“أشياء لم أستطع إخبار أمي بها”.. ذكريات وحب في ظل شاعرة علمانية أصبحت متزمتة

شبّت خالدة بلقيس عن الطوق، وتفتحت موهبتها الشعرية، فكتبت قصائد جميلة آسرة تحتفظ بها في دفتر سميك لم يطّلع عليه أحد، حتى زوجها عبد المنّان مَيّاه أقرب الناس إليها، وكان قد تزوجها وهي في ريعان الصبا والشباب، وصار توأم روحها الذي لا تفارقه ليلَ نهار.

تنقلب حياة خالدة بلقيس في خريف عمرها، فتتحوّل بعد تأديتها لفريضة الحج من امرأة متفتحة ضاحكة السنّ إلى إنسانة متديّنة ومتزمّتة، تختبئ وراء أكثر من برقع وحجاب، وتميل إلى التشدد والعزلة الاجتماعية وتأنيب الضمير، لأنها تظن بأنها لم تكن عادلة مع ابنتها.

قد تبدو قصةُ الفيلم “أشياء لم أستطع إخبار أمي بها” (Tings I Could Never Tell My Mother) شخصيةً للغاية، وهي كذلك فعلا، فهي تنفتح على الجانب الأُسري أولا، ثم تنطلق منه إلى أبعاد محلية وعالمية حين تقع المخرجة حُميرة بلقيس في حب صديقها الهندوسي “سوديبتو آشاريا”، وتطلب منه أن يبدّل ديانته إلى الإسلام لينال رضا عائلتها والحلقة الضيقة من أقاربها، حتى لو لم يمارس الطقوس الدينية الإسلامية.

خالدة بلقيس.. شاعرة علمانية غيّرت رحلة الحج حياتها

يحدث تغيير جذري عندما تذهب الأم خالدة بلقيس إلى الحج، وهي شاعرة علمانية متحررة، وتعود منه امرأةً متدينة تفكّر بكل مشكلة صغيرة وكبيرة تتعلق بسلوك ابنتها حُميرة التي كانت تعمل في التدريس، ثم اختارت أن تكون مخرجة وإعلامية بعد حصولها على درجة الماجستير في الاتصالات والصحافة من نيودلهي، وصارت تتعامل بالصوت والصورة، لكن الدين الإسلامي الحنيف يحرّم التصوير بأشكاله المتعددة رسما وفوتوغرافا وتصويرا سينمائيا من وجهة نظر المسلمين البنغال.

وتسلّط المخرجة حُميرة الضوء على أمها خالدة بلقيس، الشاعرة العلمانية المتحررة التي تكتب قصائد رومانسية جميلة فيها كثير من الأبعاد الفكرية والعاطفية والوجودية، وكانت تتمنى أن تكون ابنتها حُميرة رسامةً تكرّس حياتها لهذا العمل الإبداعي الجميل، لكنها بعد ذهابها إلى مكة المكرمة لتأدية فريضة الحج مع زوجها عبد المنّان قبل 16 عاما، انغلقت على نفسها، وصارت تقتبس من القرآن الكريم آيات تُعضِّد بها مواقفها وآراءها الشخصية، وأصبح الرسم والفوتوغراف والتصوير السينمائي حراما دفعة واحدة.

كانت حُميرة تخشى أن تُحرِق والدتُها الألبوم الوحيد الذي يضم صور العائلة خلال سنوات طويلة، لكن الأب يطمئنها بأنّ هذه الصور وثائق ثمينة، ويطلب منها ترتيبها في ألبوم جديد كبير الحجم. لعل هذه الاحتكاكات بين البنت من جهة، والأم المتشددة من جهة أخرى هي التي تكشف الاختلافات بين الآباء والأبناء، وتكشف الفجوة الحقيقية بين الأجيال.

“أراكِ عندما كنتِ شابة في هذه الصور”.. صراع الأجيال والقناعات

تُعزّز الأم رأيها في التصوير بقول بعض الباحثين الإسلاميين إنّ التصوير خطيئة، والاحتفاظ بصور أناس أحياء في البيت حرام، لأنّ أجساد الكائنات الحيّة ليست مهمة، وستتحول إلى تراب في يوم من الأيام، فأرواحنا هي المهمة وليس الصور.

