كأس العالم.. تاريخ التمثال الكروي المُذهّب الذي يحلم به الرياضي واللص

طيلة ما يقارب الأربعين عاما وقفت “نايكي” آلهة النصر اليونانية فوق قاعدة من الرخام، فاردة جناحيها بفخر المنتصر الذي لا ينهزم أبدا، وظلت صامدة في وجه المفتونين بسحرها، وطيلة كل تلك السنوات وقفت بثبات كأميرة عاشقة تختار كل أربع سنوات الحبيب الأقوى والأذكى والأكثر حظا.

بارتفاع لا يتجاوز خمسة وثلاثين سنتيمترا، ووزن يقارب أربعة كيلوغرامات؛ سحر تمثال الآلهة “نايكي” الذي صُنع في أواخر عشرينيات القرن الماضي كل العالم، وحلمت به الشعوب بشرفائها ولصوصها أيضا.

لم يكن ذلك التمثال الصغير قطعة أثرية نادرة تغري جامعي الآثار، ولا كنزا مدفونا في مغارة في أساطير الأولين، بل كان مجسّما لآلهة تحدثت عنها أساطير اليونان، قد لا يعرف نصف العالم أو أكثر من تكون، فقد صُنع بما يقارب ستة أرطال من الفضة المطلية بالذهب، وظل حلما للملايين صغارا وكبارا، لأنه أكبر مكافأة لأشهر رياضة، وهو نيشان النصر لحروب صغيرة تخوضها فرق من مشرق الأرض ومغربها فوق رقعة أرض معشبة، وهو ببساطة “كأس النصر” الذي عُرف بكأس العالم لكرة القدم، أو باختصار “كأس العالم”.

“أبيل لافلور”.. نحّات يصمّم كأس العالم في عصر الكساد الكبير

في العام 1928 طرق “جول ريمي” اللاعب الفرنسي السابق ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك باب “أبيل لافلور”، وهو نحات ومصمم ميداليات، ولم يكن “لافلور” يعلم أن الحظ قد طرق بابه في تلك اللحظة. وقف “جول ريمي” أمام النحات وطلب منه تصميم كأس ليس لها نظير، لتكون الرمز الأكثر تقديرا في كرة القدم.

النحات “أبيل لافلور” الذي قام بتصميم هذا الكأس المُستلهم من الآلهة المجنحة التي مثلت رمز النصر عند الإغريق

لم يدخر الاتحاد الدولي لكرة القدم حينها أي موارد في سبيل أن يكون لمسابقة بطولة العالم رمز لا مثيل له، وذلك في نسخته المتزامنة مع ما يُعرف بسنوات الكساد الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية التي ألقت بظلالها على بقية العالم، أما “جول ريمي” فكان يريد كأسا مصممة بأعلى المقاييس، تماما مثل سقف طموحه العالي في تنظيم مسابقة رياضية في الوقت الذي كان فيه العالم على صفيح من نار قبل بضع سنين من اشتعال فتيل الحرب العالمية الثانية.

“نايكي”.. سليلة الآلهة اليونانية التي مثلت رمز النصر

صمم “أبيل لافلور” الكأس التي ستصبح حلم الشعوب، فكانت على شكل تمثال بطول خمسة وثلاثين سنتيمترا لآلهة النصر اليونانية “نايكي”، في حين كان وزنه ثلاثة كيلوغرامات وثمانمئة غرام، أما قاعدة الكأس فكانت من الرخام الأبيض، لكنها استبدلت في العام 1958 لتصبح قاعدة من اللازورد.

ألهم تمثال الآلهة “نايكي” مقطوع الرأس المعروض في متحف اللوفر النحات “أبيل لافلور”، وكان يريد أن تكون الكأس التي صنعها تحفة فنية وتصميما عمليا يمكّن الفائزين من حمله بسهولة، وكانت فكرة “لافلور” عند تصميمه كأس العالم أن يكون كل تفصيل في الكأس احتفاء بنصر الفريق الأفضل في رياضة كرة القدم، فتمثال “نايكي” الآلهة المجنّحة هو رمز القوة والنصر اللتين ورثتهما من والديها العملاق “بالاس” ونهر “ستيكس” الذي يعبر الجحيم، وهي قريبة من “زوس” كبير الآلهة وأقواها في الأسطورة الإغريقية.

