خوردوفسكي : الساحر يعود بـ”رقصة الواقع” 2/2
أمير العمري
تداخل الشخصيات
يذهب أليخاندرو إلى شاطئ البحر ذات يوم بحثا عن الحرية، عن هواء نقي بعيدا عن أجواء القهر البطريركي.. يلتقي هناك بالشحاذ الذي رسم على جسده كله وشمات غريبة. يلقي أليخاندرو بحجر في البحر، تطير آلاف الطيور، يصرخ فيه الشحاذ بحدة: لماذا؟ لقد أغضبت البحر. وفي مشهد سيريالي، يقذف البحر بآلاف الأسماك إلى الشاطيء، وسرعان ما تهبط طيور النورس الجائعة لكي تلتهمها، ويهرع أهل البلدة الفقراء الجائعين لكي يطردوا الطيور بعيدا حتى يحصلوا لأنفسهم على الأسماك. خودوروفسكي الذي يصاحبنا طوال الفيلم، يظهر أحيانا وهو في عمره الحالي، بشعره الأبيض الطويل وملابسه البيضاء، يرشدنا إلى الأحداث ويقودنا عبر الرحلة، يعلق على بعض التفاصيل، ويتوقف أمام المشاهد التي حفرت في ذاكرته طويلا. هنا يأتي تعليقه على هذا المشهد بقوله بصوته: لا أعرف هل أشعر بالغضب من تلك الطيور الجائعة، أم أشعر بالرثاء للأهالي البؤساء!
يمتلك الأب دكانا لبيع الملابس هو “كازا أوكرانيا”، وخاييم أيضا مناضل شيوعي يتزعم خلية شيوعية تناضل من أجل تغيير الأوضاع في البلاد، وهو في الوقت نفسه، قائد لفرقة الإطفاء في البلدة. إنه يبحث عن وسيلة لتحقيق “الإندماج”، حتى يتفادى ذلك الجو العدائي الذي يواجهه من حين إلى آخر كونه “يهوديا”. وهو رغم قوته الظاهرية وتشبهه بستالين في شكله وطريقة مشيته وحديثه، إلا أنه عندما ينفرد بنفسه داخل الدكان، يتحسس الملابس الداخلية النسائية بتلذذ. إنه يشعر بالحرمان فهو يقمع رغباته الطبيعية وضعفه البشري باستمرار.
يريد خاييم دائما أن يثبت لنفسه وللآخرين ولابنه أنه قوي، مقدام، لا يخشى شيئا، فهذه وسيلته الوحيدة لاكتساب احترام الآخرين في أهالي البلدة، الذين يسخرون منه ومن ولده، ويعتبرونهم من الدخلاء على البلدة، فقد أتوا إليها من الخارج.. مهاجرين. وهو يتصدى ذات يوم لإطفاء حريق في منزل في أطراف البلدة مع فرقة الإطفاء، لكن أليخاندرو يصر على الذهاب معه. يلقى أحد رجال الإطفاء مصرعه أثناء إطفاء الحريق، يقيمون له جنازة حاشدة في البلدة.. يسقط أليخاندرو مغشيا عليه بعد أن تتراءى له جثة القتيل متفحمة، يشعر والده بالمهانة أمام الآخرين: سيقولون عن الولد أنه جبان وأنه ورث الجبن عن والده (اليهودي الجبان)!

يعود خاييم بابنه مسرعا إلى المنزل حيث يرقد الفتى ليومين. ولكي يدرأ عنه الإتهام بالجبن، يقرر الأب القيام بعمل يثبت فيه شجاعته، فيحمل أوعية ضخمة مليئة بالماء ينقلها إلى جماعة الفلاحين المصابين بالطاعون وأصبحوا معزولين خارج البلدة، وقد قدموا في مسيرة إحتجاج على إقصائهم وحرمانهم بالتالي من الطعام والشراب. رجال الشرطة يوقفونهم ويقيمون في وجوههم المتاريس إستعدادا لإطلاق الرصاص عليهم إذا ما حاولوا الزحف نحو البلدة. هناك خشية كبيرة من أن ينقلوا العدوى إلى السكان.
