حركة “الراستفاري”.. صرخة المسيح الأسود في وجه الرجل الأبيض

“إن الرجل الذي لا يعرف تاريخه ومنبع ثقافته هو تماما مثل الشجرة التي لا جذور لها”.
عندما تنبسط الهضبة لتفسح الأفق نحو السهول الغنية بالبحيرات والمزارع وبساتين الفاكهة وآلاف الهكتارات من البُن، تقودك الطريق إلى بلدة “شاشامني” في الجنوب الإثيوبي.
في هذه البلدة يتحدث الناس كثيرا عن الغيبيات والروحانيات ويرقصون ويغنون ويَهيمون وَجدا في تعاليم وأقوال شخصيات مقدسة تنادي بانعتاق الأفارقة من الاستعباد الغربي وتقدم تفسيرات خاصة بهم للإنجيل، ولكنها في ذات الوقت تحترم كل الديانات وتؤمن بأن غايتها واحدة.
هؤلاء هم أتباع عقيدة “الراستفاري” التي باتت جزءا من النظام الديني للعالم، ويصنفها كثيرون ضمن المعتقدات الإبراهيمية لكونها ترتكز على الإنجيل. وأبرز المؤثرين في الحركة الجمايكي “ماركوس غارفي” الذي هو نبيّها الأول، والإمبراطور الإثيوبي الراحل “هيلا سيلاسي” الذي يعتبرونه تجسيدا للرب، والمغني “بوب مارلي” الذي تنقل موسيقاه تعاليم الإله إلى الجمهور.
وفي فيلم بعنوان “الراستفاري.. العودة إلى أفريقيا”، تبحر الجزيرة الوثائقية في ماضي وحاضر هذه الحركة، وتتحدث لأتباعها حول شخصياتهم المقدسة والمؤثرة ومشاغلهم وطقوسهم وظروف عودتهم من الغرب إلى “الأرض الممنوحة في إثيوبيا”.
“ولدتُ في بطن الوحش”.. اكتشاف الذات
يتحدث المغني والمؤلف الموسيقي “راسي سيدني سلمون” في الوثائقي عما يسميه الصحوة العَقدية والفكرية لأتباع الحركة وكيف يكتشفون هوياتهم وذواتهم. ويقول: الآن لدينا هذا الرجل الأفريقي، بشرته سوداء داكنة اللون، وهو يحمل علامة السيد المسيح.. كيف يكون ذلك؟ ما الذي يجري هنا؟ من المفترض أننا بلا هوية. ومن هنا بدأ العقل ينفتح، وبدأ الإنسان الأسود يراجع فلسفته وإيمانه وعقيدته؛ من أكون وما هو تاريخي؟ بدأ ضميره يصحو وبدأت دواخله الكامنة تخرج؛ ذلك هو رجل “الراستا”.

أما “راس إليكس”، فيبرّر تركه لفرنسا والاستقرار في بلدة “شاشامني” بالقول: لقد ولدت في باريس، يعني ذلك أنني ولدت في بطن الوحش، لأن أوروبا -وخاصة فرنسا- تمثل النظام الاستعماري، وهي من استعمر الجزء الأكبر من أفريقيا.. إنها المكان الذي أتيت منه.
هيكل صهيون المقدس.. انقطاع للعبادة
يبدو “إليكيس” سعيدا بأن قدرة “الراستفاري” مكنته من الهروب من ذلك السجن والعودة للوطن، “ففي “شاشامني” هيكل صهيون المقدس الأول في أفريقيا وأنا فخور وسعيد جدا، لقد حققت حلمي بالعودة إلى الوطن، وطني الجميل أفريقيا”.

