أحمد البوعناني.. مسيرة باذخة للغائب الحاضر في سماء السينما المغربية

د. الحبيب ناصري

هكذا هو حال الكبار، يعيشون بصمت ويبدعون بصمت، ويرحلون في غفلة من الجميع. في حالات عدة لا نلتفت لمثل هؤلاء الذين يعيشون ويبدعون وهم خارج الأضواء، هم موجودون وفي مجالات عدة، في الشعر والرواية والمسرح والسينما والتشكيل والقصة القصيرة.

قد يرحل من أبدع في هذه الأجناس الفنية والثقافية دون أن نلتفت إليه، ربما كان ذنبه أنه لم يكن يتهافت على الأضواء، بل قد يطلب منه هذا ويرفض، معللا جوابه بكونه لا يستحق الظهور، لا في التلفزيون ولا في أي وسيلة إعلامية أخرى. قد نفاجأ أيضا حينما يطرح هو اسما آخر يستحق هذه الالتفاتة لكونه لديه ما يقول، وهو أفضل منه.

هكذا هم الكبار، تربوا في وسط عائلي وروحي وتربوي ودراسي علّمهم التواضع والعطاء دون التفكير في الأخذ، وهؤلاء هم السنابل المملوءة حقا، بينما الفارغات رؤوسها تتجه نحو كل الاتجاهات وهي تتطاير، ناسية أن الرياح تلهو بها كما تشاء. هم خالدون دوما لكونهم لم يتهافتوا على الأضواء، بل كان هاجسهم الأول والأخير أن يقولوا كلمتهم ويرحلون بصمت، محاولين ما أمكن من تقديم شيء ما لفائدة الإنسانية.

لقطة للمخرج المغربي الراحل أحمد البوعناني من فيلم “الباب السابع” للمخرج علي الصافي

 

ضمن هذه الرؤية الإنسانية العميقة نضع الراحل المخرج المغربي أحمد البوعناني، وهو مخرج ولد من تربة مغربية شعبية أصيلة، أبدع في مجالات عدة. نهشته الوظيفة ونهشته الظروف العامة التي عاش فيها، وعلى الرغم من هذا قال كلمته ورحل بصمت وفي داخله جروح مجتمعية عدة واجهها بحكمته الفنية وبصيرته الفكرية.

مزيج الثقافات العربية والغربية.. ميلاد في عصر الاستعمار

في درب من دروب الدار البيضاء الشعبية رأى أحمد البوعناني النور سنة 1938، وهو ينتمي لجيل مغربي تشبع بالثقافة العربية القديمة والحديثة، والشيء نفسه حدث مع الثقافة الغربية لا سيما الفرنسية منها، وذلك بحكم احتلال فرنسا للمغرب ونشرها للغتها في مفاصل الحياة المغربية، وخصوصا التعليم والإدارة.

هو نموذج شامخ لم يكن يفصل بين الشعر والرسم، وبين السينما وبقية الفنون الأخرى، تخرج سنة 1963 من معهد سينمائي فرنسي متخصص بباريس، حيث تخصص في فن المونتاج. وهل من الممكن تصور السينما دون مونتاج؟

بعد عودته من باريس قُبل موظفا بالمركز السينمائي المغربي (تأسس هذا المركز سنة 1944)، وفيه وبه انطلقت مسيرته الفنية الرسمية، هنا سينكب على عمله الرسمي، حيث سيكتب ويخرج عددا من الأفلام السينمائية الروائية والوثائقية ذات العمق المغربي الشعبي والإنساني العميق المرتبط بالهوية المغربية في تفاصيل عدة.

غلاف كتاب “الباب السابع” الذي حلم المخرج أحمد البوعناني بنشره قبل وفاته، إلا أنه صدر بعد وفاته

 

بقي على هذا المنوال حتى سنة 1998، وهي السنة التي تقاعد فيها، وفضّل العيش في قرية صغيرة منشغلا بالرسم والكتابة إلى أن غادر الحياة في شهر فبراير/شباط سنة 2011 بنواحي مدينة دمنات الصغيرة (شرق مدينة مراكش الحمراء).

