غافريلو برنسيب.. الشاب الذي أشعل الحرب العالمية الأولى

بلال المازني

في العام 2015 احتفلت صربيا على طريقتها بذكرى مرور 101 سنة على الحرب العالمية الأولى إحدى أكثر الحروب دموية في التاريخ البشري هي والتي تلتها، حيث نصّبت صربيا تمثالا برونزيا لفتى قصير القامة لم يتجاوز الـ20 من عمره، بدت الهالات تحت عينيه بارزة، وكسا شعر خفيف في شكل شارب شفّته العليا.

دشّن الرئيس الصربي “توميسلاف نيكوليش” النصب التذكاري، ووقف “إيريناوس” بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الصربية أمام التمثال وباركه، ثم أحاطت به أكاليل من الزهور، حتى بدا أشبه بنصب قديس أو شهيد من حرب مقدسة، لكن في الواقع لم يكن ذلك التمثال إلا تجسيدا لـ”غافريلو برنسيب” الفتى الصربي الذي اغتال ولي العهد النمساوي “فرانز فيرديناند” ببرود في وسط العاصمة البوسنية “سراييفو”، والذي أدى اغتياله إلى حرب عالمية غيّرت خارطة العالم، وقتلت أكثر من 15 مليون شخص.

ورغم مرور قرن على الحادثة، لا يزال اغتيال “فرانز فيرديناند” وريث العرش النمساوي منبعا لفخر الصرب الذين يعتبرون “غافريلو برنسيب” بطلا قوميا، وذلك رغم الدماء التي سالت فجرفت معها حدودا، وغيّرت خرائط دول، وتاريخ البشرية إلى الأبد.

الجيش الصربي يلقي التحية على تمثال “غافريلو برنسيب” البرونزي

 

رفضت عائلة ولي العهد النمساوي تسلم المسدس من نوع “براونينغ” -وهو أداة الجريمة- الذي قُدم لها تذكارا عن الحادثة، وبقي المسدس مخفيا 90 عاما كاملة في كنيسة بمنطقة “ستيريا” جنوب النمسا، بعد أن تسلمته مجموعة من اليسوعيين من أحد الأصدقاء المقربين لولي العهد النمساوي الراحل، قبل أن يظهر في العام 2004، ليُحفظ في متحف فيينا للتاريخ العسكري.

غافريلو الطفل.. الملاك الحارس سليل العائلة المتمردة

ولد غافريلو برنسيب في قرية أوبلاي سنة 1894، ولا يُعرف يوم ميلاده بالتحديد، لكن يرجح أنه وُلد في الـ25 من ذلك الشهر، وهو الشهر الذي اندلعت فيه الحرب العالمية الأولى بعد قرابة عقدين من تاريخ ميلاده.

في تلك القرية لم يكن أسقف الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية يظن أنه سيبارك المتسبب الأول بمقتل الملايين في العالم، بعد أن أصر على منحه اسم “غافريلو” عوضا عن اسم “سبيرو” الذي أرادت والدة الطفل أن تمنحه إياه، وذلك تيمنا بجبرائيل الملاك الحارس الذي سيحميه ويحمي أطفال القرية. لم تتخيل الأم أن ابنها سيعيش بعدما فاجأها المخاض، فكان على والدة غافريلو الزحف للوصول إلى باب المنزل المنخفض، لكنها سقطت على الأرض قرب الموقد.

كانت القرية التي وُلد فيها غافريلو رقعة صغيرة تابعة للإمبراطورية العثمانية ثم الإمبراطورية النمساوية المجرية، لكن عائلة “برنسيب” كانت متشبعة بالقومية السلافية (حركة تبلورت في أواسط القرن التاسع عشر، وهي أيديولوجية سياسية مهتمة بتطوير وتماسك ووحدة الشعوب المتحدثة باللغات السلافية)، رغم أنها عُرفت بانخراطها في مهمة حراسة الحدود تحت الراية العثمانية، لكن تلك العلاقة تغيّرت حين أسر الجنود الأتراك “تودو برنسيب” شقيق “جوفو برنسيب” جد “غافريلو” من جانب أبيه خلال الانتفاضة البوسنية في آخر سبعينيات القرن الـ19، وذلك قبل ولادة غافريلو بعقدين تقريبا.