تمثال الآلهة الإغريقية “نايكي” المعروضة في متحف “اللوفر”  في باريس

سمّيت الكأس التي صممها “أبيل لافلور” في البداية بكأس النصر، واستبدل ذلك الاسم في العام 1946، وأصبحت تُعرف باسم “كأس جول ريمي” تكريما للرجل الذي عمل بجهد لإحياء بطولة العالم لكرة القدم. ظلت كأس “جول ريمي” فاردة جناحيها إلى أن انهزمت الآلهة “نايكي” لأول مرة أمام  اللصوص، ثم تركت عرشها لكأس أخرى سُميت بكأس الفيفا لبطولة العالم.

“سيلفيو غازانيغا”.. نحّات إيطالي يصنع كأسا جديدا للفيفا

منذ أن بدأت بطولة العالم لكرة القدم في العام 1930 وضع “جول ريمي” الرئيس الثالث للفيفا قاعدة، وهي أن الفريق الذي يفوز ثلاث مرات بكأس العالم له الحق في أن يحتفظ في المرة الثالثة بتلك الكأس إلى الأبد، وفي العام 1970 فازت البرازيل ببطولة العالم، وأصبحت كأس “جول ريمي” ملكها، بعد تحقيق ما يمكن أن نسميه بنذر “ريمي”.

لكن في المقابل كان لا بدّ من نسخة جديدة لبطولة كأس العالم للعام 1974، لذلك فتحت الفيفا عرضا لاختيار تصميم جديد، وتنافس على الفرصة التي نالها في السابق النحّات “أبيل لافلور” 53 نحاتا من دول مختلفة، وكان النحات الإيطالي “سيلفيو غازانيغا” هو صاحب الحظ الوفير بعد أن اختارته الفيفا لتصميم ونحت كأس بطولة العالم الجديدة.

النحات الإيطالي “سيلفيو غازانيغا” الذي قام بتصميم كأس بطولة العالم الجديدة

يقول “سيلفيو غازانيغا” الذي توفي في العام 2016: لتصميم رمز عالمي، ألهمتني صورتان أساسيتان، هما  صورة الرياضي الفائز، وصورة العالم أي الكرة الأرضية، وأردت أن أعكس بهجة لاعب كرة قدم منتصر، لكن دون أن أُظهر تباهيا كبيرا. يعكس هذا البطل الرياضي الذي يأخذ العالم بين ذراعيه شيئين: القوة اللازمة لتقديم التضحيات يوما بعد يوم مع زملائه في الفريق، والقيم العالمية للرياضة مثل الالتزام والحرية.

كأس الذهب الإيطالي.. تحفة فنية عصية على الامتلاك

وُلد “كأس الفيفا لبطولة العالم لكرة القدم” في ورشة صغيرة في مدينة “باديرنو دونيانو” قرب ميلانو، وكان  يجسّد شخصين رياضيين يمسكان بالكرة الأرضية. وتقول “فالانتينا لوزا” المديرة الحالية للورشة التي صُنعت بها كأس العالم لصحيفة “ليكيب” الفرنسية إن الكأس الحالية لبطولة العالم صُممت بثلاثة أبعاد، وكانت لها ميزتان: الأولى أنه يمكن رفعها بسهولة، والثانية أنها تحفة فنية.

ويقول “بياترو برامبيلا” أحد العمال المتخصصين في المصنع: من أجل أن تكتسب لونا مثاليا قمنا بغمسها في وعاء مليء بالذهب المُذاب من عيار 24 قيراطا، ثم جففناها في الفرن لمدة أربع وعشرين ساعة.

قضى النحات الإيطالي أسبوعا فقط في صنع كأس العالم لكرة القدم، وكانت كلفته حينها ما يعادل خمسين ألف دولارا، في حين بلغت قيمته الآن قرابة عشرة ملايين دولار.

