مارغريت تاتشر.. تاء تأنيث من حديد في مقارعة السياسة

إن خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكسيت” تعتبر من بنات أفكار تاتشر
بحلول الرابع من مايو/أيار من كل سنة يحيي البريطانيون ومعهم الراسخون في السياسة العالمية ذكرى مميزة غيّرت وجه المملكة المتحدة وفتحت الباب على مصراعيه للنساء لتولي المناصب القيادية في العالم. ويتعلق الأمر بتولي زعيمة حزب المحافظين مارغريت تاتشر منصب رئيسة الوزراء كأول سيدة في تاريخ البلاد لتبصم على مسار سياسي متفرد خلّده أهل التاريخ والسياسية بمرحلة “المرأة الحديدية” التي مازالت ملامح سياساتها شاخصة حتى اليوم في بريطانيا.
بل إن خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكسيت” تعتبر من بنات أفكار تاتشر، فلم تكن تحمل الود لفكرة الفدرالية الأوروبية، وطالما أعلنت صراحة أنها لن تترك بلدها تحت رحمة القرارات القادمة من الخارج.
ولعل الفترة الحساسة التي تمر بها المملكة المتحدة هذه الأيام بسبب البريكسيت وحالة التيه السياسي في لندن، أعادت الحنين لتلك السيدة المعروفة بمواقفها الصارمة في فترات الأزمات، فمَن تكون مارغريت تاتشر السيدة الوحيدة التي استطاعت أن تحفر اسمها كأبرز سياسية في بريطانيا في التاريخ الحديث ويضعها البريطانيون في نفس المرتبة التي يضعون فيها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل؟
سيدة الكيمياء والسياسة
ولدت مارغريت تاتشر يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1925 في مدينة غرانثام في بريطانيا لأب ينتمي لحزب المحافظين، وهو ما سيجعلها دائما قريبة من هذا الحزب ومن النقاشات داخله، لكن تركيزها ظل منصبّا خلال فترة الشباب على دراستها، فكانت من بين المتفوقين الذين قُبلوا في جامعة أوكسفورد العريقة، وهناك درست الكيمياء تحت إشراف ألمع الأساتذة في هذا المجال ومن بينهم العالمة دوروثي هودغكن الحاصلة على جائزة نوبل للعلوم.
تميز تاتشر العلمي لم يمنعها من الانخراط في العمل السياسي، فقد ترأست جمعية الطلبة المحافظين في جامعتها إلى أن تخرجت منها سنة 1947، وبعدها عملت باحثة في مجال الكيمياء في عدد من المراكز العلمية.
وكعادتها لم يثنها مسارها العلمي عن العمل السياسي، فبعد مرور سنتين فقط على تخرجها من الجامعة، قررت تاتشر خوض أول معركة سياسية لها، تمثلت هذه المعركة –التي وصفها كثيرون بأنها عملية انتحار سياسي- بقرارها الترشح في الانتخابات البرلمانية في مدينة داتفورد سنة 1950.
ورغم استحالة فوزها في هذه المدينة التي تعتبر من معاقل حزب العمال فإنها خاضت الانتخابات وحازت احترام خصومها السياسيين ولفتت انتباه الرأي العام البريطاني لهذه الشابة الواثقة وصاحبة الخطب القوية. ولأنها صاحبة مقولة “أصارع لأبقى ثم أصارع لأنتصر”، فقد قررت تكرار ترشحها في المدينة نفسها، لكنها منيت بخسارة ثانية.
ويمكن القول إن بداية صعود نجم تاتشر السياسي بدأ فعليا سنة 1959 عندما تمكنت من الظفر بمقعد في البرلمان البريطاني لتضع بذلك قدمها في أول سلم الترقي السياسي، فتقلدت منصب وزيرة المعاشات والتأمينات الوطنية في حكومة الظل عندما وصل حزب العمال للحكومة سنة 1961، وبهذا أصبحت تاتشر مرشحة فوق العادة لتولي منصب وزاري إذا تمكن حزبها من الفوز في الانتخابات.
ورغم ذلك كان على تاتشر أن تنتظر تسع سنوات قبل أن يصبح حزب المحافظين هو الحزب الحاكم سنة 1970، ويمنحها حقيبة التربية والتعليم. وخلال هذه الفترة حملت لقب “تاتشر مطارِدة الحليب”(1) بسبب إلغائها نظام توزيع الحليب بالمجان في كل مدارس بريطانيا، وسيُخلف هذا القرار موجة من الاستياء والمعارضة ضدها، ووجدت نفسها أمام أول معركة حقيقية لها أمام الرأي العام. وما فاقم من حجم الضغط عليها موقف رئيسها في الحكومة آنذاك إيدوارد هيث الذي كان هو الآخر معارضا لقرارها.
