“سوق تسكيجي”.. بقعة من تاريخ طوكيو تمحوها الألعاب الأولمبية

سوق تسكيجي هو واحد من أعرق أسواق السمك في طوكيو وأقدمها، ويصل معدل مبيعات التجار فيه يوميا إلى ما قيمته 14 مليون يورو، وفيه أكثر من عشرة آلاف عامل، لكن رغم ما يعنيه السوق لكثيرين -وخاصة التجار والمستثمرين- فإنه سينقل إلى مكان آخر رغما عن أنوفهم، إذ ادعى منظمو الألعاب الأولمبية أن ملكية هذه الأرض الواقعة وسط طوكيو تعود إليهم.

وتحت عنوان “سوق تسكيجي.. البداية الجديدة” بثت الجزيرة الوثائقية فيلما يروي قصة حزن التجار والناس العاديين على تجريف هذه البقعة العريقة من مدينة طوكيو.

اختبارات الضوء والأصابع.. مزاد التونة العلني

يشعر التجار بالأسى لأنهم خلال أيام معدودة يجب عليهم الانتقال إلى مبنى جديد يشبه المطار. وهذا “هيروكي فوجيتا” أحد أشهر تجار السوق، يبدأ يومه عند الساعة الثالثة فجرا، فيحيي ذكرى والده المتوفي الذي علمه هذه التجارة، ثم يبدأ عمله بتفقد الطلبات التي وصلته من أشهر مطاعم طوكيو، وكذلك يطلع على أحوال الطقس في سواحل اليابان.

يقول “هيروكي”: أتفقد أحوال الرياح والأمواج على المرافئ، فإن لم تصل السفن إلى هناك فلن نحصل على التونة الطازجة، وسيكون عليّ البدء في وقت أبكر بعد تغيير موقع السوق، لأن المسافة ستزيد قليلا.

يغادر “فوجيتا” شقته الفاخرة متجها نحو مزاد التونة، حيث سيكون يومه حافلا، لكن هل سيجد سمك التونة الذي يتفق مع معاييره العالية؟

يسمح لـ”فوجيتا” ومنافسيه من التجار بإلقاء نظرة على السمك واختبار اليد فقط، ويسمح باستخدام الكاميرات شريطة عدم التقاط إشارات يدوية من المشتركين، وينبغي أن لا يرى أي طرف خارجي قدرة التاجر الشرائية.

يسمح في مزاد التونا فحصها باليد والضوء للتأكد من جودتها

آلاف التجار في المزاد يعرفون بعضهم منذ سنين عديدة، لكن ليست التونة المجمدة هي ما يجذب زبائن “فوجيتا”، فهو يستثمر في مزاد غير علني للأسماك الطازجة، وينتظر أسابيع ليوم كهذا، حيث تباع التونة بأسعار جيدة، بغض النظر عن سعر الأسهم، وقد تباع بعض أسماك التونة بمبالغ تصل إلى ملايين اليوروهات.

يستخدم التجار اختبار الضوء والإصبع لمعرفة جودة التونة. يقول “فوجيتا”: أستخدمها لمعرفة مدى دسامة السمكة، ويتبين بشكل أفضل كمية الدهن الموجودة، وكل واحد يقوم بالأمر بطريقة مختلفة، أولا أنظر إلى الشكل الكلي للسمكة، ثم إلى الجلد وسماكته، وكذلك رائحة السمكة، وهناك شيء لا يعيره الآخرون اهتماما، ولكنني لن أخبركم به. ثم يهرب بسره مختبئا خلف ضحكة صفراء.

“لم تعد الأمور بتلك البساطة”.. بلدية طوكيو تقلب الموازين

تعب “فوجيتا” حتى وصل إلى سوق تسكيجي بعدما كادت شركة والديه أن تفلس، رغم أنهما كرّسا حياتهما لأجلها، لكنه نهض بالشركة وجعلها أكثر شهرة، ويروي أنه عندما كان صغيرا كان يستيقظ كل صباح ولا يجد أحدا في البيت، لكنه يجد ملابسه جاهزة، فيشرب الحليب ويذهب إلى المدرسة بمفرده، وكان يشعر بالوحدة كثيرا.

