ميلودي حمدوشي.. كولومبو المغرب الذي زوّج الأدب بالشرطة

خاص-الوثائقية

كأن الشهرة قدره الذي لا يخطئه، ففي عقود مضت عُرف بين أبناء مدينة طنجة شمال المغرب بلقب “كولومبو”، لتميّزه كضابط شرطة متخصص في مطاردة المجرمين وفك شفرات التحقيقات.

بهذا الاسم نعاه جلّ من عرفه، وهو الذي كان يشارف على إتمام السبعين عاما من العمر، قضى جلها بين ممارسة العمل الأمني والتأليف عنها بالرواية والبحث الجامعي، فيما كان قد أبصر النور أول مرة في منطقة “سيدي بنور” إلى الجنوب من مدينة الدار البيضاء.

بعد شهرته المهنية التي نالها وهو بعد في سلك الشرطة، اشتهر قلمه بأولى رواياته وكتاباته الأدبية عن عالم الشرطة، في خطوة يكاد يُجمع النقاد على اعتبارها تأسيسية لفن الرواية البوليسية بالمغرب.

في مرحلة أخيرة، بات ميلودي حمدوشي واحدا من المراجع الأكاديمية في مجال القانون وعلم الإجرام، مواليا مقالاته المتخصصة بين دفتي مجلّة “الشرطة” المنبر الإعلامي الذي تصدره إدارة الأمن المغربية.

تتوّج شغف ميلودي وميوله في مرحلة نهاية التسعينيات برواية "الحوت الأعمى"
تتوّج شغف ميلودي وميوله في مرحلة نهاية التسعينيات برواية “الحوت الأعمى”

بطل من سنوات الرصاص

وفاته يوم الجمعة 30 أغسطس/آب 2019 تحوّلت إلى هزة ضربت عالمي الأمن والأدب والصحافة، حيث خرج زملاؤه السابقون وقراؤه وعشاق فلم “الحوت الأعمى” المستنبط من إحدى رواياته المشتركة مع صديقه عبد الإله حمدوشي، لنعيه بسيل من عبارات الثناء والمديح التي طفت على سطح الشبكات الاجتماعية.

“إنه واحد من الأمنيين البارزين في فترة تعرف في المغرب باسم سنوات الرصاص، حيث اعتُقل المناضلون والمعارضون اليساريون وعذّبوا، وبالتالي هو واحد من الجلادين”، كما ذكر البعض وسط موجة الحزن والتكريم. لكن آخرين ردوا بالقول “لا دليل لأحد على مشاركته (أي حمدوشي) في أي تعذيب، ومن لم يتحدّث ويوجّه إليه الاتهام قيد حياته عليه أن يصمت الآن ويحترم ذكرى ميلودي حمدوشي”.

الحنكة الأمنية للراحل -قبل شهرته الأدبية- ظلّت عالقة في أذهان سكان مدينة طنجة بوجه خاص، حيث تبرز كتابات منادية بتعيين “كولومبو” جديد على غرار ميلودي حمدوشي، كلما استفحلت الجريمة وكثرت المخدرات، ويتذكّره سكان المدينة وهو يجوب دروبها على متن سيارة مدنية متفقدا الأوضاع ومترصدا المجرمين، وهو ما كان يحمل على الشعور بالطمأنينة.[1]

تأمل قطرة الماء

كانت ممارسة العمل الأمني بالنسبة لميلودي أشبه برحلة تأمل دائمة قادته إلى عالم الأدب والرواية ثم محراب الجامعة. وقد شبه في إحدى كتاباته ممارسته للتحقيقات الأمنية بحِيرة ضابط الشرطة عندما يجد كأسا خاليا من أي أثر لقطرة ماء في موضع ارتشاف الماء.

يقول: “يجد ضابط الشرطة القضائية نفسه -بالرغم من تكوينه وعلمه- يسير دون مصباح في ظلمة الليل، يكظم غيظه، يحبس ويُمسك على ما في نفسه من المرارة والكرب والغم. لا أحد يرحمه، يُميل الكأس ويُقلبه فلا يجد قطرة ويتساءل عن سبب وجود كأس فارغ في موضع ارتشاف الماء. يكتشف نفسه في موقف شبيه بالأكفاء عند الشعراء العرب؛ يخالف بين القوافي ويجعل بعضها ميما وبعضها دالا وبعضها نونا، هو الذي لا تُكسله المكاسل ولا تثقله وجوه التواني مما لا ينبغي أن يتوانى عنه”.ٍ[2]

دخوله عالم الرواية البوليسية جاء لكونه يعتبر هذا النوع من الإبداع أقرب إلى محاكاة الواقع دون حاجة إلى الكثير من الخيال. كان أحيانا يشبّه نفسه بكاتب الضبط الذي يطوّع محاضر الجريمة بأسلوب أدبي، وهو ما جعله أحد مؤسسي فن الرواية البوليسية في المغرب والعالم العربي.