هذه التجربة أثرت في تاتشر التي عبرت عن خوفها على مستقبل النساء في العمل السياسي بقولها في إحدى مقابلاتها التلفزيونية سنة 1973 “لا أعتقد أنني سأرى امرأة تتقلد منصب رئيسة الوزراء في حياتي”(2).
هذه النبوءة لم تصمد كثيرا أمام طموح تاتشر التي بدأت تدريجيا تبسط نفوذها داخل حزب المحافظين، وساعدها في ذلك خسارة الحزب للسلطة سنة 1974، مما خلف حالة من الغضب ضد القيادة، وهو الأمر الذي مهد لها الطريق لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأول زعيمة لحزب المحافظين في التاريخ سنة 1975، وكانت كذلك أول سيدة تتزعم المعارضة في مجلس العموم البريطاني.
وبتتبع المسار السياسي لتاتشر سيظهر كيف أنها تعرف دائما كيف تستفيد من فترات الأزمات لصالحها، وذلك ما حدث بالفعل، ففي نهاية السبعينيات بمرور المملكة المتحدة بحالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، والصراع مع النقابات وكثرة الإضرابات وارتفاع معدلات البطالة والتضخم.. كلها عوامل ساهمت في عودة المحافظين إلى الحكم.
ومن جديد ستكون تاتشر على موعد مع التاريخ بتنصيبها أول رئيسة وزراء في تاريخ بريطانيا، وذلك يوم الرابع من مايو/أيار سنة 1979، وبهذا كرست نفسها كسيدة السبق في كل شيء، فهي أول زعيمة لحزب المحافظين، وأول رئيسة وزراء، وأول من يتولى هذا المنصب ثلاث مرات متتالية.
الاتحاد السوفياتي ولقب المرأة الحديدية
بعد تنصيبها رئيسة للوزراء، باتت تاتشر المرأة الأقوى في بريطانيا وفي العالم. وفي أول خطاب لها، عبرت بصراحة عن مشروعها الاقتصادي الذي سيغير من وجه المملكة المتحدة، بإعلان رفضها النظريات الاقتصادية لجون كينز التي تقوم على المزاوجة بين القطاع العام والخاص في تحقيق النمو، ويرفض الاقتصاد الحر، وأكدت تاتشر أنها ستعتمد السياسة المالية الأكثر تحررا للاقتصادي الأمريكي ميلتون فريدمان.
وفي الخطاب نفسه وجهت تاتشر انتقادات لحزب العمال وقالت “إنه من حق أي شخص امتهان المهنة التي يريد، وإنفاق الأموال التي يجنيها، وحق التملك، وأن تكون الدولة كخادم له وليس كأستاذ أو مراقب، وهذا هو النموذج البريطاني”.
وبعد أن استعرضت سياستها الاقتصادية الجريئة، خصصت جزءا من خطابها للهجوم على الاتحاد السوفياتي التي قالت عنه إنه “مهووس بالسيطرة على العالم”، لترد عليها إحدى الصحف التابعة للجيش السوفياتي بوصف تاتشر بأنها المرأة الحديدية(3)، وظل هذا اللقب لصيقا بتاتشر طيلة مسيرتها السياسية كتعبير عن قوة المرأة وحزمها وعزمها في تسيير شؤون الدولة.
وظلت تاتشر وفية لخطابها الأول باعتماد سياسة اقتصادية أكثر ليبرالية، بدخولها مع بداية الثمانينيات في عملية واسعة لخصخصة عدد من المؤسسات المملوكة للدولة، ولاحظت تاتشر أن الرأي العام البريطاني كان متلهفا لقطف ثمار التحرر الاقتصادي، وهذا ما عكسه حجم الإقبال الكبير من طرف البريطانيين على شراء الأسهم في شركة “بريتش غاز”، حيث تقدم أكثر من أربعة ملايين بريطاني بطلب شراء الأسهم في هذه المؤسسة التي ظلت لعقود تابعة للدولة.
شجع هذا النجاح الكبير لعملية الخصخصة الأولى تاتشر في ولايتها الثانية على المضي قدما في مشروعها وبوتيرة أسرع، وفي ظرف أربع سنوات فقط تم تمرير أكثر من عشر شركات كبرى وفي مجالات حساسة للقطاع الخاص، كالشركة البريطانية للاتصالات والشركة البريطانية للفضاء وشركة “جاغوار” للسيارات وخطوط الطيران البريطانية وبريتش بتروليوم، وبررت تاتشر هذه العملية الواسعة -التي تعتبر من بين أكبر عمليات خصخصة مؤسسات الدولة- بكونها “إعادة السلطة للشعب”.