ارتبط الفشل والنجاح بكل العائلات التي كتبت أسماءها في سوق تسكيجي، سواء من باعة التونة والرنغة، أو سرطان هوكايدو والحبار، أو أي نوع آخر من المأكولات البحرية، وخلال الأسابيع الأخيرة، تأثروا جميعا بقرار بلدية طوكيو تغيير موقع السوق، فكانوا جميعهم ضده، بمن فيهم التاجر “كازونوري كوماكاوا” الذي يتاجر بأنواع متعددة من الأطعمة البحرية. يقول: عندما أصدرت المدينة القرار كنت ضده، لا أريد مغادرة المكان، فالذين اتخذوا القرار هم المسؤولون السياسيون والإداريون، وهناك أرباح طائلة ستجنى.

“كوماكاوا” الوالد يساعد أيضا في أعمال المتجر، رغم أنه في منتصف العقد الثامن من العمر، فهو يرتب أحشاء قنفذ البحر للزبائن، ويحزنه تغيير المكان. ويعلق على الجدل بالقول: فقدت الثقة بكثيرين في أيامي، كنا نعمل كثيرا ثم نجني في المقابل، لكن لم تعد الأمور بتلك البساطة، نبذل أكثر مما نجني، وفي نهاية المطاف سنظل نعمل بجد.

ورث “كوماكاوا” العمل عن والده ويقول إن عمله يقوم على السمعة الجيدة والمسافة القصيرة بين الزبائن والسوق، وكذلك الجو العائلي الموجود في تسكيجي، فهو مكان يعج بالذكريات، ويأتيه الزبائن من كافة أنحاء العالم، والمكان الجديد يشبه المطار، لكنه في نظر “كوماكاوا” جامد، ولا يعجبه على الإطلاق.

“لا أحب أن أرى الناس وهم يبكون”.. طقوس الوداع والحنين

اعترض التجار على المكان الجديد بسبب التسمم الحاصل في محطة الغاز الذي تسبب في تأخير استمر مدة عامين، وقد حرصت لجان التخطيط على أن لا يسمح للسياح برؤية الأعمال الجارية إلا من خلال بعض النوافذ. ويقول “فوجيتا”: في المكان الجديد لا توجد أماكن كافية ليركن الزبائن سياراتهم.

ويضيف: لن تكون المساحة كافية أيضا، بالإضافة إلى المصاريف غير الضرورية التي تكبدناها، وكذلك تأجيل موعد التسليم حيث لم يعد شيء مؤكدا، كما أن علينا استخدام قدر أقل من الماء لنحافظ على النظافة أكثر لكن كيف يمكن أن ننظف بدون ماء.

احتجاجات شعبية على نقل السوق لصالح بناء موقع بطولة أولمبياد ألعاب القوى

ليس تجار السمك وحدهم من يشعر بالتوتر، فهناك أيضا بائعو التجزئة الذين لا يملكون المال لينتقلوا إلى الموقع الجديد، ومن هؤلاء صاحب المقهى “كينزو سوزوكي” الذي ظل مقهاه مفتوحا طيلة خمسين عاما، وها هو اليوم يعاني بصمت، فلم يبق سوى أيام معدودة تفصله عن ترك عمله. يقدم “سوزوكي” وجبات التوست بالبيض والزبدة والمربى، ويسير عمله كل يوم كعداد الساعة.

ويحكي: لم تكن الوجبات فكرتي على الإطلاق، لقد أتت من الزبائن، يطلب الزبون شكل الشرائح التي يريدها، وأنا أتذكر كل ذلك، وقبل حلول النهار يمتلئ المقهى بالزبائن، وكلهم يأتون بانتظام. سوف أخرج من هنا قبل آخر يوم، لأنني لا أحب أن أرى الناس وهم يبكون.

“علينا اللحاق ببائعي السمك أينما ذهبوا”

بعد أيام ستختفي من هذا السوق 500 مؤسسة تجارية، سيختفي كل شيء، ستغادر كل من “كاناكو إيتو” وأمها متجر القطع التذكارية والأحذية، ولا تعرفان كم سيأتي من الزبائن إلى متجرهما الجديد، فهما تبيعان أحذية بائعي السمك المصنوعة من المطاط الطبيعي والمصممة خصيصا لسوق السمك، بنعال مقاومة للانزلاق، وحماية للأقدام من البرد.

