“كازابلانكا تنادي”.. مرشدات يحملن المشعل لإنارة حياة المرأة المغربية

لماذا تعيش المرأة صغيرة حتى الكبر؟ لماذا ينظر إليها المجتمع على أنها قاصر ولا تتدبر أمور نفسها؟ لم يقل الإسلام هذا، ولا كان الدين يوما أرضية لمثل هذه التصورات، ولكن المغرب -كغيره من الدول العربية والإسلامية- مرّ بعصور من التقلب والجمود في الاجتهاد، فصار ينظر إلى المرأة بشيء من الدونية، مما سلبها كثيرا من الحقوق.

بعد تفجيرات 2003 في الدار البيضاء (كازابلانكا)، صارت الحاجة ملحّة لإعادة ترتيب البيت الداخلي في المجتمع المغربي، ولمّا كانت المرأة هي عماد البيت وأساس التربية فقد أطلقت الحكومة المغربية في 2006 برنامجا لتدريب النساء ليصبحن (مرشدات). وهذا كان موضوع الفيلم الذي أنتجته قناة الجزيرة الوثائقية، وبثته تحت عنوان “كازابلانكا تنادي”.

“لا فرق في التكليف والحقوق بين ذكر وأنثى”

تخاطب حنان، وهي إحدى خريجات برنامج المرشدات، مجموعة من النساء قائلة: جاء الإسلام يعلّمنا أن لا نعبد الله على جهل، ويدعونا إلى الرحمة والتسامح ومحبة الآخر، ونبذ التطرف والعنف. وأخبرنا أن العبرة ليست بالأجساد ولكن بالقلوب، فلا فرق في التكليف والحقوق بين ذكر وأنثى، والمجتمع بحاجة إليكن، وليس فقط أزواجكنّ والأولاد.

أطلقت الحكومة المغربية في 2006 برنامجا لتدريب النساء ليصبحن (مرشدات) دينيات

انتهى درس اليوم، وتوجهت حنان إلى الحاضرات: هل من أسئلة؟ من لديها مشكلة أو شيء ترغبن أن تشاركنه معنا؟ تفضلي يا فاطمة:

  • إن حفيدتي تبدو قلقة ومنزعجة دائما ولا نعرف السبب.
  • كم عمرها؟
  • 14 عاما.
  • هل تذهب إلى المدرسة؟
  • لا، لقد تركت المدرسة.
  • وماذا تفعل الآن؟
  • تعمل خادمة لدى إحدى العائلات، تشكو دائما سوء حظها، إنها لم تتزوج بعد.
  • ولماذا العجلة؟ ما زالت صغيرة على الزواج، حاولي أن تتحدثي إليها بلطف، لا تعنفيها ولا تضربيها، الزواج ليس سهلا في هذه السن، إنها مسؤولية كبيرة. ألا ترين عدد النساء اللاتي تركهن أزواجهن وهن صغيرات؟ ألا ترين أطفالهن على أيديهن؟ وكان يجب على الآباء أن يكونوا بجانبهن. لقد اتخذت الحكومة قرارا صائبا برفع سن زواج الفتاة إلى 18 عاما.
المرشدة الدينية حنان في لقاء تثقيفي مع النساء في السجن

والآن دور الفتيات؛ من لديها سؤال يا بنات؟ تفضلي يا صغيرتي.

  • لقد أخبرني أبي أنه قد وعد بتزويجي من ذلك الشاب منذ كنت في عامي الرابع. لم أعد آتي إلى المدرسة بسهولة، فعائلتي تمنعني، لأنني سأتزوج.
  • اسمعي، عليك أن تطيعي والديك، ولكن في أمور الزواج فقد أعطى الله للمرأة حق الاختيار لنفسها، لا تعصي والدك، ولكن اشرحي له أن هذا هو حقك الشرعي.