ومن داخل البلدة يعرض الفيلم مشاهد أبقار ترعى بجنبات البساتين، وعربات تجرها الحمير في الطرقات، وشابات يرتدين ثيابا مزركشة، وأطفال يمرحون ويبتسمون.
وبينما ينهمر المطر ينتقل فريق العمل إلى بلدة قريبة من “شاشامني” تدعى “واندو غاندس”، حيث كان الإمبراطور “هيلا سيلاسي” يقضي وقته للتعبد، واقتطع 120 هيكتارا من الأرض، ومنحها للأفارقة الذين أخذتهم العبودية بعيدا عن أفريقيا، في حال رغبوا في العودة.
نبوءات “غارفي”.. تتويج الملك الأسود
يروي “راس موريس لي” -وهو أحد رواد العودة- أن “ماركوس غارفي” أخبرهم أن جميع المصلحين العظماء جاؤوا لإحداث تغييرات في العالم لجعله مكانا أفضل للجنس البشري. فقد كان “ماركوس غارفي” ينادي بأن تكون أوروبا للإنسان الأبيض وآسيا للشعوب ذات البشرة الفاتحة وأفريقيا للإنسان الأسود الذي عليه أن يعود لوطنه.
ولا تنظر الحركة إلى الإمبراطور الإثيوبي السابق “هيلا سيلاسي” كزعيم أفريقي فحسب، وإنما تعتبره مخلّصا حقيقيا ومسيحا أسود، إذ سبق أن بشّر به “ماركوس غارفي”.

ويوضح “راس موريس لي” بقوله “في العشرينيات قال النبي الجامايكي العظيم “ماركوس غارفي”: أبقوا أعينكم على أفريقيا لأن ملكا أسود سيتوج هناك وعندها قوموا إجلالا له وسوف يحرركم”.
وفي عام 1930 عندما تُوج “هيلا سيلاسي” ملكا لإثيوبيا، كانت إثيوبيا حينها البلد الوحيد في أفريقيا الذي لم تغزه أوروبا، لكن الغزو حصل بعد ذلك بسنوات قليلة.
سلالة سليمان.. العاهل الـ225
ووفق معتقدات الحركة فإنه -أي هيلا سيلاسي- من بين جميع ملوك العالم ظهرت في حياته روح الألوهية، وكانت لديه علامة يقولون إنها من علامات المسيح.
وتظهر في الوثائقي صور قديمة للإمبراطور وهو يعتلي حصانا، وبجانبه رجال يمسكون سيوفا ويرتدون جُببا ناصعة البياض.

وفي لقطات أخرى، يحضر الملك احتفالات بينما يصدح التلفزيون: “أيها الأمراء والوزراء، أيها النبلاء وقادة الجيش، أيها الأساتذة والقساوسة، أيها الشعب الأثيوبي، أجلّوا إمبراطورنا “هيلا سيلاسي” الأول، الذي ينحدر من سلالة “منليك الأول” الذي ولد من سليمان وملكة سبأ، وهي السلالة التي استمرت دون انقطاع منذ ذلك الوقت إلى الملك “هيلا سيلاسي”.
ووفق أتباع الحركة فإن صلة الرحم والدم كانت تربط “هيلا سيلاسي” بيسوع، إذ أنه يمثل العاهل رقم 225 من العائلة السليمانية، وسليمان هو ابن داود، ويسوع المسيح ينحدر من الخط السليماني.
أرض في الإنجيل.. تفسيرات الرجل الأبيض
ولربط الحركة بالمسيحية الأولى تقول “لورنا كورتيس” مديرة مدرسة “شاشامني”: إنك تقرأ عن إثيوبيا في الكتاب المقدس، ذكرها يتردد في الكتاب المقدس من بدايته إلى نهايته.
وتبدو “كورتيس” سعيدة لتمكنها من المشي على هذه الأرض الضاربة في القدم، وتصفها بـ “التي قرأنا عنها في الانجيل”.

