أبو خليل القباني.. شاهد على أطلال مسرحه الغنائي الذي احترق مرتين

أحمد أبو خليل بن حسين آغا آقبيق، المعروف باسم أبي خليل القباني، ولد في دمشق عام 1833. ولم يكن مخرجا وممثلا فحسب، بل ملحنا ومطربا وصاحب موشحات، أسس بأسلوبه الفريد ملامح المسرح الغنائي العربي، وكان حجر الأساس في نشأته وتطوره. وهو عم توفيق القباني والد الشاعر نزار قباني، وقد لقب بالقباني نسبة إلى القبّان، وهو الميزان الضخم الذي كانت عائلته تملكه في الأسواق الدمشقية القديمة، وتوزن عليه البضائع. الصورة من تصميم رواس سعيد

تحيل أطلال بيت رائد المسرح الغنائي العربي أبي خليل القباني (1833-1903) في دمشق، إلى حال المسرح السوري اليوم؛ فبقايا جدران متهالكة، وقنطرة مائلة، وأسقف عارية، وبئر مهجورة، ومكبّ نفايات!

أطلقت عشرات النداءات لترميم البيت، واتخاذه متحفا يضم مقتنيات صاحبه، لكن لم تستجب الجهات المعنية قط، بل إن هناك من يسعى للاستيلاء على هذا العقار النفيس في أعلى تلال منطقة الربوة، واتخاذه مطعما أو برجا تجاريا أو فندقا. لقد نُهبت محتويات البيت، وفقدت مذكرات صاحب “يا مال الشام”.

صور من بقايا بيت أبي خليل القباني (1833-1903)، القابع في حي المِزّة كيوان على ضفاف وادي بردى، وتحت ظل جبل قاسيون، تبدو اليوم شاهدا صامتا على عصر كامل من الإهمال. وقد ظهرت على جدرانه علامات العبث وآثار السنين، فقد انهار سقفه، وتداعى بعض جدرانه، كما نُهبت الجداريات التي كانت تزين الجدران، واختفت منذ زمن بعيد مذكرات أبي خليل القباني، التي كانت تحفظ شيئا من سيرته الفنية ومجده المسرحي.

نعبر شارع 29 أيار، وننعطف يسارا إلى زقاق مجاور، فنلتقط صورة من واجهة المسرح، الذي حمل اسم القباني منذ تأسيسه عام 1959، فكان آخر قيد نفوس لهذا المسرحي الرائد، ثم نمضي، فقد كان المكان مغلقا، حتى إشعار آخر.

يقف مسرح القباني القائم في شارع 29 أيار بقلب دمشق شاهدا حيا على تاريخ الخشبة السورية الحديثة، مستحضرا سيرة رائد المسرح العربي أبي خليل القباني، الذي أضاء الخشبة الأولى في القرن التاسع عشر. وعند دخول الزائر إلى المسرح تستقبله في أروقة المكان لوحة كبيرة لأبي خليل القباني، حولها وثيقة تاريخية تعرّف به وبإرثه الفني

العتبة الأولى للعبة “الكُميضة”

كان أبو خليل القباني مفتونا بالموسيقى والغناء ولعبة “الكُميضة”، وهو اسم أطلقه معاصروه -ساخرين أو متندرين- على العروض الفكاهية الغنائية، التي كانت تُقدَّم على الخشبة.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

اشتُقّ اللفظ من الكلمة التركية أو الأوروبية “كوميديا”، لكن العامة في دمشق نطقوها بلهجتهم فصارت “كُميضة”، وقد كانت هذه العروض بذرة أولى للمسرح الكوميدي العربي، تجمع بين الغناء والتمثيل والارتجال الشعبي.

منذ حضر القباني عرض مسرحية “البخيل” للمسرحي الفرنسي “موليير” في مدرسة اليعازرية بدمشق، قرر أن ينسج نصا محليا، مسترشدا بعناصر هذا العرض تقنيا.