دخول ميلودي عالم الرواية البوليسية جاء لكونه يعتبر هذا النوع من الإبداع أقرب إلى محاكاة الواقع
دخول ميلودي عالم الرواية البوليسية جاء لكونه يعتبر هذا النوع من الإبداع أقرب إلى محاكاة الواقع

“كولومبو” طنجة

تحولت التجربة الحياتية والإبداعية الاستثنائية لحمدوشي إلى قصة لعب هو شخصيا دور بطولتها حاملا لقب “كولومبو”، في إشارة من متابعيه إلى بطل سلسلة أمريكية قديمة بطلها “بيتر فالك”، وذلك أن حمدوشي كان مطالبا بممارسة تحقيقاته الأمنية في دروب مدينة طنجة مواجها عصابات المخدرات والمجرمين القاتلين ومحترفي السرقات، مستعملا الدهاء والفطنة لفك الخيوط المعقدة.

هي واحدة من المرات النادرة التي يجتمع فيها على نعي شخص ما وتعداد خصاله كل من جهاز الأمن والجسم الأدبي والإبداعي والفني. إنها -كما تقول المديرية العامة للأمن الوطني في تغريدة لها على “تويتر”- “مناسبة لاستحضار مناقب رجل بخصال عالية ومسار مهني وأكاديمي متميز”، مذكرة الكثير من المغاربة بتحقيقاته الخالدة في مدن خدمته مثل طنجة وفاس والدار البيضاء وغيرها.

وفي الرواق الخاص بالمديرية العامة للأمن الوطني ضمن المعرض الدولي للكتاب الذي ينظمه المغرب سنويا، كانت مؤلفات ميلودي حمدوشي التي ناهز مجموعها 24 عنوانا، تهيمن على الرفوف بلغتيها العربية والفرنسية.[3]

شهادة “حمدوشي” الآخر

صديق درب ميلودي حمدوشي وشريكه في بعض الأعمال، عبد الإله الحمدوشي، الذي لا تربطه به أية قرابة عائلية رغم تشابه الاسم، فسّر استقالة ميلودي من سلك الأمن وتفرغه للبحث والتأليف الأمنيين، بعجزه عن مواجهة الصعوبات التي لقياها في محاولاته التصدي للمفسدين.[4]

ويشدد الروائي عبد الإله الحمدوشي على أن صديقه ميلودي استطاع أن يعطي وجها آخر للوظيفة الأمنية التي كان يمارسها، حيث أجمعت الصحافة بمعارضتها وموالاتها، في التسعينيات من القرن الماضي، على نزاهة الرجل رغم محاربته من قبل بعض الفاسدين.[5]

ورغم استقالته من وظيفته الأمنية، فإن صفته الأكاديمية والأدبية سرعان ما أعادته إلى صفوف المديرية العامة للأمن الوطني، مستشارا في البداية، ثم مديرا لأكاديمية الشرطة، حيث جعل من دروس حقوق الإنسان وردا يوميا لرواد المدرسة من أمنيي المستقبل.

يحكي صديقه عبد الاله كيف أنه تعرّف عليه أول مرة في بيت الأديب المغربي الشهير الذي يرتبط اسمه بمدينة طنجة، محمد زفزاف. هناك تعمّقت علاقة ميلودي بالأدب والكتابة في جوّ ساعده في تطويع محاضر التحقيقات لتتحوّل إلى روايات بوليسية شيقة.

ما تميّز به ميلودي أساسا هو جرأته على التوقيع باسمه الحقيقي
ما تميّز به ميلودي أساسا هو جرأته على التوقيع باسمه الحقيقي

“الحوت الأعمى”.. من النص إلى الصورة

تتوّج شغف ميلودي وميوله في مرحلة نهاية التسعينيات برواية “الحوت الأعمى” التي تقاسم كتابتها مع صديقه عبد الإله، لتتحوّل بعد ذلك إلى فيلم تلفزيوني هو من بين أكثر ما ترتبط به الذاكرة الحديثة للمشاهدين المغاربة.

تولى إخراج هذا الفيلم التلفزيوني الذي أنتج عام 2001، حسن غنجة، ولعب بطولته الممثل الشهير يونس مكري.

