“نداء استغاثة”.. أطول إضراب في القرن الـ21 لعمّال مناجم بإندونيسيا
يصوّب المخرج الإندونيسي “يونري ريفولت” عدسته هذه المرة على عمّال المناجم، ويرصد إضرابهم الذي حدث في أوائل عام 2017، وذلك إثر قيام شركة تعدين “فريبورت” إندونيسيا بتسريح عدة آلاف من العمال من منجم نحاس “غراسبيرغ” في مدينة ميميكا ريجنسي الإندونيسية، وهو أحد أطول إضرابات القرن الحادي والعشرين.
استمر إضراب العمال لأكثر من خمس سنوات حتى الآن، وقد رفضت الشركة الاعتراف بالإضراب، وحرمت العمال من الرعاية الصحية العامة، وتسببت بوفاة 97 متظاهرا راحوا ضحية أعمال العنف التي تمارسها قوات الشرطة من دون توجيهات من الحكومة الإندونيسية التي تفصل بين السلطات الثلاث، وتحترم السلطة القضائية التي تمتلك القول الفصل في خاتمة المطاف.
“الأول من أيار”.. من عيد للعمال إلى نداء استغاثة
قبل الخوض في أحداث الفيلم وتفاصيله الدقيقة لا بد من التوقف عند اسم الفيلم، فالأول من أيار هو يوم عيد العمال العالمي، لكن حينما يتكرر الاسم بهذه الصيغة “الأول من أيار، الأول من أيار، الأول من أيار” (MayDay, MayDay, MayDay) لثلاث مرات فهو يعني “نداء استغاثة” تُطلقه السفن والطائرات في طلب النجدة. وفي هذا الفيلم فإن نداء الاستغاثة موجّه إلى الحكومة المنتخَبة، وجمعيات حقوق الإنسان المحلية والعالمية، ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة التي تقارع القمع والاستبداد ومصادرة حقوق الإنسان الخاصة والعامة.
هذا التأويل ينسجم مع طبيعة الفيلم وثيمته الرئيسية، بعد أن قتلت الشرطة بالرصاص الحيّ 97 شخصا منذ بدء الإضراب وحتى الآن.
يبني المخرج فيلمه على ثلاث شخصيات رئيسية، وهي “ديني بوربا” التي تبيع الملابس المستعملة بعد مغادرتها السجن، و”ستيفن يوان” الذي يرفع صوته عاليا في العاصمة جاكرتا، وتؤازره زوجته في المضي قُدما في الإضراب، رغم تأثيره على حياة الأسرة من الناحية المادية والنفسية، وبائع القهوة “موسياوير” الذي يروي جانبا من العنف الذي تعرّض له العمال في بداية الإضراب.
وهناك شخصيات أخرى تُكمل سردية القصة الوثائقية، بمن فيهم رئيس الجمهورية الإندونيسية “جوكو ويدودو”، إضافة إلى شخص سياسي وناشط في مجال حقوق الإنسان.
كما يعتمد المخرج على تقنيات متعددة تجمع بين المقابلات الشخصية والتقارير الصحفية، واللقطات الأرشيفية ذات العلاقة بموضوع الإضراب وتداعياته السياسية والاجتماعية والنفسية، والتي تقدّم صورة واضحة للمُضربين والمحتجين من جهة، وللقوات الأمنية التي يتصرّف بعض ضباطها خارج السياقات القانونية التي تعرّضهم إلى عقوبات قد تصل إلى حد الطرد من الخدمة.
لا بد من الإشارة إلى أنّ غالبية المُضربين هم من سُكّان بابوا التي تُدار الآن من قبل الجمهورية الإندونيسية، ويقومون بوظائف بديلة لتأمين الرزق الحلال وتغطية نفقاتهم اليومية في بلد يمتلك احتياطيات كبيرة من المعادن الثمينة، خاصة الذهب والنحاس، لكنهم يواجهون إهمال شركات التعدين وقمع الشرطة، وغضّ الطرف من قِبل بعض المسؤولين في الحكومة الإندونيسية التي لا تُنكر وجود الخلل والفساد في بعض أروقتها الإدارية.