وكدأب كل مغامر، فقد هجر عمله في القبّان (قياس الأوزان)، وبدأ التحضير لعرضه الأول الذي حمل عنوان “ناكر الجميل” (1871). لاقى العرض نجاحا كاسحا، لكن اتّهمه بعض الناس بتصدير البدع، فاضطر إلى أن يتوقف مؤقتا.

الريح الظلامية تُطفئ المسرح السوري الوليد

أدت الأقدار دورا حيويا في تأصيل هذه المغامرة، حين عين مدحت باشا واليا على دمشق بأمر من الباب العالي في إسطنبول، فرعى مغامرة أبي خليل القباني وشجّعه على الاستمرار، فأنجز نحو 40 عرضا، اقتبسها من الموروث الشفاهي والمكتوب، مثل “ألف ليلة وليلة”، و”سيرة عنترة”، والموشّحات، والألحان التراثية.

في لحظة استثنائية من تاريخ الشام، توثقت علاقة فريدة بين رائد الفن أبي خليل القباني، مؤسس المسرح العربي، ورائد الإصلاح مدحت باشا، واضع الدستور العثماني، حين تولى ولاية دمشق عام 1878 أربع سنوات متواصلة، في حقبة تعد من أزهى حقب النهضة الفكرية والفنية في تاريخ المدينة.

لكن الرافضين لمسرحه اقتلعوه مرّة أخرى بحريق أطاح التجربة من جذورها، وأحالها إلى رماد، وقد تزعّم الحملة المضادة الشيخ سعيد الغبرا قائلا:

إن وجود التمثيل في البلاد السورية مما تعافه النفوس الأبية، فيُمثّل على مرأى من الناظرين أحوال العشّاق، وما يجدونه من اللذّة في طيب الوصال بعد الفراق.

ثم أكمل معركته في إسطنبول أمام السلطان عبد الحميد الثاني، طالبا منه منع “البدعة الجهنمية، التي تهدّد عقيدة الأمة، وتُحدث الفتن”.

لكن آخرين قد وجدوا في هذه الفرجة “دهشة للأسماع والأبصار”، ومع ذلك، فإن شدّة الضغوط أرغمته على مغادرة دمشق نحو القاهرة، وكانت يومئذ حاضنة للنهضة الفنية.

أثر القباني في نهضة المسرح المصري

في تأريخ هذه الرحلة إلى مصر، تتحدث الممثلة مريم سماط في مذكّراتها عن تأثير عروض أبي خليل القباني على المسرح المصري آنذاك، بقولها:

لقد وضع القباني ألحانًا جديدة في غاية الإبداع، مما جعل الشيخ سلامة حجازي يُبجّل هذه التجربة بدعوة بعض أعضاء فرقته إلى الانضمام إلى جوقة القباني، لحفظ ألحانه وكيفية ضربها وتوقيعها.

كان عمر وصفي ومريم سماط من أبرز الوجوه التي شاركت أبا خليل القباني في مسيرته المسرحية أواخر القرن التاسع عشر. أما عمر فممثل ومطرب مصري المولد عام 1874، كان من أهم أعضاء فرقة القباني في مرحلتها الأخيرة، وأما مريم سماط فممثلة سورية المولد في بيروت عام 1870، وهي ابنة أسرة ميسورة من طائفة الروم الأرثوذكس، وتعود جذورها إلى قرية محردة قرب حماة. هذه الصورة من كتاب الباحث المحقق تيسير خلف عن حياتهما وأثرهما المسرحي.

وقد وصفه الموسيقي المصري محمد كامل الخلعي بأنه “أستاذ التمثيل والموسيقى الشرقية”.

واعترف الممثل المسرحي المصري يوسف وهبي بأن القباني “أعطانا شيئا لم نكن نعرفه في مصر”.

وكأنّ هواء نهر بردى يهبّ على نهر النيل، ناشرا عبق التجربة السورية في فضاء المسرح المصري.

