درب الرعاة.. تعب ممتع في مهنة عتيقة تُوشك على الانقراض

بينما تواصل البشرية تقدمها، وتطغى التكنولوجيا على كافة أشكال الحياة، طلّق شباب وفتيات نمط الحياة العصري، وسلكوا دروب مرتفعات إسبانيا رعيا للأغنام في عالم مختلف كل الاختلاف عن عوالم أقرانهم، لكنهم يرون فيه متعتهم ويشبهونه بـ”عالم هايدي”.

 

ويأخذنا فيلم “درب الرعاة” -الذي بثته الجزيرة الوثائقية- في رحلة للتعرف على مهنة رعي الأغنام، حيث يروي 6 رعاة الممارسات المتبعة أثناء رعيهم للمواشي، وحزنهم على المهنة التي أحبوها لأنها تسير نحو الانقراض.

“لورينا بالاسيو”.. مسار أكاديمي ينتهي بين قطعان الغنم

درست “لورينا بالاسيو” هندسة الغابات وحصلت فيها على شهادة جامعية، قبل أن تلتحق بالدراسات العليا، ثم عملت في مركز كتالونيا لعلوم الغابات، ورغم ذلك فقد قررت العودة إلى قريتها؛ المكان الذي تُحب، لتبدأ رحلتها مع الرعي.

وتقارن “لورينا” عملها في رعاية الأغنام بعمل جدها من قبل، فقد كان يرعى الأغنام لأسرة ثرية في القرية مقابل كسرة خبز، لكنها تقول إنها تأخذ الأغنام إلى الجبل حتى تحقق أقصى استفادة من المراعي. وتقول: لم تعد رحلاتنا تستغرق أياما كما كان الرعاة الرُحّل يفعلون، فالجبال قريبة منا ولا تبعد إلا بضع ساعات على الأقدام. تُسر الأغنام عندما نأخذها إلى هناك، وتعود سمينة، لأن الغذاء وفير والأرض واسعة.

“لورينا بالاسيو” انسحبت من عالم الدراسات العليا حتى تشتغل في الرعي

وليست “لورينا” وحدها في هذا المجال؛ فثمة شباب وفتيات رعاة للغنم في مهنة تُوشك على الزوال، وتجمعهم صداقات عميقة، حتى إن بعضهم يرعى أغنام بعض، “لأن من يريد تقليص دائرة أصدقائه سينتهي وحيدا”، كما يقول الراعي “دييغو سامبيتيرو”.

“نحن مجموعة من حملة الشهادات”.. كسر الصورة النمطية

عادة ما تكون الصورة النمطية عن مربي المواشي ترسمهم على أنهم بلا مؤهلات، وأنهم من الجهلة. لكن “لورينا” تتحدث عن نفسها وأقرانها في المهنة قائلة: نحن مجموعة من حملة الشهادات، نعمل مع الحيوانات لنثبت أن ذلك غير صحيح. هناك انطباع بأننا لا نقوم بالكثير من العمل، وأن كل ما نهتم به هو المال وحسب. لكنني أؤكد لكم أن هذا لا ينطبق على معظمنا.

تبدو “لورينا” سعيدة بعملها حين تقول: عندما أذهب إلى العمل لا أذهب وأنا ساخطة، بل أكون سعيدة للغاية. بالطبع هناك أيام صعبة أكون فيها مرهقة أو يهطل فيها المطر أو الثلج فينغص عليّ المعيشة، لكني في المجمل سعيدة. ولدى “لورينا” ابن صغير، تقول إنها تأخذه معها منذ نعومة أظفاره ليرى الأغنام والأبقار، وإنها ستشجعه على العمل في الرعي إذا أحب ذلك في المستقبل.

