لورنس العرب.. بيدق التاج البريطاني الذي قلب تاريخ الجزيرة العربية

بين من يعتبره بطلا أسطوريا ومن رأى فيه خائنا، تلخصت حياة الضابط الإنجليزي “توماس لورنس” الذي وصف نفسه بأنه كان “بيدقا على رقعة الشطرنج الواسعة لسياسة الإمبراطورية البريطانية”، لكنه في النهاية استحق لقبه “لورنس العرب”.
امتلأت حياته رغم قصرها بالأحداث والحروب والمغامرات، وتغير حدث واحد منها كان كفيلا بزعزعة سائر الأحداث، فكل أحداث التاريخ -مهما كانت صغيرة- متشابكة، فتاريخنا ليس سوى سلسلة من الأحداث المدهشة، يستطيع كل منا أن يؤثر في مجراه، من ولادة إمبراطورية عمرها ألف سنة، إلى انهيار حضارة مزدهرة، من العبقرية الإبداعية لحفنة من الرواد، إلى ثورة ثقافية عالمية، من أسوأ الرؤى الاستبدادية، إلى أبشع الحروب الكبرى، ومن المقاومة البطولية لشعب كامل، إلى التصميم الحديدي لأقلية معينة.
إن أبسط القرارات التي نتخذها قد تؤثر في مستقبل البشرية، وبمعرفة الماضي نستشرق المستقبل.
ووفق هذا المفهوم جاءت حلقة “لورنس العرب” ضمن سلسلة “سيناريوهات تاريخية” التي بثتها الجزيرة الوثائقية، وتسلط الضوء على “توماس إدوارد لورنس” الذي غادر وطنه بريطانيا في 18 من يونيو/حزيران عام 1909 في رحلة مهمة إلى الشرق.
جامعة أوكسفورد.. بيئة تجنيد العباقرة لمخابرات جلالة الملك
قبل أن نستعرض رحلة “لورنس”، دعونا نلقي نظرة على حياة هذا الفتى غير العادي، فكم مرة تسلل خارج المنزل ليذهب في مغامرات ليلية، بالنسبة لهذا الحالم والمغامر ليس هناك ما هو أسوأ من صرامة التعليم التقليدي الكئيب، ومع ذلك فهو يحب التعلم، ولكن تعلم الأشياء التي يحبها فقط، وبالطريقة التي يحبها.

وفي سبتمبر/أيلول علم 1908، وبعد السير لأكثر من 3500 كيلومتر، يوشك الشاب “توماس لورنس” على إكمال جولته بالدراجة في فرنسا، شغوفا بالتاريخ وحصون القرون الوسطى، يسير على خطى بطل طفولته “ريتشارد قلب الأسد” الشهير.
في جامعة أوكسفورد تضع الحياة شخصية استثنائية في طريقه، عالم آثار مشهور ومتعدد اللغات ومؤرخ وصحفي ومفكر، إنه “رد جي هوغالف” الذي كان يشغل منصب أستاذ جامعي في هذه الجامعة المرموقة، كان أيضا رجل نشاط وعمل، ففي الظل كان يعمل في أجهزة مخابرات جلالة الملك.
كان ذلك غطاء مثاليا لنشاطه، فمن سيشتبه في أن عالم آثار يتفحص الأحجار القديمة قد يكون جاسوسا؟ وما هو أفضل من منصب معلم لتجنيد مواهب جديدة بسرّية؟
لأن الخدمة السرية تحتاج دائما إلى رجال موثوق بهم ومتحمسين وأذكياء ومتعددي المهارات، يتمتعون بموهبة الارتجال، كما أن استخدام السلاح ميزة مهمة أيضا، بعبارة أخرى تحتاج الإمبراطورية البريطانية إلى رجال مثل “لورنس”.