وعلى الرغم من وجود حكومة رشيدة في البلاد، فإن عمّال التعدين على وجه التحديد محرومون من المساحة الطبيعية الآمنة للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم الشخصية والعامة، فلا غرابة أن يتعرضوا بين آونة وأخرى إلى قمع الشرطة والقوات الأمنية التي لا تتورع عن إطلاق الغازات المُدمعة، واستعمال الهراوات ضد المشتركين في المسيرات والاحتجاجات السلمية، وهو ما يعده الناشطون خرقا فاضحا لحرية التعبير، وانتهاكا صريحا لحقوق الإنسان.
“بوربا” و”يوان” و”موسياوير”.. عاملان مُضربان وصانع قهوة
يلجأ المخرج منذ اللقطة الاستهلالية إلى التنويع وكسر رتابة الفيلم الذي يتمحور حول حرية التعبير وحق الإضراب، والمطالبة برفع الأجور، وتحسين الظروف المعاشية لهذه الشريحة العمالية الواسعة الانتشار.
لذلك يختار المخرج ثلاث شخصيات درسها عن كثب، وهي “ديني بوربا” التي تعمل في بيع الملابس المستعملة على الأونلاين بعد خروجها من السجن، وتقدّم شرحا مفصلا عن بضاعتها المتنوعة التي تشمل البناطيل وملابس الأطفال، وتُبيّن للراغبين بالشراء أحجامها وجودة نسيجها وأسعارها المعقولة.
أما الشخص الثاني فهو “ستيفن يوان” الذي يرفع صوته عاليا في جاكرتا، ويخطب بالمحتجين ويؤجج مشاعرهم وحماسهم الوطني، كما نتعرّف على زوجته “ما” التي تؤازره دائما، وتصطف إلى جانبه لأنها ترى احتجاجه ومشاركته في الإضراب أمرا طبيعيا رغم النتائج القاسية التي تترتب على هذا الإضراب الذي يفضي به إلى السجن، ويسبب انكسارا لأطفاله حينما يرون الشرطة وهم يكبلون يديه ويقتادونه أمام الملأ بطريقة مُذلّة تحطّم هيبة الأب أمام أبنائه.
لم يشأ المخرج أن تكون شخصيته الثالثة قد خرجت لتوها من السجن مثل الشخصيتين السابقتين، وإنما اختار صاحب مقهى يمتلك ذوقا رفيعا في صناعة القهوة، ويبذل قُصارى جهده في البحث عن الأنواع الجيدة، ويتفنن في إعدادها وتحضيرها للزبائن، ويُدعى “موسياوير”.
نحاس إندونيسيا.. مخزون احتياطي بأرباح كبيرة لا تصل إلى العمال
يزاوج المخرج “يونري ريفولت” بين عمله الصحفي والإخراجي، فهو يتقصى المعلومة بحرفية عالية، ويعزّزها بالأدلة الدامغة والشواهد الرصينة التي لا يرقى إليها الشك، الأمر الذي يُقنع المتلقي ويجعله يشعر بأنه يرى فيلما واقعيا يرتقي إلى مستوى الوثيقة.
ومثلما يتحدث العامل المُضرب والسجين المحتج والناشط السياسي، فإن للوزير حصته، ولرئيس الجمهورية القدح المعلى في هذا الفيلم الوثائقي.
وبحسب كلام الوزير فإن الدولة امتلكت 57% من حصة فريبورت، وقد تحسّن أداء هذه الشركة العملاقة التي بدأت تنمو سنويا، وسجّل إيرادها خلال السنة الأخيرة 50 تريليون روبية، بينما خُطط لإيراد السنة القادمة أن يصبح 150 تريليون روبية، وقد وصل الربح الصافي إلى 10 تريليونات، بينما خطط للسنة القادمة أن يصبح 40 تريليونا، وهذا كله بسبب السعة الإنتاجية الكبيرة لشركة فريبورت، وأيضا لكفاءة الخبراء والعاملين في أروقتها المختلفة.