عادة ما تكون الصورة النمطية عن مربي المواشي ترسمهم على أنهم بلا مؤهلات

مهنة الراعي آخذة في التلاشي لأسباب مختلفة، فما يحدث في إسبانيا يحدث في العالم كله، وتُرجع “لورينا” ذلك إلى الوقت الطويل الذي تستغرقه رعاية الحيوانات، فمن المريح أن يجد المرء وظيفة يعمل فيها 8 ساعات يوميا مع يومي إجازة في الأسبوع، بدلا من تربية المواشي التي تتطلب البقاء معها كل يوم.

ومع خشيتها من اختفاء تربية الأغنام، فإن “لورينا” تقول إنه لا بد من تغيير صورة الراعي الذي يكون برفقة أغنامه في قصص الأطفال، أو ما كانت عليه المهنة في الماضي.. إذا تمسكنا بهذه الصورة فلا شك في أن المهنة ستختفي.

مضايقة المزارع للرعاة.. ضريبة المارقين على النظام

بينما تخوض “لورينا” حوارات مع زوجها الذي يستغرب من كم الوقت الذي تقضيه مع أغنامها، تُحذر والدة “ألبيرتو ريبا” ابنها من أنه لن يجد فتاة ترغب في الزواج براعي أغنام، وهو أمر لم يكن يصدّقه، وها هي زوجته “سونيا أورينغا” تقول إنهما حاولا معا إحداث تغيير في عالم تربية المواشي، فبدأ مشروعهما بـ200 رأس على مساحة صغيرة من الأرض، وهو يقول: رحلة الأحلام التي حققناها سويا لم تكن سهلة أبدا، كثيرا ما أفكر في ذلك وأقول إنه لم يكن ليتحقق لو لم نعمل بجد واجتهاد.

وترى “سونيا” أن الحكومة هي العقبة الأكبر في طريقهم. عندما يعلم الإنسان أنه يعمل كل يوم لساعات طويلة ولا يجني من كل ذلك إلا أقل القليل، فإنه سيعتمد على الحكومة التي تجعله يفعل الأشياء كما تريدها؛ فالخراف التي يبيعانها منتجات تقليدية إذا عرضاها في السوق لن يستطيع أحد شراءها لأنها غالية الثمن، الأمر الذي يدفع كثيرين إلى مزارع إنتاج الخنازير أو الدجاج لأنها تنتج لحوما كثيرة في وقت قصير.

يقول “ألبيرتو”: يجب أن ندرك أن هذه المهنة تعتمد على الآخرين دائما، عندما أبحث عمن يجز لي صوف الأغنام لن أجد أحدا، لأن هذه الثقافة ليست موجودة هنا، وهناك من يظنون أن ترك صوف الأغنام دون جز لسنة كاملة لن يكون له أي أثر عليها. أظن أن هذا ضرب من الجنون، فالصوف يزيد من توتر الأغنام، كما يحدث لك عندما ترتدي سترة بين صوفتين ومعطفا ثقيلا ولحافا، ويبقى كل هذا على ظهرك طوال فصل الصيف. لا شك أن ذلك سيجعلنا نختنق.

سلالات الأغنام.. بقايا إرث محلي مهدد بالانقراض

لا تمضي أيام الرعاة على وتيرة واحدة، فقد تسببت “عاصفة غلوريا” التي ضربت الإقليم في دمار واسع. ويصف “ألبيرتو” تلك الأيام بالعصيبة؛ فقد تهدّم أحد مستودعاته، ولم يكن لديه الوقت لإخراج الحيوانات الحية، وغرقت الحملان وطفت بعض الأغنام فوق الماء.

قد يبدو أن أي إنسان قادر على العمل في هذه المهنة، وأن أكثر الناس غباء يمكن أن يعمل في رعي الأغنام، لكنها ليست مهمة سهلة كما تبدو، فمن الصعب أن نجد أفرادا راغبين في هذا العمل، يجب أن تتقن عددا من المهارات حتى تنجح فيه.