في بيته الذي تقاعد وفضل العيش فيه بعيدا عن صخب المدن الكبرى، عاش عددا من الذكريات الحلوة والمرة، منها حريق شبّ في بيته، وكان سببا في حرق جزء من أرشيفه. حدث ألقى بظلاله عليه وعلى كافة أصدقائه وأفراد أسرته، حتى حضر أثره في فيلم “الباب السابع” الذي أخرجه المخرج المغربي علي الصافي عن هذا المخرج الراقي بإبداعاته.

قيم اليسار.. توق الكاتب الشاعر المخرج إلى الحرية

نشر أحمد البوعناني عددا من المقالات الفكرية في مجلة “أنفاس” المغربية اليسارية التي كانت بمثابة صورة حقيقية محتضنة لتلك النفوس الباحثة عن مساحات حرية أوسع، وذلك في ظل وضع سياسي مغربي تميز بصراعات فكرية لعبت فيها أقلام اليسار دورا بارزا للدفاع عن قيم الحرية والعدالة والكرامة والحق في التعبير.

بجانب مقالاته ذات البعد اليساري الفكري كان البوعناني ينشر عددا من الأعمال الإبداعية، مثل ديوان “مغالق الشبابيك” (1980)، وديوان “فوطوكرام” (1981)، بالإضافة إلى روايته الشهيرة “المستشفى” (1990).

المخرج والمثقف المغربي أحمد البوعناني أخرج العديد من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة

 

ما بين بداية عمله في المركز السينمائي وتقاعده، أخرج البوعناني كثيرا من الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة، منها فيلم “طرفاية أو مسيرة شاعر” (1966)، و”6/12″ (1968)، و”الذاكرة 14″ (1971)، و”أولاد سيدي أحمد أو موسى” (1977)، و”المنابع الأربعة” (1978)، و”ولادة أمة” (1981)، و”سيدي قاسم أو غصن الزيتون” (1982).

“وشمة”.. منعطف كبير في تاريخ السينما المغربية

من الصعب إذن أن نعرف ملامح السينما المغربية بشقيها الروائي والوثائقي دون أن نقف على عطاءات هذا المخرج والمثقف المغربي الكبير، بل إن كثيرا من الأفلام الروائية المغربية التي أخرجها مخرجون آخرون ما كانت ترى النور لولاه.

يكفي أن أستحضر فيلم “عود الريح” لمخرجه داود أولاد السيد، فهذا الفيلم هو من كتبه، والشيء نفسه قام به كعضو ضمن فريق فني كتب وأخرج وأنتج تحفة سينمائية مغربية معنونة بـ”وشمة”، إنه الفيلم المغربي الذي أجمع النقاد وكل من له صلة بالسينما المغربية وتاريخها الفني على كونه يشكل محطة سينمائية مغربية خالدة على الدوام.

 

إنه فيلم ساهم في كتابته بل وحتى في رؤيته الفنية الإخراجية، نظرا لكون عدد من الأفلام السينمائية خلال حقبة الستينيات والسبعينيات على وجه الخصوص، كانت تكتب وتخرج وتصور وتنتج بشكل جماعي.

“6/12”.. رحلة الكاميرا العفوية في عوالم الدار البيضاء

في كل أعماله الوثائقية أو الروائية لا سيما فيلمه الطويل “السراب” نجد المخرج أحمد البوعناني يحمل هم الإنسان المغربي، ومن خلاله هم الإنسان عموما، فقد تمكن بلغة الأبيض والأسود أن يسافر بنا في تفاصيل حياتية عدة منتصرا  للكرامة وللحق وضد المستعمر الفرنسي، فاضحا إياه كمستعمر غاشم هدفه نشر الفقر ونهب خيرات الوطن.

كان رحمه الله محبا لتفاصيل الحياة الشعبية المغربية بكل تفاصيلها المكانية والزمنية والوقائعية، كان يسافر بالمتفرج نحو عوالم مولدة للرغبة في الحياة.