قصة الفيلم التي اقتُبست من رواية ميلودي، تروي معاناة ضابط شرطة كان يستعد لتلبية دعوة عائلية رفقة أسرته، فيتلقى اتصالا هاتفيا يخبره بالعثور على جثة فتاة قتلت رميا بالرصاص، لتنطلق تحرياته التي أوصلته إلى اكتشاف وجود شبكة متخصصة في تجارة المخدرات تقف وراء الجريمة.

الكلمة السر في هذه الرواية -التي باتت مرجعا عربيا في مجالها- هو نجاح كاتبَيها في العثور على الشعرة الدقيقة الفاصلة بين الكتابة الإبداعية الحرة وبين تجنّب الصدام مع الجهاز الأمني المعروف بحساسيته تجاه صورته واحترامه في أعين الجمهور. وهو توازن حوّلها إلى مادة أولية لسيناريو فيلم تلفزيوني أنتجته القناة التلفزيونية المغربية الثانية، محققة بذلك اختراقا فتح الباب أمام سيل آخر من الأفلام والمسلسلات البوليسية.

ويؤكد عبد الإله أن هذا النجاح مهّد له صديقه الراحل عبر الثقة التي أكسبها للرواية البوليسية بفضل سمعته الطيبة ومساره الطويل بين العمل الأمني والكتابة باللغتين العربية والفرنسية، وأبرز معالمها عناوين مثل “الحياة الخاصة” و”حلم جميل” و”ضحايا الفجر” و”أم طارق”.[6]

خيال واقعي

ما قد يعتبره البعض نقطة ضعف؛ أي الاعتماد على الواقع بدل الخيال، شكّل في حقيقة الأمر مصدر قوة كتابات ميلودي، فالأعمال التي قام بكتابتها تستمد حبكتها وعناصرها الإبداعية من قصص متماسكة في أرض الواقع قبل أن ينقلها إلى مجال الكتابة الأدبية.

لمْسته الخاصة كانت تستمد سحرها من قدرته الخاصة على الجمع بين الوضوح والغموض، وتستدل بعض الكتابات النقدية على ذلك بعناوين رواياته نفسها، من قبيل عنوان “السكين الحرون” الذي يتألف من كلمتين واضحتين، لكن معنى اجتماعهما يتضمن غموضا يولّد الفضول.

فالرواية التي تحمل هذا العنوان والصادرة عام 2014 عن منشورات عكاظ، كانت قد حملت ناقدا مثل حسن إغلان لنشر أولى كتاباته عن الرواية البوليسية، معتبرا أن “رواية ميلودي حمدوشي ما دامت قد ورطتني في الكتابة عنها، فهذا يعني أنها خلقت لدي مادة الكتابة، أي أن الحبكة الرئيسية فيها مخدومة بخبرة مبدع متميز”.[7]

وقد سارع رئيس اتحاد كتاب المغرب عبد الرحيم العلام إلى نعي ميلودي عبر صفحته في فيسبوك واصفا إياه بـ”الرجل الطيب والخيّر والأستاذ الجليل والمبدع الكبير”، وكان قد خصّ رواية “أم طارق” بمقالة تقول إنها تؤسس لكتابة متحررة من الأطر التقليدية في الكتابة.[8]

ما قد يعتبره البعض نقطة ضعف؛ أي الاعتماد على الواقع بدل الخيال
ما قد يعتبره البعض نقطة ضعف؛ أي الاعتماد على الواقع بدل الخيال

رائد في مجاله

ويقرّ العلام بحقّ البعض في ذهابهم للقول إن “الرواية البوليسية” قد عرفت طريقها إلى الأدب الروائي المغربي منذ مدة عبر بعض الكتابات الروائية البوليسية الرائدة لأحمد عبد السلام البقالي، دون أن ننسى هنا مساهمات إدريس الشرايبي في مجال الرواية البوليسية المغربية المكتوبة بالفرنسية.

لكنه يعود ليصرّ على أن واقع الرواية المغربية ما فتئ يؤكد نصا بعد آخر، أن الرواية البوليسية “أضحت نوعا روائيا قائم الذات والتحقق والتجدد، على الأقل على يد روائيين اثنين، هما ميلودي حمدوشي وعبد الإله حمدوشي، دخلا معا مغامرة الكتابة الروائية البوليسية بالعربية”.[9]

ما تميّز به ميلودي أساسا هو جرأته على التوقيع باسمه الحقيقي، في الوقت الذي دأب فيه جل كتاب الرواية البوليسية على توقيع أعمالهم بأسماء مستعارة. ويؤكد رئيس اتحاد كتاب المغرب على أن ميلودي استطاع بصم رواياته البوليسية بأسلوبه الخاص، “فالكتابة الروائية البوليسية عند حمدوشي هي بحث أولا ومعرفة ثانيا، قبل أن تكون حكيا لقصة بوليسية وكفى”.