ورغم تعدد الثروات المعدنية في البلاد، فإن رئيس الجمهورية “جوكو ويدودو” توقف عند معدن النحاس فقط، وقال إن إندونيسيا لديها مخزون احتياطي ضخم من النحاس، وقد وضع إندونيسيا بين سبعة بلدان لديها الاحتياطي الأكبر في العالم، ونوّه إلى ضرورة حسن استعمال هذا المخزون الاحتياطي الضخم من النحاس قدر المستطاع من أجل رفاهية الشعب، وتعزيز القيمة المُضافة للاقتصاد.
كما وأشار إلى أنّ مَصاهر المعادن موجودة في بلدان أخرى مثل إسبانيا واليابان التي تستمتع بالقيمة المضافة، وأكد ضرورة تشييدها داخل البلد كما هو الحال في غريسِك وشرق جاوا. وعلى الرغم من هذه الأرباح الكبيرة، فإنها لم تصل إلى شريحة العمال الواسعة والأكثر استحقاقا في البلاد.
ضريبة الإضراب.. سجن وتسريح من العمل
تعمل “ديني بوربا” الآن في مهنة بيع الملابس على الأونلاين من أجل تأمين متطلبات عيش كريم، وذلك بعد أن سُرّحت من عملها السابق في منجم نحاس غراسبيرغ في ميميكا ريجنسي، لكنها لا تزال تحلم بالعودة إلى عملها السابق وفقا لاشتراطات المحتجين الجديدة، إلا أن شركة تعدين فريبورت إندونيسيا لم تعترف بالإضراب حتى بعد مرور أكثر من خمس سنوات على اندلاع شرارته الأولى في عام 2017.
أما “يوان” فيخطب بالمحتجين ويمارس دورا تنويريا في توعية العمّال بحقوقهم القانونية المشروعة في السكن والتأمين الصحي والتعليم في المدارس الحكومية، وما إلى ذلك من متطلبات الحياة الكريمة في بلد لا تعصف به الكوارث والأزمات الاقتصادية.
وإذا كانت التهمة المُوجهة إلى “بوربا” هي مشاركتها في الإضراب، فإن تهمة “يوان” هي إلقاء خطاب تحريضي من وجهة نظر السلطة، لأنه يؤجج مشاعر المُحتجين ويطيل في عمر الإضراب.
يتذكر “يوان” فترة سجنه العصيبة، حيث كان يفكر كثيرا بأطفاله، فكيف يأكلون ويشربون ويعيشون، خاصة وأن مُعيلهم الأساسي قد سُجن، وصارت الزوجة هي التي تعمل وتكسب عيشها بنفسها لتُطعم العائلة وتدفع الإيجار وتؤمّن أقساط التعليم.
تعتقد الزوجة أن ما فعله “يوان” لم يكن خطأً، لأنه كان على حق، وقد احتجّ على الظلم الذي وقع عليه وعلى أقرانه من عمّال المناجم الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة. وترى أن جهودهم لن تذهب سُدى إن شاء الله”، وأن الأوقات الصعبة قد مرّت، وبدأ زوجها بالعمل بعد خروجه من السجن، وأصبح لديهم راتب شهري ثابت.
ورغم تضامن الزوجة مع “يوان”، فإنها في الأوقات الصعبة كانت تعتقد أن ما فعله في الإضراب كان خطأً، وكانت تُلقي باللائمة عليه متسائلة: “مَنْ قال لك أن تشارك في الإضراب؟”. وهي تعتقد أنّ غالبية الزوجات يفكرن بالطريقة ذاتها، لكن نتائج الإضراب قد أثبتت العكس، فهو من جهة أطول إضراب في القرن الحادي والعشرين، وقد كسروا فيه الرقم القياسي، بينما كان “يوان” يعتقد أن الإضراب لن يستمر أكثر من ثلاثة أشهر لا غير.
