أن نعمل، وأن نكون مبدعين، كنا سعداء لأن حياتنا كانت غنية، كنا نغني في كورال، وتعلمنا التصوير، كانت لدينا ورشة نصنع فيها الملابس”.

إذن عندما تتكلم دولت عن تناقض الشعور، وعن الرغبة في الحياة مع الأهل، وفي الوقت نفسه عدم احتمال تلك الحياة ذاتها التي تشتاق إليها، وحديثها عن أنه عندما ينفصل الإنسان عن مكان ميلاده ويعيش في بيئة بعيدة مختلفة، يكون مثل شجرة اقتُلعت من جذورها وبيئتها، ينتابني شعور بأنه كلام مثالي وعواطف ناجمة عن النوستالجيا (الحنين للماضي) وسنوات الحرمان من الأسرة، لكن واقعيا لو عاد الزمن للوراء هل كانت تقبل دولت بأن تعيش في ظل ثقافة كانت تُشكل عبئا عليها؟

“تأتون من بعيد” فيلم وثائقي منسوج بلغة سينمائية وبشاعرية تبدأ من العنوان المقتبس من قصيدة لأحد أعظم شعراء القرن العشرين الإسباني روفائيل ألبرتي

السرد البصري والكاميرا

لا شك في أن “تأتون من بعيد” فيلم وثائقي منسوج بلغة سينمائية وبشاعرية تبدأ من العنوان المقتبس من قصيدة لأحد أعظم شعراء القرن العشرين الإسباني روفائيل ألبرتي، والذي شارك في الحرب ضد فرانكو، ثم نُفي ولم يعد إلى وطنه إلا بعد وفاة فرانكو، وإن كان اختيار العناوين الشاعرية ليس جديدا على المخرجة فعملاها السابقان يحملان عناوين قصائد “ممنوع” لأحمد فؤاد نجم، و”أثر الفراشة” لمحمود درويش.

يبدأ “تأتون من بعيد” بإطلاق النيران، والقصف والوهج يملأ السماء على شاشة التلفاز عندما كان يتم تدمير بغداد عام 2003، ثم صوت الراوية التي تقوم بالتعليق الصوتي وكأنها تقرأ خطابا كتبته “عزيزي كارلوس الذي قرر الذهاب ورفاقه إلى العراق فور إعلان الحرب، على أمل وقف غزو الأمريكان.. حكيت لي عن العرب الذين جاؤوا للدفاع عن بلدك منذ سنوات بعيدة..”، وكأنها بتلك البداية لا تذكرنا فقط بالقصف المتشابه للمدن، ولا بالتشابه بين الناس حيث يحاصرهم الخوف وقت الحروب، لكنها تُعيدنا إلى التضامن ووميض من الأممية.

بعد أن يرتفع صوت الطلقات والتفجيرات عاليا تُظلم الشاشة ثم تفتح من جديد على اللون الأخضر للطبيعة، إنها استعادة الحياة بعد الموت، وهنا وسط كل هذه الأشجار وعلى الطريق في موسكو تتابع الكاميرا رحلة صعود دولت للطريق المرتفع بتؤدة وإصرار، ثم بعد مرور نحو 27 دقيقة تعود المخرجة إلى نقطة البداية مجددا، إلى بغداد في لحظات القصف، إلى الحرب بالصوت والصورة بلقطة أرشيفية من التلفاز، لتؤكد تشابه المدن والقصف، ثم تذكرنا بأنه في عام 1936 عندما انتصرت الجبهة الشعبية في فرنسا وفي إسبانيا تحت شعار الجبهة الشعبية؛ نجح تحالف العمال والفلاحين والأحزاب اليسارية في أن يكسب الانتخابات 1936، وبسبب ذلك آمن الكثيرون بل الملايين أن الأحلام يمكن لها أن تتحقق.

استعانت أمل رمسيس بأرشيف خمس جهات

أرشيف النكبة والعائلة والفاشية

استعانت أمل رمسيس بأرشيف خمس جهات كما يتضح من تتر الفيلم، سواء ما يتعلق بالحرب ضد فرانكو والفاشية أو نكبة فلسطين، إلى جانب أرشيف العائلة الفلسطينية. ورغم أهمية اللقطات الأرشيفية، فإنها لم تكن كافية للسرد الطويل على لسان بطلتي الشريط الوثائقي، فقامت المخرجة بتصوير لقطات بصرية عديدة للطبيعة بتفاصيلها، خصوصا في موسكو لمحطات المترو، لبالونة مقيدة تطير في سقفه، للمتاحف، مثلما قدمت لقطات مهتزة مصورة من قاع مركب للبحر والكاميرا تقترب من شاطئ بيروت.

اعتمدت كذلك على لقطات مطولة لوجه وتفاصيل ملامح دولت، ورغم طولها لم نشعر بأي ملل، بالعكس كنا متجاوبين معها. فقط ما أتحفظ عليه هو أنه في بعض اللقطات كان الكلام على لسان دولت يتم خارج الكادر، بينما نرى لقطات أخرى لها بتفاصيل وجهها. شخصيا كنت أُفضل أن أرى تعابير وجهها وملامحها وهي تروي مأساتها.

أيضاً الجزء التاريخي عن النضال الأممي ضد الفاشية بدا وكأنه فصل مستقل طويل نسبيا، ويكاد يفصلنا عن دولت وعائلتها، وذلك رغم أهميته ورغم ارتباطه الوثيق بشخصية نجاتي صدقي، لكنه كان يحتاج إلى محاولة أخرى في السرد، وأسلوب يجعله متمازجا ومنسوجا مع حكايات الشقيقتين فلا يبدو كأنه كتلة منفصلة.

أغلب اللقطات وحركات الكاميرا تم توظيفها تعبيريا

نشيد الأممية

رغم ما سبق فإن أغلب اللقطات وحركات الكاميرا تم توظيفها تعبيريا، حتى الكاميرا المهتزة بدلالتها عن الشك فيما يُطرح من أفكار ورؤى، أما أجمل اللقطات التعبيرية الموشاة بالدلالة الساخرة المؤلمة، فتلك التي تخص نشيد الأممية، إذ بينما نسمع المطربة ريم البنا تصدح بصوت جهوري:

نشيد الأممية يُوحد البشر بجموع قوية

بركان فكر في اتقاد

هذا آخر انفجار

هيا نمحق الظلام

نحطم القيود

كونوا أنتم الوجود

بجموع قوية.. هبوا

بذكاء فني ساخر وكاشف تجعلنا أمل رمسيس بينما نسمع نشيد الأممية نرى لقطات لتوحش عادات الاستهلاك، لقطات لأشهر ماركات الحواسيب والأجهزة التكنولوجية، تصدمنا بالتناقض الصاخب بين كلمات التضامن الأممي والإعلانات المُعبرة عن الثورة الشرائية وإعلانات أحدث الأزياء، ومحلات الملابس وتكالب الناس عليها في جموع كأنهم ذاهبون للحرب، وهو اختيار سينمائي يقول لنا بوضوح لماذا اختلف العصر، ولماذا اختفت الأممية؟ إنه التحول في ميول الناس، أو بالأحرى استعباد الناس وجعلهم يلهثون وراء كل جديد. ربما يُفسر ذلك جانبا من التحول في الغايات والأهداف.


إعلان