“الفتاة قنبلة موقوتة”.. أعراف تعارض مبدأ المرأة العاملة

في طريق العودة تعرّج حنان على متجر لشراء حاجياتها، ويبادرها التاجر بالحديث عن إشكالية التوفيق بين عمل المرأة ومنزلها:

  • التاجر: ألا ترين أن الحياة صعبة على الأولاد في ظل عمل الوالدين؟ حنان: يبدو أنك من المعارضين لعمل المرأة!
المرشدة الدينية حنان في حوار مع تاجر حول دور المرأة في المجتمع
  • التاجر: نعم، فذلك يعني عدم توفر الانسجام العائلي عند الأولاد، وأنت لا تملكين الوقت لتلبية طلبات الزوج والأولاد عندما تعودين من العمل.
  • حنان: المشكلة ليست في الوقت، بل في كيفية استثماره في التربية وتلبية الاحتياجات، فهنالك أمهات يقضين كل وقتهنّ في المنزل ولكن لا يربّين أولادهنّ التربية الحسنة، وعلى الطرف الآخر هناك بعض الأمهات العاملات اللاتي يحسنّ توزيع الوقت بين العمل والعائلة. فهنالك فهم خاطئ لموضوع عمل المرأة في الإسلام، لا يوجد نصّ يمنع ذلك، ولكنها أعراف وثقافات اجتماعية خاطئة ورثناها، هنالك نظرة دونية للمرأة، لدرجة أن بعض الأهل يحرم بناته فرصة التعليم.
تضطلع النساء بمهام البيت الكثيرة رغم عملهن أثناء اليوم في الزراعة
  •  التاجر: الفتاة قنبلة موقوتة، تهدد شرف العائلة بالانفجار في أي لحظة، ولذا فعلى الأهل التخلص منها بأسرع وقت.
  • حنان: تقصد تزويجها وهي صغيرة؟ الإسلام لم يقل ذلك، بل ركّز على أهمية المرأة، سواء في البيت أو في المجتمع.

آفات الفقر والجهل.. معاول الهدم في الريف المغربي

هنالك أكثر من 400 مرشدة تقوم بالتوجيه الديني للشباب والفتيات، ومن هؤلاء بشرى التي تعمل في مدينة العرائش شمال غرب المغرب، حيث تخرج معظم النساء للعمل في الزراعة، بينما يبقى الرجال في البيوت، بحجة عدم وجود عمل مناسب.

وأكثر من 60% من نساء المغرب أميّات، وقد تصل النسبة في بعض مناطق الريف إلى 90%، حيث تعمل البنت لإعالة أهلها، وتتزوج صغيرة بدون تعليم ولا مدارس، لتعيل بعد ذلك أبناءها وزوجها العاطل عن العمل.

في الريف المغربي تعمل المرأة في الزراعة وأعمال البيت في حين يجلس الرجل أحيانا عاطلا عن العمل

ويوجد عدد قليل من المدارس في الريف، وتبقى الفتيات اللاتي يرغبن في الدراسة في مساكن داخلية بمدارس البلدات المجاورة، ولكن معظم الأهالي لا يرسلون بناتهم للدراسة بعيدا عنهم.

هواجس الفساد الأخلاقي.. أزمة الثقة بين الفتيات وآبائهنّ

تعمل المرشدة بشرى في مدرسة محاسن الداخلية في العرائش، وهي تجد نفسها بين الفتيات اللاتي جئن إلى هنا للدراسة، وتحاول نصحهنّ في كثير من الأسئلة والاستفسارات التي يطرحنها. فهذه الطالبة مريم تتحدث إلى بشرى عن مشكلتها مع والدها:

في مدرسة “محاسن” الداخلية بالعرائش تعيش 230 طالبة  يأتين من الريف والمدن البعيدة
  • لديّ مشكلة مع والدي، لا يعطيني أي قدر من الحرية، ولا يسمح لي بالذهاب إلا للمدرسة، ولا حتى الحديث إلى صاحباتي.
  • هل تظنين أن بعض الصديقات لهنّ تأثير سيئ؟
  • هناك بعض الصالحات، وأُخَر سيئات.
  • إنه فقط يخاف عليك، تظنين أنه لا يثق بك، ولكنه لا يريد لك الأذى، فالفتاة في مجتمعنا عليها قيود كثيرة، ويظنونها تجلب المشاكل للعائلة. فقط أنت من تستطيعين كسب ثقة والدك وإقناعه، جربي ذلك وستجنين نتائج طيبة إن شاء الله.
  • سأحاول ذلك.

