طلعت حرب.. أبو الاقتصاد المصري الحديث ومؤسس بنك مصر

خاص-الوثائقية

كانت مصر قد بدأت تتعرف على روحها التي كادت أن تفقدها بسبب طول الاحتلال البريطاني الجاثم على أنفاسها منذ عام 1882. وكانت ثورة 1919 في أوجها، كما كان القمع البريطاني لها في ذروته. ومن أتون هذا الصراع بدأت تتبلور روح مصرية جديدة على أيدي مجموعة من الوطنيين المخلصين من أصحاب الرؤى والنظرة المستقبلية.

وعلى رأس هؤلاء كان هناك وجه مصري هادئ الملامح، يخفي وراءه تصورا ثوريا لمستقبل مصر، ورؤية خاصة لنهضتها.. إنه أبو الاقتصاد المصري الحديث “طلعت باشا حرب”.

عصر الهيمنة الأجنبية.. أصعب اللحظات في تاريخ مصر

وُلد طلعت حرب عام 1867، في وقت كانت تعيش فيه مصر أزمة اقتصادية كبيرة جراء ما فعله حكامها (الخديوي إسماعيل والخديوي توفيق والخديوي سعيد) وما فعله الاحتلال على حد سواء، وقد انتهى كل ذلك بتوغل وتوحش الأجانب داخل مصر.

ويصف وزير الصناعة المصري السابق إبراهيم فوزي أحوال مصر آنذاك بأنها قد فقدت أي قدرة لها على الحركة إلا من خلال الأجانب، فالبلاد مليئة بالبنوك الأجنبية، وكانت الدول الأجنبية كلها تنظر إلى مصر على أنها مزرعة، وتحديدا للقطن.

 

لحظة من أصعب اللحظات في تاريخ مصر.. هذا هو الوصف الدقيق الذي يمكن إطلاقه على الأحوال السياسية والاقتصادية للمحروسة وقتها.

وعن أحوال مصر وقت تخرج طلعت حرب من مدرسة الحقوق سنة 1889، يقول الكاتب الصحفي سعد هجرس إنه قد مر على الاحتلال البريطاني لمصر سبع سنوات، مما يعني أنه قد شهد في شبابه “الثورة العرابية” بانتصاراتها وانكساراتها، وهي فترة كانت صعبة جدا في تاريخ الشعب المصري الذي كان في حالة يرثى لها؛ فالصناعة في الحضيض في ظل غياب مصانع يعتد بها، بينما كان كبار الإقطاعيين يسيطرون على الزراعة، أما الجهاز المصرفي فكان في قبضة الأجانب.

ويقول الدكتور إبراهيم فوزي إن عدد الأجانب في مصر زاد من 32 ألف سنة 1860 إلى 144 ألف سنة 1907، كما ارتفعت أعداد التجار الأجانب من 133 سنة 1891 إلى 2800 سنة 1917، فكانت مصر تحت وطأة أجنبية شديدة في ظل وجود حماية أجنبية لكل الجنسيات تمنحهم الحصانة وكثيرا من الامتيازات، ومنها أن التشريعات والقوانين المصرية لا تطبق عليهم.

طلعت حرب.. رجل العائلة وعاشق الريف والعربية والوطن

يتحدث عن شخصية طلعت حرب وحياته حفيده شريف سامي، ويقول إنه لم يكن مجرد أب لبناته الأربع، فقد شاءت الأقدار أن يُتوفى أزواج ثلاثة منهن، فعدن بأبنائهن ليقمن في بيت الجد الذي كان بمثابة أب لأحفاده.

ويروي سامي أن حياة طلعت الشخصية ليست بعيدة عن حياته العامة، فقد كان شرقي الهوى في المأكل والمشرب، ينام ويستيقظ مبكرا، ويقضي إجازاته في الريف المصري، حريصا على تعليم أبنائه اللغة العربية، ويهوى الاستماع للموسيقى الشرقية.

