“ستانلي كوبريك”.. ثورة الفلسفة والجنون لدى أعظم مخرجي هوليود

حين حطّت الحرب العالمية الثانية أوزارها، كان “جاك كوبريك” الطبيب ذو الأصول البولندية يعيش في مانهاتن، وكان يحاول بيأس أن يجد طريقا يمكّن ابنه من الالتحاق بالجامعة، لكنه فشل في ذلك بعد عودة جحافل من المجنّدين من ساحات القتال، وبسبب درجات ابنه الضعيفة في المدرسة.

كان “جاك كوبريك” غاضبا بسبب فشل ابنه في الحصول على علامات مميزة في المدرسة، في حين كان ابنه مهووسا بلعب الشطرنج والتصوير الفوتوغرافي، وهو ما زاد من حيرة الأب، إذ كيف لفتى مثله بارع في أقوى الألعاب التي تتطلب ذكاء حادا، ويعلق على رقبته كاميرا طوال الوقت؛ أن يحصل على تلك العلامات الهزيلة في المدرسة؟

الأمر في غاية السهولة، إذ يبطل العجب والحيرة حين نعرف أن ذلك الفتى الفاشل في المدرسة البارع في دراسة الأدب خارج أسوار القسم، لم يكن سوى “ستانلي كوبريك” المخرج الأكثر جنونا الذي عرفته السينما في تاريخها. كيف استطاع فتى فاشل في الحصول على مقعد للدراسة في الجامعة وسط حشود المجندين العائدين من ساحات المعارك أن يشتري قصرا ريفيا شاسعا في منطقة “هرتفوردشاير” في أحواز لندن، ليتخذ منه ورشة أو أستوديو يصنع فيه أعظم الأفلام في تاريخ السينما العالمية، فيصبح المخرج الأكثر براعة وجنونا؟

تلك أسئلة غير منطقية البتة، لكنها منطقية مع “ستانلي كوبريك” المخرج المجنون الغائر في خبايا النفس.

ثنائية الشطرنج والكاميرا.. مفاتيح النجاح التي أهداها الأب لابنه

لم يخطر ببال “جاك كوبريك” بأنه قدّم لابنه “ستانلي” حين كان يافعا مفاتيح النجاح، بل الخلود، وهما الشطرنج الذي تعلمه المخرج حين كان طفلا عن أبيه، وآلة التصوير التي كانت هدية منه لابنه حين كان طالبا.

لم يتنبأ الأب بما يمكن أن تنجزه توليفة عشق ابنه للكاميرا والشطرنج، فقد أصبحت عينا ثالثة له وميدان حرب يخوضها بتأن وثبات في رقعة الشطرنج، يتلاعب بجنودها وملوكها ببراعة، وهي التي أصبحت فيما بعد شخصيات أفلامه. وقد مكّنه ذلك من أن يصبح المخرج الأكثر قدرة على النفاذ في أغوار شخصياته في الأفلام التي أخرجها، إذ غاص في عمق خباياها الدفينة وحالات الشر المختفية في ثناياها.

ستانلي كوبريك يحمل آلة التصوير التي أهداه إياها والده الطبيب جاك كوبريك كمفتاح للنجاح

في بداية سنوات شبابه، لم تكن طريق “ستانلي كوبريك” تنبئ بأي بوادر للنجاح أو المجد، فقد كان صغير السن لا يكاد يوفر مصاريف حياته اليومية، كما أن بوصلته لم تكن موجهة إلى هوليود؛ المركبة التي يتمنى أن يمتطيها أغلب المخرجين ليحلقوا عاليا.

لم يدرس ستانلي كوبريك السينما، لكنه كان يزور دائما متحف الفن الحديث في نيويورك، كما عمل مصورا في مجلة “لوك”.