وفتاة أخرى تشكو أن شقيقيها تجاوزا الثلاثين من العمر ولم يتزوجا، وهذا نادر الحدوث في الريف، ولكن قد تكون المشكلة هي القيود التي تفرض على الفتيات، فلا يستطيع الشباب اللقاء بفتيات أحلامهم. فتنصحها المرشدة بشرى أن تساعد أخويها في البحث عن فتيات يناسبنهما للزواج، وبهذا تحلّ مشاكل الطرفين من الشباب والفتيات، فالعائلة الصالحة أساس المجتمع الصالح.

المرشدة الدينية بشرى تتعاون مع المعلمات للاعتناء بالفتيات في مدرسة محاسن الداخلية

وتعيش 230 فتاة في هذه المدرسة الداخلية، وتحدث شجارات بين الفتيات من فترة لأخرى، ولا تستطيع مديرة المدرسة الوقوف على جميع ظروف البنات هنا، وهنا يأتي دور المرشدة بشرى في معاونة المدرسات والاعتناء بالفتيات، إذ يجب أن تنجح هذه التجربة، لأن كثيرا من الآباء يعارضونها، ولا يسمحون لبناتهم بالتعليم.

“الانتحار تصرف خاطئ”.. ثمار الزواج المبكر في مجتمع جاهل

بالإضافة إلى عملها في المدرسة، تقدم بشرى النصح للنساء في أنحاء إقليم العرائش، وتتحدث إلى إحداهن قائلة:

  • ما المشكلة يا فاطمة؟
  • الأمر يتعلق بابنتي، زوجها لا يهتم بها، ويتركها عندي طوال الوقت.
  • يبدو أن اختيار الزوج لم يكن صائبا.
  • نعم، كان خاطئا وسريعا.
  • ينبغي أن نعرف الرجل الذي يتقدم لابنتنا جيدا، علينا أن نعرف أخلاقه.
  • الرجال هنا لا يهتمون بالنساء ولا يحترمونهنّ، فقط يريدون خادمة، وعندما يمتلك أحدهم مالا يسارع لشراء سيارة، أو يتزوج بأخرى أكثر شبابا، لذا فكثير من الفتيات ينتحرن هنا.
  • الانتحار تصرف خاطئ، وليس علاجا لمشاكلنا.
  • عندما ترجع الفتاة إلى أهلها يجبرونها على العودة إلى زوجها، وتتكرر هذه القصة حتى لا تقوى الفتاة على التحمل.
نساء يشتكين للمرشدة الدينية بشرى حول أحوالهن الاجتماعية

تبدو رشيدة فتاة قوية، وما يميزها أنها تتخذ قراراتها باستقلالية، ولو كان الأمر بيدها لما تزوجت صغيرة، فالتصرفات التي يقوم بها الرجال هنا لا تعجبها، وهي لا تريد أن ترهن حياتها بيد الجهلة. فترشدها بشرى إلى جمعية حقوق المرأة، فهي الجهة المخولة بالدفاع عنها وجلب حقها، وتنصحها في الوقت ذاته بالعقلانية وردّات الفعل المتزنة.

استغلال المرأة.. نساء عاملات تحت رحمة رجال عابثين

تؤمن بشرى بعملها، ولكنها تشعر أحيانا أنها لا تؤدي كل المطلوب، فهي تواجه حالات غريبة يصعب التصرف حيالها، وتتلخص المشاكل التي تواجهها في هذا المجتمع بالجهل والفقر، فإذا اجتمعتا في حالةٍ فتلك طامةٌ كبرى، فلا يمكن محاربة الفقر كليا، ولكن يمكن تغيير طريقة تفكير الناس.