يقود خاييم عربة تجرها الحمير، محملة بأوعية المياه، ويأخذ في توزيع الماء عليهم بنفسه.. تضامنا معهم في محنتهم.. يشربون الماء ثم يذبحون الحمير ويقطعون لحمها يأكلونه وسط صرخات خاييم: كفوا عن هذا.. كيف سأعود إلى البلدة الآن.. هذه الحمير هي التي سأستخدمها غدا في نقل المياه إليكم مجددا!
يأتيه الرد من أحدهم: تتحدث عن الغد بينما نحن جائعون الآن!
يشعر خاييم بإحباط شديد، يعود إلى زوجته وهو يسب ويلعن الفقراء الملاعين الذين لا يعرفون مصلحتهم.. إنه يرتجف ويسقط على الأرض. لقد أصيب بالعدوى. يأتي رجال الشرطة يريدون قتل خاييم قبل أن ينقل العدوى إلى الآخرين. لقد تقرح جسده كله وبدأ يتلوى من الألم. ساره تشعر بالفزع. تغلق باب البيت. يدق الجنود الباب يريدون تحطيمه. ترفع ساره ملابسها، تقف مشرفة بجسدها فوقه تدعو وتبتهل وتتضرع إلى الله أن ينقذه. تتبول على جسده ثم تمسح السائل بيدها تدلك به جسده. ينجح رجال الشرطة أخيرا في كسر باب البيت لكي يجدوا خاييم واقفا، مبتسما بعد أن زالت كل آثار المرض من جسده. لقد تحققت المعجزة!
رحلة نحو الإستنارة
ينتقل خاييم إلى تنفيذ فكرة أخرى لإثبات شجاعته وثوريته، فيقرر إغتيال الجنرال إيبانزا، رئيس الدولة الذي يعتبره سبب كل ما يقع على الناس من ظلم. لكن شابا فوضويا غاضبا يأتي إليه يهدده بالقتل، فهو يرغب في قتل إيبانزا بنفسه إنتقاما لوالده الذي أعدمه الجنرال. يسايره خاييم ويعيد إليه مسدسه. في سانتياجو العاصمة، أمام القصر الجمهوري، يشهر الشاب مسدسه في وجه الجنرال الذي لا يهتز له جفن، يتدخل خاييم ويحول بينه وبين الجنرال، يتراجع الشاب الفوضوي، يعجز عن إطلاق النار على الجنرال، لكنه يطلق الرصاص على نفسه فيموت. يعجب الجنرال إيبانزا بشجاعة خاييم الذي انقذ حياته، يريد أن يمنحه مكافأة مالية ضخمة لكن خاييم يرفض ويطلب بدلا من ذلك، أن يعمل لديه مربيا لخيوله، يجعله الرجل مسؤولا عن أحب خيوله إلى نفسه، حصان أبيض رائع الجمال. يتخذ خاييم من هذه الوظيفة حيلة للانتقام من الجنرال فيترك الحصان يأكل تلك الأزهار الصفراء السامة التي سبق أن حذره منها مربي الخيول القديم العجوز الذي تقاعد وقرر إنهاء حياته تماما مثل الأفيال عندما يتقدم بها العمر. ففي مشهد سابق يطلب من خاييم أن يحفر له قبرا، ثم يدخل إلى القبر، يرقد في داخله ويطلب من خاييم أن يهيل التراب عليه.