مقالة لـ”طلعت حرب” حول مستقبل الاقتصاد المصري

 

كان طلعت حرب شخصية عامة تشارك في قضايا وطنها بالرأي والفكر، وتشهد على ذلك كتاباته متعددة الاهتمامات بدءا من كتابه الشهير “علاج مصر الاقتصادي ومشروع بنك المصريين” ووصولا لكتابه “قناة السويس” الذي كرسه للتصدي لمحاولات الاحتلال عام 1910 تمديد امتياز قناة السويس.

وهنا يشير الكاتب سعد هجرس إلى أن كتاب “قناة السويس” كان أحد الأسباب التي دفعت الإنجليز لمحاولة التخلص منه، وقد نجحت في إخراجه من البنك سنة 1939، لكن أكثر مؤلفاته إثارة للجدل كانت تلك التي تناول فيها قضايا المرأة، فقد رأى فيها البعض نزعة محافظة لا تلائم تقدمية فكره الذي كان دائما سابقا لعصره.

“بنك مصر”.. فكرة العكاز الاقتصادي الذي يسند الثورة

تشير الكاتبة سكينة فؤاد إلى ضرورة قراءة مواقف طلعت حرب من خلال اللحظة التاريخية والواقع الاجتماعي الذي عاش فيه؛ فدفاعه عن وضع المرأة في هذا الوقت كان دفاعا عن عادات وتقاليد لا يريد أن يقتحمها التغريب والعادات والتقاليد الأجنبية، ومن ثم فموقفه من المرأة كان جزءا من معركة الاستقلال التي خاضها.

“فصل الخطاب” كتاب طلعت حرب الذي يرفض فيه تحرر المرأة المصرية بالطريقة الأوروبية

 

وبمرور الوقت بدأت حركة وطنية في التشكل، لكنها ظلت هائمة تبحث عن شخص يمتلك مواصفات خاصة جدا ليجسدها اقتصاديا وماليا.

تقول سكينة فؤاد إن طلعت حرب صعد من الطبقة المتوسطة -التي كانت تمثل عماد الحياة المصرية- إلى طبقة رأسمالية دون أن ينفصل عن طبقته الأصلية، ودون أن يبتعد عن عاداته وتقاليده وجذوره، مع سعيه في الوقت نفسه إلى التحديث.

وتضيف قائلة إنه أدرك أن ثورة 1919 الوطنية لا يمكن أن تتأصل وتتجذر إلا بالبعد الاقتصادي، ولذلك فقد أسس “بنك مصر”، وخاض في سبيل ذلك معركة عظيمة، وواجه تحديات جمة، انتصر عليها معلنا تأسيس “بنك الأمة.. بنك كل المصريين”.

وتفاعلت كل هذه العوامل الشخصية والاقتصادية والسياسية سويا لتفرز لنا مشروعا كانت مصر في أشد الاحتياج إليه؛ هو بنك وطني مصري، ولكن كيف كان ميلاد هذه الفكرة؟

بنك الأمة.. بداية تجسيد لحلم طال انتظاره

يقول أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة عبد العزيز عز العرب إن طلعت حرب لم يكن أول من نادى بإنشاء بنك وطني -كما شهد هو بنفسه بذلك في كتابه- فقد سبقته إلى ذلك دعوة يوسف النحاس في المؤتمر الوطني المصري عام 1911.

لكن عز العرب يؤكد أن طلعت حرب كان أول من صاغ فكرة تأسيس البنك في كتابه الضخم “مشروع بنك الأمة أو بنك المصريين”، مشيرا إلى أنه كان يمتلك قدرة فذة على تحويل معرفته الفنية إلى فكرة واضحة يُعبّر عنها في المحافل العامة.