في الريف المغربي، لا تنبني العلاقة بين الرجل والمرأة أحيانا على الود والتفاهم وتقسيم المهام

والعلاقة بين الرجل والمرأة في الريف المغربي ليست مبنية على الود والتفاهم وتقسيم المهام، بل هي مبنية في غالب الأحيان على سطوة الرجل وبطشه، وقوة الأوراق الاجتماعية التي يملكها، لأنه يستغل ضعف المرأة وحاجتها إلى بيت الزوجية، فيرهقها بالعمل ويأخذ ما تكسبه، وإذا رفضت فهو يلوح لها بورقة الطلاق.

ومن جانبه، يتعلل الرجل بأن أعمال النساء لا تصلح له، فالعمل في البيت والحقل، ورعاية الدوابّ والاعتناء بالأولاد كلها أعمال نسائية، ولو أنه وجد فرصة عمل تليق بالرجال ما تردد في العمل وإراحة زوجته، ولكن سوق العمل لا تتسع لكثير من الرجال.

ضغط الأهل.. هروب إلى الموت خوفا من المواجهة

استدعيت بشرى على وجه السرعة إلى المدرسة، وهناك أخبروها بأن الطالبة التي كانت تتحدث إليها بالأمس قد انتحرت، كان هذا مصدر حزن عميق لبشرى والمعلمات وطالبات المدرسة، وعند السؤال عن ما حصل أخبرتها إحدى الطالبات أن والد البنت المنتحرة قد جاء للمدرسة ولم يجدها، فانتظرها حتى جاءت برفقة شاب، فانهال عليها والدها بالضرب، وجرها من شعرها إلى المنزل.

المرشدة الدينية بشرى تجتمع بطالبات المدرسة الداخلية بعد خبر انتحار إحدى الفتيات

تعلق بشرى على الحادثة بقولها إن الظرف الواقعي الذي نعيشه أن هذه المدرسة مختلطة، والفتيات بالطبع معرضات للحديث مع الفتيان، ولكن ضمن ضوابط لا يمكن تجاوزها، والمشكلة هي أن الأهل لم يعيشوا هذا الواقع من قبل، ولذا فهم يخافونه ويرهبون عواقبه، وقد تكون هذه العواقب في أذهانهم فقط، نتيجة الخوف الذي يعيشونه، وليست بالضرورة واقعا.

دعاء من القلب تقدمه المرشدة الدينية بشرى للطالبات بعد فقدهن زميلتهن

لذا اقترحت بشرى على ناظرة المدرسة أن تدعو ذوي الطالبة المنتحرة، وكذلك بقية أولياء أمور الفتيات: “يجب أن نواجههم بالحقائق، يجب أن يفهموا حقيقة ما تعانيه بناتهم، إن المراهقة مرحلة حرجة في حياة الفتيات، ويجب مراعاتها بعناية وتفهم”، وتثني الناظرة على الفكرة، ولكنها غير متفائلة بحضور الأهل، إنهم على درجة عالية من الفقر، حتى أنهم لا يملكون أجرة الطريق.

جسور التواصل.. عودة إلى وضع المرأة في العصر النبوي

من منطقة سلا في الرباط تحدثنا المرشدة كريمة عن مكانة المرأة في صدر الإسلام، وكيف تراجعت حتى صارت على ما هي عليه الآن، حتى أن المرأة لا تستطيع قول “لا” في حق بسيط من حقوقها المهضومة، وتقول: كان والدي يجلس إلينا كل مساء سبت، يحدثنا عن السيرة النبوية وقصص الصحابة، وكانت تلفت نظري مكانة النساء في المجتمع، فمنهنّ التاجرات والعالمات والطبيبات.

حلقة نقاشية مع المرشدة الدينية كريمة حول كيفية خلق حوار بناء بين الآباء وأبنائهم داخل الأسرة

وتقول: أنا أتعامل مع التلاميذ، وأجد سعادة غامرة في الحديث إليهم، فهم آذان صاغية، وخامات يمكن تشكيلها لتصبح فعّالة إيجابية ومعطاءة، ويهمني صناعة الحوار البناء داخل الأسرة ومع أولياء الأمور. فمن المهم أن يتحاور الوالدان مع أبنائهما، وأنا أربي تلاميذي على فتح الحوار بأنفسهم مع والديهم، فهذه قيم موجودة في ديننا بالأساس، ولا يجب أن تبهرنا بها الدول الغربية.