يحذّر “ألبيرتو” من خطر انقراض بعض السلالات المحلية

ويحذّر “ألبيرتو” من خطر انقراض بعض السلالات المحلية، ويُشبّه ذلك بفقدان إحدى الكنائس الهامة، مستدركا أن الكنائس في القرى المهجورة تخضع للترميم، رغم أنه لا أحد يسكنها، لكنها من معالم التراث، وكذلك سلالات الأغنام التي بقيت محفوظة لمئات السنين عند سكان منطقة معينة.

“مانسلو”.. أرجوحة المهد على كومة من القش

تقول “لورينا جينزور” إنها كانت تحب الأغنام منذ الصغرة، رغم أن أسرتها ترى أن الرعي مهنة صعبة، وهي من مهام العبيد. وتروي قصتها قائلة: عندما انتهيت من الدراسة رفضت عائلتي أن أعمل في تربية المواشي، ولكن مع إصراري اشتريت قطيعا من الأغنام. بالنسبة لوالدتي كانت تعلم ما تعنيه تربية الأغنام، لكنها رأت أنني أحبها وأنها تجعلني سعيدة، فلم يبق لها ما تفعله في وجه إرادتي.

ولا ينفك الطفل الصغير “مانسلو” يبتعد عن والدته التي تقول ضاحكة إن كثيرين توقعوا أن تتغير حياتها بسببه، لكن ذلك لم يحدث، فقد قضى أيامه الأولى في أرجوحة على قمة كومة من القش داخل الحظيرة، وكان على ما يرام. وتُعبّر عن رغبتها في أن يتكيف مع الظروف ويتعلم القيم المرتبطة بالرعي حتى يتحلى بالمسؤولية، مُلقية بالمسؤولية على المجتمع في الابتعاد عن ذلك.

ألبيرتو راعي الغنم الذي يحاول إنقاذ هذه المهنة التقليدية من الإندثار

وتنتقد “لورينا” أولئك الذي يُسمّون الرعاة بـ”صائدي المنح”، مؤكدة أن هذا خطأ، وتتساءل في استنكار: “أريد أن أرى إن كانوا يعيشون دون منح حكومية؟”، ثم تذكر أنها انتظرت ثلاث سنوات حتى تحصل على تمويل لمشروعها الجديد، وأنها قضت شهورا طويلة تراجع المكاتب الحكومية كل صباح.

وتعود لتؤكد أنها لو أرسلت ابنها “مانسلو” إلى المدينة، فإنه سيتفوق على أبنائها جميعا، أما إذا تركنا أحد أطفال المدينة بمفرده مسافة نصف ميل من البيت، فلن يعرف كيف يعود.

“عشت أوقاتا عصيبة وكنت بمفردي”

تروي “لورينا” شيئا من معاناتها قائلة: الذين يرثون قطيع أغنام عن آبائهم أو أجدادهم يكون الطريق سهلا أمامهم، لأنهم يكونون قد تخلصوا من 90% من العمل، هؤلاء قادرون على المضي قدما. أما الذين يبدؤون من الصفر فالطريق أمامهم طويل. يدعي أهل المدن أنهم يحبون الحيوانات، لكنهم عندما يرون فضلات الحيوانات أو يدخلون الحظيرة ويشمون الروائح فيها كل يوم فإن ذلك لا يعجبهم.

أقمت في مغانيا عامين بسبب عدم توفر منازل في بوبار، وهي تبعد عنها 8 كيلومترات، كنت أضطر للمشي جيئة وإيابا في الشتاء، لأن كاسحة الثلج لم تحضر. كنت أصل إلى الحظائر في بوبار وقد تجمد شعري. كنت أتفقد الأغنام وأبكي في طريق العودة لعدم توفر أعلاف لها.

خلال أول شتاء نفقت 100 من الأغنام لأنها كانت مسنّة. الأمر يشبه أن تنقل شخصا عمره 85 عاما إلى القطب الشمالي وتطعمه خسا كل يوم، لن يستطيع الصمود.. عشت أوقاتا عصيبة وكنت بمفردي، عندما كنت أمرض كنت أدع القطيع يسرح دون راع.