عملا بنصيحة الرجل الذي أصبح مُعلّمه يتعلم الشاب “لورنس” بعض أساسيات اللغة العربية، ويغادر إنجلترا لاستكشاف الشرق، هناك كل شيء يسحره، انطلق بمفرده في رحلة طويلة وشاقة سيرا على الأقدام لأكثر من 1700 كيلومتر لعبور تلك البلاد الشاسعة الممتدة من القسطنطينية إلى صحاري شبه الجزيرة العربية البعيدة، إنها الإمبراطورية العثمانية.
تركة الرجل المريض.. مصالح التاج البريطاني تحوم حول قناة السويس
ابتداء من القرن الـ15، سيطر الأتراك العثمانيون على الأناضول ووضعوا أسس إمبراطوريتهم في عام 1453، وفتحوا القسطنطينية القديمة وأعلنوها عاصمتهم الجديدة، وفي قمة مجدها كانت الإمبراطورية العثمانية تمتد على رقعة مساحتها على 5 ملايين كيلومتر مربع من الجبال الجزائرية إلى الرمال العراقية، ومن المجر إلى الأهرامات المصرية.
وفي القرن الـ16 بلغت الإمبراطورية العثمانية ذروتها، فكانت أراضيها قائمة على قارتين هما آسيا وأوروبا، وشملت عددا كبيرا من الناس والمجتمعات الدينية، وفي الوسط الأتراك الذي هم سكان آسيا الوسطى، وقد اعتنقوا الإسلام تدريجيا.

كان الشرق الأوسط يسكنه أساسا العرب الذين يتحدثون لغة ثانية مختلفة عن لغة جيرانهم الأتراك، وهو المكان الذي وُلد فيه الإسلام، وفي الجزء الأوروبي في الشمال كان سكان البلقان من المسلمين والمسيحيين يتحدثون لغات لاتينية ويوغسلافية، ورغم هذه الاختلافات، فقد استمرت الإمبراطورية لأكثر من 600 عام قبل الانحسار.
وبمرور الوقت بدأت الإمبراطورية في التدهور نتيجة الهزائم العسكرية والصراعات الداخلية، وفي بداية القرن العشرين أصبحت القوة العثمانية المدمرة أضعف من أي وقت مضى، ففي عام 1909 لم يبق للسلطان سوى قوته الرمزية، وفي أوروبا كان يُنظر إلى الإمبراطورية على أنها “رجل عجوز مريض”، وكان السياسيون يفكرون في الاستحواذ على أراضيها.
كانت للإمبراطورية الإنجليزية -على وجه الخصوص- مصالح في السيطرة على جميع الأراضي المحيطة بقناة السويس في مصر التي كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية آنذاك، فأرسلت اثنين من علماء الآثار بحجة إنجاز مهمة علمية لإجراء دراسات طوبولوجية، وكان أحد هذين العالمين شخص يُدعى “لورنس”.
نفط البصرة.. وقود التحالف الذي مزق بلاد العرب
منذ صيف عام 1914 كانت الدول الأوروبية قد انخرطت في قتال مميت، حرب شاملة، حرب عالمية هي الأولى. وفي الوقت نفسه وصل “لورنس” إلى القاهرة بمصر. وبفضل علاقات أستاذه “هوغالف” انضم إلى قسم المخابرات العسكرية، ورُقي إلى رتبة نقيب، وبدأ اهتمامه بالسياسة المحلية يتزايد، لقد تعلّم “لورنس” شيئا مهما جدا، وهو أنه من أجل إضعاف القوة العثمانية يجب على القوى العربية الصغيرة أن تتحد تحت سلطة الأسرة الهاشمية.
فقد ظلت هذه العائلة العربية المرموقة لمدة 9 قرون الوصي على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة. وكان الشريف حسين قائد هذه العائلة -وهو من نسل النبي محمد ﷺ- تابعا للسلطة العثمانية، وكان يُسيطر على منطقة الحجاز في شبه الجزيرة العربية، لكن الهاشميين كانوا يطمحون سرا إلى بناء دولة عربية عظيمة يكون الشريف حسين خليفتها.