لم ينسَ المخرج أن يطعّم فيلمه بأغنية من أغاني “الكاراوكي” التي تُقدّم عادة بمصاحبة الموسيقى، وتُعرض كلمات الأغنية على شاشة، وغالبا ما تكون ثيمتها عن الحُب المزيّف أو الفراق الذي يمزّق نياط القلب، أو الخيانة العاطفية، وما إلى ذلك من موضوعات تثير الحزن والشجن.
بائع قهوة.. يرفض الثملين ويغدق على المعوِزين
وبغية تكريس التنوع في المواد يقدّم لنا المخرج شخصية بائع القهوة “موسياوير” الذي يعتمد كثيرا على ذائقته الشخصية، فهو مُحب وخبير وذوّاقة للقهوة الإندونيسية التي جرّبها فوجدها واحدة من أنواع القهوة العالمية الجيدة، ربما ليست الأفضل في العالم، لكن طريقة طحنها وإعدادها وتخميرها هي التي تجذب الزبون وتحفّزه على فعل التذوّق والاستمتاع بنكهتها المحلية التي ترتبط بالذاكرة الجمعية للناس.
لقد بدأ اهتمام “موسياوير” بالقهوة عندما كانت مجرد هواية بسيطة، لتنمو وتتطور ويكرّس صاحبها نفسه لها، ويصبح خبيرا في هذه المهنة التي يعتاش منها وفقا لعدد من الاشتراطات التي يحدّدها ويضعها بنفسه، فهو على سبيل المثال لا الحصر لا يخدم السُكارى والثملين، ولا يسمح لهم بالدخول إلى محله، لكنه في المقابل يقدّم خدمة مجانية للناس المعوزين والمشرّدين الذين لا يمتلكون ثمن فنجان القهوة الذي يتحرقون شوقا لاحتسائه طوال ساعات النهار.
عندما بدأ “موسياوير” في هذا المحل، كان جُل أصدقائه قد انخرطوا في الإضراب، وكان يزوّدهم بأكواب القهوة مجانا، لكن الكثير منهم كان يرفض عرضه السخي، بل إن البعض منهم كان يدفع له أكثر من الثمن المقرر رغم ظروفهم المادية السيئة، وعدم قدرتهم على تغطية نفقاتهم اليومية بسبب طردهم من وظائفهم، أو القبول بمبدأ الإجازات القسرية التي تحرمهم من الرواتب الشهرية التي تمنحها شركة تعدين النحاس، والتي لم تعترف بالإضراب منذ حدوثه وحتى الآن.
قضاء نزيه.. وقوات أمن تقمع وترهب وتقتل
يعتقد الناشط في حقوق الإنسان -الذي لم يرد اسمه في الفيلم- أن الإضراب عمل شرعي طالما أنه لا يعتمد على العنف، ولا يثير الشغب، ولا يخرّب الممتلكات العامة والخاصة، ولا بد أن يكون من اختصاص المحكمة العليا التي لا تخضع للسلطتين التنفيذية والتشريعية.
وعلى الرغم من نزاهة القضاء الإندونيسي بشكل عام، فإن ذلك لم يمنع القوات الأمنية من الذهاب سرا إلى بيوت المضربين والضغط على عوائلهم وتهديدهم بطرق مُرعبة تبعث فيهم الخوف والهلع.
كما طالبَ هذا الناشط أن يأخذ مفوض حقوق الإنسان في إندونيسيا قضيتهم على محمل الجد، خصوصا بعد أن ارتفع عدد قتلاهم إلى 97 شخصا لم يفعلوا شيئا سوى الإضراب، والمطالبة بتحسين الظروف المعيشية والصحية والخدمية، خاصة في مقاطعة بابوا التي يعاني أهلها من التمييز العِرقي، والحرمان من الرعاية الصحية، وغلق حساباتهم البنكية بأوامر وإيعازات من شركة فريبورت إندونيسيا التي لا تملك مثل هذه الصلاحيات التي تؤهلها لإصدار هذه الأوامر التعسفية.