“يوم النزال”.. معلّم “كوبريك” الثالث

حين كان “ستانلي كوبريك” تلميذا في ثانوية ويليام هوارد تافت، استطاع رغم ضعف علاماته في المدرسة أن يبهر أحد أساتذته بشغفه بالأدب، فقال عنه إنه كان مولعا بالأدب خارج البرنامج الدراسي، وإنه كان “رجل أدب” رغم صغر سنه، وقد يُفسّر هذا الشغف العبقرية التي حوّل بها “كوبريك” الروايات إلى أفلام بإبداع كبير، والأصعب الذي لا يجيده سوى مخرج ركب الجنون هو إخراجه أفلاما ذات أبعاد نفسية معقدة تعتمد على شخصيات مركّبة يبرع “كوبريك” في خلقها، فلا مجال لديه للشخصيات السطحية أو البسيطة، وهي جرأة كلفته انتقادات كثيرة في بعض أفلامه.

لم يخطر ببال “كوبريك” أن ينجز أفلاما في ذلك الوقت، لكن أحد أصدقائه كان قد التقط إشارات عظمة “كوبريك”، فشجّعه بقوة على إنجاز أفلام وثائقية، ولم يكن حينها “ستانلي” يملك أي شهادة جامعية في السينما، لكنه استجاب للفكرة واتجه لمخابر الأفلام، ليتعرف على معدات صناعة السينما، وصرف جميع مدخراته لإخرج أول فيلم وثائقي قصير له بعنوان “يوم النزال” (1951).

كان ذلك الفيلم معلّم “ستانلي كوبرنيك” بعد الشطرنج وآلة التصوير التي أهداها له والده، فلم يستعن بأي تقني في المونتاج أو التصوير أو الصوت، ومكّنه ذلك من فهم عميق لمراحل صناعة الفيلم.

“دروب المجد”.. كسر قداسة السلطة في معمعان الحرب

في العام 1957 أخرج “ستانلي كوبريك” فيلم “دروب المجد” (Paths of Glory)، وكان قطعة فنية بحق، حيث يروي الفيلم قصة هجوم مجموعة من الجنود الفرنسيين على كتيبة جنود ألمان، ويعرّض هذا الهجوم حياة الجنود إلى خطر دون طائل من ذلك، لذلك يتمردون على أوامر قادتهم، وكأن في ذلك محاولة من “كوبريك” لإعادة رسم السلطة وقداستها في الجوانب الخفية من النفس البشرية، حيث يقول إن الأمر والنهي وإن كان مُسقطا من فوق، فإن الفرد يمكن أن يكسر قداسته.

يملأ هذا الفيلم زخم من المشاعر الإنسانية خلال الحرب، فهو عكس أفلام الحروب الكلاسيكية، لا يروي قصة انتصار قوى الخير على الشر، ولا يستعرض قوى أبطال خيرين مثل روايات الإغريق، بل يطرح جدوى الحروب التي تُخاض من أجل أن ينال القادة العسكريين النياشين، بينما ينال جنود الصف الأول قبورا لا تحمل شواهد.

يبدو هذا الطرح ملازما لـ”كوبريك”، بل يذهب إلى أبعد من ذلك،  فقوى الشر لا تسكن دولة دون أخرى، ولا تأتي بها حكومات دون سواها، بل إنها تسكن  كوكب الأرض تحت اسم “البشرية”، أو الإنسان صانع الشر. وهو ما يظهر جليا في فيلمه الرائع “أوديسة الفضاء” (A Space Odyssey) الذي أخرجه في العام 1968، وهو ملحمة تختلف عن أفلام الخيال العلمي والإثارة التي يعتمدها مخرجون آخرون.

“الخوف والرغبة”.. فيلم “كوبريك” الأول السخيف الملهم

في العام 1953 أنجز “ستانلي كوبريك” فيلم “الخوف والرغبة” (Fear and Desire)، وهو  أول أفلامه الروائية الطويلة، وقد مولت عائلته هذا الفيلم الذي نال استحسان النقاد، إلا أن “كوبريك” سخر من الفيلم ووصفه بأنه فيلم سخيف، وكان رأيه في فيلمه “قبلة القاتل” (Killer’s Kiss) الذي أخرجه في العام 1955 مشابها لرأيه بفيلمه “الخوف والرغبة”، رغم أنه استعمل فيه تقنيات تصوير غير تقليدية، ورغم أنه فيلم ألهم المخرج الكبير “مارتن سكورسيزي” في فيلمه “الثور الهائج” (Raging Bull)، وهذا ما يدل على أن “كوبريك” كان مخرجا مهوسا بالكمال، وذلك ما جعله يعيد تصوير بعض لقطات أفلامه أكثر من مئة مرة.

