المعتمد بن عباد.. مأساة آخر ملوك الطوائف في الأندلس
قسمت الدنيا حياة المعتمد بن عباد على غير ما تمنى، فنقلته من دار عز وملك إلى سجن وهوان، ومن قصر مترف باذخ إلى قلعة حجرية مؤلمة، ومن رفاهية ونعيم لا يزال مضرب المثل إلى شظف من العيش وسوء من الأحوال لا يزال يستدر دمع الأيام كلما عرضت ذكراه.
وبين شطري الدنيا الذين عاشهما المعتمد بن عباد بين الأندلس والمغرب انتقل العيد من عنوان فرح وبذخ إلى ذاكرة مأساة لا تندمل، خصوصا عندما رأى بناته ذات عنفوان حزن وهنّ “يغزلن للناس ما يملكن قطميرا”، فبعد جرهن ذيول العز متبخترات في أجواء الرفاهية، لمحهن الوالد الأسير والقيد يأكل معصميه النضرين، وهن في أطمار بالية يخدمن العامة سعيا للحصول على كسرة خبز.
أي قسوة تلك التي عامل بها أمير المسلمين يوسف بن تاشفين الأمير المعتمد بن عباد بعد أن لجأ إليه واستنقذ حكمه، وبعد أن رد على من لامه في اللجوء إلى ابن تاشفين قائلا “لأن أكون راعي إبل لدى ابن تاشفين أحب إلي من أكون راعي خنازير لدى ألفونسو”.
وإذا كان ابن عباد قد ضيق دائرة الخيارات وحصرها في مهنة راع، فإن ابن تاشفين ضيق القيد أكثر، حتى ناشده ابن عباد في واحدة من أقسى حالات الألم في قصيدته “قيدي أما تعلمني مسلما”.
إشبيلية جنة الغناء.. مملكة الشاب المغرور
في مدينة باجة التي تقع الآن في دولة البرتغال في الجزء الغربي من الأندلس، ولد محمد بن عباد (الذي لُقب لاحقا بالمعتمد)، وتولى الإمارة والزعامة السياسية وهو طفل مراهق رخو البنان لم يتجاوز 12 عاما، حيث عيّنه والده عباد واليا على مدينة “أونبة”، وعينه قائدا لجيوشه، وكلفه بالمهام الصعبة من قتال وفتح وإغارة.
وقد ارتبط الرجل بالأدب والفن والشعراء، فأقام حوله جيشا منهم يسبحون بحمده، ويحيون له ليالي السمر، مع رعيل من الجواري اللواتي أخذن جزءا أساسيا من دائرة تفكير الرجل وطموحاته ومساره العاطفي، حتى بلغ حدته مع بروز جاريته اعتماد الرميكية أسطورة الدلال الأكثر غرابة في تاريخ النسوية العربية وكواليس القصور.
ولد المعتمد ابن عباد عام 432 للهجرة (1041م) في غرب الأندلس، وكان والده عباد الملقب المعتضد بالله ملكا مهيبا مرهوب الجانب مدحه شعراء الأندلس، وهو إلى هيبته وملكه كان ماكرا، وقد وضع نصب عينيه توسيع مملكته، ولو على حساب سقوط مناطق متعددة من خارطة بلاد الإسلام في الأندلس.
تمكن المعتضد بالله قبيل وفاته من السيطرة على الكثير من أراضي ملوك الطوائف وضمها إلى دائرة ملكه المتوسع المتمدد، قبل أن يسلمه إلى ابنه المعتمد الذي تولى الحكم بعد موت والده، وكان يومها في العقد الثالث من عمره، فحوّل إِشبيلية ذات القصور الزاهية إلى جنة غناء، تحيط بقصره الفخم قصور وزرائه وجنوده وكبار مملكته ورجال حاشيته.
المعتمد بن عباد.. ملك الحرب والحب
وزّع ابن عباد حياته الملكية بين الحرب والحب، وبين الجمال والقتال، وفي كلا الجزأين أرسل ابن عباد طرفه رائدا، فأتاه بأسرى وكنوز ومدن جديدة، وجاء بأسيرات ومحظيات وعشيقات ثم كانت الهزيمة حظه من الاثنين، والنهاية المأساوية خاتمة الحب والحرب.
كان ابن عباد شاعرا وملكا سخي الكف، ولذلك احتشد حوله شعراء الأندلس مثل أبي بكر بن عمار وابن زيدون وابن حمديس وابن اللباتة الذي رافقه بوفاء منقطع النظير، وقد استأثر ابن عمار من بين حاشية وندامى ابن عباد من قلبه بالمكان السامي، فمنذ أن اكتشف المعتمد شخصية ابن عمار أثناء فتحه لمدينة شلب، توطدت العلاقة بينهما حتى صارت أٌقرب مما بين الأب وابنه، كما وصفها أحد مؤرخي الأندلس.