يزن كأس العالم ستة كيلوغرامات ومئة وخمسة وسبعين غراما، أي ضعف وزن كأس “جول ريمي” تقريبا، وهو مصنوع من الذهب الخالص بنسبة 75%، كما أنه مجوّف لأن قطعة بذلك الطول البالغ ستة وثلاثين سنتيمترا كان يمكن أن يبلغ وزنها ثمانين كيلوغراما دون تجويف. ويرتكز الكأس على قاعدة كُتب عليها اسم كأس العالم لكرة القدم، ولم يُصنع الكأس من الذهب فحسب، بل زينته حلقتان باللون الأخضر الذي يوحي إلى عشب الملعب تحيطان باسم الكأس في الأسفل.

“جول ريمي” الرئيس الثالث للفيفا واللاعب الفرنسي السابق ورئيس الاتحاد الدولي يسارا يسلم الكأس لاتحاد الأوروغواي لكرة القدم

وتنص لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم الآن على أنه لا يمكن لأي فريق فائز ببطولة العالم لكرة القدم امتلاك كأس العالم مدى الحياة، على عكس كأس “جول ريمي”، في حين يحتفظ الفريق الفائز بالبطولة بالكأس الأصلية لمدة أربع سنوات ثم يحصل بعدها على نسخة طبق الأصل منه، ويحتفظ بها لنفسه مدى الحياة.

دخول النازية إلى روما.. انتصار الإلهة على جيش الغزاة

في العام 1938 فاز المنتخب الإيطالي ببطولة العالم لكرة القدم، وكانت الكأس بحوزته حين حطت الحرب العالمية الثانية أوزارها، فقد دخلت القوات النازية إلى إيطاليا بعد سقوط حكم “بينيتو موسوليني”.

ويقول الكاتب الصحفي “غيوم باري” في مقال له في صحيفة “لوبوان الفرنسية” إن الزعيم الألماني “أدولف هتلر” كان مهوسا بالرموز الثمينة، لذلك كلف الشرطة السرية بالبحث عن كأس “جول ريمي” بعد اجتياح إيطاليا، حينها اتخذ “أوتورينو براسي” نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد كرة القدم الإيطالي قرارا بطوليا، إذ نقل  الكأس سرا من بنك في روما، وخبأه في علبة أحذية تحت سريره لمنع القوات المتنازعة من الاستيلاء عليه، وقد فتشت القوات النازية منزله وقلبته رأسا على عقب، لكن لم تعثر على الكأس التي كانت أقرب إليهم من نعالهم. وفي العام 1950 كشف “أوتورينو براسي” عن مكان كأس العالم، وحملها إلى البرازيل التي كانت تستضيف البطولة آنذاك.

“أوتورينو براسي” نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد كرة القدم الإيطالي رفقة كأس العالم في بطولة البرازيل 1950

انتصرت الآلهة “نايكي” على القوات النازية في المرة الأولى، وتمكنت مرة ثانية من النجاة بالدرجة نفسها من الغرابة التي نجت فيها من النازيين، لكن لم يكن منقذها هذه المرة سوى كلب عجوز.

معرض إنجلترا.. فضيحة اختفاء الكأس قبل البطولة

في التاسع عشر من مارس/آذار من العام 1966، أي قبل أربعة أشهر من انطلاق بطولة العالم، أقامت إنجلترا معرضا خاصا عُرض خلاله كأس العالم في خزانة زجاجية في قاعة “ميثوديست سنترال” في وستمنستر، لكن في اليوم الموالي اكتشف الحراس اختفاء الكأس.

كان هناك خمسة حُرّاس مكلفين بحراسة الكأس الأغلى في العالم، لكن في اليوم الذي سُرقت فيه، كان أحد الحراس المتمركزين قرب الكأس في عطلة، أما الآخرون فكانوا أقل انتباها، وقد تكتمت الشرطة الإنجليزية على خبر السرقة، وفي المقابل جُنّد عدد ضخم من أفراد الشرطة للبحث عن الكنز الضائع، أما السير “ستانلي روس” رئيس الفيفا الإنجليزي فقد كان يواجه أسوأ كابوس قد عاشه، وذلك قبل انطلاق بطولة العالم التي اختفى كأسها.