صورة لماريا وبيتر برنسيب والدي غافريلو

 

يقول الأستاذ الجامعي اليوغسلافي “فلاديمير ديجير” في كتابه “الطريق إلى سراييفو” إن “بيتر برنسيب” والد غافريلو وجدّه “جوفو برنسيب” فرّا مع المتمردين البوسنيين إلى الأراضي النمساوية، ثم عاد الجد إلى البوسنة بعد أن تم تجريده من سلاحه، وانخرط في حملة مضايقة لمسلمي البوسنة، يحفزه في ذلك حماس القومية.

ويضيف فلاديمير ديجير “في بداية الثورة البوسنية كانت عائلة برنسيب في وضع حرج، فقد كان جد غافريلو برنسيب ضابطا لدى السلطات العثمانية، لذلك تعرّض منزله إلى الحرق من قبل المتمردين في البوسنة آنذاك، ولا يُعلم ما إذا كان ذلك عملا انتقاميا من الجد أو من السلطات التركية. وتذكر مصادر أن والد غافريلو كان ضمن المتمردين”.

مقتل الجدّ.. تغلغل الحقد والثأر لدى الحفيد

في خريف 1881 قُتل “جوفو برنسيب” جد غافريلو أمام منزله حين كان بصدد صيد الإوز البري. يقول “بوزيدار توميتش” وهو أحد مؤرخي تاريخ العائلة وصديق غافريلو في المدرسة إن “عائلة برنسيب آمنت ولا تزال تؤمن أن الجد جوفو قُتل في ذلك اليوم عمدا على يد مسؤول محلي نمساوي”. وهو ما يؤمن به حفيده غافريلو، حتى رجّح البعض أن تلك الحادثة قد تكون سببا في حماسه الثوري لاغتيال وريث العرش النمساوي ثأرا لمقتل جده، في حين استبعد مؤرخون ذلك الدافع باعتبار أن الصبي الصربي لم يذكر حادثة قتل جده خلال محاكمته بعد الاغتيال.

تربى غافريلو برنسيب على قصص أمجاد عمه الذي حارب الأتراك، إضافة إلى قصص أخرى غذّت حقده على النمساويين، فالصرب في تلك الفترة يستحضرون بإلهام كبير محاولة قتل الإمبراطور النمساوي  “فرانز جوزيف” على يدي خيّاط مجري قومي يُدعى “جانوس ليبيني”، والذي أعدم بسرعة كبيرة بعد إحباط محاولة اغتيال الإمبراطور.

المسدس الذي استخدمه الشاب “غافريلو برنسيب” لقتل ولي العهد النمساوي “فرانز فيرديناند”

 

يقول فلاديمير ديجير “منذ العام 1853، وفي كل المدارس، تم تذكير الأطفال بمحاولة قتل الإمبراطور النمساوي فرانز جوزيف، ودرس غافريلو برنسيب تلك القصة في كتب القراءة في صفه الرابع بالمدرسة الابتدائية، والتي تروي كيف أنقذ الله الإمبراطور عندما حاول شخص قتله بسكينه بكراهية مقيتة”.

لكن في المقابل، كتب المؤرخ بوزيدار توميتش أن عائلة والد غافريلو خدمت ضمن جهاز الشرطة العثماني والنمساوي المجري، فعمه الأكبر “إيليجيا” مثلا خدم إلى آخر يوم في حياته في صفوف الشرطة في الإمبراطورية النمساوية، وأن التقليد المتوارث لدى عائلة “برنسيب” في العمل في جهاز الجندرمة (الحَرَس) قد انتهى ذات ليلة في العاشرة مساء بالتحديد من يوم الـ28 من يوينو/حزيران عام 1914 حين “أيقظ شرطي والدي غافريلو، وأمر والده بيتر بالتوجه فورا إلى مركز الشرطة في غراهوفو، وذلك لأنه تبين أن غافري (وهي كنية غافريلو) قد اغتال فيرديناندا”.