ولما تملك ابن عباد، ولّى ابن عمار إمارة شلب بناء على طلبه، وعاد إليها الشاعر المغرور، ليستدعي تاجرا منحه ذات مرة زكيبة من شعير بعد أن مدحه بقصيدة، وكافأه بزكيبة أخرى ولكن من دراهم ودنانير.
فأس في رأس ابن عامر.. قسوة الانتقام
أخذ الشاعر المغرور أبو بكر بن عامر يدك المدن واحدة تلو أخرى، ويعلي من شأن نفسه، ويوسع مملكة ابن عباد، ويبرم باسمه الاتفاقيات حتى دون استشارته، ومن ذلك عهد بمنح 10 آلاف قطعة ذهبية لملك برشلونة الكونت “ريموند برانجيه” مقابل العون على فتح مرسية والاستيلاء عليها وإدالة ملكها أبي عبد الرحمن بن طاهر، غير أن الاتفاق ارتفع بعد ذلك إلى 30 ألف قطعة بعد أن تأخر الفتح، وكان ابن عباد مرغما على أن يدفع المبلغ المذكور، وأن يكمله من عملة مغشوشة.
ثم بدأت نار الشكوك تأكل قلبي الصديقين، وبدأ كل واحد منهما يحذر من الآخر غاية الحذر، وانتهت بفرار ابن عمار إلى مملكة ابن هود حاكم سرقسطة الأندلسية، بحثا عن مأوى وحضن بعد أن غضب عليه ابن عباد، ولم تزل العقبات والإخفاقات تتقاذف ابن عمار حتى وقع في الأسر في حصن شقورة شمالي مرسية، وهنالك عرض للبيع فقد كان مطلوبا لأكثر من طرف أندلسي بحكم شبكة العداوة التي أقامها في سنوات الحرب.
عاد المعتمد بن عباد ليوقع ابن عمار في شباك أخرى غير الإحسان والصداقة، وألقى به في غيابات السجن، ولم تستطع قصائده الباكية ومناشداته أن تمنع ابن عباد من إنهاء حياته بضربات مؤلمة بالفأس حينما خر إليه ليقبل قدميه رجاء النجاة، لكن ابن عباد قضى عليه بقسوة شديدة، ثم أمر بتجهيزه ودفنه قبل أن يجلس للبكاء على صديقه الذي صنعه بيديه وقتله بيديه.
اعتماد الرميكية.. أسطورة الدلال التي غيرت اسم الأمير المعتمد بن عباد
حمل ابن عباد لقب المؤيد بأمر الله، لكن تخلى عنه يوم عرف الجارية اعتماد الرميكية، فاحتلت مكانا من قلبه سميا، وخلق لها من اسمه شريكا، وقد استغلت الرميكية شغف ابن عباد بها إلى أقصى درجة، فكانت سيدة الدلال في المملكة.
وتروي قصص التاريخ وكتب الأندلس مبالغات كثيرة عن إسراف الرميكية في البذخ، حيث طلت جدران القصور بالمسك والعنبر، وأقام لها ذات مرة مستنقعا من حناء وعنبر، لتمر فيه، وهي تحمل جرار الذهب، بعد أن تذكرت أيامها وهي تعبر لجة الطين لتنقل الماء إلى بيتها الذي لم يكن مرموقا قبل أن تدخل قلب ابن عباد.
قتل سفراء “ألفونسو”.. إعلان الحرب
مع مقتل ابن عمار بدأ المعتمد ابن عباد يستعيد شيئا من قوته وضميره الذي غاب لسنوات تحت وهج الحرب والحب، وبدأ يطالب ملوك الإسبان بالتوقف عن التوسع في بلاد المسلمين، رغم أنهم كانوا حلفاءه في إسقاط إمارة طُليطلة، وأمام هذه المطالبة، أصبح ابن عباد هدفا للإمبراطور الإسباني “ألفونسو السادس” ملك قشتالة الذي كان قد فرض على ابن عباد دفع الجزية، واستمر الملك في دفعها لسنوات من ذهب بعضه مغشوش.
واصل “ألفونسو” استفزاز ابن عباد مطالبا تارة باقتطاع المدن الحدودية، وأخرى بأن تلد زوجته في مسجد قرطبة وفقا لبضع الروايات التاريخية، وتارات أخرى بدفع الإتاوات، وعندها ثار ابن عباد وأرسل جنده ليقتلوا رسل ألفونسو ويطردوا مبعوثيه، وكان الأمر قرارا نهائيا بدخول الحرب مع “ألفونسو”.
وكرد على المقتلة التي ارتكبها ابن عباد ضد رسل “ألفونسو” البالغ عددهم 500 شخص، أرسل له رسالة ساخرة يطلب منه أن يرسل له مروحة لرد الذباب، ورد عليه بأنها ستأتيه بأيدي فرسان المرابطين، وقد أخذت الرسالة موقعا من “ألفونسو” الذي فك الحصار عن إشبيلية، وبدأ في ضم الممالك الأخرى واحدة بعد أخرى.