وتقول: ويؤمن الأسباط الـ 12 بأقوال الإمبراطور ويبشرون بيسوع المسيح بوصفه المنقذ الأوحد، بوصفه الاسم الوحيد الذي يمكن أن ينقذك لأننا أهل الكتاب المقدس.
ويرى أتباع حركة “الراستفاري” أن الرجل الأبيض الأوروبي فسر الإنجيل لصالحه، واقتاد آباءهم وأجدادهم واستعبدهم واستعمرهم، ولن يكون منطقيا أن يبصّرنا بالكتاب المقدس، لأنه سيقوم بتأويله لخدمة مصلحته الخاصة ليبقينا عبيدا له.
وفي حديثه عن الإمبراطور يقول الباحث في تاريخ الحركة “راس ريكالدو مارش”: لقد رفض الكتاب المقدس لأنه كتاب أوروبي، جلالته قال: لدينا في أثيوبيا أقدم نسخة من الكتاب المقدس”.
ثلاث أمم وثلاثة أشقاء.. مسيح للجميع
وتعود الكاميرا مرة أخرى للمغني والمؤلف الموسيقي “سيدني سلمون” فيتحدث عن أجداد البشرية وأعراقها وألوانها ومناطق توزعها في مختلف أنحاء العالم.
يقول: كان لنوح ثلاثة أبناء: سام وحام ويافث، وقد وُلد سام أولا، وهو يمثل آسيا حاليا، ثم تبعه حام وهو أبو الأفارقة، والثالث يافث وهو والد الأوروبيين. ثلاث أمم وثلاثة أشقاء، لكن السيد المسيح يسمو على ذلك وهو مِن ولد سام، لكنه أتى من أجل البشر جميعا، وهو يسمو على كل شيء”.

وفي هذا المحور يقول “راس موريس” -أحد رواد العودة إلى أفريقيا-: لا يقتصر الأمر على أن للمسيح ابنا أسود وابنا أبيض وابنا بنّيا، كلا، لقد كانوا جميعا بلون واحد ولكنهم ذهبوا إلى أجزاء مختلفة من أنحاء العالم.
أما الباحث “مارش” فيقول “جاء جلالته ليذكّر الناس بأن المسيح إنما هو كما وعد الرب داوودَ قبل آلاف السنين: “من ثمار نسلِك ومن لحمك ودمك سأبعث المسيح”، وقد كان، فيسوع المسيح رفع إلى السماء ليجلس على عرش داوود.
الاستعمار الإيطالي.. الحرب المقدسة
إن تقديس الإمبراطور الإثيوبي لم يأت من فراغ، بل لكونه خاض حربا ضد الغزو الإيطالي لبلاده، وكان من أهم الزعماء الذين نادوا بوحدة أفريقيا، وطالب الأفارقة بترك الغرب والعودة لبلدانهم.
ويعرض الفيلم صورا من الحرب الإيطالية الأثيوبية 1935، تتضمن تدريبات للجنود وأسرابا من الطائرات في الجو، ومدرعات وآليات عسكرية على الأرض.
لقد كانت هذه حربا مقدسة في نظر أتباع الإمبراطور حتى من خارج إثيوبيا، وقد أنشأ السود في جامايكا وبعض جزر الكاريبي صندوقا لدعمه.

وحسب “ماركوس غارفي” النبي الأول لحركة “الراستفاري” فإن الإمبراطور “هيلا سيلاسي” يمثل تجسيدا للرب.
ويقول سلمون: نحن في أفريقيا نقول كما قال “ماركس غارفي” من قبلنا: إله واحد وهدف واحد ومصير واحد.. البشر يدعمون الرب بأسماء وتصورات مختلفة ولكنهم يتحدثون عن الإله الواحد.
سوف تحترقون.. نبوءة الإمبراطور بالحرب العالمية الثانية
يروي الباحث “مارش” قصة سفر الإمبراطور إلى “عصبة الأمم” (الأمم المتحدة سابقا) في جنيف، حيث أطلعها على ما قامت به إيطاليا في بلاده، وتساءل أمام الجميع: ماذا أقول عندما أعود لشعبي الأعزل، هل أقول لهم إن العالم قد أدار لنا ظهره؟ الله والتاريخ يسجلان قراركم الذي اتخذتموه اليوم.
ولم يكتف بهذا التساؤل، بل أخبر الأوروبيين بأنهم سيحترقون، ولذلك كان جميع من سمعوا عن ذلك لاحقا يقولون إن جلالته نبي لأنه تنبأ بأن أوروبا ستحترق.