المدرسة العسكرية.. المضي نحو القومية المتعصبة

كتب “بوزيدار توميتش” صديق غافريلو في المدرسة أن الفتى أظهر في طفولته المبكرة علامات استثنائية، فقد بدأ المشي مبكرا جدا في شهره التاسع، وكان فطنا ونشيطا جدا، لكنه يميل إلى الوحدة، فهو لم يكن يحب أن يلعب كثيرا مع زملائه، كما أظهر قسوة كبيرة حين كان يلعب مع أصدقائه، فلا يتردد في ضرب من يستخف به.

وبدوره يصف غافريلو برنسيب نفسه متحدثا عن طفولته للطبيب النفسي الدكتور “بابنهايم” الذي كان يزوره في سجنه “كنت دائما طفلا هادئا وعاطفيا وجادّا، أقضي أغلب وقتي مع الكتب”.

صورة لعملية محاكمة غافريلو برانسيب ورفاقه المتهمين باغتيال ولي عهد النمسا

 

غادر الصبي غافري قريته في الـ13 من عمره بعد إنهاء دراسته الابتدائية، وكان من المفترض أن يلتحق بالمدرسة العسكرية في سراييفو التي فتحت باب الترشح للأطفال في عمره لينضموا إليها، وجاء في إعلان الترشح أن الرسوم الدراسية والطعام والزي الرسمي مجاني، لذلك اعتبر الترشح فرصة جيدة لغافريلو ليصبح ضابطا، ولم يكن والد الصبي مهتما بالسياسة آنذاك، لذلك قَبِلَ فكرة الانضمام إلى المدرسة العسكرية، لكن تاجرا من الذين كانوا يعرفون عائلة برنسيب نصح الأخ الأكبر بأن يعدل عن فكرة إرسال شقيقه إلى المدرسة العسكرية، وقال له “لا تقدم الطفل لمؤسسة ستقتلعه من جذوره فيصبح جلّادا لشعبه، من الأفضل إعادته إلى قريته وتركه يعيش مثل أجداده، أو أرسله إلى مدرسة التجارة فهي التي ستوفر له الخبز والربح”.

دانيلو.. قومي صربي سحر غافريلو

في ذلك العام (أي سنة 1907) قادت الأقدار الصبي غافريلو إلى أن يتوجه إلى شارع “أوبركانج” في “سراييفو” لكراء غرفة للسكن، ولم تكن صاحبة تلك الغرفة سوى والدة القومي الصربي الشاب “دانيلو إيليتش”، وهو المعلم والصحفي الصربي الذي انتمى إلى منظمة قومية سرية تُدعى “اليد السوداء”.

أصبح غافريلو أقرب أصدقاء دانيلو الذي كان جسرا لأجيال مختلفة من الثوريين البوسنيين، فقد كان على ارتباط وثيق بطلاب بوسنيين في سويسرا وفيينا، وفي الوقت ذاته ارتبط بالطلاب البوسنيين الذين سافروا إلى صربيا من أجل الانضمام إلى صفوف وحدات المتمردين تحضيرا لعمليات ضد الجيش العثماني.

صورة تجمع غافريلو بالقومي الصربي الشاب “دانيلو إيليتش” الذي أضحى أعز أصحابه

 

تخرج دانيلو إيليتش من مدرسة التجارة في العام 1905، قبل أن يرتادها غافريلو. يقول فلاديمير ديجير إن إيليتش كان ذا سحر غريب على الآخرين، فأصدقاؤه ينصتون إليه بعد عودته من سويسرا وصربيا مثلما يُنصَت إلى الحجيج المسلمين بخشوع بعد عودتهم من مكة، لذلك أصبح يُكنّى دانيلو بـ”حاجي”.

