محمد زينات.. من جيش التحرير إلى كواليس السينما إلى المنفى

عبد الكريم قادري

من شدة حبّه للسينما راوغ الجميع ليحقق حلمه؛ الجهة المنتجة والتقنيين وحتى الممثلين، حيث جمعهم ووزعهم على حارات وأحياء العاصمة لتنفيذ المشاهد، بعد أن قال لهم إنه ينوي إنجاز فيلم دعائي من عشرين دقيقة لفائدة البلدية التي أمرته بهذا، وبعد إكمال التصوير حجب نفسه في إحدى غرف المونتاج الباريسية، ليعود بعد أيام إلى بلاده محمّلا بشريط الفيلم الذي انتظره الجميع، وحين أتى يوم العرض كانت المفاجئة على وجوه الجميع دون استثناء، فما الذي حدث حتى تكون النتيجة بهذا الشكل، ومن هو هذا المخرج الذي أحدث هذه الخلخلة؟

عاش حياة مليئة بالأحداث يمكن تكييفها وتحويلها إلى فيلم سينمائي بسهولة تامة لكثافة مساره وتميزه، فقد كان ضابطا في جيش التحرير الوطني إبّان الثورة الجزائرية (1954-1962)، قبل أن يحول إلى تونس عندما جرح في أحد المعارك، وهناك لم يقف مكتوف اليدين، بل تحوّل من المواجهة الجسدية وحمل السلاح إلى المواجهة الفنية وحمل الكلمة، ليساهم وهو بتونس في خلق الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني التي كانت هي البذرة الأساسية في تأسيس المسرح الجزائري، ليعود بعدها إلى وطنه الجزائر.

حين عاد إلى الجزائر بدأ شق طريقه نحو الفن، لكنه كان طريقا مليئا بالأشواك والعقبات التي استطاع أن يتحدى القليل منها، لكنه وقف عاجزا أمام جبروت الكثير منها، كتغوّل الإدارة وبيروقراطيتها، وتجبّر بعض الأسماء التي تدعي أبوتها على الفن، لكنها في الخفاء تقطع الطريق أمام كل طامح يملك أدوات النجاح والعمل، ليجد نفسه أخيرا في منفاه الاختياري بفرنسا، بعيدا عن بلده الذي حمل فيه السلاح وواجه المستعمر الفرنسي، حتى تعيش الجزائر حرة مستقلة، لكن هذا الحلم لم يتحقق، لأنه اصطدم بصخرة الواقع الصماء، لهذا ترك خلفه تلك الأحلام التي وجد صعوبة في تحقيقها، ورحل إلى هناك متجرعا مرارة الألم والحسرة.

 

محمد زينات.. علامة فارقة في مدونة السينما الجزائرية

ولد الممثل والمخرج محمد زينات يوم 16 يناير/كانون الثاني 1932 بالجزائر العاصمة، وتوفي في سان دنيس بفرنسا يوم 10 إبريل/نيسان 1995 عن عمر يناهز 63 عاما قدّم خلاله الكثير للسينما الجزائرية، وأهم ذلك على الإطلاق فيلمه الوحيد كمخرج وهو “تحيا يا ديدو” (1971)، وسنتطرق له فيما بعد بشيء من التفصيل لأهميته الكبيرة في مسار المخرج وعلى مدونة السينما الجزائرية.

عمل محمد زينات كمساعد للعديد من المخرجين الذين كان لهم أثر فني مثل فيلم “معركة الجزائر” (1966) للإيطالي “جيليو بونتيكورفو”، و”أيادٍ حُرّة” لـ”إنيو لورونزيني”، كما عمل كمساعد مخرج وممثل في الفيلم القصير “مونتقمبي” (1968) لـ “سارة ملدورور” الذي يتحدث عن التمييز العنصري، وقد نال الفيلم جائزة مهمة في أيام قرطاج السينمائية، كما شارك في العديد من المهرجانات العالمية.

وقد عمل أيضا كممثل في العديد من الأفلام الفرنسية والعربية نظرا للملامح القوية التي كانت تكسو وجهه، إضافة إلى احترافيته وفهمه الجيد للسينما نتيجة لخبرته المكتسبة فيها، مثل في أعمال مهمة مثل فيلم “أبناء العم الثلاثة” (1970) للمخرج الفرنسي صديق الثورة الجزائرية “رونيه فوتيي”، وفيلم “عزيزة” (1980) للمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار، كما شارك في العديد من الأفلام الفرنسية الأخرى كممثل أو مساعد مخرج.