أبو خليل القباني و”برتولت بريخت”.. تغريب مبكّر في مسرح المشرق

في قراءة راهنة لتطوّر تاريخ الفرجة العربية، نكتشف طليعية أعمال أبي خليل القباني بوصفه فنانا شاملا، سواء في توطين عناصر المسرح الغنائي العربي، أو في تنويط الألحان التراثية (وضع نوتة موسيقية لها)، وابتكار رقصة السماح، وإشراك ممثلات ومغنيات في عروضه، مثل المغنية الحلبية ملكة سرور، التي سحرت بصوتها رواد مسرحه.

المطربة الحلبية ملكة سرور، إحدى ركائز مشروع القباني الفني، وكانت من أوائل العربيات اللواتي صعدن إلى المسرح، في زمن كان الغناء النسائي فيه محرما اجتماعيا. رافقت القباني إلى شيكاغو عام 1893، فأصبحت أول مغنية عربية تغني أمام جمهور أمريكي، ونالت شهرة كبيرة بأغنيتها “يا يوم حبيب”. وفي عام 1897 انتقلت إلى القاهرة، لتواصل مسيرتها على مسرح الأزبكية.

كما استخدم القباني مفهوم التغريب، بإشراك الجمهور في حيثيات العرض، قبل أن يُنسب هذا المفهوم لاحقا إلى مسرح الكاتب الألماني “برتولت بريخت”، وهو ما أشار إليه سعد الله ونّوس في كتابه “بيانات لمسرح عربي جديد”، وكذلك في مسرحيته “سهرة مع أبي خليل القباني” التي تتكئ دراميا وتأثيثيا على جهود القباني المبكرة، في تأصيل فنون الفرجة العربية، والتأكيد على مفردة “التسيس” في المقام الأول.

ألسنة النيران التي التهمت الخشبة

على المقلب الآخر، تربط دلع الرحبي في نصّها المسرحي “حكاية الشيخ أبي خليل القباني والوالي مدحت باشا العثماني” بين التنوير والإصلاح السياسي من جهة، والإبداع الفني من جهة ثانية.

وتذكّر بأن ألسنة النيران التي التهمت مسرح الرائد السوري، ما زالت متأججة إلى اليوم، فلم تتغيّر أحوال الفرجة المسرحية كثيرا، فالقضايا والسجالات التي ظننّاها جزءا من الماضي، ما زالت رحاها تدور حتى اليوم، حول الرقابة والتحريم وشرعية الغناء والرقص والتمثيل.

لقاء التنوير والإصلاح.. القباني ومدحت باشا

تتابعت نجاحات أبي خليل القباني حتى أنشأ لنفسه مسرحا في القاهرة، واستمر في عطائه المسرحي 17 عاما. بدأ مسيرته في الإسكندرية بعروض ناجحة، ثم انتقل إلى القاهرة ومدن أخرى، فقدّم توليفة فنية مبتكرة جمعت التمثيل والغناء والرقص، وأضاف إليها رقصة السماح والدبكة وألعاب السيف والترس، فأصبحت عروضه احتفالا فنيا ينبض بالحياة، ويجسد تزاوج الفن والتراث والفرجة الشعبية.

تستعيد دلع الرحبي في نصّها هذا لحظة استثنائية، يلتقي فيها أبو خليل القباني، الذي كان يطمح إلى تأسيس مسرح عربي يضاهي المسرح في الغرب، مع الوالي العثماني الإصلاحي مدحت باشا.

يستغرب الوالي في جولته الأولى بدمشق، من أنّ فنون الفرجة لم تتجاوز بعد خيال الظل والحكواتي. وهكذا يستدعي أبا خليل القباني الذي كان يعرض مسرحيّاته في بيتٍ دمشقي، ويشجّعه على استئجار مسرحٍ وتقديم عروضه للعوام، من دون أن يلتفت إلى استهجان رجال الدين لهذه “البدعة”.