في نهاية الموسم الدراسي تأخذ كريمة وحنان التلاميذ في رحلة إلى مدينة فاس التاريخية، وأثناء الطريق تقود المرشدتان الطلاب في فقرات ترفيهية وثقافية، تكشف المكنون في دواخلهم من الطاقة والإبداع، في أجواء من الألفة والتفاعل.

وكانت المحطة الأولى أمام جامع القرويين، وهي لفتة جميلة تظهر لهذا الجيل المنهزم أنهم أحفاد تلك المرأة (فاطمة الفهرية) التي بنت منارة عِلم كانت قبلة للطلبة من أنحاء العالم.

طلاب وطالبات في زيارة لجامع القرويين الذي أسسته فاطمة الفهرية لدعم الطموح لديهم

يقول أحد الطلبة: منذ وطئت أرضَ مدرستنا أقدامُ المرشدين تغير كل شيء، إنهم أناس مدرَّبون جيدا على الحوار، ومناقشة المشاكل والبحث عن حلول لها، في ظل منظور إسلامي متفتح، يفهم قضايا العصر وحاجات المراهقين ويقدم أوضح التصورات لمشاكل فقدان الهوية واللهاث وراء الغرب، فجزاهم الله عنا خير الجزاء.

مرشدات اليوم.. زراعة بذور تحصدها أجيال الغد

منذ حادثة الانتحار لا تفتأ بشرى تواصل توجيه الطالبات ونصحهن، خصوصا فترة ما قبل الامتحانات: مشكلتكن يا بناتي أنكنّ تأتين إلى المدرسة من غير طموح، إنه باب فتحه الله لكن للوصول إلى أعلى المراتب، اكتبن أي شيء يخطر في بالكنّ، ولا تخفين شيئا، تحدثن لآبائكن بصراحة، والمهم تنظيم الوقت والاستيقاظ والنوم باكرا، وكذلك التركيز والاعتناء بالطعام.

المرشدة الدينية بشرى تعزز روح التحدي لدى طالبات المدرسة الداخلية قبيل موعد الاختبارات النهائية

ثم تخاطب إحداهن قائلة: مريم، هل ما زالت مشكلتك مع أبيك قائمة؟ هل يمكن دعوته إلى هنا لأتحدث إليه؟ يمكنك أن تكتبي رسالة لأبيك، أخبريه فيها بكل شيء تفكرين به، صارحيه، قولي له إنك مستعدة لتتغيري من أجله، وأن تكُفّي عن أي تصرف لا يحبه، أشعريه بالطمأنينة حتى يثق بك.

أثمرت هذه النصائح، وصارحت مريم أباها بكل شيء، وهو أيضا صار يتحدث إليها ويعتذر لها عن تصرفاته التي منشؤها حرصه الزائد عليها وعدم ثقته بالآخرين.

في الأرياف إذا بلغت الفتاة سن العشرين دون أن تتزوج فستصبح عانسا، أما اليوم فقد صار لفتيات الأرياف طموح أن يكملن دراستهن الجامعية، ويساهمن في خدمة مجتمعهن، ثم يتزوجن ويبنين البيت المتفاهم المتكافل، وكل ذلك بفضل التوعية، وخصوصا من قبل المرشدات الدينيات.

وقفة نسائية احتجاجية في المغرب للمطالبة ببعض الحقوق

ولم يقتصر دور المرشدات على الفتيات الصغيرات، بل إنهن يعقدن دورات محو الأمية للنساء الريفيات المتقدمات في السن، ويعلمنهن القراءة والكتابة وطرق التفكير وحلّ المشكلات، والتعامل مع أفراد الأسرة من أزواج وأبناء وأقارب. فالعلم نور، والإسلام حض على التعلم في كل مراحل العمر، ولم يفرق في فرضية “اقرأ” بين صغير وكبير.


إعلان