لم يُكثر المخرج من مَشاهد العنف الذي يمارسه أفراد الشرطة، لكنه يعرض بعض النماذج هنا وهناك، حيث نرى القوات الأمنية الإندونيسية وهي تحطم منصات المتظاهرين وتقوّض خيمهم، وتشعل فيها النار، ولا يتورع بعض الضباط من القول بأنهم سيدمرونها ثانية إذا ما شيّدها المُضربون من جديد.
يحظى “يوان” وزوجته وأولاده الأربعة بقدر كبير من اهتمام المخرج وعنايته لأكثر من سبب، فهو شخص مفوّه ويمارس دورا توعويا في الخطابة بين صفوف المُضربين، فلا غرابة أن تُوجه له تهمة إثارة المشاكل التي تسبب أضرارا للشركة. لكن هذه التهمة العائمة لم تؤخذ على محمل الجد أمام القضاء العادل الذي برأ أربعة متهمين، بينهم “يوان” نفسه بعد سبعة أشهر من الشد والجذب. كان بإمكان “يوان” أن يقاضيهم بتهمة تشويه السمعة، لكنه أعرض عن ذلك لأنه كان موقنا في قرارة نفسه بأن بعض مؤسسات الدولة غير مهنية.
يروي “يوان” موقفا دراميا مؤثرا حينما رآه ابنه الصغير داخل السجن وقال “أريد أن أدخل السجن أنا أيضا يا أبي”. وظل متشبثا بقضبان السجن بقوة، ورفض أن يذهب إلى البيت، فذرف الجميع الدموع، بما في ذلك الشرطة الذين تعاطفوا معه وقرروا أخيرا أن يخلوا سبيل الوالد من دون أن يكبلوا يديه أمام ابنه الصغير ذي الأعوام الثلاثة.
ما يحزّ في نفس “يوان” أن الشرطة التي اعتقلته هي الـ”آيه كي 74″ (AK74)، وهم مدججون بالأسلحة حتى أسنانهم، فلا غرابة أن يشعر وكأنه إرهابي، رغم أنه لا يعدو أن يكون أكثر من عامل موهوب في فن الخطابة وتحريك المشاعر الوطنية الجياشة.
وفي هذا الحراك تحضر العديد من الطقوس الدينية التي تؤكد بأن الله سوف يفتح الأبواب المغلقة، وكل ما يحتاجه المُضربون هو أن يشدوا أزر بعضهم بعضا، ويواصلوا مسيرتهم الاحتجاجية على ظلم الشركة وقمع الشرطة، واستبداد بعض رجالات السلطة.
ثمة استعادة لأكثر من إضراب حدث في سنة 2011 و2013 وكانت إضرابات سلمية لم تحدث فيها مشاكل أو مواجهات، لكن الشرطة في عام 2017 أطلقت الرصاص الحي والغازات المدمعة، الأمر الذي دفع بعض المُضربين إلى إشعال الحرائق في بعض مباني شركة فريبورت التي تحولت إلى ساحة حرب حقيقية سالت فيها الكثير من الدماء البريئة، وحكمت المحكمة بطرد مُطلقي الرصاص الحيّ من وظيفتهم.
يختم المخرج فيلمه ببعض المشاهد المحتدمة بين المُضربين وأفراد الشرطة المدججين. ورغم تضارب الآراء بصدد هذا الاحتجاج الطويل الأمد، فإن المحكمة الإندونيسية العليا أصدرت حُكما في 14 سبتمبر/أيلول 2021 بأنّ إضراب عمال التعدين في شركة فريبورت كان إجراء شرعيا لا يخالف القوانين والأنظمة المرعية، مع أنّ الشركة رفضت الاعتراف بإضراب 8300 عامل، والذي استمر لأكثر من خمس سنوات، مُسجلين فيه رقما قياسيا لأطول إضراب في القرن الحادي والعشرين.
جدير بالذكر أن المخرج “يونري ريفولت” أنجز حتى الآن ستة أفلام وثائقية وقصيرة، من بينها “وراء جنة عدن” و”الجسد المشغول” و”الطريق الصامت”، و”نداء استغاثة” الذي عُرض في العديد من المهرجانات المحلية والدولية، ونال استحسان المتلقين والنقاد على حد سواء.