جعفر بناهي.. حين تنتصر المقاومة بالفن

فاز المخرج الإيراني جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78 عن فيلمه “مجرد حادث”، فكان ذلك تتويجا لمسيرته الاستثنائية، التي مزجت بين الإبداع والمقاومة، ولم يكن هذا الفوز مكافأة لفيلم سياسي جريء استلهمه من تجربته في السجن فحسب، بل اعترافا دوليا برمز سينمائي ظل يدافع عن حرية التعبير عقودا.
لا يقاس حضور بناهي الفني بجودة عناصره السينمائية فقط، بل بما يمثله من التزام إنساني راسخ تجاه القضايا العادلة، وتحوّله إلى أيقونة لمقاومة الرقابة في إحدى أكثر البيئات السياسية تقييدا في العالم، وقد بدا حضوره الجسدي في المهرجان -بعد 15 عاما من حظر السفر- لحظة انتصار مضاعف، لا لفيلم وحسب، بل لمسيرة تحدّ طويلة ضد النفي والمنع والاعتقال.
وبرغم الجدل المتوقع الذي قد يرافق هذا الفوز، سواء لأسباب فنية أو سياسية، فإن اسم جعفر بناهي يظل محفورا في الذاكرة السينمائية العالمية، لكونه مخرجا أعاد تعريف حدود السينما الإيرانية المعاصرة، وجعلها مرآة لآلام المجتمع وهمومه.
فمنذ أن قدّم رائعته الأولى “البالون الأبيض” عام 1995، أصبح مهرجان “كان” بمنزلة بيته الثاني، وفضاء يكرّس صوتا سينمائيا اختار أن يواجه السلطة بالصورة لا بالشعارات، وبالعدسة لا بالمنصة.
انتصار الرجل الممنوع من السينما في بلاده
فاز جعفر بناهي بالجائزة عن فيلم “مجرد حادث”، وهو فيلم سياسي بالدرجة الأولى، مستوحى من تجاربه الشخصية في سجنه، وتدور أحداثه حول سجناء محررين، يقابلون الرجل الذي يظنون أنه عذّبهم في السجن، ويفكرون في الانتقام ويخطفونه، ثم يختلفون حول ذلك الانتقام. ويستعرض بناهي أثر عنف السجان على كل منهم، ورد فعله حين أصبح قادرا على الانتقام.
مُنع بناهي من صناعة الأفلام وسُجن، لكن مهرجان “كان” أصبح صوتا بارزا للتضامن معه، ففي عام 2011، عُرض فيلمه “هذا ليس فيلما”، الذي أُنتج أثناء إقامته الجبرية ثم هُرّب، وكان المهرجان يسلط ضوءا عالميا على محنته.

وقد رفعت رئيسة لجنة التحكيم “جولييت بينوش” اسمه تكريما له في دورة 2010، عندما كان قيد الإقامة الجبرية، كما تلقى دعما مستمرا في سنوات غيابه، ففاز فيلم “ثلاثة وجوه” (2018) بجائزة أفضل سيناريو، ووفّر التزام المهرجان منصة دولية قيّمة لأعماله، أبقت صوته الفني حيا، برغم محاولات إسكاته.
ويأتي فوزه بعد وقت قصير من حضور زميله المخرج الإيراني محمد رسولوف دورة العام الماضي من ألمانيا، التي لجأ إليها من إيران، واحتفى به مهرجان “كان” أيضا”. وقد أعلن بناهي نيته العودة إلى طهران، لكن خطاب قبوله -الذي حث فيه على الوحدة والحرية في إيران- أكد أهمية مواصلة النضال.

ويحمل الفيلم الفائز ملامح دراما جعفر بناهي، التي تغوص في عمق المجتمع، وتستكشف تأثيرات القسوة والسلطة عبر الأفراد وردود أفعالهم، لكن الاختلاف يبدو في تلك الذروة “الدرامية” التي يقدمها في “مجرد حادث”، إذ يصعد بالدراما إلى حد مواجهة رمز للنظام، سقط مصادفة في أيدي ضحاياه، وهو ما لم يكن يصل إليه في دراما أعماله السابقة، التي انطلقت من خبرات طفولة فقيرة في إحدى القرى القريبة من طهران.
بداية في أكناف مخرج إيران العظيم
يلتقط جعفر بناهي شخصياته المهمشة من ذاكرته التي تحتفظ بعالم كامل، عاش فيه سنوات كثيرة، وقد وُلد عام 1960 في بلدة “ميانة” الصغيرة شمال غرب إيران، وترعرع في عائلة من الطبقة العاملة، وعمل مع والده الدهان الفقير، وواجه معه حياة صعبة.