المعتمد بن عباد.. نجدة فرسان الصحراء
كان اللجوء إلى المرابطين خيارا عاما لملوك الطوائف، وليس للمعتمد بن عباد لوحده، وقد استقر أمر ملوك وعلماء الأندلس على الاستنجاد بابن تاشفين، وكان ابن عباد أكثر المتحمسين لهذا الرأي، وكان يصف ابن تاشفين بأمير المسلمين وناصر الدين.
ولم تكن حاشية ابن عباد ومقربوه مطمئنين لهذا الاستنجاد، ولا حلف المعتمد مع ابن تاشفين، فكان يرون سيف صاحبهم أضعف السيفين، ويده السفلى وكفته الأخف في ميزان العلاقة بين الأندلس المهيض والمغرب الناهض. لكن ابن عباد كان يرد على ذلك بتصميم “تالله إني لأؤثر رعي الجمال لسلطان مراكش على أن أغدو تابعا لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية، إنَّ رعي الجمال خيرٌ من رعي الخنازير”.
وفي مرة أخرى ينهض الضمير الديني لدى ابن عباد فيرد على ابنه رشيد “والله لا يُسمَع عني أبدا أني أعدت الأندلس دار كفر ولا تركتها للنصارى، فتقوم عليَّ اللعنة في منابر الإسلام مثل ما قامت على غيري”.
معركة الزلاقة.. ميلاد جديد في الأندلس
تأخر ابن تاشفين عن الوصول إلى الأندلس، حتى ظهرت حاجة ملوكها وضعفهم، ودفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون للملك “ألفونسو”.
في منتصف العام 479 هـ، وصل الجيش الصحراوي بقيادة يوسف ابن تاشفين، والتأمت جيوش ملوك الطوائف مع عسكر ابن تاشفين في جيش عظيم، وكان ابن تاشفين في مؤخرة الجيش يقدمه ثلاث وحدات ضمت عشرات الآلاف، بقيادة ابن عباد وبقية ملوك الأندلس.
بدأت المعركة في 12 رجب عام 479 هـ، الموافق 23 أكتوبر/تشرين الأول 1086م، وكادت الدائرة أن تدور على المسلمين في اليوم الأول، قبل أن يلتف ابن تاشفين على جيش “ألفونسو” الذي وقع بين فكي الجيشين الإسلاميين، لتنتهي المعركة بنصر مبين للمسلمين وهزيمة مريرة لقوات “ألفونسو”.
ونتيجة لهذه المعركة الفارقة في التاريخ الإسلامي، استرد المسلمون مدينة بلنسية وعادت إليهم السيادة على كثير من أطراف الجزيرة الخضراء.
ابن تاشفين.. معركة القضاء على ملوك الطوائف
أقام ابن تاشفين في إشبيلية عدة أيام كان فيها موضع احتفاء هائل من ابن عباد، ورأى الرجل الصحراوي القادم من مراكش مظاهر اللهو والترف والنعيم الذي لم يتعوّده، مما أوغر صدره واتهم ابن عباد بالظلم والجور ونهب أموال رعيته ليصنع منها ترفه وملكه.
وبعد أن كسرت شوكة الإفرنجة بعد الزلاقة، عادوا من جديد ليبدأوا حروبا انتقامية، وكان ابن تاشفين متحمسا لمواجهتهم، عكس بقية ملوك الطوائف في الأندلس، وبدأت نار الخلاف تدب بين الأطراف المتعددة في الحلف الأندلسي المغاربي.
ويذهب عدد من المؤرخين إلى أن انبهار ابن تاشفين بما رأى من عظمة الملك، واتساع العمران في إشبيلية وغيرها من المدائن الأندلسية فتح شهية الملك في نفسه، فقرر أن يتحول من منقذ إلى مالك ومسيطر، حسبما يقول البعض.
بيد أن العديد من المصادر والروايات التاريخية تؤكد أن ابن تاشفين قرر العودة إلى الأندلس في عام 483هـ حين رأى تفاقم المشكلات ذات الطبيعة الاجتماعية والدينية في الجزيرة، وتزايد حالات التنافر والتخاصم بين أمراء الطوائف، بل وعودة بعضهم لعادتهم السابقة في التحالف مع ملوك الإفرنجة. وقيل إن ابن تاشفين وصله أن بعضهم عقد اتفاقات سرية مع ملك قشتالة يتعهدون فيها بالامتناع عن نصرة المرابطين والتحالف معهم، ولأجل ذلك قرر القضاء عليهم.