وتقول صحيفة غارديان البريطانية إنه “من الاقتصاد إلى الموضة لم يكن لأي رئيس وزراء تأثير على حياة البريطانيين كما كان لتاتشر”(4)، ولعل هذا التأثير يظهر حتى في تعزيز لندن ومركزها المالي كأكبر مركز مالي في العالم، بتعديلها لكل التشريعات المرتبطة بالبورصة سنة 1986، الأمر الذي شجع أكبر الشركات في العالم لدخول السوق المالي البريطاني، وبدأ تدفق رؤوس الأموال الضخمة على العاصمة البريطانية التي تشكل حاليا 10% من السوق المالي العالمي.
“أريد استعادة أموالي”
رغم انقضاء نحو ثلاثة عقود على مغادرة تاتشر لمنصب رئيسة الوزراء، فإنها مازالت حاضرة في كل النقاشات المتعلقة بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بل هناك من يعود بتكريس الحساسية البريطانية الشديدة من فكرة التكتل الأوروبي لزعيمة حزب المحافظين تاتشر، فالأخيرة لم تكن من المحبين للمؤسسات الأوروبية، ومنذ وصولها لقيادة حكومة بلادها أعلنت تاتشر صراحة أنها تريد تصحيح ما تراه ظلما بحق بريطانيا، بالنظر لحجم الأموال التي تخصصها حكومة جلالة الملكة لفائدة الميزانية الأوروبية مقابل امتيازات محدودة تحصل عليها لندن، خصوصا فيما يتعلق بالإعفاءات الفلاحية التي تستفيد منها فرنسا أكثر من بريطانيا.
هذا الوضع هو الذي دفع المرأة الحديدية كي تقول مقولتها الشهيرة “أريد استعادة أموالي”(5)، وذلك سنة 1980 في القمة الأوروبية في دبلن. وبالفعل فإن سياسة المواجهة التي انتهجتها تاتشر مع الدول الأوروبية آتت أكلها، عندما تَقرر خفض المساهمة البريطانية بنحو الثلثين مقابل الزيادة في الإعفاءات الممنوحة للفلاحين البريطانيين.
كما عُرف عن تاتشر معارضتها الشديدة لأي إملاءات أوروبية أو تدخل في سياسات بلادها الاقتصادية، وقالت في إحدى خطبها سنة 1988 “لم نُقلص حدود سلطة الدولة بنجاح في بريطانيا حتى نرى سلطة جديدة تُفرض علينا من أوروبا عن طريق دولة تبسط سلطتها من بروكسل”، وعززت هذا الموقف برفضها سنة 1990 عملة أوروبية موحدة، وهو الموقف الذي سارت عليه بريطانيا رغم دخولها الاتحاد الأوروبي.
لكن هذا الموقف الذي يصل حد معاداة المشروع الأوروبي كان من أبرز عوامل سقوطها، فبعد خطابها الرافض للعملة الأوروبية الموحدة وللاندماج في التكتل الأوروبي، أعلن نائبها استقالته، وهاجمها عدد من صقور حزبها، مما أدى لإضعاف موقفها داخل الحكومة والحزب، ولم يكن من قبيل الصدفة أن تضطر بعد ذلك بأشهر للتنحي عن منصبها بعد 11 سنة على رأس الحكومة.
معركة فوكلاند.. رب حرب نافعة
لم تكن تاتشر سيدة الاقتصاد والسياسة فقط، بل كانت أيضا قائدة لحرب وصفتها بكونها “معركة حفظ هيبة المملكة المتحدة”.
بدأ كل شيء يوم الثاني من شهر أبريل/نيسان سنة 1982 عندما علمت رئيسة الوزراء البريطانية بإطلاق النظام الأرجنتيني عملية عسكرية أطلق عليها اسم “العملية روزاريو”، من أجل استعادة جزر المالوين الخاضعة للسيطرة البريطانية، ولهذا الغرض حركت بوينس آيرس مدمرتين وبارجتين وغواصة وعشرات الفرق من القوات الخاصة إضافة إلى تسعمئة جندي.
نزل الخبر كالصاعقة على تاتشر التي كانت تتلقى تقارير مخابراتية تفيد بأن النظام الأرجنتيني لن يقدم على أي عملية عسكرية للسيطرة على الجزر. وتحكي تاتشر أمام لجنة تحقيق بريطانية كيف كانت الأوضاع داخل حكومتها بعد وصول الخبر، فـ”خلال تلك الليلة لا أحد أخبرني بما يجب فعله، لا أحد قال لي إن كانت هناك إمكانية لاستعادة الجزر، لم نكن نعرف أي شيء” كما تقول تاتشر التي وصفت تلك الليلة بكونها الليلة الأصعب في حياتها، فخيار الحرب بات في يدها، وبالتالي ستتحمل كامل المسؤولية عن أي خسارة محتملة(6).
