“أرامل البحر”.. دموع الثكالى على سواحل الهجرة القاتلة في السنغال

تعتبر منطقة “تياروي سير مير” التي فقدت مئات من شبابها في البحر أحد مجتمعات السنغال الأكثر تأثرا بظاهرة الهجرة غير النظامية، ففي هذه المنطقة الملاصقة للبحر لا تعد الهجرة غير الشرعية ظاهرة فردية أو متقطعة، بل موجة عارمة من المغادرين نحو أوروبا وصلت ذروتها ما بين 2005-2008، ثم عادت بقوة منذ بداية جائحة كورونا لتنقلب حياة أسر المفقودين -الذين عاشوا لأمد طويل من خير البحر والزراعة من تياروي- رأسا على عقب.
ويروي فيلم “أرامل البحر” الذي عرضته قناة الجزيرة الوثائقية قصة نساء من تياروي، وسعيهن لمحاربة الهجرة غير الشرعية التي يلجأ إليها شباب المنطقة باستعمال قوارب مهترئة للبحث عن حياة أفضل، فيكون مصيرهم الموت في غالب الأحيان. كما يأخذنا الفيلم في رحلة لاستكشاف ثقافة وعادات هذا البلد الأفريقي ومعاناة شبابه التي تدفعهم للقفز نحو المجهول.
“نخضع لمشيئة الله”.. روايات مؤلمة لذوي شباب ابتلعهم البحر
تقول “أداما ندوي” التي تعمل تاجرة وتسكن في تياروي سير مير: فقدت ابني وأخي الأصغر بسبب الهجرة غير النظامية عبر القوارب عام 2006، ورحلا سويا في العام نفسه، ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش بألم شديد، لكننا نشكر الله، ولن نتوقف عن شكر الله، لأن الوضع كان أكثر سوءا وصعوبة، ولكننا تحملنا لأننا مؤمنون، وعلينا التحمل حين نعيش محنة كهذه، نخضع لمشيئة الله ونتحمل. إنها الإرادة الإلهية، وهذا واجبنا كمؤمنين.

أما “أولي ديوب” التي تعمل تاجرة أيضا، فتقول: في البداية رحل أخي الأكبر، ثم فقدت زوجي، وكان بنفس سن أخي الأكبر، فكانت محنة مؤلمة، فأخي هو من أقنع زوجي للقيام بتلك الرحلة، وكان أخي يريد له مستقبلا أفضل، فلو لم يلقيا حتفهما في البحر لكانت كل العائلة تعيش الآن حياة رغيدة، ولكن كما تقول الحكمة: العبد في التفكير والله بالتدبير.
وتقول “ياي بياف ديوف” رئيسة جمعية “تجمع النساء لمكافحة الهجرة غير النظامية”: أبناؤنا صيادون، وليست لديهم أي مهنة أخرى، ولا يعرفون الغناء، وليس لديهم حقول يزرعونها أو قطعان ماشية يرعونها، فقالوا لأنفسهم: لنأخذ قواربنا ونهاجر إلى أوروبا لكسب قوتنا، لأننا نريد العيش، ونتوجه بشكل طبيعي إلى حيث الحياة ممكنة، ولكن مع الأسف غادروا على متن قواربهم، وانقلبت بهم، وبقوا في قاع البحر، ولم نعلم إلا في وقت متأخر أن أبناءنا بقوا في البحر، لقد كان الأمر مؤلما جدا، ولا يزال الألم مستمرا حتى اليوم.