وعندما عاد الإمبراطور “هيلا سيلاسي” لم يأمر بقتل الإيطاليين بسبب ما فعلوه بالإثيوبيين وإنما قال “لا تجوز أذيتهم، وإذا فعلتم فلن تكونوا أفضل منهم.. من أراد أن يرحل فاتركوه يرحل، ومن أراد البقاء لإصلاح ما تسبب في إتلافه فاسمحوا له بالبقاء”. لكن التاريخ يقول إن معظم الذين عادوا منهم أصيبوا بأمراض مثل العمى والجذام، ولذلك كان من الأفضل لهم البقاء هنا وإصلاح ما أفسدوه، وفق المؤرخ مارش.
حركة “الراستفاري” في جوهرها إنما هي نوع من المقاومة والتمرد على التاريخ أكثر من كونها نسقا فكريا متكاملا، ذلك أن تأثيرات المنشأ وسياق التأسيس ألقيا بظلال كثيفة عليها حتى كادت تصيّرها صراعا أو صرخة في وجه الأبيض المستعبد.
ومن مقولات “غارفي” أن أفريقيا أطعمت العالم كله عندما كانت في أوج عظمتها وستفعل ذلك مرة أخرى.
يوم مشهود في جامايكا.. عطلة للملكة إليزابيث
كان الـ21 من أبريل/ نيسان 1966 يوما عظيما في تاريخ الحركة حيث زار الإمبراطور الإثيوبي جامايكا، وترسخ لدى “الراستا” مفهوم المخلّص بعد أن لوّح لهم بالتحية. يومها قدِم الناس من كل صوب وحدب ومن سفوح الجبال وغصّت بهم منطقة المطار، يسوقهم الحماس والرغبة في رؤية رجل يعتبرونه زعيما ونبيا وإلها.

وقبل هبوط الطائرة، هطلت أمطار غزيرة وتدفق الناس إلى مدرج المطار، وفقدت الشرطة السيطرة على الوضع، ليقوم أحد أتباع الحركة بالحديث للحشود ويطلب منهم الهدوء حتى يتمكن الإمبراطور من الخروج من الطائرة وبدء الزيارة.
جاب الإمبراطور الشوارع وكان الجميع يلوحون له بالعلم الإثيوبي وأضرموا النار في العلم البريطاني، وأعلنوا أن “هيلا سيلاسي” هو ملكهم ابتداء من اليوم.
ويقول المؤرخ “راس مارش”: أجبرنا الملكة “إليزابيث” على أن تكون في عطلة رسمية لمدة ثلاثة أيام، لم نرفع خلالها غير العلم الأفريقي.
الهجرة إلى الحبشة.. شكرا يا أبي
بعد الزيارة الشهيرة للإمبراطور “هيلا سيلاسي” إلى جامايكا، شهدت “شاشامني” قدوم زوجين من الأمريكيين الأفارقة، ثم لحقهما جامايكي، وبدأت أعداد العائدين تتكاثر شيئا فشيئا.
وقد تحدث “راس موريس لي” -وهو أحد العائدين- عن الظروف الصعبة التي رافقت قدومه إلى “شاشامني” قائلا: “لم أكن أملك حتى ملعقة أو شوكة.. انظر إلى ما ساعدني الله على إنجازه أنا وعائلتي”، في إشارة إلى الأرض الخصبة التي يعمل فيها ويسكنها.

ويؤمن هذا العائد من الغرب إلى بلدة بجنوب أثيوبيا أن عليه فقط أن يحمد الله وأن يقول “شكرا، يا أبي على كل الأشياء التي فعلت من أجلي”.
أما صاحبة المطعم “جوان دوغلاس” فتروي أنها قدمت للبلدة قبل 39 عاما، وحينها كانت الأمور صعبة جدا إذ كان النهر هو مصدر المياه الوحيد، ولكن البلدة شهدت تحسنا في مختلف مناحي الحياة.
لقد كان الإمبراطور “هيلا سيلاسي” يقول إن إثيوبيا بإمكانها أن تستوعب السود الذين يعيشون في الغرب.
موسيقى “بوب مارلي”.. رسالة الإمبراطور إلى العالم
إذا كان “كارلوس غارفي” هو نبي الحركة و”هيلا سيلاسي” تجسيدا للإله المخلّص، فإن هناك شخصية أخرى لعبت دورا مهما في مسار “الراستا”، إنه المغني الجامايكي “بوب مارلي” الذي زار بلدة “شاشامني” وغنى لها مما جعلها تلفت أنظار العالم.
لقد كانت موسيقى “الريغي” وسيطا لنقل رسالة الإمبراطور إلى العالم، وكان الناس يعتبرونها ثورة، مما دفع “راس إليكس” وآخرين لاعتناق الراستا. “إليكس” الذي كان يشكو من ضياع الذات في فرنسا اكتشف هويته وجذوره وثقافته من خلال موسيقى “مارلي”.

