عبد القدير خان.. عبقري المختبرات الأوروبية وصانع القنبلة النووية الباكستانية

أمين حبلا

كان يوما مشهودا، حينما صعد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بخطى متسارعة إلى المنصة ليلقي خطابا تاريخيا، ترددت أصداؤه في كل البيوت الباكستانية، وفي كل شبه القارة الهندية بشكل عام، وفي العالم أيضا كان له صدى كبير.

ألقى شريف كلمة مقتضبة أعلن فيها دخول بلاده نادي الدول النووية، بعد أن أجرت خمس تجارب نووية ناجحة، وامتلكت بذلك القنبلة المخوفة التي يحذرها العالم كله، ويسعى بعضه إلى اقتنائها، فعمت الفرحة مدن وشوارع باكستان في ذلك اليوم المشهود من عام 1998، فقد أصبح لباكستان سور دفاعي جديد يكافئ القنبلة النووية الهندية، جار التاريخ والسلاح والحرب والعداء.

 

كان في خلفية الخطاب وما وراء خبره، أن مهندسا أسمر وخط الشيب رأسه قليلا، هو من تولى وصمم وأشرف على كل المراحل، وانتقل إلى مناطق متعددة حتى اكتملت تجربته. كان السلاح النووي حلما وتصميما لا بد من تحقيقه عند الرئيس ذو الفقار علي بوتو، ولم يأبه لتحذيرات وزير الخارجية الأمريكي حينئذ “هنري كيسنجر” الذي رد على تصميم الرئيس قائلا: “ستدفع حياتك ثمنا لذلك”، وقد كان.

التقت رغبة بوتو مع طموح عبد القدير خان الذي كان شابا، فكتب إليه من مهجره الوظيفي في هولندا حيث كان موظفا في شركة هولندية على صلة بأكبر مجموعة أوروبية تعمل في مجال تخصيب اليورانيوم، وتزود محطات الطاقة النووية في بلدان أوروبية متعددة بالوقود النووي.

عبد القدير خان.. عبقري المختبرات الأوروبية وصانع القنبلة النووية الباكستانية

 

إنه عبد القدير خان، الذي ائتمنه وطنه على أمنه، فأنجز له أهم إنجاز بعد استقلال باكستان، قبل أن ينتهي به المطاف طريح فراش الإقامة الجبرية، وقبل أن يختطفه فيروس كورونا اللعين، ويغادر الدنيا على أجنحة عاطرة من ذكرى المجد والرسوخ في ذاكرة السلم والحرب الباكستانية، حيث أعاد لها شيئا من ألقها وقوتها، بعد سنوات الحرب مع الهند، وجرح انفصال بنغلاديش، الذي ترك باكستان، مجرد نمر جريح لا يمكنه الصعود إلى الأغصان ولا مطاردة الفرائس.

على الضفة الهندية، كانت أسهم مهندس القنبلة النووية في ازدياد وتصاعد، احتفى الهنود بالرجل الذي أدخلهم نادي الدول النووية، وأفزع جارهم الباكستاني أيما فزع، فانتخب بعد ذلك رئيسا للجمهورية. أما في باكستان، فقد جرت رياح الأيام بما لم تشتهه مخابر عبد القدير خان، وجاء الجنرال برويز مشرف ليقابل خان، ولكن هذه المرة ليس من أجل تكريمه ولا الاحتفاء بإنجازاته، بل من أجل تقييد أبي الهندسة النووية الباكستانية، وإلقائه في غيابات الإقامة الجبرية عدد سنين.