ازدهار مؤقت وخاتمة مأساوية

في تلك المرحلة المزدهرة، انتعش مسرح أبي خليل القباني في “خان الجمرك” طوال أيام حكم مدحت باشا القصيرة، وأنجز مسرحيات مهمة، وأغاني خالدة في ذاكرة الغناء العربي، منها:

  • يا مال الشام.
  • يا طيرة طيري يا حمامة.
  • يا مسعد الصبحية.
  • صيد العصاري.

هكذا اتّحد قدر الرجلين معا، فالمعنى الذي اكتمل بلقائهما في أيام حرجة عاشتها الشام، سرعان ما وُئد بعدما مضى كل منهما إلى مصيره.

غادر مدحت باشا دمشق، بعدما بالغ أعداؤه في الوشاية به والتأليب عليه لدى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، ومثله فعل أبو خليل القباني، بعدما أحرق العامة مسرحه، وضيّقوا الخناق عليه، فغادر مرغما إلى مصر، ليُكمل مسيرته المأساوية.

إعادة توطين مسرح القباني

تسعى دلع الرحبي في نصّها إلى مقاربة أسلوب أبي خليل القباني نفسه في بناء عناصر العرض، وتحاكي ذلك الأسلوب باستخدام الاسكتشات المغنّاة، واستحضار الأماكن الدمشقية التي عاش في ظلالها.

كما توظّف مقاطع من مسرحياته وتقنية “المسرح داخل المسرح”، لإضاءة الظروف التي عاشها هذا المسرحي الرائد.

امرأة دمشقية في وجه الغبرا

تُغلق دلع الرحبي الدائرة على النقطة التي بدأت منها، بمشهد امرأة دمشقية تعبر الحارة وحيدة، يرجمها الصبية بالحجارة بتحريض من الشيخ سعيد الغبرا، الذي كان يستهجن مشهد امرأةٍ تسير بمفردها.

وفي خلفية هذا المشهد، يعود زمن الكراكوزية والحكواتية، كأنّ مسرح القباني لم يكن سوى حلم عابر، لم تتوفر له الظروف بعد، ليغدو حقيقة ملموسة.

من صوت الجدّ إلى حفيده الشاعر في هذا السياق، ينبعث صوت حفيده نزار قباني، وهو ينشد:

هذي دمشق، وهذي الكأس والراحُ
إني أحبُّ وبعضُ الحبِّ ذبّاحُ

أنا الدمشقيُّ، لو شرَّحتمُ جسدي
لسال منه عناقيدٌ وتفاحُ

يقول الشاعر نزار قباني متحدثا عن أبي خليل القباني: في حديقة الأسرة شجرة كبيرة اسمها أبو خليل القباني، عم والدتي وشقيق جد والدي، كان أبو خليل القباني إنسانا حالما، أراد أن يحوّل خانات دمشق التي كانت تؤوي الدواب إلى مسارح للفن والجمال، وأن يجعل من دمشق المحافظة الورعة “برودواي” ثانية.

ثم يمتزج صوته بأغنية “يا مال الشام”، لتطل عبر هذا التداخل العاطفي مقاربة حميمة للنكهة الدمشقية، كما كانت في أواخر القرن التاسع عشر.

دمشق الحكاية والفرجة

تُعيد دلع الرحبي رسم أجواء المقهى الشعبي بوصفه مكانًا للفرجة، وتستعيد الحارة الدمشقية والبيت العربي القديم، واحتجاب النساء وراء الجدران، وصولًا إلى حلقات الذكر في الجامع الأموي، وحواريات الحكواتي والقباني حول أحقية من يمتلك سيرة عنترة:

أهو الحكواتي الذي يرويها من الذاكرة؟ أم المسرحي الذي يجسّدها على الخشبة؟

وثائق نادرة تكشف فصولا مجهولة

يُنقّب الباحث السوري تيسير خلف في تاريخ أبي خليل القباني، كاشفا عن صفحات مطوية ومجهولة من حياته، مستندا إلى الوثائق العثمانية والبريطانية والفرنسية والأمريكية، وإلى الوثائق الصحافية في القرن التاسع عشر.