طلعت حرب المدافع الأول عن مشروع إنشاء بنك وطني لمصر

 

ويتفق مع ذلك الدكتور إبراهيم فوزي الذي يؤكد أن فؤاد سلطان وعمر لطفي سبقا طلعت حرب في المناداة بإنشاء “بنك مصر”، لكن الذي ميّز طلعت حرب هو وجود رؤية وتصور مستقبلي للبنك، إضافة إلى قدرته على الارتقاء بالفكرة إلى التنفيذ.

ويعود عز العرب للإشارة إلى أنه رغم أن طلعت حرب كتب كتاب “علاج مصر الاقتصادي ومشروع بنك المصريين” في عام 1911 ونشره في عام 1913، إلا أن فكرة تأسيس البنك توقفت، ولم يتأسس “بنك مصر” إلا في عام 1920، مرجعا ذلك إلى أن الفكرة ظلت كامنة خلال مرحلة الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، وهي الفترة التي شهدت خمولا سياسيا في مصر، ولم تنشط فكرة إنشاء البنك إلا بعد ثورة 1919، حين أدرك أن اللحظة مناسبة لتنفيذ فكرته.

“بنك مصر”.. خطوة أولى نحو صناعة وطنية مصرية

قضى طلعت حرب أعواما طويلة مستهدفا غاية واحدة؛ وهي إنشاء “بنك مصر”.. “بنك الأمة”.. “بنك كل المصريين”.

ويلفت الدكتور إبراهيم فوزي إلى إصرار طلعت حرب على أن يكون جميع العاملين في “بنك مصر” مصريين؛ مسلمين ومسيحيين ويهودا، وأن تكون اللغة العربية هي لغة البنك.

ولكن كانت مهمة طلعت حرب الأولى هي أن يقنع كل المصريين بالمساهمة في بنكهم الوليد. وأخيرا أصبح الحلم حقيقة، وخطا طلعت حرب أولى خطوات نجاحه في تحديه؛ ففي السابع من مايو/أيار عام 1920 أُقيم احتفال كبير في “دار الأوبرا الملكية” وكانت المناسبة التاريخية هي تأسيس “بنك مصر”.

“بنك مصر” تأسس سنة 1920 بجهود جبارة من طلعت حرب “أبو الاقتصاد المصري”

 

لم يكن “بنك مصر” مجرد بنك تجاري عادي تقتصر مهمته على إقراض المستثمرين، بل أصبح المؤسس الحقيقي للصناعة الوطنية المصرية؛ فقد أسس البنك الوليد عددا من الشركات تعمل في كل مجالات الإنتاج والخدمات، وبذلك تحول “بنك مصر” إلى أول “شركة قابضة” عرفتها مصر.

ويرى الكاتب سعد هجرس أن سر قدرة طلعت حرب على إقناع فئات الشعب المصري المختلفة يكمن في أنه ليس مجرد مفكر اقتصادي، بل صاحب علاقات اجتماعية متشعبة، كما أنه كرّس نفسه لهذه المهمة وعمل عليها سنوات عدة.

أما المشروع الذي يدل على أن طلعت حرب كان سابقا لعصره فهو شركة “مصر للغزل والنسيج” بالمحلة الكبرى، فكانت هذه هي أول مرة تشهد فيها مصر، بل والدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إنشاء مدينة صناعية متكاملة.

لكن شريف سامي يلفت إلى أن نزعة جده طلعت حرب الوطنية لم تمنعه من التعاون مع الأجانب للاستفادة منهم على قدر الإمكان، مع بقاء القرار النهائي لدى المساهمين المصريين، ويستشهد على ذلك بإرساله بعثات للتدريب في دول أوروبية عدة وفي مجالات متنوعة، كما سمح للأجانب ذوي الخبرة بالمساهمة في الشركات التابعة لمؤسسة “بنك مصر” بهدف تدعيم هذه الشركات، مثل شركة “مصر للطيران” التي شاركت فيها شركة طيران بريطانية.