مزاوجة بين الحكي والمعرفة تتجسّد في انطلاق ميلودي -وهو الذي نال شهادات جامعية توجها بدكتوراه متخصصا في عالم الإجرام- من ربطه بين مكونات التحقيق وخصائص السلطة ومميزات المجتمع. أحد كبار السوسيولوجيين المغاربة وهو محمد الطوزي، يؤكد كيف تعرّف على ميلودي في الثمانينيات وهو يكتب ببراعة مفتقدا المعرفة النظرية بعلم الاجتماع، لكنه ولج الجامعة للحصول على هذه المعرفة العلمية.[10]

فالكتابة المستندة إلى معرفة التي تحدّث عنها عبد الرحيم العلام، تتجسّد في رواية “أم طارق” التي تلجأ بين الفينة والأخرى إلى تكسير خطية الحكاية الأصل المرتبطة بالجريمة، بإدراجها لخطابات يتم عبرها تجاوز تفاصيل الحكاية إلى تحليل الحالات النفسية والشعورية، وتجلية التناقضات والمفارقات المجتمعية.[11]

كان العلام قد أدار لقاء نظمه اتحاد كتاب المغرب لمناقشة أعمال ميلودي حمدوشي خلال شهر رمضان من العام 2003، وأصدر حمدوشي حينها روايته الجديدة “مخالب الموت”. يومها تناول ميلودي الكلمة، وتحدّث كأي مبدع قادم من دروب المعارضة السياسية، قائلا إن الرواية البوليسية تحتاج إلى مناخ سياسي واجتماعي وثقافي مفتوح على أجواء الحرية.[12]

لمْسته الخاصة كانت تستمد سحرها من قدرته الخاصة على الجمع بين الوضوح والغموض
لمْسته الخاصة كانت تستمد سحرها من قدرته الخاصة على الجمع بين الوضوح والغموض

ثمرة الانفتاح السياسي

إذا كانت فترة التسعينيات قد شكّلت فرصة للسياسيين المعارضين والحقوقيين والثائرين السابقين لتنفس هواء الحرية وإطلاق موجة مما يعرف بـ”أدب السجون”، أي المذكرات والروايات التي تغطي معاناة فترة الاعتقال السياسي، فإن الانفتاح السياسي الذي شهده المغرب في تلك الفترة كان فرصة لـ”كولومبو” المغرب أيضا للانطلاق في عالم الرواية البوليسية. فـ”الأدب البوليسي لا يمكنه أن يزدهر في أجواء كليانية، إنه حساس لجميع أشكال العبودية” كما يقول ميلودي حمدوشي نفسه.

ما كان المغاربة خصوصا والعرب عموما يبحثون عن تذوقه بين دفتي كتب “أجاثا كريستي” و”شيرلوك هولمز” من قصص بوليسية مشوقة، أصبح منذ نهاية السبعينيات ممكنا بين صفحات روايات الكاتبين ميلودي وعبد الإله الحمدوشي، وذلك كثمرة لاجتماع عصرين مهمين، هما توسيع هامش الحرية في المغرب، وجرأة “المحقق كولومبو” في الكشف والإبداع.

المصادر:

[1] http://www.aljarida.ma/?p=21548

[2] https://www.hespress.com/art-et-culture/354064.html
[3] https://www.alyaoum24.com/264806.html

[4] http://ar.telquel.ma/%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%B4-%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A8%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B7%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

[5] http://ar.telquel.ma/%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%B4-%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A8%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B7%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84/
[6]http://ar.telquel.ma/%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%B4-%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A8%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B7%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

[7] https://www.alquds.co.uk/%EF%BB%BF%D8%B9%D9%82%D9%84%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1/

[8] https://archive.aawsat.com/details.asp?issueno=8070&article=48917#.XWpPeHs6_IU

[9] https://archive.aawsat.com/details.asp?issueno=8070&article=48917#.XWpPeHs6_IU
[10] https://www.youtube.com/watch?v=JpRP292yjO4

[11] https://archive.aawsat.com/details.asp?issueno=8070&article=48917#.XWpPeHs6_IU

[12] https://archive.aawsat.com/details.asp?issueno=8800&article=206051#.XWpfuXs6_IU


إعلان