التقت “كارمن” بزوجها “خواكين غيلامون” الذي كان يزور منزلهم لجز أغنامه عند أخيها، وسرعان ما تزوجا.

تعود “لورينا” لتقول بأريحية: تغيرت الظروف اليوم، وأصبحنا نرى مزارع تملكها المرأة، تديرها بنفسها أو مع زوجها، لكنها مع ذلك لا تزال تقوم بالأعمال المنزلية وحدها، لم يحصل تقدم كبير في هذا المضمار.

توقعت أن لا أستطيع الاستمرار في العمل بوجود طفلين، لكنني ما زلت أخرج إلى الحقول. كانت ولادتي قبل ثلاثة أسابيع، وفي اليوم الرابع رافقتني طفلة إلى الحقول، لطالما عملنا بجد وحملنا أكبر أكياس التبن على ظهورنا، لم تشهد هذه المهنة كثيرا من التطور، عملية الرعي في ذهني ما زالت كما هي دون تغيير منذ 30 عاما، فالحيوانات ترعى كما كانت تفعل دائما، أظن أن هذا يجب أن يستمر بالطريقة نفسها ولا يجوز أن يتغير، لعله موجود في جينات الأغنام، وإذا خسرنا ذلك الجين فسنخسر الأغنام.

“خوسيه لويس”.. أب تختطفه أغنامه من عائلته

يقول راعي الأغنام “خوسيه لويس” إن مهنة الرعي شاقة وساعات العمل بها طويلة، وهي تستغرق الوقت كله، فلا يستطيع الراعي عمل شيء آخر، لكنه يؤكد أن المرء عندما يعمل كثيرا مع الأغنام يتعلق بها، ومع ذلك فإنه ينتقد قضاء 10 ساعات يوميا في الحقول مع الأغنام، ويقول: يجب أن يتغير هذا، يجب أن ننظم أمورنا بحيث نحصل على وقت فراغ، وبالتالي نحظى بحياة أفضل، وهذا كل ما نسعى إليه في النهاية.

وتتحدث “آنا ماريا” زوجة “خوسيه” قائلة إنه يستيقظ عند السابعة والنصف صباحا ليطعم الأغنام، ثم يتناول الإفطار معها، ثم يغيب لوقت طويل في الرعي “نحن نتعاون معا، لكنني أمكث في البيت غالبا، أنا أدرك طبيعة عمله وأنه يحتاج ساعات طويلة، لكن هذا ينطبق على العائلة أيضا بل أكثر من ذلك، يجب أن يكون قريبا من الأطفال بينما يكبرون، لا يمكن أن تتركهم لطرف واحد، أعداد سكان الريف تتناقص ولم يبق هنا الكثير، لم يعد الناس يقيمون في القرى لأن العاصمة توفر خدمات أكثر، والأطفال يكبرون ويغادرون أيضا، بل إن الآباء والأمهات أنفسهم يشجعون أبناءهم على الرحيل للدراسة أو التدريب بدلا من البقاء.

ويرى “خوسيه” أن معالجة موضوع هجرة سكان الريف باتت صعبة الآن، فخلال سنوات قليلة ستصبح بعض القرى شبه مهجورة، وهذا شيء مؤسف.

ويؤكد أن المرء يكتشف مع مرور الزمن أن العمل والمال أمران مهمان، لكن هناك أشياء أخرى مهمة أيضا، يجب أن تحظى بوقت لنفسك، وبحياة اجتماعية، وبأصدقاء وأطفال. إذا لم تقضِ وقتا مع أطفالك عندما يكونون صغارا، فلن يحدث ذلك فيما بعد، سوف يضيع الوقت، أسرتك هي الأهم.

“سأستمر لأنني سعيد”.. عناد راع عجوز يرفض التقاعد

هناك قصة حب كانت الأغنام سببا في جمع طرفيها، فقد التقت “كارمن” بزوجها “خواكين غيلامون” الذي كان يزور منزلهم لجز أغنامه عند أخيها، وسرعان ما تزوجا.