وتتحدث عن هؤلاء الصيادين -من السكان المحليين للمنطقة- التاجرة “زينب ديان” قائلة: إنهم صيادون ماهرون، وقد كان أسلافنا مزارعين أيضا، وكان لديهم حقولهم وقواربهم. والصيد هو تراثنا والبحر هو مكان العيش لكل عائلتي، إذ نمضي به معظم أوقاتنا، ورزقنا منه، أنعم الله علينا به، وبفضله نقضي حاجاتنا، وباختصار هو كل شيء لنا.
ثم تقول بعد الثناء عليه: البحر هو الذي يأخذ أبناءنا، رغم أنهم تعلموا العيش مع البحر منذ نعومة أظفارهم، فعندما تبحث أم عن ابنها تجده على الشاطئ، لقد كانوا يقومون بكل شيء، فهم أبناء “الليبو”. (السكان المحليين للمنطقة).
“لو كان لدينا خيار آخر لما غادرنا السنغال”
يقول الناشط الاجتماعي “مامادو فال”: كان البحر سخيا فيما مضى، ورغم استقرار الشركات الجديدة في منطقتنا، فإن آباءنا رفضوا أن يعملوا فيها، إذ كانت هناك كمية هائلة من الأسماك، إضافة إلى أن المكان الذي نعيش فيه اليوم كانت به حقول كنا نزرعها، وكانوا ينتجون كل ما كانوا يستهلكونه، وكانت هناك عائلات كبيرة العدد تعيش من ذلك، إذ كان الشخص الواحد يستطيع رعاية عائلة من 20 فردا، أما اليوم فقد أصبح الأمر مستحيلا.

لقد أصبحت الحياة في الوطن أمرا صعبا، بسبب انعدام الفرص والحلول الحكومية، لذا أصبح الجميع يتخذون الهجرة ملجأ من أوضاعهم القاسية. يقول “مامادو”: الرغبة في النجاح ومساعدة الوالدين وتحقيق ذاتك هي الأسباب التي تدفع إلى الهجرة. ولكن لو كان لدينا خيار آخر لما غادرنا السنغال.

الهجرة ليست إلا ملجأ، لأن الحياة بالسنغال أمر صعب، وهذا ما يدفع الناس إلى الهجرة، وهذا ما يجب على الحكام أن يجدوا حلا له، الصيد مصدر الرزق في هذه القرية، ورغم وجود عدد غير هين من شركات الصيد هنا، فإنها تحترم الحصص المخصصة للصيد، وكنا نؤمن بالبحر والصيد والعمل، لكننا رأينا ما يحدث في البحر.
أسماك البحر الكبيرة تبتلع السواحل.. شراسة المنافسة
الهجرة غير النظامية ظاهرة قديمة في السنغال، وكانت موجودة في سبعينيات القرن الماضي، كانت غير قانونية، ولكن الأمر لم يكن مثل ما هو عليه اليوم، فكانوا آنذاك يذهبون إلى فرنسا، والناس يهاجرون على متن البواخر، وكانوا يتوجهون إلى الميناء ويتسللون خفية داخل البواخر، وكان ذلك أكثر أمانا، لأنهم كانوا يستقلون البواخر لا القوارب.

ومن أسباب الهجرة المؤدية لها صعوبة الصيد في الشواطئ، بسبب مزاحمة السفن الكبيرة. يقول الناشط “مامادو فال”: كنا من قبل نرى أسرابا من الأسماك، لكن الأمر تغير اليوم، والسبب هو وجود سفن الصيد الكبيرة بالبحر، حيث نستطيع رؤيتها من هنا، لو كانت بعيدة في أعماق البحر، حيث لا تصل القوارب لكان الأمر أهون، ولكنها تأتي إلى هنا قرب الشاطئ، وهي تكشط البحر بواسطة شباك ذات غرز صغيرة، وتأخذ السمك كله.
وتتحدث الناشطة الاجتماعية “ياي بياف ديوف” عن ماضي صيد الأسماك المجيد وحياة الناس الرغيدة حينئذ بقولها: هذا البحر بيئتنا الطبيعية، يمنحنا كل شيء نحتاجه، وهو منبع تقاليدنا وعاداتنا وثقافتنا، كل شيء يدور حول البحر، لم نرغب أبدا في أمر آخر، كان الرجال يذهبون إلى البحر، وحين ينزلون من قواربهم تتكفل النساء بعملية البيع، وكانت حياتنا تلك خالية من الهموم.
“لم أستطع مقاومة نظراته”.. سفن وأمهات وزوجات يطردن الشباب
تطرح التاجرة “أولي ديوب” سؤالا على نفسها قائلة: لماذا لم يعد في بحارنا سمك؟ فيما مضى، كانت سفن الصيد موجودة، ولكن ليست بنفس العدد، لم تكن تصطاد سوى السردين المبروم، أما الآن فهي تأخذ قوتنا، ما تقتات به أنت وأسرتك يأتي آخر ويأخذه، ولا يسعك سوى أن ترى ذلك وأنت عاجز.. إلى متى؟ يجب أن يتوقف كل هذا لأن الأمر صعب ويزداد تفاقما، فقد كثرت المشاكل، واحتدمت الآلام، وأصبح الناس أكثر توترا، فكل حياتنا متوترة بسبب البحر الذي لم يعد يمنحنا شيئا.