إلى بلغراد.. قصر القامة وتوبيخ متواصل

بدأ غافريلو دراسته في مدرسة التجارة، وكان يُدعى “غافروش” تيمنا بشخصية من رواية البؤساء لفيكتور هوغو. كان غافريلو يصاحب الأكبر منه سنا، ولم يكن مُحبا للسياسة، لكنه كان يقرأ أي شيء تقع عيناه عليه.

يذكر فلاديمير ديجير” في كتابه أن الفتى الصربي كان يكره الذهاب إلى الكنيسة، واشتكى للطبيب النفسي في سجنه من معاملة أساتذته السيئة له، ودخل في صراع مع أستاذ الدين في سنته الأولى، وتكررت خصوماته مع أساتذة ذلك الاختصاص في المدارس الأخرى التي ارتادها.

انتقل غافريلو في العام 1910 إلى كلية توزلا، وتخرج فيها في يونيو/حزيران 1911، وتغيّر قدره، حيث أصبح الأدب كل حياته.

وفي العام 1912 سافر غافريلو إلى بلغراد، وبسبب مشاركته في مظاهرات ضد سلطات سراييفو لم يستطع الحصول على درجات أعلى في تعليمه، وعاش ظروفا صعبة في بلغراد التي سافر لها سرا، ورفض شقيقه إرسال أموال له بسبب سفره السري.

الجيش الصربي يلقي التحية على تمثال غافريلو برنسيب

 

أصبحت الأجواء في بلغراد في ذلك الوقت مشحونة، وحاول غافريلو وأصدقاؤه هناك الالتحاق بالمجموعات الصربية السرية التي تقود عملياتها ضد الجنود الأتراك، لكن المفاجأة السيئة كانت رفض انضمامه بسبب قصر قامته. كانت انتصارات الصرب تطرب الآذان، في الوقت الذي كان غافريلو ينصت إلى توبيخ أخيه الأكبر بسبب فشله في الالتحاق بكلية أخرى.

خمس رصاصات.. اليوم الذي قلب العالم

في العام 1914 كانت البوسنة والهرسك تحت لواء الإمبراطورية النمساوية المجرية، وفي ذلك العام اشتعلت نيران القومية السلافية في تلك الأرض، لكن ذلك الوضع المتأزم لم يثن ولي العهد النمساوي فرانز فيرديناند وزوجته الدوقة صوفيا عن الذهاب إلى سراييفو رغم نصيحة الجنرال “بوتيوريك” حاكم البوسنة بإلغاء الزيارة. ورغم وساوس الدوقة من حدوث شيء سيئ، والتي تدعّمت حين انحنى أحد نوّاب البرلمان البوسني لتحيتها قائلا “أنا أُصلي للرّب، حين يكون لي شرف لقائكم، غدا مساء أرجو أن تعيدي الكلمات التي قلتها الآن”. وكان بذلك يرد على تخمينات زوجة ولي العهد بتهديد محتمل، غير أن وريث العرش النمساوي عارض نصائح الإلغاء حتى لا تبدو كهزيمة سياسية للإمبراطورية في ظل ذلك الوضع المتأزم.

في الـ28 من يونيو/حزيران من العام 1914 انطلق الموكب الإمبراطوري إلى البلدية في جادة “أبيل”، وطلب وريث العرش النمساوي قيادة السيارات ببطء حتى يتمكن من إلقاء نظرة أفضل على المدينة، حينها انطلقت 24 قذيفة مدفعية من القلاع فوق المرتفعات القريبة ترحيبا به. فقد مرّت سيارة ولي العهد قرب رصيف بمركز الشرطة في الشارع الشهير، وكانت الساعة تقارب العاشرة صباحا، وعند اقتراب الموكب ببطء وقف شاب مرتديا معطفا أسود طويلا قرب الطريق، وسأل رجل شرطة أيّ السيارات تقلّ ولي العهد، وحين غنم الجواب، ألقى قنبلة يدوية على السيارة الهدف.