وبالنسبة للعثمانيين الذين انخرطوا في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الألمان، أصبحت شبه الجزيرة العربية عبارة عن برميل بارود حقيقي. في بداية القتال، فتح البريطانيون جبهة في مصر، ثم جاءت أنباء ستغير اللعبة؛ لقد اكتُشف النفط في منطقة البصرة. ولضمان الوصول إلى هذا المورد تتفاوض الحكومة البريطانية سرا مع حليفتها فرنسا على أن تعيد القوتان الأوروبيتان رسم حدود الشرق الأوسط بعد نهاية الصراع، وأن تتشاركا في السيطرة عليه.
تأخذ عملية إعادة التوزيع السرية للغاية هذه اسم الدبلوماسيين اللذين قادا المفاوضات، وهما “مارك سايكس” و”فرانسوا جورج بيكو”. وقد بقيت هذه الاتفاقيات سرية، فهي تتناقض مع الوعود الكثيرة بالاستقلال التي قُطعت للهاشميين.
وبأسلوب براغماتي تملص الإنجليز من وعودهم بشأن المناطق التي وعدوا بها العرب مرات عدة، حتى أن الشريف حسين أعلن استقلاله وولادة الثورة العربية الكبرى، ففي يناير/كانون الثاني عام 1917، بدأ جيش فيصل البدوي زحفه رافعا راياته عاليا، وكان “لورنس” يركب إلى جانبه مرتديا زيا بدويا كاملا.
“الأمير ديناميت”.. قائد إنجليزي في ثياب بدوية يفجر السكك
استطاع النقيب “لورنس” أن يفهم أن البدو لا يمكنهم مواجهة جيش حديث، فلم يكونوا مجهزين، بل ويفتقرون إلى الانضباط، وهم غير قادرين على الصمود في خط النار، ولذلك يتعين الرد بقوات خفيفة ومتحركة، فكانت الغارات الخاطفة وعمليات التخريب أكثر فاعلية من المهمات الانتحارية.
في يونيو/حزيران عام 1917 دفعت القبائل العربية بتعزيزات ثمينة ستكون موضع تقدير، وفي غضون أيام قليلة شنت هذه القوات هجوما مفاجئا على ميناء العقبة الاستراتيجي، فبينما كان الأسطول الإنجليزي يقصف دفاعات الميناء (العثمانية) التي كانت جميعها مواجهة للبحر، نزل حشد من المحاربين البدو من الجبال، حيث لم يكن أحد يتوقعهم، وقبل نهاية اليوم سقطت العقبة في أيدي الثوار العرب.