ومع ذلك، فقد أبدى اهتماما بسرد القصص والسينما، فكان غالبا ما يرسم مشاهد أو يتخيل سرديات، مع أن فرصه في مشاهدة الأفلام محدودة، وقد طوّر نظرة ناقدة وحساسية عميقة تجاه الظلم، وشكّل الفقر والتفاوت الاجتماعي موضوعاته الإنسانية، التي أصبحت لاحقا محورية في صناعة أفلامه.

اقتحم بناهي عالم السينما بعمله مساعدا للمخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي، ثم قدم فيلمه الروائي الطويل الأول “البالون الأبيض” (1995)، ففاز بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان “كان” السينمائي، فأصبح أول فيلم إيراني ينال جائزة كبرى في المهرجان.
تبعت ذلك أعمالٌ نالت استحسانا عالميا، منها “الدائرة” (2000)، الذي فاز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، و”الذهب القرمزي” (2003). وأبرزت هذه الأفلام منظوره الإنساني، ونقده الدقيق للظلم الاجتماعي.
كان عام 2010 بداية الصدام بين المخرج الذي ذاع صيته عالميا وبين السلطة في بلاده، فقد حُكم عليه بالسجن 6 سنوات، ومنع من الإخراج والكتابة والمقابلات والسفر 20 عاما.
انتصار الأمعاء الخاوية على السجان
لم يُسكت السجن ومنع السفر جعفر بناهي، بل حفز مرحلة مذهلة من التحدي الإبداعي، فقد أنتج سرا أفلاما تناولت حبسه والمناخ السياسي، أبرزها “هذا ليس فيلما” (2011)، الذي يضم مذكرات فيديو عن إقامته الجبرية، وتبدو قصة تنفيذ الفيلم وتهريبه إلى مهرجان كان على ذاكرة “يو إس بي” أقرب إلى سيناريو فيلم مشوق، لا سيما أنه آل إلى نهاية سعيدة، بعدما أشادت به لجنة التحكيم في المهرجان.
ومن عالمه الضيق المحدود المعزول، قدم فيلم “الستار المغلق” (2013)، فكشف أبعادا جديدة في العزلة والرقابة الذاتية، وفاز بجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو في مهرجان برلين، ثم جاء فيلمه “سيارة أجرة” (2015)، الذي صُوّر كله في سيارة أجرة قادها بنفسه، ففاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين.
وتميزت أعماله في تلك المرحلة بمحاولات استنطاق الصورة والعمق السينمائي، وطمس الخطوط الفاصلة بين الواقع والخيال، وبرغم المنع من السفر والتصوير فقد استمرت شهرته العالمية، ففاز فيلمه “ثلاثة وجوه” (2018) بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان، مع أنه لم يستطع الحضور.
وفي عام 2023، خرج من السجن بعد إضراب عن الطعام، ففتح فصلا جديدا في حياته، أتاح له حضور المهرجانات الدولية شخصيا، وتوج ذلك بفوزه بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان، محققا عودة مظفرة إلى الساحة العالمية بعد سنوات من الغياب.
قيم إنسانية جوهرية يحتفي بها العالم
تُحسب للمخرج جعفر بناهي أساليبه المبتكرة في السرد القصصي، التي نشأت نتيجة لضرورة الرقابة، فقد استخدم الاستعارة والرمزية لإيصال رسائله، محولا الصراعات الشخصية والسياسية إلى روايات آسرة. وقد رسّخت براعته، التي تجلّت في أفلام مثل “هذا ليس فيلما”، سمعته خبيرا في المقاومة الإبداعية.
كما أن الغرب يحتفي به، ويتخذه رمزا للتحدي الفني، وتقدم أفلامه جسرا بين سينما إيران وبقية العالم، وقد أثّر على صانعي الأفلام بمناهجه المبتكرة في سرد القصص تحت الضغوط، مُثبتا قدرة السينما على الازدهار، حتى في أكثر البيئات تقييدا.

وتتشبع أفلامه بقيَمه الجوهرية، التي تدور حول الإنسانية والعدالة الاجتماعية وحرية التعبير، وتُسلّط الضوء باستمرار على معاناة الأفراد المهمّشين، وتنتقد الأنظمة القمعية، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، وتُركّز أفلامه على يوميات الناس العاديين، مُشدّدة على كرامتهم وصمودهم وقدرتهم على التمسك بالأمل في عاصفة الشدائد.
وتعد العدالة الاجتماعية محورا أساسيا في أفلامه، فهو يكشف بأفلامه أوجه عدم المساواة والظلم في المجتمع الإيراني، وأبرز نموذج لذلك هو فيلم “الدائرة”، الذي يرصد قسوة واقع المرأة، أما “الذهب القرمزي” فيتناول الطبقية الاجتماعية، ويتميز نقده بالدقة والوضوح، ويعتمد على الملاحظة الذكية أكثر من التصريحات السياسية الصريحة.