الحصان الأبيض الجميل الذي يحبه الجنرال حبا شديدا، يتلوى من الألم من أثر السم في جسمه.. يأتي الجنرال، يحتضنه ويبكي في لوعة. هذا الرجل لا يشعر بآلام الملايين لكنه يفقد كل جبروته وقسوته أمام ذلك الحيوان البديع. رصاصة الرحمة تكون هي الحل. يقتل الحصان ويصرف خاييم من الخدمة ويعرض عليه مكافاة مالية كبيرة لكن خاييم يرفض قبول المال ويقبل الانصراف، يعود في مشهد تال لكي يقتل الجنرال بالرصاص تتقلص أصابع يديه وتصاب فجأة بالشلل. وتتقبض وتتخذ لها وضعا ثابتا متقبضا تجعله يعجز عن القيام بأعمال تقليدية.
يلتقي برجل مسن.. نجار مسيحي مخلص، يصنع عددا كبيرا من المقاعد يعتزم التبرع بها للكنيسة. يقبل الرجل أن يساعده خاييم في إعداد الكراسي وصقل قواعدها، ينجز الإثنان المهمة ويحصل خاييم من الرجل على مبلغ كبير من المال لكي يعود إلى بلدته. أثناء طقس من طقوس التقرب إلى الله داخل الكنيسة يشارك خاييم بحماس شديد مع الآخرين ومن بينهم النجار العجوز.. لقد تغير من إنسان غليظ قاس، إلى رجل ورع، بعد أن شلت يداه. يسقط النجار ميتا أثناء الغناء والتهليل والرقص داخل الكنيسة. يجمع القس تبرعات من الحاضرين في الكنيسة لعمل جنازة للشيخ المتوفي، ما يجمعونه لا يكفي. يعطيهم خاييم كل ما أخذه من الرجل.
يمر خاييم من الإلحاد إلى الإيمان، ثم يمر بتجربة التعذيب في مشاهد تستخدم فيها أقسى أساليب التعذيب: الحرق والكهرباء والضرب المبرح فوق الرأس، أمام الكاميرا مباشرة. إن العنف عند خودوروفسكي مفردة أساسية من مفرداته الشعرية. وهو يستخدمه كأداة للتطهير، مقابل الإنتقال من الصراع إلى السلام مع النفس، الخلود إلى اليقين. إنه يتلقى العذاب على أيدي الجماعات الفاشية في شيلي- التي تأسست على نمط النازية الهتلرية- ووصلت إلى السلطة خلال الثلاثينيات، إلى أن أطيح بها بعد الحرب العالمية الثانية. يتم تحرير خاييم ويكون مطلبه الوحيد منهم أن ينقلونه إلى بلدته حيث يلتثم شمله مع أسرته الصغيرة أخيرا. هناك تطلب ساره، الزوجة- الأم، من خاييم أن يودع صورته القديمة نهائيا، تمنحه مسدسا وتطلب منه أن يطلق النار على صورة ستالين وصورته التي يتشبه فيها به قائلة له” يجب أن تكون نفسك. تشتعل النيران في الصور. يبتعد مركب يقل خودوروفسكي وهو مسن في الزمن المضارع ومعه خودوروفسكي الطفل كما ظهر في الفيلم، الرجل يربت بيده على كتف الطفل بينما يقف في ركن المركب رجل يرتدي ملابس تجعله يشبه ملاك الموت.. فهو مثل هيكل عظمي، رأسه جمجمة، ملابسه سوداء. يردد خودوروفسكي كلمات تغلق الرحلة: رحلة المواجهة مع النفس، مع الأب، ومع الزمن. المركب يبتعد ويردد المخرج كلمات تقول لنا إنه أغلق الآن فصلا كاملا من فصول حياته. هل سيكون هذا هو فيلمه الأخير؟ لا ندري!