مدينة بوبال الهندية.. مآسي ما قبل الهجرة إلى باكستان المستقلة

في مدنية بوبال الهندية ابتسمت الحياة لأبوي عبد القدير، في أحد الأيام المُضمّخة بالعطر والجمال، والمآسي المتكررة لأسرة مسلمة مفعمة بالحماس تجاه قضايا الإسلام في شبه القارة الهندية، فقد ألقت الأقدار ذلك الطفل الوديع سنة 1936، وعاش طفولته وجزءا من شبيبته في مدينة بوبال، قبل أن يهاجر مع آلاف المسلمين الآخرين باتجاه باكستان المستقلة، كان ذلك سنة 1952 بعد أربع سنوات فقط من انفصال باكستان عن الهند.

كلية دي جي للعلوم التقنية بمدينة كراتشي حيث درس عبد القدير خان

 

اختار والداه الإقامة في مدينة كراتشي الأثيرة في التاريخ والسياسة بباكستان، وهناك التحق بكلية دي جي للعلوم التقنية طالبا في قسم الفيزياء والرياضيات، قبل أن يحصل على بكالوريوس العلوم في علم المعادن الفيزيائية من نفس الجامعة سنة 1960.

لم تكن تلك السنوات سهلة على باكستان التي تعيش على ضفاف النيران واللهب، وتستعد بين الحين والآخر لحرب مفتوحة مع جارها الهندي الذي لم يغفر لها الانفصال عنه.

مفتش الأوزان والمقاييس.. وظيفة مؤقتة لعبقري علم المعادن

بعد تخرجه عينته الحكومة مفتشا للموازين والمقاييس، ولو أنه قبل بتلك الوظيفة لعاش بقية حياته موظفا متجولا في أسواق كراتشي، يساوم هذا البائع أو ذاك عن السعر والوزن والكيل، وعن الضريبة والإتاوات، لكن طموحه كان مرتفعا جدا، فاستقال من الوظيفة الصغيرة، وخرج من باكستان بحثا عن عالم آخر يليق بطموحه أو يهتم بتخصصه.

وفي غربته العلمية، راكم عبد القدير كثيرا من الشهادات التي صقلت موهبته، وزادت طموحه وإصراره على خدمة بلاده، ففي برلين الغربية درس شطرا من تخصصه الهندسي، قبل أن ينتقل إلى هولندا حيث حصل هنالك على درجة الماجستير في علم المعادن، قبل أن يضيف إليها الدكتوراه، سنة 1972 في الجامعة الكاثوليكية في بلجيكا، وهنالك بدأت الأنظار تتجه إليه باعتباره عبقريا هادئا يعمل في صمت، وفي صمت يحترق فؤاده من أجل وطنه الذي يعيش في تلك السنوات حربا ضروسا مع الجار الهندي المتفوق عسكريا وسياسيا على باكستان.

 

في نفس السنة، انتقل الدكتور عبد القدير خان إلى مختبر أبحاث الفيزياء الديناميكية، موظفا محترما براتب أكبر عشرات المرات مما كان سيجنيه من رقابة المقاييس والأوزان في أسواق كراتشي، كان هذا المختبر مقاولا يعمل لصالح مجموعة يورنكو المتخصصة في تخصيب اليورانيوم، التي تعمل عبر أجهزة الطرد العالي ذات السرعة القصوى.

ترجمة الوثائق.. بنك من المعلومات يمهد للمشروع الكبير

استطاع عبد القدير خان خلال سنوات قليلة حصد كثير من درجات التميز العلمي والمهني، ونال شهرة واسعة، باعتباره عالما ذا موهبة متميزة، وتوفر له الوصول إلى بنوك هائلة من المعلومات، وخصوصا في المناطق المعتمة من مخابر ووثائق منشأة يورنكو النووية، وتمكن من قراءة وفك كثير من الشيفرات السرية المهمة في تطوير وصناعة أجهزة الطرد المركزية الغازية.

كان التصريح الأمني الذي يحمله خان، كفيلا بأن يفتح أمامه الأبواب والخزائن المغلقة، وكان من بعض مهامه الخاصة ترجمة الوثائق الألمانية الخاصة بالتقنية النووية إلى اللغة الهولندية، وقد كانت تلك خطوة أولى لأن تختزن ذاكرته كل تلك المعلومات الهائلة التي تحولت بعد ذلك إلى مشروع باكستان الكبير.