بدأ التحقيق واستماع المحقق “بيل ليتل” إلى أقوال شهود من المارة والحراس، فقال بعضهم إنه رأى رجلا يتسكع قرب المعرض، وقدموا أوصافا مختلفة له، لكن الشرطة ركزت بحثها عن لص واحد فحسب. وفي غضون ذلك، حاول الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم التعامل مع الأزمة بتكتم، لذلك زار “دينيس تيبس” سكرتير الاتحاد الإنجليزي سرا ورشة صناعة الفضة التي يملكها رجل يُدعى “جورج بيرد”، وطلب منه أن يصنع نسخة مطابقة للأصل من كأس “جول ريمي”، وتلقى “بيرد” إنذارا بكتم ذلك السر.

الإنجليز يرفعون الكأس المسروقة في ملعب ويمبلي غرب لندن عام 1966

حينها كانت الشرطة تعمل على حل لغز السرقة، وأسند التحقيق إلى “دي لين باجي” أفضل المحققين في فرقة الطيران، وفي تلك الأثناء تلقى “جو ميرز” رئيس فريق تشيلسي الإنجليزي مكالمة من رجل يدعى “جاكسون” أعلمه أنه سيُرسل له طردا، وحذره من خرق التعليمات التي سيأمره باحترامها، واحتوى ذلك الطرد قطعة من كأس “جول ريمي”، وطالب “جاكسون” بفدية قيمتها خمسة عشر ألف جنيه إسترليني.

“لقد وجدنا كأس العالم”.. كلب يُطيح برئيس الوزراء البريطاني

في السابع والعشرين من شهر مارس/آذار من العام 1966، أي بعد أسبوع من اختفاء كأس العالم، لم يخطر ببال “دايفيد كوربيت” أن يواجه شيئا غير عادي، فقد خرج من شقته الكائنة في مدينة نوروود جنوب لندن كعادته مصحوبا بكلبه الذي يُدعى “بيكلز” ليجري مكالمة هاتفية من كشك مقابل. يقول “كوربيت” في مقابلة له مع صحيفة “الغارديان” البريطانية في العام 2006: توجه الكلب “بيكلز” نحو سيارة أحد الجيران، وشد انتباهي بعد أن وجد شيئا ملفوفا داخل أوراق صحيفة بجانب عجلة السيارة، أخذت ذلك الشيء وبدأت أفك الأوراق التي تلفه، فظهرت امرأة تحمل طبقا فوق رأسها، وكان منقوشا عليها أسماء ألمانيا وأورغواي والبرازيل، حينها ركضت نحو زوجتي داخل المنزل وقلت لها: لقد وجدت كأس العالم، لقد وجدنا كأس العالم.

قبل أن يصبح بطلا ويحصل على شرف مشاركة منتخب بلاده مأدبة عشاء فاخر بمناسبة فوزه ببطولة العالم لكرة القدم؛ اقتادت الشرطة “ديفيد كوربيت” بعيدا، وجلس في غرفة التحقيق إلى غاية الساعات الأولى من الفجر، ويقول “كوربيت”: لم أكن أعرف ماذا أفعل، وسألت نفسي عن ما إذا كان من الأفضل أنني رميت الكأس على قارعة الطريق بعد أن وجدته. في تلك الفترة  كانت الانتخابات العامة هي الخبر الرئيس في الصحف، لكن خبر عثور كلبي على كأس العالم مرمية تحت عجلات سيارة أطاحت بـ”هارولد ويلسون” رئيس الوزراء البريطاني من الصفحات الأولى للصحف، وتهكم زملائي قائلين: لقد قضيت عليه، وهم يقصدون “ويلسون”.

الكلب “بيكلز” الذي عثر على كأس العالم المفقودة في مدينة نوروود جنوب لندن

حصل “دايفيد كوربيت” على براءته، وقُبض على اللص “جاكسون” بعد أن نصبت له الشرطة كمينا، وكان اسمه الحقيقي “إدوارد بيتشلي”.