نال تيسير خلف جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، لتحقيقه كتاب “من دمشق إلى شيكاغو.. رحلة أبي خليل القباني إلى أميركا 1893″، الذي يكشف فيه واحدة من أكثر الرحلات غموضا في التاريخ الثقافي العربي.

رحلة القباني إلى شيكاغو.. فصل منسيّ من السيرة

بدأت علاقة الباحث تيسير خلف بتراث القباني، حين اكتشف وثائق نادرة عن رحلة له مجهولة إلى شيكاغو عام 1893، وما رافقها من ملابسات ومصاعب أثناء العروض التي قدّمها هناك وبعدها.

قدمت فرقة أبي خليل القباني عروضا موسيقية غنائية مبهرة في معرض شيكاغو عام 1893، مزجت بين الموشحات والرقصات الشرقية. وقد وثّق المؤرخ السوري الفلسطيني تيسير خلف هذه الوقائع بتفاصيلها الدقيقة في كتبه وأبحاثه عن أبي خليل القباني.

وها هو ذا ينبش اليوم في أوراق أخرى ذات أهمية فائقة، تُضيء المرحلة الدمشقية من نشاط القباني المسرحي، وإسهامه في إطلاق “دار المسرح العربي” مطلع سبعينيات القرن التاسع عشر.

وقد دعم بحثه بمجموعة من الوثائق والصور والرسائل والبرقيات والصحف والدوريات، إضافة إلى جدول بأسماء مسرحيات القباني، وفقا لتسلسل سنوات عرضها، كما وردت في الكتاب السنوي لولاية سوريا (سالنامة).

الهوية العربية في مرايا المسرح

يرصد الباحث نشأة القباني وخصائص مسرحه وتأثيره في ترسيخ الهوية العربية، إلى جانب التحوّلات التاريخية التي شهدتها المنطقة يومئذ، بالاستناد إلى مذكّرات الرحّالة والمستشرقين، الذين سجّلوا حركات تمرّد على الخلافة العثمانية.

المنشور الدعائي لفرقة مرسح العادات الشرقية هو كتيب تعريفي وإعلاني، قدم فيه أبو خليل القباني فرقته وأسماء المشاركين فيها، من ممثلين وموسيقيين وراقصين لجمهور معرض شيكاغو عام 1893، وكان بمنزلة وثيقة فنية وتاريخية، تعكس صورة الشرق كما قدّم نفسه للغرب في تلك الحقبة.


فاللغة العربية الفصحى والمواضيع المقتبسة من التراث العربي في مسرح القباني، هما اللذان خلقا الإحساس العميق بالهوية العربية لدى الجمهور الدمشقي.

مسرح التنوير في مواجهة العتمة

صورة نادرة من فرقة أبي خليل القباني بملابسها المسرحية في مسرحية “هارون الرشيد”، وهي من أبرز أعماله التاريخية، وقد جمعت بين الخيال الدرامي والفخامة الشرقية، وقدّمت مشاهد نابضة من بغداد العباسيين، بألحانها ورقصاتها واحتفالاتها، التي جسدت روح الحضارة العربية في أوجها.

لم يكن هوس أبي خليل القباني بتأصيل مسرح عربي نزوة عابرة، بل كان فعلا تنويريا في مواجهة حقبة مظلمة، أرخت بثقلها على المشرق العربي طوال الحقبة العثمانية، مما جعله يدفع فاتورة باهظة جرّاء مواقفه المتمرّدة، في سبيل تحقيق حلمه المسرحي ما بين دمشق والقاهرة وبيروت، وصولا إلى شيكاغو.

وقد عاد إلى دمشق محطما، بعد سنة واحدة فقط من موت التنويري الآخر عبد الرحمن الكواكبي مسموما -على الأرجح- في القاهرة.

مات أبو خليل القباني بمرض الطاعون جسدا، وبطاعون آخر أتلفَ روحه المعذبة، تاركا خلفه 25 موشّحا، ضاع معظمها في موقد النسيان.


إعلان