صاروخ شاهين الباليستي الذي حمل أول رأس نووي باكستاني سنة 1998

 

وفي هولندا دخل مشروع صغير في حياة عبد القدير، عندما اقترن سنة 1964 بالسيدة “هندرينا ريترينك”، وهي مواطنة بريطانية من أبوين هولنديين قادمين من جنوب أفريقيا، فقد التقى المهاجران ونسجا قصة حب، وأسسا بيت الزوجية الصغير، غير أن هموم الوظيفة ومشاغل البيت لم تستبد بكل تفكير واهتمامات خان، إذ كان مشغولا جدا بانهزام بلاده أمام سطوة الهند في حربهما سنة 1971، وزاد المرارة عمقا إجراء الهند تجربتها النووية سنة 1974 معلنة لجيرانها أنها تجاوزتهم بقوة السلاح وعسف القنبلة النووية.

بوتو وخان.. ثنائية السياسة والعلم والطموح النووي

كان ذو الفقار علي بوتو في أشد الألم، وهو يرى جيوشه تنهار أمام الجيش الهندي، ويرى باكستان الشرقية، تنفصل عن توأمها الغربي وتحمل اسم بنغلاديش، وكان يؤمن بقوة أن امتلاك القوة النووية الحارقة هو السبيل الأوحد لإقامة توازن الرعب في شبه القارة الهندية.

التقت رغبة بوتو مع طموح عبد القدير خان، واستطاع خان في رسالة وجهها إلى الرئيس بوتو في 17 سبتمبر/أيلول 1974؛ أن يعدل مسار المشروع النووي باكستاني من مسار البلوتونيوم إلى مسار أجهزة الطرد المركزي للتخصيب.

رجلان التقيا على حب باكستان الوطن.. عبد القدير خان وذو الفقار على بوتو

 

التقى رجلا باكستان بعد ذلك بثلاثة أشهر، وحصل خان على التشجيع اللازم، ثم بدأ بجمع المتطلبات المادية لإتمام عمله، ووضع لائحة بالموردين الأساسيين لأجهزة الطرد المركزي، وأسس المرتكز الأساسي للانطلاق، وأصبحت خطته جاهزة للتنفيذ.

ولانطلاق العمل، أنهى خان أعماله التي كانت تدر عليه أموالا باهظة في هولندا، وحمل أمتعته رفقة زوجته وابنتيه إلى باكستان، منهيا عمله في أوروبا، واستقر هنالك بين المخابر والخبراء عدة سنوات، حيث عمل أولا في هيئة الطاقة الذرية في بلاده، قبل أن يؤسس في السنة الموالية مختبر الأبحاث الهندسية لتطوير وتخصيب اليورانيوم.

مدينة كاهوتا.. قلعة تحالف أدمغة باكستان وأموال العرب

كانت مدينة كاهوتا باكستانية، ميدانا خصبا لعمليات التجريب الأولية التي نفذها خان من أجل الوصول إلى هدفه الذي تحقق بعد سنوات، بعد أن تمكن من تخصيب اليورانيوم، وتطوير نماذج متعددة لأجهزة الطرد المركزي، وفقا للتصميمات الألمانية.

وفي سنة 1981 غير الدكتور عبد القدير اسم مختبره إلى “مختبر خان”، وبدأت تكاليف الإنتاج تتوسع، بينما كانت باكستان المنهكة أمنيا وسياسيا، تزداد معاناتها الاقتصادية، وهنالك توجه خان ومن خلفه الدبلوماسية الباكستانية إلى السعودية وليبيا من أجل الحصول على الدعم، وتدفقت الأموال إلى المختبر.