بدأ المجد يلوح في سماء “كوبريك” حين أخرج فيلمه “القتل” (The Killing) في العام 1956، وهو مُصنف ضمن ما يعرف بالسينما المظلمة، أو ما يصطلح عليه بأفلام الجريمة.

يروي الفيلم قصة مجرم يخطط لعملية سطو أخيرة قبل أن يقرر ترك عالم الجريمة ليتزوج من صديقته، ثم يبدأ في التخطيط لسرقة مبلغ مليوني دولار من غرفة تخزين الأموال في حلبة سباق الخيول. بعد ظهور الفيلم أبدت شركة الإنتاج الضخمة “ميترو غولدوين ماير” اهتماما بالغا بـ”كوبريك”، وعرضت عليه العمل على روايات تحتكرها الشركة، ومن هناك، بدأ نجم المخرج الغريب المجنون الموهوب بالسطوع في سماء هوليود.

“أوديسة الفضاء”.. من مقتل القرد الأول إلى عصر الحروب النووية

في فيلم “أوديسة الفضاء” يناقش “كوبريك” فكرة وجود الشر الذي صنعه البشر، وذلك من خلال قصة قردة يمثلون بداية وجود الإنسان، وكانوا ينعمون بالسلام إلى أن اكتشف أحدهم طريقة لقتل قرد آخر، وهنا دخلت حياتهم ضمن معادلة جديدة، وهي معادلة القوي والضعيف، وكأننا بصدد الحديث عن جريمة الخلق الأول بين قابيل وهابيل، حيث انتقل الإنسان من كونه سليل الملائكة، إلى كونه سليل الشر والشيطان.

استطاع “كوبريك” أن يفصّل ببراعة مسار سير البشرية نحو تشكيل أنظمة العلاقات التي بدأت بجريمة قتل بدائية، إلى غاية الحروب التي اعتمد فيها الإنسان الأسلحة المتطورة الأكثر فتكا.

يصل تصوير “ستانلي كوبريك” للشرور التي يمكن أن تجنيها البشرية بسبب جنون التسلح والحرب حد السخرية السوداء، وقد جسّدها في فيلمه “الدكتور سترانغلوف” (Dr. Strangelove) الذي أخرجه في العام 1964، ويحمل عنوانا آخر غريبا “كيف تعلمت أن أتوقف عن الخوف وأن أحب القنبلة” (How i learned to stop worrying and love the bomb)، وهو يروي قصة قد تبدو كلاسيكية بخصوص تهديد دولتين عدوتين بحرب نووية، وهو الموقف الذي تكون فيه الولايات المتحدة الأمريكية دائما الطرف العاقل في السينما، لكن “كوبريك” يقدم الطرفين المتنازعين فيما يسمى بالحرب الباردة، باعتبارهما على المسافة نفسها من حافة الجنون والغرور.

في العام 1962 أخرج “ستانلي كوبريك” فيلم “لوليتا” (Lolita)، وهو عن رواية الكاتب الروسي “فلاديمير نابوكوف” وتحمل الاسم نفسه، وأثار هذا الفيلم جدلا كبيرا أساسه أخلاقي، رغم أنه حصل على جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثلة، ورُشّح لجائزة الأوسكار وجوائز أخرى، فهو يروي قصة أستاذ يشهد له بالاستقامة، ويتشارك شقة مع امرأة وابنتها التي لم تتجاوز 14 عاما، فيقع في حُب الطفلة ويصارع ذلك الشعور، فيقرر الزواج من أمها حتى يبقى قريبا منها.