تقول الأم “هيكورو” إنها تخشى مغادرة المكان، وكثير من الأمور غامضة في المكان الجديد، وتقول “كاناكو إيتو”: نحن نحب تسكيجي، لكن علينا اللحاق ببائعي السمك أينما ذهبوا.

هناك تجار لا يريدون المغادرة، مثل بائعي حبوب الصويا وسكاكين السوشي والأسماك الصغيرة، لكن احتجاجات المقيمين في تسكيجي لم تفلح، وفي طرقات التسوق المجاورة لافتات معلقة مكتوب عليها: حان الوقت للكفاح أكثر من أجل جذب المقيمين والمسافرين.

تكافح المنطقة من أجل جذب الزوار عن طريق بيع وجبة غداء بثمن زهيد، وتقول إحدى الزائرات للسوق: كل شيء قريب من محطة القطارات، ومن السهل التوقف وأخذ مواد طازجة بأثمان مناسبة، أتمنى أن تبقى الأمور على هذا النحو.

“كونيوشي موراغوتشي”.. إمبراطورية عربات النقل

يتنامى الشعور بالإحباط لمن يريد الانتقال، لقد منحتهم السلطة أربع ساعات فقط لتغيير المكان، لكن كيف يمكن نقل 2000 سيارة في آن واحد؟ تملك شركة “كونيوشي موراغوتشي” للإيجار 300 منها، وعربات التنقل عندهم أفضل من غيرها.

يقول صاحب الشركة: تحتاج المكابح إلى عناية خاصة لأنها تستخدم كثيرا، ويجب أن تعبأ البطاريات جيدا، عددها ثمانية وتزن كل واحدة منها ثلاثين كيلوغراما، جاء النموذج الأول من سكة الحديد اليابانية الوطنية، تاريخها قديم وكانوا يستخدمونها لإيصال الرسائل والبضائع من قطارات الشحن على الأرصفة الضيقة والحمولة من الركاب.

لا معلومات لدى “موراغوتشي” عن ما إذا كانوا سينتقلون بموكب أم لا، وأي طريق سيسلكون، ويريد تجربة عدة طرق تصل إلى الموقع الجديد، ويقول إنه في أسوأ الأحوال يتوجب عليهم النقل عبر خط السير العام، ويقع الموقع الجديد على بعد ثلاثة كيلومترات في جزيرة الميناء في “تويوسو”، وعليهم إتمام العملية، لكن نقاط تعبئة البطاريات لن تكفي.

الدراجات الكهربائية التي ستنقل سوق تسكيجي إلى موقعه الجديد

يلتقي “موراغوتشي” بمورّد الدراجات الكهربائية التي هي أصغر حجما ويمكن أن يستخدمها بدل الناقلات التقليدية، لذا سيختبرها أولا في قيادة تجريبية بموقف السيارات وفي مسارات الممرات الداخلية. يقول “موراغوتشي”: استخدمت دراجات من قبل لكنها لم تكن جيدة كهذه، إنها تسير بسلاسة وعالية الجودة ومحسنة بدرجة كبيرة.

وأما “إيتو” فتعاني من متاهة المكان الجديد، وأي نوع من السياح سيأتي إلى متجرها، وهذا يلعب دورا أساسيا في اختيار البضاعة التي ستوضع في الواجهة. تقول “كاناكو إيتو”: لن تكون لدينا مساحة كافية هنا لوضع البضاعة.

ومع اقتراب الموعد تزيد حيرة الناس حول مصائرهم، فهذا “تاكيماسا شينوهارا” الفائز بلقب أفضل الطهاة يأتي كل يوم على دراجته إلى تسكيجي، ويقع مطعمه في قطاع “غينزا” القريب من السوق والمعروف بالحياة الليلية، حيث يشتري الكثير من الأغراض الطازجة والوسابي وسمك التونة من متجر فوجيتا، ويقول: أنا أذهب كل يوم إلى تسكيجي لشراء سمك التونة والسمك الأبيض والمحار والصدف وحلزون البحر.