حصاد الجوائز الكبرى في مسيرة جريئة
قدم جعفر بناهي حتى الآن 11 فيلما، أولها “البالون الأبيض” (1995)، الذي فاز بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1995، وهي أول جائزة كبرى لفيلم إيراني في كان، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم الدولية في مهرجان “ساو باولو” السينمائي الدولي.
تدور أحداث الفيلم في عشية رأس السنة الإيرانية الجديدة، فنرى فتاة صغيرة ترغب في اقتناء سمكة ذهبية جديدة لطاولة “هفت سين” عائلتها، وتقنع والدتها بإعطائها المال لشرائها، لكن رحلتها إلى متجر الأسماك تصبح سلسلة من المغامرات والمواقف غير المتوقعة، وتلتقي بشخصيات وعقبات شتى في طهران. يركز الفيلم على الرغبات البسيطة لطفل في خلفية الحياة اليومية.
كان الفيلم مفاجئا للجمهور والنقاد معا، فبدا كأنه اكتشف أبعادا جمالية جديدة في مواجهة الطفل للسينما، مع أنها لم تكن تجربة فريدة في التمثيل، لكن بناهي قدم جمالا يكمن في البساطة والنقاء والعمق، ذلك المنظور الطفولي للعالم، فأظهر بعيني الفتاة الصغيرة سحر اللحظات العادية والعقبات اليومية.
استخدم بناهي ممثلين غير محترفين، فوضع لمسة واقعية أضفت مزيدا من الصدق والتعاطف، وجعلت المشاهد ينجذب إلى عالم الطفلة الصغير المليء بالآمال والخيبات.
وفاز فيلمه التالي “المرآة” (1997) بجائزة الفهد الذهبي في مهرجان “لوكارنو” السينمائي الدولي، وجائزة الشاشة الفضية لأفضل مخرج – فيلم آسيوي في مهرجان سنغافورة السينمائي الدولي.
وبدا أن اكتشاف روعة عالم الطفولة قد أسره، فكان فيلمه الثاني حول فتاة صغيرة، تؤدي دور تلميذة في فيلم سينمائي، لكنها تقرر فجأة أنها لم تعد تريد التمثيل، وتغادر موقع التصوير.
ثم تتلاشى الخطوط الفاصلة بين الخيال والواقع، بينما تحاول الفتاة -وهي ما تزال في زيها- إيجاد طريقها إلى المنزل عبر شوارع طهران الصاخبة، وغالبا ما تصادف أناسا يتعرفون عليها من موقع تصوير الفيلم.
لقد بدا أن بناهي اكتسب من الجرأة ما جعله يكسر الحائط الرابع، سائرا على خطى الألماني “برتولت بريخت”، وينطلق لتجريب (السينما داخل السينما)، سيرا على خطى الأمريكي “وودي آلن”.
فتح الفيلم نقاشا حول طبيعة الحقيقة والتمثيل في الفن، فأصبح المشاهد جزءا من اللعبة بين الخيال والواقع، وأظهر جمال العمل في ذكاء السرد الذي يدعو المشاهد للتساؤل عن حدود الفيلم ذاته، وفي التصوير الذي يلتقط عفوية الفتاة وبراءتها وهي تتجول في المدينة، مما منح الفيلم إحساسا وثائقيا حميما.
وفاز فيلمه الثالث “الدائرة” (2000) بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، وجائزة “فيبريسي” للفيلم العام في مهرجان “سان سيباستيان” السينمائي الدولي، كما فاز بجائزة أفضل فيلم، وجائزة الجمهور في مهرجان “أوروغواي” السينمائي الدولي.
يروي الفيلم حياة عدة نساء، خرجن من السجن حديثا، ويسلط الضوء على القيود والتحديات المجتمعية التي تلقاهن في إيران.
وقد قدم في هذا العمل جماليات قاسية ومؤثرة، تعكس واقعا اجتماعيا مريرا، وأضاف قيمة بالهيكل السردي الدائري، الذي يعكس دورة يأس النساء، ويخلق إحساسا بالحبس والقيود، واستطاع تصوير الظلم الاجتماعي الواقع على المرأة ببراعة فنية، وذلك باستخدام التصوير البطيء، والتركيز على الوجوه المعذبة، فيثير التعاطف العميق ويدعو للتفكير في الظروف الإنسانية الصعبة، بلا حاجة إلى الحوار المباشر أو الخطابة.
وفاز فيلمه الرابع “ذهب قرمزي” (2003) بجائزة “هوغو الذهبي” لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، وجائزة الشوكة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان بلد الوليد السينمائي الدولي بإسبانيا.