وفي سبتمبر/أيلول عام 1917 بدأ العثمانيون في حماية قطاراتهم، لتجنب الهجمات، لكن تلك الاحتياطات لم تكن كافية لمقاومة المتفجرات التي كانت تُوضع على مسارات السكك الحديدية، وسرعان ما أصبح “لورنس” خبيرا في تدمير السكك الحديدية وتفجير القوافل، ومنذ ذلك الحين أطلق عليه العرب لقب “الأمير ديناميت”.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، وبناءً على طلب القائد البريطاني، ذهب “لورنس” والمتمردون خلف الخطوط العثمانية لخلق نوع من التطويق، كانت مهمة خطيرة، كما كانت نتيجة بعض المناوشات سيئة جدا.
وفي إحدى الليالي، قرر “لورنس” الذهاب في مهمة استطلاعية في درعا، فتجوّلت المجموعة السرية دون الكشف عن هويتها في المدينة التي كانت ممرا لإمدادات العدو، إلى أن مروا بجانب دورة عثمانية، ورغم ملابسه البدوية فقد لاحظ أحد الجنود لون بشرة “لورنس” البيضاء، وافترض أنه فار من شمال تركيا، وقبض عليه فورا، وخضع لتحقيقات عنيفة، وبدأت السياط تنهال عليه، كما تعرض لاعتداءات مختلفة.
قاوم “لورنس” رغم الضرب الشديد حتى شُلت حركته، فقد كان يعلم أنه إذا تفوه بكلمة إنجليزية واحدة، فسيكتشف جلادوه حقيقته على الفور. ثم توقف التعذيب وتُرك على الأرض وهو ينزف، ومع بزوغ الفجر استجمع ما بقي من قوته وتمكّن من الهرب.
إعلان الثورة الكبرى.. حوافر جيوش البدو تطأ دمشق
كان هروب “لورنس” نقطة تحول.. وبغير هذه اللحظة الحاسمة كان من الممكن لعالمنا أن يتحول من مسار إلى آخر. لذا، فإذا افترضنا غياب “لورنس”، يمكننا أن نتخيل نتيجة مختلفة، وهي أن البريطانيين سيحتفظون بموقفهم في مصر، وبحلول نهاية الصراع في أوروبا تكون الجيوش العثمانية قد أعادت تأسيس نفسها في شبه الجزيرة العربية، وبعد التخلص من الإنجليز والفرنسيين تكون الإمبراطورية العثمانية قد نجت من الحرب العالمية الأولى. لكن هذا لم يحصل.
ففي عام 1918، تسارعت الأحداث في أوروبا وفي الشرق الأوسط كذلك، ما كان في البداية حرب عصابات مرتجلة أصبح الآن داعما أساسيا للجيش البريطاني الذي كان يتقدم بشكل أسرع من أي وقت مضى داخل الأراضي العثمانية، إذ إن “لورنس” -الذي أصبح الآن مقدما- يزيد من غاراته الجريئة، وفي اتجاهه إلى الشمال يُفجّر الجسور وخطوط السكك الحديدية، بينما كان العثمانيون ينسحبون من جميع ساحات القتال، ويفرون أمام حوافر فرسان الصحراء الذين يسيرون بكل سرعة لانتزاع مستقبلهم، وفي هذه الأثناء يتدفق آلاف البدو نحو دمشق، بينما يتوافد آخرون إلى المدينة المنورة المقدسة.

أُعلن عن جائزة ضخمة مقابل رأس “لورنس” والقادة العرب الذين معه، لكن رغم المكافأة الضخمة الموعودة، لا أحد خان قادته الأسطوريين.
وفي 19 سبتمبر/أيلول، عندما شنّ البريطانيون هجوما كبيرا، أعلن الأمير فيصل قيام ثورة عامة، وقد سبّب هذا الأمر الذعر للجيش التركي، فبدا أنه سيخسر على جميع الجبهات، وتضاعفت المجازر التي كانت تُؤججها نار الانتقام التي سببها “لورنس” ومن خلفه بريطانيا.
في المقابل يركب الأمير فيصل والعقيد “لورنس” جنبا إلى جنب على رأس جيشهما البدوي، ويتجهان نحو دمشق. وفي الأول من أكتوبر/تشرين الأول من عام 1918، رفرف علم الثورة العربية أخيرا في دمشق، وفي الثلاثين من الشهر ذاته، اعترفت الإمبراطورية العثمانية بهزيمتها النهائية.
اجتماع المنتصرين.. واقع جديد يتنكر للأحلام العربية
في 11 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1918، انتهت الحرب العالمية الأولى، لكن بالنسبة للهاشميين فإن رهانات الثورة العربية لا تتوقف عند سقوط الإمبراطورية العثمانية، وسيواصل الشريف حسين القتال من أجل السيطرة على شبه الجزيرة العربية، وإنشاء خلافة عربية كبرى، ولكنه لم يكن بدون منافس، لا سيما وقد اكتشف في هذه الأثناء وجود اتفاقية “سايكس بيكو” التي تنص على تقطيع أوصال الدولة العثمانية لصالح إنجلترا وفرنسا، وأصبح يعلم أنه لم يعد بإمكانه الاعتماد على دعم البريطانيين الذين يُخفون نواياهم الحقيقية، ويضاعفون الوعود والالتزامات الوهمية التي لا مصداقية لها.
كان “لورنس” نفسه قد اكتشف هذا السر الثقيل قبل فترة طويلة، خلال سنوات القتال في الصحراء كان ممزقا بين ولائه للتاج البريطاني، وخذلانه لإخوانه الجدد في القتال. لم يقل شيئا قط، لكن لإراحة ضميره فعل كل شيء من أجل انتصار الثوار، وليملك أفضل الأوراق للتفاوض.