وتجيب التاجرة “زينبو دييان” على سؤال زميلتها “ديوب” قائلة: إنها السفن الكبيرة التي تستولي على كل شيء، كانت هذه الأسماك كافية لاستهلاكنا، ولكن السفن الكبيرة تأخذ حتى السردين المبروم، ومع أن هذا النوع من السمك هو الذي كان يجذب الأسماك، فنحن نعيش بفضل هذه التجارة، ولكن ذلك غير كاف، ما نكسبه اليوم لا يمكن أن نقارنه بما كنا نكسبه من قبل، فنحن فقط لا نريد أن نظل هنا من دون عمل، لذلك سنبحث عن من يدعمنا.

وتذهب التاجرة “أداما ندوي” إلى أبعد من ذلك حين تقول: هناك بعض الأمهات والزوجات يساهمن في هجرة أبنائهم، وهذه حقيقة، وسمعتها من بعضهم مباشرة، وعندما قرر ابني الرحيل لم أتقبل الأمر، وأخبرته أنه لا يمكن أن يغادر بهذه الطريقة، فارتمى على قدميّ وبدأ يترجاني للسماح له بالمغادرة، وأخبرني أنه لم يعد يريد أن يراني أتعب من أجلهم، ولم أستطع مقاومة نظراته، وجميع الأمهات عاشوا هذه اللحظات، وبما أنها إرادته لم أستطع إيقافه، وما كان بيدي سوى الدعاء له، لذا أعطيته بعض المال حتى يتمكن من السفر.
“هذه المخاطرة لا تستحق كل ذلك”.. شهادة ناجٍ
يقول الصياد الشاب “باي ماكيت وادي”: لا أعرف إلا الصيد منذ أن ولدت، فالحياة شاقة جدا في هذه البلاد، وبدأت أذهب إلى البحر منذ 1996، وليس لدي عمل آخر، ولم أذهب إلى المدرسة العادية أو مدرسة تحفيظ القرآن، ولم أتعلم شيئا آخر، فجميعنا نعيش من البحر، وجمعينا أرباب أسر، وعلينا أن نضمن قوت أطفالنا وزوجاتنا، وجمعينا نعتمد على البحر، والصيد هو ما يضمن وجود السنغال، وحينما يكون البحر جيدا تستفيد منه البلاد كلها، وحين يكون العكس تتوقف البلاد بأكملها.

ويروي قصة محاولته الهجرة غير الشرعية قائلا: حين يهرب الشخص من بلاده لأنه لم يعد قادرا على التحمل، ويصل به الأمر إلى ركوب قارب للاتجاه نحو أوروبا، فذلك لأن بلدك لم يعد قادرا حتى على تمكينك من التكفل بأسرتك، وأنا أيضا حاولت الهجرة غير الشرعية، وعشت أهوال ذلك، ولست مستعدا لها مرة أخرى، وإن استطعت التحدث إلى الشباب لقلت لهم إن هذه المخاطرة لا تستحق كل ذلك، وأن تستقل قاربا وأنت غير متأكد من نجاحك ولا حتى بقائك على قيد الحياة، وأنا أتكلم عن أمور عشتها لأننا كنا مجموعة، وغادرنا السنغال جماعة، وقد نجح بعضنا في الوصول إلى إسبانيا، ولقي آخرون حتفهم في البحر، بينما عاد فريق ثالث إلى السنغال.