“برتقالة آلية”.. غوص في ما وراء الخير والشر يغضب الكنيسة

يُعرف عن “ستانلي كوبريك” أنه مخرج يصور بقدرات عجيبة ما يسمى بالشر الكامن في النفس البشرية، ليس ذلك فحسب، فقد كان الأقدر على الإطلاق على قطع خيوط شبكة ما يُسمى بالمعايير الأخلاقية، فيصوّر الشر من ناحية، لكنه لا يقدمه على أساس أنه شر مطلق، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، وكأننا بصدد فلسفة الهدم في كتاب “ما وراء الخير والشر” للفيلسوف الكبير “نيتشه”، فهو حسب “كوبريك” توليفة أزلية في داخل الإنسان.

وهذا ما صوره في فيلم “لوليتا” مثلا، فالحب هو ذلك  الخير الذي يمكن أن يكون شرا حين تلتقفه تلك الشبكة أو المصفاة التي تسمى بالأخلاق، لكنه في الوقت نفسه قد لا يكون شرا مطلقا. نعم هي معادلة معقدة، وربما لا يفهمها إلا المجانين ممن هم على شاكلة “كوبريك”.

لا يسعى “ستانلي كوبريك” إلى تسطير نهايات أو حكم أو رسائل، أكثر مما يحاول كتابة فصول أعماق النفس مرة أخرى وعقدها الدفينة، وتبلغ العقد التي صورها مخرجنا ذروتها في فيلمه العبقري “برتقالة آلية” (Orange Clockwork) الذي أخرجه في العام 1971، فهو يصور الشر في أقصى درجاته بنوع من مشاهد العنف المزعجة والصادمة، حيث تهاجم “عصابة أليكس” رجلا عجوزا في الشارع دون سبب، ثم تعتدي على كاتب ويغتصب رجالها زوجته التي تموت أمام عينيه.

الفيلم مليء بمشاهد القتل والجنس العنيف، لكن تاريخ الرجل وجنونه يغفر له خطايا هذا الفيلم، فالعمل أعمق من أن تصنفه الكنيسة الكاثوليكية فيلما إباحيا. فهو يروي خضوع “أليكس” إلى برنامج حكومي تجريبي للعلاج النفسي في السجن يسمى “لودفيغ”، نسبة للاسم الأول للموسيقار “بيتهوفن”، حيث يبرمج عقله على الغثيان عند مشاهدة العنف، فيشعر بالغثيان بدلا من رد الفعل، لكن هذه الحالة رُبطت بطريقة بافلوفية عن طريق الخطأ بالسيمفونية التاسعة لـ”بيتهوفن”، لينقلب عليه بعض أفراد عصابته الذين أصبحوا رجال شرطة، وينتقم منه الكاتب الذي اغتصب زوجته.

يعالج فيلم “برتقالة آلية” دائرة الشر التي ينكرها الإنسان مرة ويشرعها مرة أخرى، فرغم أن “أليكس” قد مارس كل أنواع الشرور، فإنه حين نبذها أصبح ضحية شرّين شرعيين لا يحرّك لهما أحد ساكنا، وهما شر الانتقام  الشرعي، وشر تحتكره الدولة وأعوانها وتمارسه دون محاسبة.

“البريق”.. أزمة إعادة خلق الشخوص الروائية

كان “ستانلي كوبريك” وفيا للروايات التي لا يُحيي شخوصها ويخلقها بتلك العبقرية سواه، ففيلمه “البريق” (The Shining) الذي أخرجه عام 1980 لم يكن مجرد فيلم رعب أو إثارة، بل أعاد خلق شخصيات الرواية الأصلية للكاتب الأمريكي “ستيفن كينغ” التي استلهم منها “كوبريك” فيلمه.

وهذا ما خلق خلافا كبيرا بين المخرج وصاحب الرواية الأصلية، حتى وصل الأمر إلى إعلان “كينغ” أنه لم يتوقف عن كره “كوبريك” بسبب ما سماه خيانة أحداث أساسية في الرواية الأصلية.

لم يكن ذلك بالأمر الغريب، لأن “ستانلي كوبريك” لا يحدّه قيد الإخلاص لنص أو لأوامر منتج، مثلما حصل في فيلم “سبارتاكوس” (Spartacus) الذي أدى إلى قطيعة مع صديقه “كيرك دوغلاس” بعد خلاف بينهما خلال تصوير الفيلم.