 

“تحيا يا دودو”.. فرصة إخراجية خالدة

رغم التجربة التي كان يملكها محمد زينات وشغفه الكبير بالسينما فإنه لم يجد أي فرصة للعمل كمخرج سينمائي، لهذا كان كل حلمه أن يقوم بمهنة الإخراج، وانتظر هذه الفرصة كثيرا، لكن يبدو أن الحظ لم يحالفه في ظل منظومة بيروقراطية أشد تعقيدا من أن تحقق أحلامه، لهذا عندما جاءته فرصة إخراج فيلم استغلها أحسن استغلال، وطوّعها لفائدته حتى تتسع لأحلامه.

أتت هذه الفرصة حين كلّفه البروفيسور والمجاهد البشير منتوري رئيس بلدية الجزائر الوسطى بإنجاز فيلم قصير دعائي للعاصمة تبلغ مدته 20 دقيقة من أجل استعماله لغرض الإشهار للمدينة، ومن هنا تلّقف زينات هذه الفرصة، واتصل ببعض أصدقائه القدامى من بينهم المصور علي مروك الذي يعمل في ديوان الأحداث الجزائرية، ويشرف عليها محمد لخضر حمينة والفرنسي “بيار كليون” رفيق السلاح والكاميرا والممثل حيمود إبراهيم وآخرين ممن رأى بأنهم سيشاركون في صناعة هذا الفيلم.

لا أحد من هؤلاء كان يعرف ما كان يفكر فيه محمد زينات أو يخطط له حتى أقرب الأقربين له، فقد قال لهم إنه سينجز فيلما دعائيا لفائدة البلدية ووزع المهام عليهم، وقد استغل الاحتفاليات التي كانت تحدث في العاصمة وقتها، وبدأ في صناعة فيلمه الذي قدمت له ميزانية صغيرة جدا، ليبدأ بعدها يسابق الزمن، ورئيس البلدية يتصل ويحتج على التأخير إلى أن جمع كل المادة التي صورها فريقه وطار بها إلى مكتب المونتاج في فرنسا، وهناك صنع فيلمه الخالد “تحيا يا ديدو”.

صورة تجمع محمد زينات مع أحد الممثلين الجزائريين أثناء تصوير فيلم “تحيا يا ديدو” عام 1971

 

76 دقيقة.. مفاجأة في تاريخ الفن السابع

عُرض فيلم “تحيا يا ديدو” في الوقت المناسب بحضور السلطات، وكان من بين الحاضرين البشير منتوري الذي تفاجأ بوجود فيلم مغاير وصادم جدا تبلغ مدته الزمنية 76 دقيقة، بينما كان يفترض أن تكون مدته 20 دقيقة فقط.

يقول المصور علي مروك في إحدى مقابلاته عن هذه التجربة الفريدة إن “الكل كان يعتقد أن المخرج محمد زينات ساذج، لكنه في هذا الفيلم كان يراوغ الكل، وقد استطاع أن يخدع الجميع، كان يتلون مثل الحرباء مع كل فرد من الفريق، وقد رفع الرهان عاليا ليفوز به بعد أن واجه الشدائد بالذكاء ليقدم فيلما في غاية الأهمية، كان له الأثر الكبير في تاريخ السينما الجزائرية”.

ورغم هذا النجاح الكبير الذي حققه الفيلم فإن الأبواب لم تزل موصدة في وجهه، مما جعله يفقد اليأس ويسافر إلى فرنسا وفي جعبته الكثير من السيناريوهات التي لم تتحقق، وهناك عاش غريبا ومات وحيدا في أحد المستشفيات، حتى أن شريط الفيلم رُمي به في أحد أقبية مقر بلدية الجزائر الوسطى، وكاد أن يفسد لو لم ينقذه برنامج “دعم حماية وتثمين التراث الثقافي” لدى وزارة الثقافة التي تسعى إلى إعداد مشروع خاص لحماية التراث السينمائي من خلال الذاكرة الفيلمية، حيث رُمم الفيلم مع جملة من الأفلام الأخرى.