ويقول إمام مسجد المنطقة “مامادو وادي”: ما يفقده الإنسان هو القلب لا العقل، لأن الناس ليست لديها نفس الأحلام، وقد ترغب في مساعدتك على البقاء. وإن استطعت إبقاء رجل واحد فهناك 10 آخرون مستعدون للذهاب في الواقع، ولن نستطيع أبدا التوصل إلى تعريف وتصور مشترك عن ماهية الهجرة غير النظامية.
“ابني الذي لقي حتفه يدفعني لاستجماع قوتي”.. كفاح الثكالى
تقول الناشطة الاجتماعية “ياي بياف ديوف”: الهجرة غير النظامية ليست مفيدة لنا، حتى أنني رأيت أطفالا يبلغون 14 عاما وُضعوا على متن القوارب، إنه أمر غير طبيعي، لأن الأطفال لديهم حقوق، أولها حق الدراسة. وقد فقدت ابني الوحيد، وهذه الهجرة تؤذينا كثيرا، وخاصة بالنظر إلى كل الذين فقدوا حياتهم بسببها، والحل هو توفير فرص العمل للشباب، وتطويرهم واقتراح حلول أخرى مستدامة.
لقد فقدت القرية نخبة فتيانها، حتى أنها لم تعد تشارك في الفعاليات بسبب هجرة أبنائها. تقول الناشطة “ديوف”: الأمر صعب جدا، حتى لو فقدنا شخصا واحدا. تخيلوا الآن قرية كبيرة مثل قريتنا فقدت 200 شاب في الوقت نفسه، لم نشارك تلك السنة في البطولة الشعبية لكرة القدم، لأن من رحلوا كانوا من خيرة شبابنا.

وتقول التاجرة “أداما ندوي”: الكل متأثر في تياوري، إذا دخلت بيت أي عائلة سترى أنها فقدت على الأقل فردين منها، بسبب الهجرة غير الشرعية على متن القوارب، هذا هو الحال في كل مكان هنا، عدد لا يحصى من الضحايا. ولدينا كلنا في تياروي روابط عائلية، فكل من لقوا حتفهم في البحر هم بشكل أو بآخر من أفراد عائلتنا.
وهي تروي قصة صدمتها بعد فجيعتها ومرضها وانقطاعها عن العمل قائلة: بسبب صدمة الخبر والجزع الذي أصابني، مكثت فترة طويلة مريضة لا أعمل بسبب الضغط النفسي، وأصبت بمشاكل الضغط، هنا قالت لي إحدى صديقاتي علينا إيجاد القليل من المال، وعلينا أن نذهب إلى الأسواق الشعبية الكبرى، ونشتري بضاعة، ثم نعيد بيعها ونكسب منها، وقالت لي: لا تظلي هكذا وتستسلمي للكآبة، انهضي وابدئي بالعمل، وسترين أن الألم سيخف مع مرور الوقت، ربما لن تستطيعي نسيان ابنك، ولكن العمل سيجعلك تفكرين بأشياء أخرى. هذا ما أنقذني.
وفي السياق نفسه تتحدث الناشطة الاجتماعية “ياي بياف ديوف” قائلة: حين فُقد أبناؤنا في البحر قلت لنفسي إن البقاء في البيت والبكاء ليس حلا، ومد اليد للتسول ليس حلا، ولعب دور الضحية المسكينة لجلب الشفقة ليس حلا، لأن أبناءنا هاجروا من أجل الحصول على عمل وحياة أفضل، وهنا قررت أن ابني الذي لقي حتفه في البحر يجب أن يدفعني لاستجماع قوتي، وإيقاظ شيء بداخلي، وإعطاء أفضل ما يمكنني إعطاؤه من أجل حل المشكلة.
“عندما هاجر أخي اتخذه ابني قدوة”.. حملات التوعية
يقول الناشط الاجتماعي “مامادو فال”: علينا الاعتناء بأبناء المهاجرين وخصوصا الأيتام منهم، أنا بصدد كتابة مقالات عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، فكرة الذهاب تخطر ببال شباب لم يجربوا حظهم بعد، فهناك من حاول ولم يوفق، وما زالت لديه فكرة الهجرة، ولن أكرر نفس التجربة، أريد أن أخبر كل طفل يحمل هذه الفكرة أن يتراجع عن قراره، ويأخذ العبرة ممن ضحوا بأنفسهم، وعلينا أن نستغل ما لدينا هنا، ونحمد الله على نعمه، هناك من وصل بأمان إلى الضفة الأخرى، وهو غير راض عن طريق هجرته، أوروبا لم تعد كالسابق.