توفرت للبرنامج النووي الباكستاني عدة أسباب للنجاح، أبرزها السرية العالية في كل مراحله، والدعم السياسي الكبير من النظام الرسمي في البلاد، وكذا الدعم العربي، حيث كانت أموال السعودية وليبيا تتدفقان على هذا البرنامج الذي لم يسهم فقط في تأسيس قوة قادرة على حماية باكستان ومن تريد إسلام آباد حمايته، بل وفرت نظاما تعليميا سريا لمئات العلماء الباكستانيين الذين وجدوا في معامل كاهوتا فرصة لا تعوض للتلمذة على شيخ القنبلة النووية عبد القدير خان.

وهكذا تحققت جوانب متعددة من إنسانية الرجل الذي لم يتخلف عن عون بلاده على تحقيقه حلمها النووي، ولم يحتكر معرفته عن أبناء بلده، في وقت كان فيه الطلاب المسلمون محرومين دائما من الالتحاق بمثل هذه التخصصات في الجامعات الغربية، كما يواجه العلماء المسلمون مطاردة دائمة غالبا ما تنتهي بالتصفية الجسدية.

قنبلة إعلان القنبلة.. مفاجأة قلبت خارطة السياسة الدولية

لم يكتف خان بتأسيس السلاح النووي الباكستاني، بل حمل على عاتقه تطوير قطاع تعليم التقنية في كل باكستان، فأشرف على إنشاء كليات تقنية جديدة في عدد من أقطار باكستان، بالموازاة مع برنامجه النووي الذي استمر واستطاع إنجاز عدة تفجيرات نووية تحت سطح الأرض، في سبتمبر/أيلول 1986، محققا بذلك في عقد واحد ما صرفت فيه دول غربية كبيرة أكثر من عقدين لإنجازه.

 

كانت سنوات الثمانينيات، وأجزاء من التسعينيات فرصة لا تعوض لباكستان لتطوير قدراتها النووية بعيدا جدا عن الإعلام، وبعيدا عن أنظار العالم، وفي سنة 1998 وبعد أن أعلنت الهند عن خمس تجارب نووية ناجحة، ردت باكستان بإعلان مماثل، وأصبح العالم مشدوها، كيف استطاعت إسلام آباد الانتقال إلى هذا الصف العالي من التسليح، وإحداث التوازن التام مع الهند.

ويرى مراقبون لمسيرة التسلح النووي الباكستاني أن إسلام آباد تملك مئات الرؤوس النووية، وهي قادرة على إنتاج 20 قنبلة نووية سنويا، مما يعني أنها تجاوزت القنطرة، وحققت التوازن الذي كان أكثر ما يؤرق نيودلهي.

برويز مشرف.. انقلاب أطاح بالحكم المدني والتشريف النووي

انتقل اسم عبد القدير خان إلى سماء المجد في باكستان، واعتبره شعبها البطل الثاني بعد مؤسسها محمد علي جناح، وتوالت أكاليل الاحتفاء والتمجيد على خان الذي سلمه رئيس البلاد حينها محمد رفيق طرار أعلى وسام تقديري في باكستان.

في العام 1998 قام الجنرال برويز مشرف بانقلاب عسكري أطاح بالحكم المدني، وفي السنوات اللاحقة عاشت البلاد في أزمات أمنية واقتصادية خانقة.

وبالتوازي مع ذلك، كان اهتمام الغرب يتزايد بأسطورة باكستان ورجلها الأبرز، وبدأت التهم تتهاطل عليه، في حين اتخذت السياسة الباكستانية مع الجنرال برويز مشرف سبيلا آخر، حيث تنكرت لماضيها النووي وأخذ الأبناء الجدد يواصلون عقوق أبي القنبلة النووية الباكستانية، ليجد نفسه سنة 2004 مرغما على الاعتراف أمام التلفزيونات العالمية، بأنه متورط في نقل التجربة النووية إلى “بلدان وأنظمة مارقة”.