“شكرا على كل شيء”.. حروف وإيماءات حبلى بالمشاعر

جاء “شينوهارا” كطاهٍ إلى طوكيو قبل بضع سنين، ونصحه خبراء السوق بـ”فوجيتا”، لأنه أراد أن يقدم أفضل الأطباق البحرية في مطعمه، ومنذ ذلك الوقت يلتقيان كل صباح ويتحدثان عن حالة السوق أثناء احتساء الشاي.

لقد اجتمع كل من “فوجيتا” و”شينوهارا” على هدف واحد، وهو البحث عن أفضل تونة في السوق، وهو يسرد قصته مع السوق قائلا: أردت الحصول على تونة جيدة من البداية، وكان “فوجيتا” يعلم أنني جديد هنا ولا أملك الكثير من المال، لذلك بدأت بشراء كميات صغيرة، لم نتكلم عن الأسعار واحتضنني بكل بساطة.

“فوجيتا” أحد أكبر تجار سوق تسكيجي

وإلى مطعمه يعود “شينوهارا”، فهناك عشرة مقاعد لزبائن عليهم أن يحجزوها قبل ستة أشهر، وللوصول إلى هذا المستوى كان على “شينوهارا” أن يتعلم من بائعي السمك في طوكيو، وعن التجار الذين سيبيعونه بجودة أقل.

ويقول: عليّ أن أكون واضحا وأقول لا يمكنني استعمال ذلك، لأن البائع سيظن أن هذا المستوى يكفيه، بهذه الطريقة يختبرونك، وإذا كانت السمكة جيدة، فعليّ القول إنها جيدة، وهكذا لن يقول البائع إني لا أقدّر جودتها، إذ لا يمكنك انتقاد التاجر بشكل مباشر وإلا سيشعر بالإهانة.

لقد بدأ نقل سوق السمك، وها هو “سوزوكي” مدير المقهى لا يريد أن يبكي، فحتى آخر لحظاته في المقهى يسير العمل كالمعتاد، يقول: الكل يناديني اليوم، لكني ممتن جدا لأني بنيت علاقة وطيدة مع الزبائن، أريد الهروب فقط، لقد أعطوني أشياء وودعوني، ووصلتني رسالة حب أيضا ورد فيها: شكرا على كل شيء.

ويأتي “فوجيتا” أيضا لوداعه، لكن في اليابان يستحيل أن ترى عناقا ودموعا، فالإيماءات تكفي لإيصال المشاعر.

لحظات السوق الأخيرة.. فوضوية الموكب الكبير

هناك فوضى عارمة في قاعة السوق، حيث تقع آخر عمليات البيع مزامنة مع إخلاء المكان، فهذا “كوماكاوا” يبيع بضاعته بثمن زهيد، لأنه ظن أن كثيرا من الناس سيأتون للتبضع في آخر يوم فأحضر بضاعة كثيرة، لكن ما حدث عكس توقعه.

موكب سيارات النقل الخاصة بنقل سوق تسكيجي ليلا

أما “فوجيتا” فيقوم بدفع العمال لإنزال لافتة المحل الضخمة التي كتب عليها اسم العائلة بطريقة خاصة، وفي الخلف كتب اسم جده وأبيه واسمه واسم أخيه بالتوالي.

ينتقل جزء من الموكب في الليل، إذ قامت السلطات في طوكيو بإخلاء الطريق من أجل ذلك، وقد أبقى “موراغوتشي” نفسه مستيقظا منذ أيام من خلال شرب الكثير من القهوة، فقد كان يتوقع حدوث ذلك، وقد طلب الناس منه ترك ناقلته في المكان لآخر لحظة.

والآن أصبح الموكب الكبير فوضويا، ويحاول الجميع العمل من أجل إنهاء المهمة في الوقت المحدد، فالبعض يرسل ناقلاته للانطلاق، وآخرون يقومون بإزالة كل شيء من القاعات، كل شيء ما عدا الذكريات.

ساعة الصفر.. طقوس تعمير المكان الجديد

بقي “موراغوتشي” متوترا مدة أربعة أيام، بينما لا يزال الطريق مغلقا أمام أهل البلدة عند وصول العربات للسوق الجديد، والجميع يلتقط صور “سيلفي” لتوضع في ألبوم العائلة أو الشركة.