“الخطوط الهوائية المصرية”.. رؤية مستقبلية تحلق إلى السماء

كان طلعت حرب صاحب رؤية مستقبلية ووعي كامل بمتطلبات التقدم والتطور في كافة المجالات، وكان البنك بوابة الدخول لمشروعات عملاقة لها الريادة في منطقة الشرق الأوسط، وكان مشروع إنشاء شركة طيران مصرية أحد الأهداف بعد ظهور الطائرات الأوروبية الزائرة للمنطقة، وبداية الاهتمام الرسمي بإرسال بعثات للتدريب على الطيران والملاحة الجوية.

وقد كُلف طلعت حرب بمهمة تأسيس شركة الطيران. وفي شهر مايو/أيار عام 1932 صدر المرسوم الملكي لإنشاء شركة طيران مصرية، أصبحت سابع شركة طيران في العالم في ذلك الوقت، وقد عملت تحت اسم “الخطوط الهوائية المصرية”.

إقلاع أول رحلة مصرية من القاهرة إلى الإسكندرية في يوليو/تموز 1933

 

وفي يوليو/تموز عام 1933 أقلعت أول رحلة إلى الإسكندرية ثم مرسى مطروح، وفي عام 1934 بدأ نشاط الشركة الدولي بالذهاب إلى مدينة القدس، ثم توسعت الخطوط إلى سبع مدن بالشرق الأوسط، وكانت أول شركة تهبط بالمدينة المنورة لخدمة الحجاج.

طفرة الصناعة.. اقتصاد مصر يفيض على دول المشرق

يؤكد الكاتب سعد هجرس أنه بالنظر إلى تاريخ الاقتصاد المصري الحديث سنجد أن أصوله بالكامل تعود إلى طلعت حرب، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر شركة “مصر لصناعة النسيج”، وشركة “مصر للتأمين”، وشركة “مصر للمناجم والمحاجر”، وأخيرا “استديو مصر” لصناعة السينما.

ويلفت وزير الصناعة المصري السابق إبراهيم فوزي إلى أن مصر لم يكن فيها أي صناعة آنذاك باستثناء بعض الحِرف اليدوية، حتى أسس طلعت حرب عددا من الشركات في مجالات الصناعة المختلفة، بل إنه سعى لتأسيس شركة للتنقيب عن المعادن والبترول في الدول العربية.

ويؤكد هجرس أن رؤية طلعت حرب امتدت إلى خارج مصر، فقد أقام فرعا من “بنك مصر” في لبنان، لكن جهوده في إقامة فرع آخر في فلسطين فشلت بسبب الضغوط الصهيونية.

وهكذا تحوّل “بنك مصر” وشركاته إلى مشروع قومي متكامل يُضاهي مشروع محمد علي باشا من قبله، وهنا تلخص الكاتبة سكينة فؤاد مشروع “طلعت حرب” بمشروع “بناء وطن من خلال بنك”.

“حزب بناء مصر”.. إقصاء سياسي برعاية المحتل الإنجليزي

بالرغم من وضوح الدافع الوطني وراء كل مشاريع “بنك مصر”، فإن طلعت حرب ظل دائما حريصا على أن يبتعد عن أتون الخلافات الحزبية حتى يضمن لمشروعه القومي الثبات والاستمرار.

وتؤكد الكاتبة سكينة فؤاد أن طلعت حرب رفض العمل الحزبي، مكتفيا -كما يقول- بالانتماء إلى “حزب بناء مصر”، عاملا على إقامة هذه الصروح العظيمة. ورغم ابتعاده عن أتون الصراعات الحزبية، فإن الأقدار شاءت أن تلعب تلك الصراعات دورا خطيرا في إنهاء مسيرته المهنية الباهرة.