وقد بدأت الناشطة “ياي بياف ديوف” حملات مع النساء المنكوبات، لتوعية السكان بأخطار الهجرة. وهي تقول: جمعت كل النساء اللائي فقدن أبنائهن في البحر، ونظمت زيارات لهن للتحدث معهن، ثم أصبحنا نجتمع في بيتي، وقلت لهن لا جدوى من البقاء هكذا دون أن نفعل شيئا ما، فلننشئ جمعية، وبذلك سنتمكن من معرفة عدد أبنائنا المفقودين في البحر. كما يمكننا القيام بحملات توعية، من أجل جذب انتباه السكان، فقد سمعنا الناس تقول إن النساء وأمهاتهم استلمن مبالغ مالية كي يقوم أبناؤهن بهذه الرحلة، بما معناه أن النساء هن من دفعن الأبناء للرحيل، ولمواجهة ذلك علينا نحن النساء أن نغير الوضع، ونقف جميعا أمام ذلك بحزم، ولكي نثبت أن النساء يستطعن لعب دور مهم داخل المجتمع.
وتقدم التاجرة “زينبو دييان” نصيحة للشباب بعدم المخاطرة بحياتهم، إذ تقول: عندما هاجر أخي الصغير اتخذه ابني قدوة، ودفع 365 دولارا دفعة أولى من أجل الهجرة، ولكن عندما سمع بخبر غرق أخي عدل عن الفكرة، وبحث عن عمل هنا، ومع فقدان أخي لم نعد نسمح لأي شخص بالمحاولة.
“إن الموت لا يثبته إلا الجثة”.. معتقدات معلقة بسراب الأمل
وتتحدث الناشطة الاجتماعية “ياي بياف ديوف” عن معتقدات السنغاليين، وتقول: إلى يومنا هذا، هناك من لا يصدق أنهم ماتوا، إذ لدينا نحن السنغاليين معتقدات تقول إن الموت لا يثبته إلا الجثة، وفي بعض الأحيان إلا بعد التحقق من الجثة.

ثم تبرر معتقداتهم قائلة: تكون لديك شكوك في بعض الأحيان أنهم محبوسون في معسكر، ومحتجزون في مكان بعيد، سمعنا كل هذا، ولكن في نهاية الأمر لا يسعنا إلا نستسلم للمشيئة الإلهية، لو كانت لدينا الجثة، فإننا سندفنها ونترحم عليها عند الحاجة، ولكنها إرادة الله، فالبحر أيضا مقبرة، يكفي أن تتحلى بالإيمان وتتقبل ذلك بارتياح نفس، وعندما تكون متحليا بالإيمان فإنك تقبل المشيئة الإلهية. وعلينا العمل أيضا، لأنه وسيلة أخرى لتكريمهم.
ويلخص الصياد الشاب “باي ماكيت وادي” صورة رحلة الموت والعودة منها قائلا: عندما أخفقت في الهجرة غير النظامية وعدت إلى بلدي سالما، لم أمكث في البيت مكتوف الأيدي، بل قاومت لأجل الخروج من الفقر، حتى امتلكت أول قارب لي عام 2013، ولكنه تحطم مع الأسف، حينها لم أكن أملك نقودا أخرى، ولهذا قررت أن أصنع قاربا وخلال فترة عام امتلكت قاربا آخر، وشارفت على العودة إلى العمل.