قرأ الرجل الذي غزا الشيب والهم رأسه بيان الإدانة، واعترف بأنه تاجر تقنيات، وأن باكستان التي يقودها ويقود جيشها الجنرال برويز مشرف بريئان مما أقدم عليه.

برويز مشرف يجبر عبد القدير خان على الاعتراف بتسريب التكنولوجيا النووية لدول أخرى ويفرض عليه إقامة جبرية إرضاء لأمريكا

 

أبو القنبلة النووية.. رئيس في نيودلهي وحبيس في إسلام آباد

كان الجنرال برويز مشرف صديقا خاصا للغرب وللولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، وهي التي رعت انقلابه على حكومة نواز شريف، وحققت من خلاله كلما ما أرادت من تحويل باكستان إلى منصة لتدمير أفغانستان، وتحويل قواعدها إلى سجون مفتوحة للتحقيق والتعذيب.

ولأن خان قد استحق وفق هذه التهمة العقوبة، ولأنه كان عونا كما يقال للبرنامج النووي الإيراني والليبي، فقد أبقي عليه سجينا في منزله بالعاصمة إسلام آباد عدة سنوات، قبل أن يعاد له الاعتبار بعد ذلك بسنوات.

أما نظيره في الهند أبو بكر زين العابدين عبد الكلام الذي يحمل لقب أبي البرنامج النووي الهندي، فقد ظل يترقى صعدا في درجات التقدير حتى نال رئاسة بلاده، في الوقت الذي كان فيه عبد القدير خان لا يستطيع تجاوز عتبات بيته الخاضع للرقابة المستمرة.

استمرت محنة خان خمس سنوات عاش فيها رهين محبسي البيت الضيق، والحنق والألم، جراء ما يراه هو وكثير من الباكستانيين خيانة من برويز مشرف للمجد الباكستاني، وتنكرا لما قام به عبد القدير من جهود حلقت بباكستان عاليا، وأنقذتها من الانهيار.

فيروس كورونا.. آخر ما بقي من مقاومة السرطان

في سنة 2009، حكم القضاء الباكستاني برفع الحرج عن حركة عبد القدير خان، وعاد رمز باكستان ليتنسم هواء الحرية في مدنها وشوارعا، بعد سنوات الإقامة الجبرية المؤلمة، التي لم تزده تهمها إلا حبا وتقديرا في قلوب الباكستانيين.

ولم تكن السنوات الإحدى عشرة الفاصلة بين حريته المستردة ورحيله عن العالم أكثر من سجن مفتوح، فقد كان المرض قد بدأ يأخذ من قوة الرجل، وفي عامه السبعين بدأ سرطان البروستات ينهش جسمه، وبدأت قوته تنهار، وأصبح شيخا باكستانيا مسنا تخفي تجاعيد وجهه قصة باكستانية من العزيمة والطموح، والقوة والضعف، والسموق والانهيار، والمقاومة والصعود.

 

وفي يوم الأحد 10 أكتوبر/تشرين الأول سنة 2021 استطاع فيروس كورونا أن يصطاد ما تبقي من روح ومقاومة في جسد عبد القدير خان، مطفئا بذلك شمعة طموح توهجت في سماء بلاده لأكثر من 85 سنة، وجعلت الشاب المهاجر من الهند إلى باكستان المستقلة عنوان الشرف الأول، وقصة المجد الباكستاني.

وفي ثنايا تلك القصة صفحات كثيرة لم تكتب ولن تُروى، فقد رحلت في أكفان عبد القدير، وسارت معه إلى حيث انتهت يومياته في الحياة، لكن ذكراه وصوته وما قدم لبلاده سيبقى لقرون قصة أخرى تروى، ضمن سعي حثيث لإقامة “القنبلة الإسلامية”، التي كانت عنوانا لواحد من كتبه المئة والخمسين التي ألفها كما يؤلف أجزاء المفاعلات النووية ويؤلف قلوب باكستانيين عليه حيا وميتا.