إحباطات
يقول خوردورفسكي في مقابلة صحفية حديثة معه: “إنني لست مخرجا تجاريا للأفلام. إنني لا أؤمن بأن الفن يجب أن يدر أرباحا. بل يجب أن ينفق المال من أجل الإبداع الفني دون انتظار للربح بل للخسارة. إذا حقق الفيلم أرباحا فلا بأس.. ولكن هذا ليس هدفي. إنني أسعى إلى التعبير عن نفسي عن طريق تقديم عمل فني. وهذا أمر صعب لأن المنتجين ليسوا فقط رجال أعمال، بل لصوص. إنهم يجمعون 100 مليون دولار لإنتاج فيلم ثم يضعون 20 مليون منها في جيوبهم قبل البدء في تصوير الفيلم. إنه “بيزنس” لسرقة المال عن طريق إنتاج الأفلام”.
من المنطقي أن يشعر خودوروفسكي بذلك وهو الذي يمتلك موهبة من تلك المواهب التي لم يعد لها وجود في سينما اليوم، وبعد كل الإحباطات التي نتجت عن تعامله مع المنتجين الذين خذلوه، وبعد أن ظل خارج عالم صناعة الأفلام لنحو ربع قرن.
إنه يعود بفيلم يعد من أفضل أفلامه وأكثرها إكتمالا وكمالا، بل وسهولة ويسرا في المتابعة والفهم. ورغم ما فيه من رؤية سيريالية مذهلة، تمتليء بالقسوة الشديدة والعنف، إلا أنه يظل عملا ممتعا، على الصعيد البصري والسمعي. إن موسيقاه وحدها تكفي لتحقيق المتعة للأذن.. تلك الموسيقى ذات النفس الملحمي، بأجوائها السحرية التي تنتقل بك من عالم السيرك إلى عالم الأحلام، ومن دنيا الواقع، إلى عالم الخيال.
خودوروفسكي ينتقل في هذا الفيلم، من الذات إلى الموضوع، من الشخصي إلى العام، من الرفض إلى الإيمان، من الأب الفظ الغليظ، إلى الأم التي ترمز للنبع- للشجرة المعطاءة، للرقة التي تنساب من خلال صوتها الأوبرالي العذب، من النهار الساطع، إلى الليل المخيف، إلا أننا نتابع هذه الانتقالات كلها، بمتعة، وبدون أن يتوه منا الخيط الرئيسي للفيلم.
إنها قصة أليخاندرو الطفل – الرجل- الشيخ، الذي يرتد إلى الماضي، ويواجهه بقسوته، لكنه يضفي عليه الكثير من خياله، مما حدث وما لم يحدث. يقول خودوروفسكي إنه قام في الفيلم بتجميل صورة والده، بعد أن منحه أبعادا إيجابية وصوره وهو يصل في النهاية إلى نوع من الإستنارة، اليقين برحمة الله، ربما على العكس مما كان عليه في الواقع!
يعتمد الفيلم على التكوينات المدهشة، وعلى التشكيل بالألوان: الأحمر القاني بلون الدم (في كل أفلام خودوروفسكي يبرز اللون الأحمر برومانسيته وقسوته) إنه هنا لون الدم، لون القسوة ولون الغضب، لون الورد البديع، ولون الملابس الفاشية، وملابس رجال الإطفاء. وهناك الأصفر رمز التوتر والإضطراب، ثم الأبيض والرمادي.. مع خلفية من الخضرة، أو الزرقة.. زرقة البحر والسماء.
أجواء السيرك
تشيع أجواء السيرك طوال الفيلم وفي كل مكان وكل وقت حتى لتبدو البلدة وقد تحولت إلى ساحة سيرك كبير: راقصون يستعرضون أنفسهم في الشوارع، خيام ضخمة لممارسة الألعاب، يقف أمامها رجال ينادون على الزبائن لشراء التذاكر والدخول، أناس مقطوعو الذراعين يجلسون في ساحة البلدة، قزم يقف أمام دكان خاييم (كازا أوكرانيا) يعلن عن البضائع ويضرب بأحد المضارب الخشبية دمية بعد أخرى، مرددا “تعالوا وشوفوا كيف نحطم الأسعار”، كلب يرتدي ملابس رجال الإطفاء يرافقهم أثناء العمل، رجال رءوسهم عبارة عن جماجم عظمية مخيفة كما لو كانوا يرتدون الأقنعة (فكرة إستخدام الأقنعة عند خودوروفسكي متأصلة من زمن عمله في مسرح البانتوميم في باريس مع مارسيل مارسو)، مصارعة الكلاب التي تظهر مكسوة بالملابس، طيور بالآلاف تطير فجأة كأنها تخرج من اذن بطلنا الصغير.