لكن هذه الليلة الأصعب في حياة تاتشر أصبحت فرصتها لنصر انتخابي جديد، ففي سنة 1981 أظهرت جُل استطلاعات الرأي أن تاتشر باتت رئيسة الوزراء الأقل شعبية في تاريخ بريطانيا، وبفضل هذه المعركة التي لم تستمر سوى عشرة أيام، نجحت في الحفاظ على منصبها للمرة الثانية على التوالي سنة 1983 بسب تنامي الحس الوطني لدى البريطانيين كما يحدث في أي مجتمع يمر بحالة حرب ويشعر بأنه في مواجهة عدو خارجي.
وبعد مشاورات مع قادتها العسكريين والأمنيين، قررت تاتشر أن يكون الرد ساحقا، فحركت أكثر من 127 قطعة بحرية و28 ألف جندي من أجل جزر لا يتعدى سكانها ثلاثة آلاف شخص.
وتُظهر وثيقة رُفعت عنها السرية مؤخرا، برقية كتبتها تاتشر موجهة للقائد العسكري في الأرجنتين، وهي البرقية التي قررت ألا تبعثها في آخر لحظة، وتخاطب تاتشر فيها زعيم الأرجنتين “أنت تعلم أنه بعد أيام فقط سنرفع العلم البريطاني مجددا فوق الجزر وسنجلس أنا وأنت نقرأ أسماء ضحايا هذه الحرب، لكن من طرفي فأنا مقتنعة بأن رجالي سيموتون من أجل قيمة الحرية والعدالة فماذا عنكم؟”.
لم يتم إرسال هذه البرقية بعد قرار رئيسة الوزراء أن يكون الرد ما يرى زعيم الأرجنتين لا ما يقرأ أو يسمع، وبالفعل تطلّب الأمر عشرة أيام لتحسم المعركة لصالح جيش الملكة، وخرجت تاتشر من هذه الحرب كصاحبة الانتصار المظفر الذي أعاد للبلاد هيبتها أمام من يحاول التطاول عليها.

ولدت مارغريت تاتشر يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1925 في مدينة غرانثام في بريطانيا لأب ينتمي لحزب المحافظين
“خيانة مبتسمة” تُسقط المرأة القوية
رغم تسطيرها للتاريخ من جديد بالحفاظ على منصبها لولاية ثالثة، وهو الأمر الذي لم يحدث أبدا في تاريخ المملكة المتحدة، فإن الاقتصاد الذي كان دائما الورقة الرابحة لتاتشر وقف عقبة أمام مجد زعيمة حزب المحافظين، وذلك بسبب التضخم والبطالة وسياسة الضرائب، مما أدى لحالة من السخط الشعبي على حكومتها، ليقرر وزيرها في الدفاع ومنافسها في الحزب ميشيل هيسلتين إعلان معارضة تاتشر واقتراح التصويت لسحب الثقة منها.
ومع ذلك نجحت تاتشر في الفوز بالتصويت الأول لسحب الثقة منها وإن بفارق ضئيل، لكنها بعد ذلك استقب��ت عددا من وزرائها في مقر إقامتها، وكلهم نصحوها بالتنحي حفاظا على وحدة الحزب.
تقول تاتشر عن هذه الواقعة إنها “كانت خيانة ذات وجه مبتسم. ولعل هذا أسوأ ما حدث”، وبالفعل استجابت تاتشر لمطلبهم لكن بشرط أن يخلفها جون ميجر وليس ميشيل هيسلتين، وذلك ما كان، وظلت حاضرة في البرلمان إلى سنة 1992، وبعدها دخلت مجلس اللوردات وتفرغت لكتابة عدد من مذكراتها.
ومع سنة 2004 بدأت تاتشر تعاني من نوبات سكتة دماغية، مما أجبرها على الابتعاد عن الأضواء تدريجيا، واعتذرت عن المشاركة في عدد من المناسبات الرسمية قبل أن تعلن ابنتها كارول إصابة والدتها بفقدان الذاكرة، وهو المرض الذي تفاقم مما أدى لوفاتها يوم الثامن من أبريل/نيسان سنة 2013 بسبب سكتة دماغية.
رحلت المرأة الحديدية ومع ذلك ما زالت تصنف على أنها رئيسة الوزراء الأكثر تأثيرا في تاريخ بريطانيا. وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المملكة المتحدة بسبب البريكسيت، يشد الحنين الكثير من السياسيين والمثقفين لتاتشر، ويجزمون بأن تعاملها مع الوضع كان سيكون أفضل بكثير من الحاصل حاليا.