لا تتردّد البنت في التعبير عن رؤيتها الخاصة ومفهومها للصورة التي درستها وتخصصت بها، فلا غرابة أن تُحاجج أمها بالقول: أنا لا أستطيع أن أرى الروح، لكنني أستطيع أن أراكِ عندما كنتِ شابة في هذه الصور.

تعبّر الأم عن خشيتها الدائمة على ابنتها، بسبب ممارستها أشياء محرّمة، فتستعين بآية من سورة الانفطار ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ﴾، أي بمعنى أنقذوا أنفسكم من النار فأنا لا أملك لكم من الله شيئا، وتستنكر الأم على ابنتها تصويرها لها وهي منغمسة في قراءة القرآن الكريم، لأنّ الله تعالى سيعاقبها على هذا التصرّف المخالف للشريعة الإسلامية.

حُميرة بلقيس توثق سيرة الأم وتحولاتها الدينية من التحرر والانفتاح إلى التستر وراء أكثر من برقع وحجاب

أما زوجها عبد المنان فهو أقل تزمّتا منها، فهو يصلّي ويتلو بعض الآيات والأدعية الدينية، لكنه لا يجد غضاضة في الاحتفاظ بالصور العائلية، بينما تظن الأم أنها قد تكون سببا في عذابهم يوم الحساب، وترى أنه من الواجب عليها توضيح أخطاء ابنتها، فهي المسؤولة عن تربيتها تربية صحيحة.

دفتر القصائد القديمة.. تناقضات أيام التحرر والتشدد

تتصل حُميرة بقريبة لها تسكن في الضواحي المليئة بحقول الخردل الصفراء التي تنوي كثيرا تصويرها في أقرب فرصة ممكنة، لكن عثورها على قصائد أمها التي دوّنتها في دفتر قديم هو ما أربكها قليلا، بسبب ما حوته من أفكار عاطفية حرة وجميلة تتناقض تناقضا صارخا مع آرائها الراهنة، لذلك لجأت المخرجة إلى تصوير أمها كلما كانت سعيدة أو في مزاج رائق.

تُطعِّم المخرجة قصة الفيلم بأحاديث عن أهمية أداء فريضة الحج، فالشاعر “نذر الإسلام” -الذي حارب الفاشية والاستعمار البريطاني ونال لقب شاعر الأمة- أعرب عن رغبته في أداء فريضة الحج في عدد من قصائده، وكانت هذه الإشارة كافية لأن تفتح حُميرة موضوع الحج مع أمها، فإذا كان ممكنا لها أن تسافر إلى أوروبا أو أي مكان آخر من العالم لوحدها، فلماذا لا تستطيع السفر إلى مكة المكرّمة؟

يأتي جواب الأم الدامغ بأنها تحتاج إلى محْرم، لأنها إذا واجهت مصيرها المحتوم فإن المحْرم -كالأب أو الزوج أو الأخ أو الابن- هو الوحيد الذي يحق له أن يلمسها، وهذا هو السبب الذي يستدعي وجود المحْرم في السفر أو الحج أو رحلات العلاج وما إلى ذلك.

فن التصوير.. لهاث محرم وراء الأخيلة الفنية

تؤمن الأم أنّ الرسم والحيل السحرية والتصوير بأشكاله المتعددة يُغضب الله تعالى، فتنصح حُميرة بالاطّلاع على فرص العمل المتاحة في التسويق والتجارة بدلا من اللُهاث وراء الأخيلة التي لا تنفع بشيء.