يمنح خاييم ابنه حذاء أحمر لامعا لكي ينضم إلى فرقة الإطفاء. يتقافز بطلنا الصغير فرحا وهو يرتديه لكنه يقابل طفلا فقيرا حافيا، ماسح أحذية بائس يتمنى لو يحصل على الحذاء فيعطيه له، الفتى يترك صندوق مسح الأحذية ويتقافز سعيدا وهو يرتدي الحذاء الأحمر.. ينتظر أليخاندرو على أريكة خشبية طيلة الليل لكن الفتى لا يعود أبدا.. نعرف في الصباح أنه قد إنزلق على الصخور بسبب الحذاء المصقول فسقط وقضى نحبه. إنها أول صدمة كبرى في حياة أليخاندرو.. صدمة من الموت.. حقيقة أن الحياة يمكن أن تذهب في أي وقت، وفي لحظة عبثية تماما!

في “توكوبيلا” بلدة البطل، تريد الأم “ساره” أن تطمئن أليخاندرو على أبيه فتقول له إنه سيعود رغم أنه في الواقع خرج ولم يعد أبدا. تناوله حجرا.. تطلب منه أن يبصق عليه وأن يغمض عينيه ويكتب في خياله رسالة إلى والده، ثم تربط الحجر بمجموعة من البالونات. يهبط نسر، يلتقط البالونات ثم يطير بها مبتعدا. تقول ساره لابنها: إنه سينقل هذه الرسالة إلى خاييم. يرتفع النسر حاملا البالونات ويطير في أعلى السماء ويختفي. في اللقطة التالية نراه من زاوية مرتفعة يلقي بالحجر فوق المنزل الذي يقيم فيه خاييم!
التكوين، السحر، الحركة المحسوبة للكاميرا التي تضفي أجواء السيرك أحيانا حيث تستعرض إلى اليمين أو إلى اليسار في لقطات بانورامية، أو تتابع وتتسلل وتنفذ، وتتخذ زوايا غريبة تتناقض مع فكرة الواقعية، وتضفي ذلك الطابع السحري على الفيلم، مع تلك الموسيقى الساحرة التي كتبها أدان خودوروفسكي- إبن الفنان الكبير- بأجوائها اللاتينية الدافئة المميزة.
يقوم بالدور الرئيسي، دور خاييم الإبن الأكبر لخودوروفسكي “برونتيس” الذي سبق أن شاهدناه في دور الإبن وهو صغير في فيلم “الدماء المقدسة”، بينما يقوم الإبن الآخر لخودوروفسكي “أكسل”- الذي قام ببطولة فيلم “الدماء المقدسة”- بدور صغير في الفيلم، وتقوم بدور الأم باميلا فلورز التي عرفت بتخصصها في فن اليوجا وتقوم بتدريسه في نيويورك منذ سنوات.
لاشك أن مسابقة مهرجان مهرجان كان التي لم تعرف تحفا سينمائية هذا العام، قد خسرت فيلم “رقصة الواقع”، الذي نعتبره تحفة من الطراز الرفيع، يعيد إحياء سينما التأمل والسحر والخيال، كما يعيد إطلاق موهبة مخرجه الكبير.
لقد أخرج الساحر العجوز “رقصة الواقع” من جلبابه، فابتلع كل الافلام وحلق وخده فوقها!