هاجس اكتشاف الكائنات الفضائية.. قصص من جنون “كوبريك”

يثير “ستانلي كوبريك” في كل مسيرته جدلا بسبب جنونه، لكن ذلك الجنون كان جزءا من عظمته، إذ تدور قصص كثيرة حول جنونه، وغالبا ما يكون ذلك بسبب نهايات الموت أو العذاب التي يحكم بها على شخصيات أفلامه، لكن جنونه الذي يسميه البعض ممن يعشقونه عظمة إنما كان بسبب خوفه من الفشل، وتحوّل هذا الخوف إلى هوس بالتفاصيل.

في فيلمه “أوديسة الفضاء” كان “كوبريك” خائفا إلى حد الجنون من تصوير خاطئ لشكل الفضائيين، وكان الكابوس الذي يُقلقه مضحكا بالفعل، فماذا لو اكتشفت وكالة ناسا كائنات فضائية حقيقية، ولم تكن متطابقة مع ما سيقدمه في فيلمه؟ إنه هوس بالتفاصيل التي قد تجعل فيلمه مثيرا للسخرية إذا اكتشفت كائنات فضائية في صورة مختلفة بعد إخراج فيلمه.

ستانلي كوبريك خلال كواليس تصوير فيلم “القتل”

ذهب “كوبريك” إلى أبعد من ذلك، وهو تقدمه لشركة تأمين بريطانية شهيرة للتأمين في حال اكتشفت وكالة الفضاء الأمريكية كائنات فضائية في العام 2001، وهو عين الجنون حقا. وفي فيلمه “القتل” طلبت شركة “يونايتد أرتيستس” أن يرتب أحداث الفيلم وفق تسلسل زمني واضح، لكن كان ذلك مستحيلا، لذلك طلبت منه الشركة إضافة تعليق صوتي لتوضيح الأحداث، لكن “كوبريك” اعتمد نصا زاد الفيلم غموضا.

هوس “كوبريك”.. سؤال المثالية الذي لا يموت بموت صاحبه

في الواقع لم يكن “كوبريك” مجنونا بقدر ما كان مهوسا بالمثالية والإتقان، فقد كان كثير الانشغال إلى حد الهوس بفكرة الدقة، ففي فيلمه “الدكتور سترانجرلوف” خشي من أن لا تتطابق القاذفات التي ظهرت في فيلمه مع القاذفات الحقيقية، كما حرص حرصا كبيرا على أن يكون لون غرفة العمليات الحربية متماهيا مع غرفة عمليات حقيقية، رغم أن الفيلم كان بالأبيض والأسود.

طيلة عشرين عاما كان “ستانلي كوبريك” مسكونا بفكرة إنجاز فيلم عن الهولوكوست، ثم وجد ضالته في كتاب بعنوان “أكاذيب زمن الحرب”، وبدأ بالتحضير لمشروع فيلم بعنوان “ورقات أريان”، لكنه ارتأى إلى أنه يحتاج إلى بحث أكبر، فقضى مساعده عامين كاملين في البحث، لكن مشروع الفيلم أجهض بعد خروج فيلم “قائمة شندلر” (Schindler’s List) للمخرج “ستيفن سبيلبرغ”.

لقطة من فيلم “الدكتور سترانجرلوف”  الذي أنتجه كوبريك عام 1964

وخلال تحضيره لمشروع فيلم عن “نابليون بونابرت” كان “كوبريك” ينوي استخدام 50 ألف جندي من الجانب الروماني، وكان يريد أن تكون المعارك حقيقية، وقرأ أكثر من 270 كتابا، وملأ غرفة بملاحظات عن تفاصيل حياة نابليون شخصية فيلمه الرئيسة، وأرسل بعثة إلى سويسرا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا لمدة عامين كاملين من أجل البحث واستكشاف أماكن التصوير المحتملة.

كل هذا كان “ستانلي كوبريك”، وحتى بعد وفاته سنة1999  بقي عالم السينما يطرح على نفسه نفس السؤال الأول: “كوبريك”، هل أنت فنان أم مريض نفسي أم مثير للمتاعب؟


إعلان