حميرة تقلب المجلات والأشرطة السينمائية القديمة على سطح المنزل

تحمل حُميرة كاميرتها وتغادر المنزل لتصور صديقها الهندوسي “سوديبتو آشاريا”، وتطلب منه أن يخوض في موضوع ثقافي شائق، فنراه يعرّج على المخرج الهندي “كوشيك غانغولي” الذي يعرض في أفلامه جوانب جريئة من الحياة الجنسية من دون خشية أو تردّد، فلماذا يخشى “سوديبتو” الحديث عن الموضوعات التي يحبّها ولا يتحدث عن الاختلافات بين أبناء شبه القارة الهندية؟

تتصل الأم بحُميرة هاتفيا لتذكرها بترديد آيات معينة من الذِكر الحكيم، لكن ابنتها تكذب عليها أحيانا، فحينما تسافر إلى كالكوتا تخبرها أنها في بومباي، وتظن أن هذه الأكاذيب سوف تقودها إلى الجحيم.

لا تريد حُميرة أن تترك شيئا معينا من دون مناقشته مع أمها، فتظل تسألها عما تفعله في غيابها خارج الوطن لفترة طويلة، فترد الأم باقتضاب أنها تقرأ الصحيفة وبعض المجلات الدينية، وتشاهد التلفزيون، وأحيانا تكتب القصائد التي تحبّها.

ربما يكون السؤال الآن حول شعور الوالدة حينما ذهبت إلى الحج، وما السبب الذي جعلها تغيّر طريقة حياتها، وتنقلب من شاعرة متحررة إلى امرأة متزمتة، فتؤكد خالدة أنها شعرت بوجود أمها في الحج؛ وأنها رأتها ترتدي الساري الأبيض المؤطر بالأزرق وكأنه ساري “ماري تيريزا” (إمبراطورة رومانية مقدسة).

تود الأم أن تأخذ حُميرة للحج علّها تصحح بعض الأخطاء الصغيرة التي اقترفتها في حياتها، لأنها لا تستطيع الذهاب لوحدها وفقا للشريعة الإسلامية، وإذا لم تأتِ معها فستكون مضطرة للذهاب وحدها إلى الديار المقدسة.

“سوديبتو”.. زواج هجين تعارضه العائلة المسلمة

تعتذر حُميرة لـ”سوديبتو” لأنها تأخرت عن موعدها قليلا بسبب نقاش عميق مع أمها، وطلبت منه أن يستمع إلى إحدى قصائدها التي أرسلتها له عبر الهاتف بينما كان ينتظر وصولها إلى مكان اللقاء، تتمحور القصيدة حول “رادْها” (Radha) الإلهة الهندوسية التي ترمز إلى الحب والرقّة والحنان.

خالدة بلقيس تقرأ في مجلة دينية وعبد المنان منهمك في الرسائل النصية

 

يقترح “سوديبتو” على حُميرة أن يتزوجا، ثم تقدّم العقد لأمها وتخبرها بأنّ اسم زوجها هو “سوديبتو آشاريا”، لكنها لم تقتنع بالفكرة؛ لأنهم يريدونها أن تتزوج من مسلم صالح، فهي لا تستطيع أن تترك جذورها وتتخلى عن عائلتها وأصدقائها وعملها، وأكثر من ذلك فقد قررت أن تذهب مع أمها إلى الحج.

تتعمّد حُميرة أن توسّع مَدار القصة السينمائية، فتُدخل عمها في متن اللعبة السردية عبر سؤال مُحدد: هل ستوافق إذا تزوّج ابنكَ من فتاة هندوسية؟ فيأتي الرد المتوقع: لا بأس إن اعتنقت الفتاة الإسلام، فالزوجان إمّا أن يكون كلاهما مسلما أو هندوسيا. فهو لا يقبل بالزواج الهجين ويعدّه باطلا، وبالتالي تكون ذرّيتهم غير شرعية.

تتحدث حُميرة مع أخيها عبر “سكايب”، وتشتبك معه في نقاش عن موضوع زواجها الذي تريده الأم وفق هواها وتمنياتها الدينية، ثم تتواصل مع صديقها “سوديبتو” وتخبره بأنّ أمها تحاول أن تزوّجها من أي شخص آخر بشرط أن يكون مسلما، لكنه لم يردّ على أي من اتصالاتها، ويبدو أنه كان يدبّر أمرا في الليل، فيبين الفيلم أنه يريد أن يتحوّل إلى الإسلام ظاهريا من أجل إتمام عملية الزواج فقط، وأن تكون العملية سرية لا يعرف بها الأهل والأصدقاء والأقرباء.