يرعى “خواكين” أغنامه متنقلا طلبا للكلأ، بمعنى المشي ببطء مع الحيوانات حتى تتغذى، ويقول إن طلب الكلأ يوفر النفقات، لكنه يضطر إلى شراء غذاء الأغنام عندما يتراكم الثلج، ويشدد على أن المرء يجب أن يتحلى بمحبة الحيوانات كي يبقى معها كل يوم، فالأغنام بحاجة ماسة إلى العناية عندما تلد أو تمرض، وهي حيوانات حساسة تحتاج إلى الاهتمام، فإذا لم يعتني بها الرعاة فلن تدر الكثير من الربح.

يضطر خواكين إلى شراء غذاء الأغنام عندما يتراكم الثلج

تكيّف “خواكين” مع حياة الراعي المتنقل، فهو يأخذ معه شطيرة لمنتصف النهار ووجبة غداء وبعض الماء ومظلة ومعطفا يحميانه من المطر، وتتفهم زوجته “كارمن” هذه الحياة، وترافقه هي وابنتاهما أحيانا عندما يرغبون في تناول الغداء معا.

يقر “خواكين” بأنه لا مفر من التقاعد وتغيير نمط الحياة، لكنه يعاند قائلا: “لن أفعل ذلك، سأستمر لأنني سعيد”، وهو أمر تخالفه فيه زوجته قائلة إنه بلغ 67 من عمره، ولا بد من التقاعد، فقد أدى ما عليه.

“عندما بعت الأغنام كدت أبكي”

بعد سنوات اضطر الراعي “خواكين غيلامون” إلى التقاعد، لكنه يصف بحزن مشاعره بعد أن باع أكثر أغنامه: عندما بعت الأغنام كدت أبكي، فقد أُرسلت إلى مكان بعيد ولم أعد أراها، الأمر صعب بالتأكيد، أنا الذي ربيتها. احتفظت بـ12 رأسا من الغنم وهي تشاطرني شعوري، كثيرا ما تذهب إلى البوابة لعلها ترى الأخريات، تنظر حولها وترهف السمع لعلها تجدها، الأمر أشبه بأن تقضي حياتك وسط أسرتك ثم تجد نفسك وحيدا، سأتصالح مع هذه الحال في النهاية، فقدت الاهتمام بالأغنام وبكل شيء. أنا الآن مهتم أكثر بتناول الطعام في بيتي.

ويستطرد “خواكين” في وصف مشاعره وتقديم نصائحه قائلا: عندما تقاعد والدي قلت لنفسي لقد أصبح المسكين قريبا من الموت. الآن أنا كذلك، لقد حلت النهاية ومن الأفضل أن لا يفكر المرء بها، لقد استمتعت بعملي وأحببته وعشت حياة سعيدة، استمتعوا بالحياة ما استطعتم، استمتعوا بتناول شاي العصر أو الغداء في أحد المطاعم، ما هو مُقدّر سيكون.

ويتفق مع ذلك الراعي الشاب “ألبيرتو” الذي يقول: السعادة لا تأتي من العمل وإنما من أشياء أخرى، ما يُنغّص علينا معيشتنا هو أننا عبر أجيال متعاقبة نُصر على إهلاك أنفسنا بالعمل، ولا أحد يُقدّر ذلك.

أما “لورينا” فمعنوياتها مرتفعة لأنها لم تفكر بالاستسلام قط. وتقول: يحتدم غضبي عندما تتراكم الثلوج لكنني أواصل العمل، وهكذا اعتدت على العيش بأقل القليل، لقد أسّست أسرة ولدينا منزل، وقد ارتقيت في الحياة ولم أتراجع.

وتضيف بنبرة ساخرة: عندما جئت إلى المرتفعات لأرعى الغنم، راهن كثيرون على فشلي، يجب أن أسألهم عن مقدار الأموال التي راهنوا بها لأنهم مدينون لي بكل هذه الأموال.