عشرات الشركات المساهمة في بنك مصر ساهم في تأسيسها طلعت حرب

 

ففضلا عن الأزمة المالية التي ألقت بظلالها على مصر تزامنا مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1939، كان للصراعات السياسية داخل مصر دور في إنهاء مسيرته، إضافة إلى الاحتلال البريطاني الذي لم يكن مرحبا باستمرار “بنك مصر” كبنك وطني، فضغط على الحكومة المصرية من أجل وضع نهاية لهذا الحلم المصري العظيم، فتكالب الكثيرون على سحب الودائع من البنك، بما في ذلك مصلحة البريد المصري الحكومية.

ويرى الدكتور إبراهيم فوزي أنه كان بالإمكان أن تقرض الحكومة المصرية وغيرها “بنك مصر”، لإقالته من عثرته ومساعدته على الاستمرار، لكنهم رفضوا ذلك إلى أن يترك طلعت حرب البنك، تحقيقا لرغبة المستشار الإنجليزي في مصر آنذاك.

“الزعيم الاقتصادي للأمة”.. تكريمات عابرة للأنظمة السياسية

ودّع طلعت حرب “بنك مصر”، ولكن هل حظيت تجربته بالتقدير والتكريم الجدير بها؟ يرى أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية في القاهرة عبد العزيز عز العرب أن طلعت حرب كان رمزا أجمع عليه المصريون بمختلف اتجاهاتهم السياسية والاقتصادية، وهو رجل أعمال نجح في أن يُحدث ثورة اقتصادية واجتماعية بمعايير زمانه.

ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة ينتصب فيه تمثاله

 

ويُؤكد شريف سامي أن جده طلعت حرب كان المصري الوحيد الذي كرّم في جميع العهود والأنظمة السياسية؛ ففي الملكية كُرّم بمنحه درجة “الباشوية”، ونال لقب “الزعيم الاقتصادي للأمة” أثناء حياته.

وعندما قامت ثورة 1952 ورغم كل التغيير الاقتصادي والاجتماعي والسياسي التي شهدته مصر، سُمي أحد أكبر ميادين مصر باسمه ووُضع تمثال له فيه، وذلك في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، أما الرئيس أنور السادات فقد منح طلعت حرب “قلادة النيل العظمى”، وهي أعلى قلادة مصرية، تكريما له بمناسبة العيد الستين لتأسيس “بنك مصر” عام 1980.

“جيش الخلاص الاقتصادي”.. دماء الثورة الحربية تحيي شرايين مصر

يصف وزير الصناعة المصري السابق إبراهيم فوزي ما قام به طلعت حرب بأنه ثورة اقتصادية وصناعية عملاقة، وقد مهّد لها بكتابة المقالات وحضور الصالونات والاجتماعات التي يشرح فيها أفكاره.

ويؤكد أن شخصية طلعت حرب لها جوانب ثرية جدا نحن في أشد الاحتياج إليها في هذه الأيام، فالصورة الآن تقريبا مشابهة لما كانت عليها في أيامه، وقد استطاع إيجاد الحلول لها بجهود وطنية مخلصة، عبر جيش أطلق عليه “جيش الخلاص الاقتصادي”.

“أنور السادات” يمنح “طلعت حرب” قلادة النيل العظمى”وهي أعلى قلادة مصرية

 

وتستخلص الكاتبة سكينة فؤاد عددا من الدروس المستفادة من تجربة طلعت حرب؛ أولها درس في صناعة النجاح رغم كل التحديات، ودرس في أن قوة الوطن فيما يمتلك، وليس في الاستدانة أو الاقتراض، ودرس في أن الرأسمالية لا تعني أن لا تكون وطنيا، بل أن تحقق مصالح وصناعة وبناء الوطن.

ولكن.. هل يمكن بالفعل أن تنسى الأجيال القادمة طلعت حرب؟ وحتى إن نسيت أو تناست الرجل، فهل يمكن أن تنسى صنائع يده؛ تلك الشركات التي ما زال معظمها يضخ دماء الحياة في شرايين الاقتصاد المصري حتى اليوم؟