تخصصه في التوضيب (المونتاج) جعله متحكما في لغة الحكي السينمائي، مسكونا بالأمكنة والوقائع ذات الصلة بالحياة المغربية الشعبية والبسيطة، يكفي على سبيل المثال أن نشاهد فيلمه الوثائقي القصير “6/12” (1968)، وسبب تسميته بهذا العنوان كونه يضع كاميراه في أمكنة عدة من الدار البيضاء من الساعة السادسة صباحا إلى حدود الثانية عشرة.

يسافر بنا الفيلم في عوالم الدار البيضاء (خلال فترة الستينيات)، وبلغة الأبيض والأسود فقط، وقبل ظهور الألوان، يفتح لنا في هذا الفيلم نوافذ عدة، يجعلنا من خلالها نتلصص على حياة المغاربة في هذه المدينة الكبيرة، خروج الرجال والنساء للعمل، فتح المقاهي، تموقع رجال الشرطة في الشوارع لتسهيل مرور المواطنين، مرافقة الركاب داخل حافلات النقل العمومي، التركيز على ملابس المواطنين المختلفة، التقاط صور متحركة عفوية تجعلنا نوقف زمن الفيلم في الستينيات ونقارنها بحياتنا اليوم. كيف كان يعيش الآباء والأجداد بعد حصولهم على الاستقلال، وكيف نعيش نحن اليوم في هذا القرن؟

 

تتكلم الصور المتحركة وحدها دون تعليق من الراوي، ولا حديث داخل الفيلم من لدن الأشخاص المصورين. يبدو أنه تمكن من تحقيق ما كان يسعى إليه رحمه الله في هذا الفيلم الوثائقي البسيط والجميل والحامل لقيم وجدانية وشعبية عدة، وهدفه أن يمكننا كمتفرجين من معرفة طبيعة الحياة في هذه المدينة من السادسة صباحا إلى الثانية عشرة، أي حياة مدينة وسكانها خلال نصف يوم.

حينما نولي وجوهنا نحو فيلم وثائقي آخر وهو “الذاكرة رقم 14” (1971) سنجده هنا معبرا عن تمكنه من لغة التوضيب أيضا، إذ أعاد توظيف مشاهد مأخوذة من سينما المستعمر، وموقعها صحبة نصوص كتبها ورواها بنفسه، ضمن رؤية إخراجية جديدة، ليجد المتفرج نفسه أمام فيلم متضمن لمشاهد كان المستعمر قد أراد بها أن يظهر الوجه “السلبي” للمغاربة، فإذا بهذه المشاهد تجد سياقا مخالفا مولدا للإحساس بالهوية المغربية المدافعة عن الوطن.

“السراب”.. عودة إلى أيام الاستعمار الفرنسي

من الصعب على كل من يريد معرفة تاريخ السينما المغربية أن لا يجد نفسه أمام فيلم “السراب” الطويل الذي أخرجه الراحل أحمد البوعناني (1979)، وهو فيلم له وزنه الفني والجمالي والتاريخي والإنساني.

في هذا الفيلم الذي صوره باللونين الأبيض والأسود يعود بنا المخرج إلى فترة الاستعمار الفرنسي، وبالتحديد خلال فترة الأربعينيات، حيث يعثر مواطن بدوي بسيط -وهو يتسلم كيس دقيق من أحد المستعمرين كمساعدة- على أموال كثيرة تغير مساره، وتجعله ينتقل إلى المدينة، ومن خلاله نكتشف عوالم المدينة وملاهيها وحياتها الليلية وطبيعة التحول النفسي والاجتماعي الذي سيميز حياة البدوي (البطل الرئيسي)، الذي مثله أيقونة التمثيل المغربي محمد الحبشي رحمه الله.