رسمة توضيحية لعملية اغتيال ولي عهد النمسا “فرانز فيرديناند” وزوجته الدوقة “صوفيا”

 

واصلت السيارة الملكية مسيرتها نحو مبنى البلدية بسرعة جنونية، ولم يفهم أي أحد ما جرى، حتى إن ولي العهد النمساوي ظن أن الرجل مجنون، لذلك طلب مواصلة جولته وفق البرنامج، فقد زار فرانز فيرديناند البلدية وخرج في الساعة الـ11 إلا ربع نحو المستشفى لتفقد المصابين بسبب القنبلة، وسار الموكب بسرعة كبيرة على طول جادة “أبل”، وكانت سيارة ولي العهد وزوجته تسير خلف سيارتي رئيس المباحث ورئيس البلدية اللتين انعطفتا إلى اليمين حسب المخطط الأصلي للزيارة، وكانت السيارة الملكية على وشك الانعطاف أيضا، لكنها سارت في منعطف خاطئ، وفي تلك اللحظة أخرج شاب قصير القامة مسدسا وأطلق خمس رصاصات أصابت ولي العهد وزوجته.

حينها أعلنت وفاة وريث الإمبراطورية النمساوية المجرية والدوقة، ودخل العالم في دوّامة لأشهر قبل اندلاع أكبر حروب العالم وأكثرها وحشية.

فوّهة بركان.. حرب أكلت الحرث والنسل

أدت حادثة سراييفو إلى انفتاح فوهة البركان التي وقفت عليها دول أوروبا الشرقية والغربية. ومنذ يوم الحادثة دخلت القوى العظمى -وهي الإمبراطورية النمساوية المجرية وألمانيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا- في مناورات استمرت شهرا، وامتدت من تاريخ اغتيال ولي العهد النمساوي إلى الـ28 من يوليو/تموز من عام 1914، وهو تاريخ إعلان الإمبراطورية النمساوية المجرية حليفة ألمانيا الحرب على صربيا.

في الـ29 من يوليو/تموز تبع ذلك إعلان روسيا عن تعبئة جزئية لقواتها العسكرية، وتلتها ألمانيا في الـ30 من يوليو. كان سباقا جنونيا، حيث أعلنت الإمبراطورية الروسية عن التعبئة الكاملة لقواتها حماية لمصالحها ونفوذها في البلقان في اليوم ذاته.

أدى التسابق المحموم إلى إعلان ألمانيا الحرب على روسيا في الأول من أغسطس/آب من العام ذاته، تلاه هجوم القوات الألمانية على لوكسمبورغ يوم الثاني من أغسطس/آب، ثم أعلنت الحرب على فرنسا بعد يوم.

ملك بريطانيا جورج الخامس يتفقد مصنع للقنابل سنة 1917

 

نالت بلجيكيا نصيبها من العدوان الألماني حين رفضت عبور القوات الألمانية إلى فرنسا عبر بلجيكا، وأعلنت برلين الحرب عليها في الـ4 من أغسطس/آب من العام ذاته، وهو ما جعل بريطانيا تدخل في الحرب ردا على الاعتداء على حليفتها بلجيكا.

استمرت الحرب العظمى أربع سنوات، وانتهت في الـ11 من نوفمبر/تشرين الثاني 1918، حيث جُنّد فيها قرابة 70 مليون جندي، وقُتل أكثر من 15 مليون شخص بين مدنيين وعسكريين، والسبب .. رصاصات غافريلو برنسيب.

توفي غافريلو برنسيب في الـ28 من شهر أبريل/نيسان عام 1918 بسبب السل، ولم يبلغ حينها الـ23 من العمر، وكان قد نجا من الإعدام لأنه كان طفلا حسب القوانين السارية آنذاك، فقد مات وخلّف عللا في جسم العالم بسبب غليان القوميات التي لا تزال الشعوب تعاني من آثارها حتى يومنا هذا.