تنتقل حُميرة إلى أكثر من بلد في الفيلم، فنراها في الهند قبل عودتها إلى بنغلاديش، ثم تسافر إلى اليابان، وتتحدث عن إعجابها بالمرأة اليابانية التي تستطيع أن تتجول بحرية بعد منتصف الليل، وتلاطفها الأم حينما تطلب منها أن تجد زوجا يابانيا ملائما لها، لكنها تتذرع بصعوبة التفاهم معه، لأن اليابانية لغة معقدة تحتاج جهدا كبيرا لتعلّمها وإتقانها.

عام الجائحة.. فيروس شرس لا يصيب المؤمنين

تغطي القصة السينمائية جانبا كبيرا من جائحة كورونا، لتكشف لنا أن كثيرا من البنغاليين -من ضمنهم والدها- يضعون ثقتهم الكاملة بالإيمان، فإذا كان الإنسان مؤمنا بالله فلن يحدث له شيء سيئ، وعليه ألا يخاف من فيروس كورونا أو أي مرض آخر، ولن يؤثر الفيروس على المسلمين، وإنما على الملحدين فقط.

لكن حُميرة لها وجهة نظر مغايرة تماما، فهي ترى أن الفيروس لا يعرف شيئا عن الإيمان، وأنه لا يفرّق بين مؤمن وملحد، وتضرب مثالا بإسبانيا التي شرعت بالإغلاق بعد أسبوع واحد من خبر انتشار الجائحة، ومع أنّ والدها مصاب بالتليّف الكبدي والربو، فإنه يشكر الله، لأنه غير مصاب بمرض السكري الذي يقلل مناعته أمام فيروس كورونا.

الإغلاق في زمن كوفيد19 والعزلة الموحشة التي عاشها عاشها العالم برمته

تغضب الأم من ابنتها لأنها توثّق الجائحة بكاميرتها، ولا تُصلّي كبقية الناس الذين يتضرعون في المسجد ويطلبون العفو والمغفرة، لكن حُميرة ترى أن التوثيق مهم جدا للكشف عن سلوك الناس وردود أفعالهم تجاه هذه الجائحة الخطيرة، فالأب قد ارتفع ضغطه ولم يعد قادرا على الذهاب إلى المقهى أو التنزّه في أرجاء المدينة، كما صارت الأم شبه مسجونة بعد أن أُجريت لها عملية جراحية، فلم تعد تخرج إلاّ في الحالات الضرورية جدا، وإذا خرجت فإنها تشعر بالاختناق بسبب الزحام والضوضاء والأجواء الملوثة.

تلغي السعودية شعائر الحج بسبب الجائحة، فلا تسمح بدخول الحجاج الأجانب، ثم تسمح للمواطنين البنغال المقيمين في السعودية أن يؤدوا فريضة الحج، وذلك وفق شروط صحية معينة.

لا تستطيع حُميرة أن تتحمل تجاهل صديقها “سوديبتو” فتسأله: هل أنتَ مشغول؟ ألم تستلم رسائلي الإلكترونية؟ أبي ليس على ما يرام، لستُ متأكدة كم سيطول الإغلاق، أما تزال مجنونا بي؟ أُريدك أن تعرف بأنك قوتي، هل أنا الوحيدة التي أفتقد الكلام معك؟ أرجو أن تكتب لي.

“أريد شخصا أحبه ليضيء حياتي”.. هاجس يكتب الشعر

تدور معظم قصائد الأم حول موضوع الحُب والحياة والوحدة، فلا غرابة أن تتكرر مفردة الوحدة في قاموسها اللغوي، وتقول في قصيدة “المطر” بصراحة لا غُبار عليها: سأخبرُ زوجي ألاّ يتركني وحيدة، أريد شخصا أحبّه ليضيء حياتي. وتتساءل في قصيدة أخرى: هل يستطيع أحد أن يعثر لي على هذا الإنسان المقدّس، رجل يحضنني بسعادة ويحملني لبقية حياتي.