 

صنع الفيلم بلغة سردية سينمائية فنية جذابة وبانسياب فني مميز للتصوير، ونحن في زمن الستينيات، مما يجعلنا نتساءل من أين لهذا المخرج بهذه الرؤية الإخراجية الفنية وهذا التحكم في حكيه المنتصر للإنسان البدوي البسيط، وضمن مشاهد طبيعية تأسرك كمتفرج وتجعلك تكتشف أن خلف هذا العمل مخرجا موهوبا ومسكونا بلغة الفن والجمال، مخرج جعل من الفن مجاله الذي يتحرك فيه ويتنفس به، مخرج مدرك لقيمة الضوء ومتعته البصرية الحاضرة في فيلمه.

عين البوعناني السينمائية.. ترويض الفنون لأجل الذاكرة الشعبية المغربية

لم تكن عين البوعناني مجرد عين تقنية تعلمت كيف تتحكم في الكاميرا وتروي أحداثا متعددة، بل إن من خلفها حكاية شعر عشقه وكتبه، وعينه السينمائية أيضا خلفها يد أحبت الرسم ورسمت عددا من اللوحات، وكتبت الرواية وغيرها من الأجناس الفنية الأخرى.

من النادر أن تجد مخرجا يكتب المقالة السياسية والفكرية ذات البعد اليساري والمنتصر لقضايا الإنسان، وفي الوقت نفسه يكتب الرواية والقصيدة ويرسم ويروي عددا من الوقائع الشعبية، وحينما يمسك القلم لكتابة سيناريو فيلم قصير أو طويل نكتشف كقراء أو كمتفرجين أن الفن يتدفق في كل جنبات عمله.

يبدو أنه منذ بداية مساره الفني أدرك البوعناني أن الفن كتلة متداخلة من الصعب أن تتعامل مع عنصر من عناصرها دون بقية العناصر، ومن هنا راح يكتب ويرسم ويخرج ويصور، بل وبخط يده كتب عددا من الأعمال وجعلها بمثابة لوحة فنية جميلة بما فيها ملصقات الأفلام (البوسترات).

هكذا هم الكبار يدمرون الحدود بين الفنون ويتعاملون معها على أساس أنها متداخلة ويجب الانفتاح عليها برمتها. بصمة هذا التداخل كانت حاضرة في طبيعة مشاهده السينمائية التي صيغت وكأنها قصيدة شعرية تغازل الحياة وتنتصر للمظلوم وتصيح في وجه الظالم.

 

أكيد أن هذا الانفتاح على عوالم الفن المتعددة هو ما جعله يبصر ما لا يبصر غيره، بل هو ما جعله ينتصر للوطن ضد المستعمر الفرنسي، من خلال عدد من الأعمال الإبداعية التي كتبها أو أخرجها. لقد روض الفنون وسخرها في خدمة توثيق ذاكرته المغربية الشعبية، لأنه كان يؤمن أن السبيل الوحيد لمحاربة المستعمر والتخلص منه هو التمسك بالذاكرة المغربية الشعبية الغنية.

على الصافي.. سرد يروي المسيرة في الأيام الأخيرة

أدرك علي الصافي أهمية وقيمة ما قدمه الراحل أحمد البوعناني للسينما المغربية، وكيف أنه وثق جزءا خصبا من الذاكرة الثقافية، وحتى لا يقع في دائرة الظل والإهمال، فقد تمكن من إخراج فيلم وثائقي حوله.

فيلم وثائقي يحضر فيه المخرج الراحل أحمد البوعناني في أيامه الأخيرة وهو يتحدث عن قضايا عدة عاشها حينما عاد من فرنسا والتحق بوظيفته الرسمية بالمركز السينمائي المغربي، تحدث عن ذاكرته الفنية المتعددة، وجال بنا المخرج حتى في بقايا الحريق الذي أصاب بيته في القرية الصغيرة التي فضل أن ينعزل فيها عن الحياة برمتها، منعكفا على الكتابة ولا شيء غير الكتابة.

كانت زوجة البوعناني في خدمة علي الصافي من أجل جعل فيلمه يوثق حياة زوجها المخرج، كان يعيش زمنه الأخير، وباح فيه بأمله وألمه الذي عاشه طيلة مساره المهني والفني، وكيف أنه أفنى حياته في خدمة السينما المغربية.