لا يخشى “فوجيتا” من أن يستبدل الناس سوق السمك بالبيع عبر الإنترنت، فهذا حسب رأيه لن ينجح، وخاصة المزاد، ويقول: عليك تلمس التونة.

أما “كوماكاوا” فهو يقوم بتزيين متجره بعقدة الخوخ، ويقول: إنها ترمز إلى أن كل شيء متصل ببعضه وأننا سنستمر كما كنا، والانتقال لا يعني الانقطاع، لهذا صممتها وعلقتها هنا.

افتتاح سوق السمك الجديد بحضور عمدة المدينة

ويخشى تجار السمك من أن يكون الماء المخصص لهم غير كافٍ لحاجتهم. يقول “كوماكاوا”: قنوات تصريف المياه قريبة جدا من السطح، وأخشى أن لا تستوعب الماء الذي نستخدمه عند الاشتغال بالسمك.

وقد قامت “إيتو” بإحضار كل أنواع وأشكال أحذية تجار السمك، فلقد اقتربت ساعة الحقيقة، وسترى تدريجيا ما الذي سيحدث، لكن المحل ضيق. تقول: سنحرص على أن نصل لأي شيء كما نريد، فلا يمكن فعل شيء حيال الأمر، شوغاناي. شوغاناي ليست كلمة يابانية عادية، بل ترمز للتفاني والنظام، وتستخدم في سياقات سياسية، مثلا عند تغير مكان إلى مكان آخر لا يرغب فيه أحد.

صوت المنشار الشريطي.. “سعيد لأننا استأنفنا العمل أخيرا”

في صبيحة افتتاح السوق، كان الصحفيون يقفون خلف جدران زجاجية، وتظهر حاكمة المنطقة وهي تتجول في قاعة المزادات الجديدة وتقول: في مكان غير معروف من قبل سيحل النور والروح.

ولسوء الحظ خسر الزبائن مواقفهم المستأجرة في تسكيجي، ووصلوا إلى السوق في الوقت نفسه، وكان كثير منهم لا يعرفون المكان، وقد حرص النجم الطباخ “شينوهارا” على الوصول إلى متجر “فوجيتا”، فلديه هدية يريد أن يوصلها، إذ لم تتبلور فكرته عن المكان بعد، لكنه يقول: المكان كثيف والممرات ضيقة، لكنه مفعم بالحياة.

ما يزال كل شيء غريب لدى “فوجيتا”، لكنه ليس الوحيد الذي يشعر بذلك. وهناك ينطلق صوت المنشار الشريطي أخيرا، وتعود الأصوات المألوفة، وما بقي هو مسألة وقت فقط لكي يتكيف الجميع مع الجديد، والتكيف قيمة اكتسبوها جميعا.

النجم الطباخ شينوهارا يحضر وجبته الشهيرة بالتونا في متجر فوجيتا

يقول “كوماكاوا”: أنا سعيد لأننا استأنفنا العمل أخيرا، وهناك أمور كثيرة علينا إنجازها، صحيح أن الكل يشعر بالهلع، لكن كل شيء سيكون على ما يرام، وسنعرف وضعنا بعد أربعة أسابيع تقريبا. بينما يأمل الباعة والتجار الآخرون أن يبقى الزبائن أوفياء لهم.

هذا هو اليوم الأول في تويوسو، والجميع يعمل بجد رغم كل شيء، إنهم يتكيفون بسهولة، لكن على السلطات أن تسمح لشركات التأجير بتوصيل مجاني بين سوق السمك القديم والجديد، فلا تزال مئات القطع لم تنقل بعد.

لقد طالبوا المدينة بتمديد فترة النقل لأربعة أسابيع وقد منحوهم ذلك، ويقوم “فوجيتا” بتوزيع المفاتيح الجديدة للموظفين، ويقول لهم أمامنا جبل مرتفع لنتسلقه. وفي تلك الأثناء، وفي تسكيجي تحديدا تحضر الحفارات لإزالة بقعة من تاريخ طوكيو وتراثها.


إعلان