يندهش عبد المنّان من هذه القصائد الرائعة والصور الشعرية الجميلة، ويستغرب لأنه لم يكن يعرف أبدا بأنّ زوجته قد كتبت مثل هذه القصائد الأخّاذة، ويتساءل إن كانت موهبتها قد نضبت مبكرا، أو أنّ مهارتها الشعرية تحتاج إلى شحن وتغذية من جديد.

يصبح الأب أكثر هشاشة فلا يستطيع الذهاب إلى المستشفى خشية من العدوى، ثم تعرف حميرة أن عمها مصاب بسرطان في أنسجة الجلد، أما أمها فقد فقدت 5 كغم من وزنها، وهي تخشى إصابتها بالسرطان أو بمرض خطير آخر، وتطلب من حماتها أن تعلّم الأطفال الصلاة وقراءة القرآن، وأن تصلّي من أجلهم جميعا.

ترسم حُميرة نهاية علاقتها العاطفية بالرسالة التي بعثها “سوديبتو” قائلا فيها: حُميرة، أتمنى أن تتدبري الموقف مع أبويكِ كما تستطيعين، لا يمكنني أن أنساكِ، وأنا أفتقدكِ دائما، ولكن يجب أن تفهمي أننا علينا المضي بحياتنا، أنتِ إنسانة مهمة جدا في حياتي لكن الموقف لا يُحتَمل، أنا مُتعَب.

“لو أستطيع التحليق كطير حُر في سماء مفتوحة”

بدأت تنتاب الأب نوبات هلوسة ولم يعد يفرّق إن كانت حُميرة ابنته أم ابنة أخيه، فتشعر الأم بقلق مروّع من عذاب الآخرة لأنها لم تعدل مع ابنتها، وتخشى أن يعاقبها الله في يوم الحساب، وكل ما تطلبه حُميرة أن توافق أمُّها على تصويرها في لحظات صحتها ومرضها، وأن تتحدث لخمس دقائق لا غير، فتعود الأم إلى حكاية الإحساس بالوحدة التي ستشعر بها إذا مات عبد المنان قبلها، فهو الشخص الوحيد الذي قدّم لها كل شيء بمحبة كبيرة وكرم لا يُوصف، وتخشى على ابنتها من هذه الوحدة لأنها لم تجد الإنسان المسلم المناسب لها.

تتأكد حُميرة بما يقتل الشكّ باليقين، أنّ أسوأ نوع من المعاناة هو الخوف من فقدان شخص عزيز، وهذا ما تشعر به أمها تجاه زوجها الذي أحبّته من الوريد إلى الوريد، وقصائد أمها التي قرأتها بإمعان أعطت معنى جديدا لحياتها، فأصبحت تؤمن بالصورة والشعر اللذين يعيشان إلى الأبد.

أما أمنية خالدة بلقيس الأخيرة فهي: أود لو أستطيع التحليق عاليا كطير حُر في سماء مفتوحة، وأستطيع أن أنشر العبير مثل الياسمين.

حميرة بلقيس.. مخرجة تستكشف تعقيد العلاقات الإنسانية

في الختام لا بد من الإشارة إلى أنّ حُميرة بلقيس المخرجة ومنتجة الأفلام المستقلة في دكا أنجزت حتى الآن ثلاثة أفلام وثائقية، وهي “ما زلت أرى دلهي” (I Am Yet to See Delhi) عام 2015، و”حديقة الذكريات” (Garden of Memories) عام 2019، و”أشياء لم أستطع إخبار أمي بها” (Tings I Could Never Tell My Mother) عام 2022.

وقد ركزت المخرجة في أفلامها على استكشاف العلاقات الإنسانية المعقدة في الأعم الأغلب من خلال النهج الرصدي، وعُرض فيلم “أشياء لم أستطع إخبار أمي بها” في مهرجاني “لوساس” و”فلاهارتينا”، ومن المقرر عرضه في مهرجانات “هلسنكي” و”إدفا” و”تراس دو في”.