 

بفضل كرمه السينمائي والفني والثقافي والإنساني مهد الطريق لأجيال عدة تغنم اليوم من هذا الكرم النضالي السينمائي الذي رسخه الراحل، في حين فضل هو الهروب إلى قرية بسيطة ليعيش فيها متأملا كتاباته التي خطتها يداه.

“كيف أضحك والقائد لا يضحك؟”.. لغة السينما بين الوطن والعالم

ما بين لحظات الصمت والتأمل ولحظات البوح بتفاصيل مؤلمة ومضحكة؛ قدم المخرج الوثائقي علي الصافي فيلمه الوثائقي عن أحمد البوعناني، وعنونه بـ”الباب السابع”.

أتذكر أنني شاهدت النسخة الأولية لهذا الفيلم الذي عرض ضمن دورة من دورات المهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة (شمال المغرب)، ومن المشاهد التي أتذكرها دوما، والتي من الممكن أن تثير الجميع في هذا الفيلم هي الحكاية التي حكاها البوعناني عن رحلة سينمائية في جنوب المغرب العميق وهو في بداية مساره المهني بالمركز السينمائي المغربي.

إنها رحلة قادته ضمن القافلة السينمائية التي كانت تطوف بعدد من مناطق المغرب، لا سيما تلك التي لم تكن بها قاعات سينمائية، ففي قرية صغيرة عرضت القافلة السينمائية أفلام الراحل “تشارلي تشابلن”، كان الناس يتفرجون، ثم اقترب من شيخ القبيلة (عون سلطة) وسأله عن السبب الذي جعله لا يضحك وهو يتفرج على أفلام “تشارلي تشابلن” المضحكة؟

رد عليه قائلا إن السيد القائد (ممثل السلطة بالقرية) يتفرج ولا يضحك، فكيف أضحك والقائد لا يضحك؟

 

هذه الواقعة الشعبية والمضحكة جعلته يغير نظرته للسينما ولوظيفتها كما قال في الفيلم الموثق له، إذ كان يؤمن بأن السينما لها لغة كونية، في حين أصبح يؤمن بأن السينما لها لغة محلية، أي عليها أن تنطلق من المحلية وتبقى في حدود هذه المحلية لمخاطبة الناس بمحليتهم التي يفهمونها، بعد أن لاحظ أن أفلام “تشارلي تشابلن” المضحكة لم تضحك القائد (ممثل السلطة) ولا الشيخ (عون السلطة).

نشر الكتاب.. تموت الأجساد وتبقى الآثار

لقد مات أحمد البوعناني، لكن يكفيه فخرا أن اسمه اليوم يتردد على لسان من لهم صلة بالسينما المغربية باعتبارها مكونا من مكونات السينما العربية، بل هو اليوم أيقونة مغربية شعبية وثقافية شامخة، وتحضر في كثير من النقاشات وكتابات النقاد وغيرهم. به يستشهد كل من يريد أن يؤرخ للسينما المغربية، ويبحث في قضاياها ومساراتها وطبيعة موضوعاتها.

وخيرا فعلت أسرته الصغيرة وبعض أصدقائه، إذ تمكنوا من إخراج كتاب كان الراحل يحلم دوما بنشره، إنه كتاب “الباب السابع”، ولعل من هذا العنوان نحت المخرج علي الصافي عنوان فيلمه الذي تحدثنا عنه سابقا.

إنه مؤلَّف ينبش في قضايا سينمائية وسينمائيين مغاربة عدة منذ سنة 1907، أي قبل دخول المستعمر الفرنسي للمغرب، وإلى حدود سنة 1986، ويقع الكتاب في 336 صفحة باللغة الفرنسية، ونأمل أن يترجم إلى اللغة العربية لكي يتمكن القارئ العربي من قراءته والاطلاع على محتوياته الأرشيفية.

رحم الله الراحل أحمد البوعناني، وأكيد أن الكبار والمتواضعين ومن تميزت رحلتهم بالعطاء هم دوما حاضرون في قلوب الناس، من خلال إرثهم الثقافي والإنساني.