وليس هذا التمرد إلا ترجمة علمية لتعاليم “ماركوس غارفي” الذي يقول: إن الرجل الذي لا يعرف تاريخه ومنبع ثقافته هو تماما مثل الشجرة التي لا جذور لها.
لقد جذبت موسيقى “الريغي” الآلاف من مختلف بقاع العالم، ودفعت الحركة للانفتاح على مفاهيم السلام والتعايش السلمي ونبذ الحروب، دون أن تتخلى عن تفسير “غارفي” للإنجيل.
الله أكبر، يسوع عظيم، محمد عظيم
لعل الولع الروحي يدفع “الراستا” للغرائبية في كل شيء، فيتحدثون عن الديانات جميعها، ويقرؤون الكتب السماوية الثلاثة، ويتحركون بحرية في جوانب المعرفة، ويبتدعون دورهم للعبادة، بحيث لا تشبه دور غيرهم، ويسلكون إلى الصعود طرقا مختلفة.
ويقول المغني “سلمون”: الخلاص يكمن في أن يقوم الإنسان بتغيير في تفكيره السيء وأن يسوقه نحو الألوهية.. الدين يجعل ذلك ممكنا.

ويتابع: نتعرف على إخوتنا من خلال أرواحهم سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو كاثوليكيين أو شيئا آخر، ومن كان أخا في الألوهية فسنتعرف عليه، فهو يُظهر ثمار تلك الروح وهي: الصبر والطيبة والاعتدال والمحبة، هناك إله واحد.. الله أكبر، يسوع عظيم، محمد عظيم، جميعهم يمثلون إلها واحدا.
ويعرض الفيلم مقطعا من أغنية للراستا حول الصلاة والسلام على النبي الكريم محمد.
المذاهب الأربعة.. نسمو فوق ما يقسمنا
تتألف “الراستا” من أربع طوائف حول العالم وهي: “بوبوشانتي”، “نيابينغي”، عشائر بني إسرائيل، وطائفة “اي اف دبليو”. ولا توجد فروق كبيرة بينها، ولكن الأخيرة منها لا تؤلّه الإمبراطور، وبعضها نباتي ولا يقرب الكحول.
ويؤثَر عن الإمبراطور قوله: إن الدين للفرد، أما الدولة والبلد فللجميع ونحن نتمسك بذلك، وقد حان وقت التوحد، ومن الأهمية أن نسمو فوق ما يقسمنا.

وللتقارب مع المجتمع المحلي، بنَت حركة “الراستفاري” مدرسة في “شاشامني” في إطار استشعار معاناة العائدين، والوعي بأهمية تطوير الحياة في أفريقيا.
وتقول مديرة المدرسة: كنت في المنظمة في أمريكا، والآن أنا هنا أعمل مع المجتمع. مجيئي إلى هنا يمكنّني من إحداث الفرق في حياة الأفراد بشكل يومي.
انقلاب عسكري في إثيوبيا.. سقوط المُخلّص
في منتصف السبعينيات واجهت الحركة أزمة حادة كادت أن تعصف بها وذلك عندما نفذ الجنرال “منغستو هيلا مريام” انقلابا على الإمبراطور “هيلا سيلاسي” واستولى على الحكم، ولاحقا ألغى النظام الملكي في البلاد.

هذا التطور جعل الحركة تعيد تفسير كل شيء، ولكنها ما تزال تؤثر في أقلية من المجتمع الإثيوبي، ولها أتباع في جامايكا ومناطق أخرى، وما يزال العائدون إلى إثيوبيا تغمرهم السعادة بالعودة إلى الأرض الممنوحة.