بدأ ابن تاشفين من مالقة، ثم تهاوت دول الطوائف أمام جيشه الذي توزع إلى أربع جبهات قضت على ملوك الطوائف واحدا إثر الآخر، وكان من آخرها مملكة ابن عباد الذي حاول الاستنجاد بـ”ألفونسو” مرة أخرى، ولكن الفأس يومها قد وقعت في الرأس.
المعتمد بن عباد.. سجين أغمات وقصة المنفى الأليم
نفى أمير المسلمين يوسف ابن تاشفين الأمير المعتمد بن عباد وما بقي من أولاده وزوجته اعتماد الرميكية، فأقاموا فترة في طنجة قبل أن ينقلهم إلى سجن قلعة أغمات القاسية، وهنالك عانى شظف الحياة بعد سنوات النعيم.
وقد شيع الشاعر الوفي ابن اللبانة أميره ابن عباد في قصائد ومدائح ذائعة منها قوله:
حَانَ الوَدَاعُ فَضَجَّتْ كُلُّ صَارِخَةٍ
وَصَارِخٍ مِنْ مُفَدَّاةٍ وَمِنْ فَادِي
سَارَتْ سَفَائِنُهُمْ وَالنَّوْحُ يَتْبَعُهَا
كَأَنَّهَا إِبِلٌ يَحْدُو بِهَا الحَادِي
كَمْ سَالَ فِي المَاءِ مِنْ دَمْعٍ وَكَمْ حَمَلَتْ
تِلْكَ القَطَائِعُ مِنْ قِطْعَاتِ أَكْبَادِ
لم ينس ابن عباد وهو أسير منفي طباعه في الكرم، فتهافت إليه شعراء المغرب بحثا عن المال، وكان رصيده من ذلك قليلا، لكن الزمن الذي سلبه كل شيء لم يسبله نزوع نفس تواقة إلى الكرم، فأجاب الشعراء معتذرا بقلة حيلته:
شُعَراءُ طَنجَةَ كلُّهُم والمَغْرِبِ
ذَهبوا من الإِغرَابِ أبعَدَ مَذهَبِ
سَألُوا العَسيرَ مِنَ الأسِيرِ وإنَّهُ
بسُؤالِهم لأَحَقُّ مِنهُمْ فَاعجَبِ
لَولاَ الحَياءُ وعِزَّة لَخمِيَّةٌ
طَيَّ الحَشا لَحَكاهمُ في المَطْلَبِ
ولم يزل ينفد شيئا فشيئا حتى كانت النهاية في قمة الفقر، فكان يقدح زند المأساة في قصائده الذائعة التي يصف فيها حاله وحال أسرته مثل قوله يوم عيد:
فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا
فساءك العيدُ في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمارِ جائعة
يغزلْن للناس ما يملكْنَ قِطميرا
برزْن نحوَك للتسليمِ خاشعةً
أبصارُهنَّ حسيراتٍ مكاسيرا
يطأْنَ في الطين والأقدام حافية
كأنها لم تطأْ مسكا وكافورا
كان ابن عباد الجواد الأسير يناجي قيوده باكيا، متذكرا أيامه يهز الرمح فاتكا أو فاتحا، حتى أنه ناجى قيده مرة بقوله:
غنتك أغماتية الألحان
ثقلت على الأرواح والأبدان
قد كان كالثعبان رمحك في الوغى
فغدا عليك القيد كالثعبان
متمددا بحذاك كل تمدد
متعطفا لا رحمة للعاني
قلبي إلى الرحمن يشكو بثه
ما خاب من يشكو إلى الرحمن
وتارة تضعف النفس المكلومة والقلب الملكي الشجي، فيعيد مناجاة القيد بشيء من التذلل.
قيدي أما تعلمني مسلما
أبيت أن تشفق أو ترحما
دمى شراب لك واللحم قد
أكلته لا تهشم الأعظما
يبصرني فيك أبو هاشم
فينثني القلب وقد هشما
كتب عن ابن عباد الكثير من القصص والروايات المؤلمة، حتى قيل إن ابنته بثينة التي فقدت يوم قضى ابن تاشفين على ملك أبيها، راسلته بعد أن بيعت في أسواق النخاسة، وبعد أن تمنعت على سيدها الجديد، إلا بعقد يوافق عليه أبوها، فوافق مكرها وليس له غير ذلك، مع وداع لا لقاء بعده، إذ لم يعد في إمكان المعتمد واعتماد الرميكية أن يقيما عرسا أندلسيا يليق بابنتهما، فقد مضى ذلك الزمن وحل آخر صعب المراس أخذ يذوي أغصان اعتماد ويذيب زهرة نضارتها، فلم تتحمل قسوة المغرب الأقصى وودعت الدنيا قبل ابن عباد الذي لحق بها بعد ذلك سنة 488هـ/1095م، منهيا خمس سنوات من الألم الخالد في صفحات التاريخ.