يبدأ الفيلم حين يشعر عامل توصيل البيتزا -وهو من قدامى المحاربين في الحرب الإيرانية العراقية- بخيبة أمل من عدم المساواة الاجتماعية والفساد الذي يشهده في طهران، ويؤدي إحباطه وإحساسه بالظلم إلى الانفجار. يقدم الفيلم نقدا دقيقا للفوارق الطبقية والضغوط المجتمعية.
استطاع بناهي أن يعكس الضغوط الاجتماعية واليأس الذي يدفع البطل إلى حافة الهاوية بالتصوير البصري، واستخدم لقطات قريبة وتصويرا واقعيا للشوارع المزدحمة والأماكن الضيقة، فدعم الإحساس بالضيق والاختناق الذي تشعر به الطبقات الفقيرة، واستطاع أن ينقل حالة الاغتراب والغضب الاجتماعي، بتفاصيل صغيرة وإيماءات صامتة.
فاز فيلم الخامس “أوف سايد” (2006) بجائزة الدب الفضي، الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان برلين السينمائي الدولي. واختار بناهي أن تكون بطلاته هذه المرة فتيات يتنكرن في زي فتية، لحضور مباراة تصفيات كأس العالم، وكان يحظر على النساء دخول ملاعب كرة القدم في إيران. وحين يُقبض على النسوة المتنكرات يحتجزهن الجنود، فتنشأ مفارقات كوميدية ساخرة.
قدم الفيلم نموذجا نضاليا كوميديا في سبيل الحرية، وصنع المفارقة الدرامية، بين رغبة الفتيات في مشاهدة كرة القدم، والقيود السخيفة التي يفرضها المجتمع.
ولم يكن فيلمه السادس” هذا ليس فيلما” (2011) فيلما حقيقيا، بل وصفا من المخرج لعزلته وحياته في الإقامة الجبرية، ومع ذلك فقد منح جائزة “الكوتش” الذهبي في مهرجان “كان” السينمائي، مع أنه لم يستطع الحضور، لكن الجائزة اعترفت بمجمل أعماله وظروفه.
فقد صنع الفيلم وهو رهن الإقامة الجبرية، ممنوعا من صناعة الأفلام، وهو عبارة عن يوميات فيديو من حياته اليومية، يظهره الفيلم محبوسا في شقته، يناقش مشاريع أفلامه التي لم تُنجز، ويتأمل في وضعه، وقد هُرّب من إيران على محرك أقراص فلاش مخبأ في كعكة، لعرضه في المهرجان.
وفاز فيلمه السابع “الستار المغلق” (2013) بجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وقد أخرجه مع المخرج والكاتب الإيراني “كامبوزيا بارتوفي”، ويدور حول رجل اعتزل مع كلبه في فيلا منعزلة على شاطئ البحر لتجنب السلطات. وقد استخدم بناهي تقنية إزالة الحدود بين الخيال والواقع استخداما متزايدا، مع دخول الشخصيات وخروجها من السرد.
وفاز فيلمه الثامن “سيارة أجرة” (2015) بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2015، وجائزة “فيبريسي” في برلين. وقاد بناهي نفسه سيارة أجرة في شوارع طهران، وشارك في محادثات مع ركاب من جميع مناحي الحياة. فقدم عملا شبه وثائقي، ورسم لوحة متنوعة للمجتمع الإيراني، وتناول بمهارة مواضيع الرقابة والحرية والتحديات التي يلقاها المواطنون العاديون.
وفاز فيلم “ثلاث وجوه” (2018) بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي عام 2018. ويؤكد بناهي في هذا العمل أنه يرى حياته فيلما سينمائيا طويلا، ويدور العمل حول ممثلة مشهورة معها جعفر بناهي، الذي جسد دوره بنفسه، يسافران إلى قرية نائية في أذربيجان، للتحقيق في مصير فتاة أرسلت رسالة فيديو يائسة، تشير على ما يبدو إلى انتحارها، بعد أن منعتها عائلتها من متابعة التمثيل.
وفاز فيلم “لا توجد دببة” (2022) بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان البندقية السينمائي، وتدور أحداثه بين قصتي حب متوازيتين، كلاهما مهدد بقوى خارجية. في إحداهما، يعيش بناهي نفسه في قرية حدودية، ليخرج فيلما عن بُعد، بينما يراقب العادات المحلية والتوترات السياسية. وفي الأخرى يحاول زوجان الفرار من إيران.
استطاع الولد الفقير أن ينال سعفة “كان”، وأصبح في الغرب رمزا للحرية الفنية، والتمسك بالقيم التي يؤمن بها في مواجهة الجميع، لكن السياسة الدولية سوف تلقي بظلالها القاتمة على الجائزة وعلى الفائز بها، برغم تاريخه السينمائي.