بعد سرقة الكأس في العام 1966، استخدمت النسخة التي صممها “جورج بيرد” سرا حتى العام 1970، ثم كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم حقيقة صُنع تلك النسخة، ونفى طلبه من الاتحاد الإنجليزي صنع نسخة لكأس “جول ريمي” بعد سرقة الأصلية، لذلك سحبت كأس “جورج بيرد”، ولم تظهر إلا في العام 1997، وبيعت في مزاد علني بقيمة 254 ألف جنيه إسترليني، وهي معروضة في المتحف الإنجليزي الوطني.

“خاومي كوت”.. مشجع إسباني يسطو على الكأس

في العام 1970 لم تفز البرازيل بكأس العالم “جول ريمي” فحسب، بل فازت بحق الاحتفاظ بها إلى الأبد، وذلك بعد أن حققت فوزها الثالث بالكأس منذ انطلاق بطولة العالم، وفردت الآلهة “نايكي” جناحيها داخل خزانة الاتحاد الدولي لكرة القدم المضادة للرصاص، غير أنه في التاسع عشر من ديسمبر/كانون الأول من العام 1983، اختفت الكأس من تلك الخزانة المحصنة، وأُدين أربعة أشخاص حينها.

في المقابل يُعتقد أن كأس “جول ريمي” قد صُهرت وبيعت لتتكسر أجنحة “نايكي” المنتصرة دائما، وتترك مكانها لنسختها التي سبكها الإنجليزي “جورج بيرد”، وهي معروضة في المتحف الوطني الإنجليزي.

أما كأس الفيفا التي حلّت مكانها، فلم تنج أيضا من محاولات السرقة أو العبث بها، ففي الحادي عشر من يوليو/تموز من العام 2010، حاول “خاومي ماركيت كوت” -المشجع الإسباني الشهير بركضه في الملاعب، والذي يُعرف باسم “جيمي جامب”- السطو على كأس العالم قبل انطلاق مباراة النهائي بين منتخبي  إسبانيا وهولندا التي احتضنتها جنوب أفريقيا، واقترب “كوت” من الكأس التي تنتظر اسم البلد الذي سيُحفر على قاعدتها في ذلك العام، وحاول إلباسها قبعة كاتولونية التصميم، قد يكون تيمنا بها حتى يربح فريق بلاده.

أوقف رجال الأمن “خاومي” قبل أن يلمس الكأس الموجودة في الملعب، وبدا مكشوف الوجه يقهقه أمام عدسات الكاميرات، لذلك خمن كثيرون أنه أراد فقط تحقيق الشهرة بمحاولة سرقة الكأس.

نسخة الكأس.. إجراء احترازي حيّر الجماهير طويلا

يتساءل كثيرون في كل مرة تظهر فيها كأس العالم لكرة القدم أمام عدسات الكاميرا، حول ما إذا كانت تلك الكأس المعروضة هي الأصلية أم أنها نسخة مطابقة لها، وذلك بعد أن أصبحت الفيفا أشد حذرا بسبب محاولات سرقة الكأس مرات كثيرة، فرغم  أنها تجبر كل دولة فائزة بتوفير خزانة ذات مقاييس عالية لحفظ الكأس، وتخصيص فرقة أمنية خاصة لحراستها، فإنها توجهت أيضا إلى استنساخ الكأس الأصلية.

ففي العام 2002 عُرضت النسخة المطابقة للأصل من الكأس خلال بطولة العالم التي أقيمت في ذلك العام، وهو ما اعترف به رئيس الفيفا حينها، لكن في العام 2004 صُهرت تلك النسخة، وجرى التخلص منها عن طريق التبرع بثمن الذهب المصهور لمنظمة اليونيسيف، وهي آخر النسخ  الذهبية التي صنعت للكأس الحالية.

لا أحد يمكنه أن يختزل قوة كل ذلك السحر الذي جعل بضعة أرطال من الذهب تأسر كل العالم، حتى يصبح ذلك الكأس بقيمة لوحات “دافينتشي”، أو منحوتات “مايكل آنجلو”، لكنها تبقى الرمز المبجل لأشهر رياضة في العالم.


إعلان