في يناير/كانون الثاني عام 1919 اجتمع المنتصرون في الحرب العظمى، لإعادة رسم خريطة أوروبا والشرق الأوسط، ورافق “لورنس” الأمير فيصل مترجما ومستشارا. كانت المعركة النهائية معركة أكثر حسما بكثير من كل تلك الحروب التي خاضوها تحت شمس الشرق الأوسط الحارقة، فقد اتُخذ القرار منذ وقت طويل، ونقضت كل الوعود بالتصديق على اتفاقية “سايكس بيكو”، ليكون الشرق الأوسط بريطانيا وفرنسيا.
وجاءت الضربة القاضية من فرنسا؛ في 24 يوليو/تموز عام 1920، حين وصلت فرقة فرنسية إلى دمشق للاستيلاء عليها وفقا للاتفاقية، وكان العزاء الوحيد هو أن “لورنس” نجح في التأثير على القرارات البريطانية، فعرضوا على “فيصل” تولي عرش العراق بدلا من دمشق.
“أعمدة الحكمة السبعة”.. قصة أمير الحرب المصاب باكتئاب النصر
بخيبة أمل يُوبّخ الأمير فيصل “لورنس” على خيانته، وأنه لم يقاتل أبدا من أجل القضية العربية، وأُصيب عالم الآثار الذي تحول إلى أمير حرب باكتئاب شديد، وللهروب من شهرته التي تتزايد يلجأ إلى إخفاء هويته، ويتحوّل سريعا إلى مجرد ظل لذاته السابقة، وفي 19 من مايو/أيار عام 1935، مات في حادث دراجة نارية وعمره 47 عاما.
وفي عام 1932 -وهو العام الذي اكتشفت فيه رواسب بترولية جديدة- أصبح شبه الجزيرة العربية كله تقريبا تحت سيطرة ابن سعود، وفي وقت لاحق ستأخذ هذه الدولة اسم مؤسسها، وتصبح “المملكة العربية السعودية”، لكن تلك قصة أخرى.

عام 1926، نشر “لورنس” مذكراته تحت اسم “أعمدة الحكمة السبعة”، فوصف فيها مهماته في الشرق الأوسط، وقد قرأ هذا الكتاب مشاهير من أمثال “تشي جيفارا” و”نيلسون مانديلا” و”ونستون تشرشل”. لكن يحق لنا أن نتساءل ما هي الأجزاء الصحيحة في ذلك الكتاب وما هي الخرافة؟
لقد وصف “لورنس” نفسه بأنه كان “بيدقا على رقعة الشطرنج الواسعة لسياسة الإمبراطورية البريطانية”. ولكن بعد أخذ كل الأمور بعين الاعتبار، فإن تلخيصه لأفعاله كان مُلطّفا للغاية، فقد وصفه الشريف حسين خلال لقائهما الأخير بالخائن وطرده. أما بالنسبة لعدد من زملائه العسكريين فقد كان غير منظم، وبعيدا من التقيد بالسلوك المتوقع من ضابط بريطاني.
لكنه من وجهة نظر أخرى أصبح بطلا أسطوريا ومغامرا، كان يحظى باحترام من قبل البدو، فقد خاطر بحياته آلاف المرات في قلب المعركة، ومن صحراء النفود الرهيبة، إلى هجماته بالديناميت على القطارات التركية، ومن أول ليلة له في الصحراء إلى جولاته الملحمية، لا يمكن إنكار أن العقيد “لورنس” استحق لقبه “لورنس العرب”.