افتتاحية فيلم “تحيا يا ديدو”، حيث يحمل شخص “كلاكيت” من على مهبط الطائرات في المطار حيث تحط الطائرة على المدرج

 

كلاكيت على مهبط الطائرة.. افتتاحية الفيلم الذكية

جاءت افتتاحية فيلم “تحيا يا ديدو” ذكية ومعبرة ومركزة تشي بعبثية المُنتظر في العمل من خلال توظيف ديكور موجود وغير مكلف وجعله وكأنه جزء من الديكور العام الذي يوفره البرنامج الإنتاجي، وقد كانت الافتتاحية عبارة عن شخص يحمل “كلاكيت” يؤشر به على بداية الفيلم من على مهبط الطائرات في المطار حيث تحط الطائرة على المدرج، بعدها نسمع صوتا خارج كادر الصورة ما يوحي بأنه المخرج، حيث يحتج على الطيّار الذي لم يجعل الطائرة تنفث الدخان خلفها، لهذا يأمر بإعادة المشهد من جديد.

نرى من خلال الإعادة بأن الدخان بات يصدر من الطائرة، وتوحي هذه اللقطة التأسيسية في العمل للمشاهد بأن هذا الفيلم استهلك ميزانية كبيرة، والدليل أن المخرج يستعمل الطائرات المكلفة ويعيد اللقطات ليصل إلى الصورة المناسبة، ليدخل بعدها في متن الأحداث دون أن أقول متن القص لأنه عمل سينمائي تجريبي عصي على التجنيس، وأكثر من هذا فإنه يتعالى على المعايير الكلاسيكية للسينما والنقد، لأنه كان عبارة عن لوحات متنوعة لحارات وشوارع العاصمة الجزائرية، فلا تسلسل زمني ولا رابط لموضوع معين وواضح يذهب في اتجاهه ويعالجه.

 

ملصق في غرفة ضابط المطار.. ظلال القضية الفلسطينية

تجد التفاصيل الشكلية والموضوعية منطقها بالمونتاج بعد أن ربطها بخيط رفيع ووصل بين المشاهد واللقطات، مما ولّد فيها قيما مختلفة موزعة بين جماليات السرد واللحظات الإنسانية التي لم يتخل عنها، بل وزعها على جميع مفاصل العمل وتفاصيله، ومن بينها مثلا الإشارة إلى موقف الجزائر من القضية الفلسطينية دون اللجوء إلى التصريح أو الذكر المباشر لها عن طريق الملصق المعلق في غرفة الضابط في المطار، وقد كتب عليه اسم فلسطين تتوسطه نجمة داود التي تحيط بجسد المسيح المصلوب والدامي.

ومن جهة ثانية يمكن معرفة السياق الزمني لهذا التوظيف الذكي وهو بعد حرب 1967 وقبل حرب أكتوبر 1973، فالإشارة الزمنية جاءت من خلال المصادقة على جواز السفر وإظهار التاريخ الكامل، وهو يوم 03 يوليو/تموز 1970.

قدم المخرج هذا الكم من المعلومات والمواقف والإشارات في ثواني معدودة بدون مشاهد حوارية ربما لو توفرت فيه لكانت رتيبة ولا تؤدي أي وظيفة رمزية، كما تربع الفيلم على قيمة جوهرية قد يكون المخرج أسس عليها عمله ككل، وخلق لها اتجاهات ثانوية لتأخذ بيدها في التثبت لدى ذهن المتلقي، وهي عملية إظهار مخلّفات الاستعمار الفرنسي وإفرازاته على جزائر ما بعد الاستقلال، وكأنه يقول بأن جرح الجزائر غائر ولن يشفى بسهولة.

جسد هذه القضية من خلال شخصية “سيمون” الضابط الفرنسي السابق وزوجته اللذين جاءا كسائحين، لكن “سيمون” يتفاجأ وهو في المطعم بأحد ضحاياه يجلس مع ابنه وهو شارد، إذ سبق وأن مارس عليه صنوف التعذيب، مما جعله يدخل في أزمة نفسية، ولم يستطع “سيمون” الكلام مما اضطره للخروج مع زوجته من المطعم، لكن هذا الضحية (محمد زينات) كان لا يرى لأن هذا الجلاد أخذ بصره.

لقطة للمثل محمد زينات في إحدى الحواري الجزائري خلال تصوير فيلمه “تحيا يا ديدو”

 

“يا بهجتي”.. عشق المدينة وحواريها

كان واضحا ولع المخرج محمد زينات بشوارع العاصمة وحاراتها، وبالأخص حي القصبة العتيق، وقد انعكس هذا في أغلبية مشاهد الفيلم، حتى أنه استعان بمناظر علوية من الأرشيف ليُظهر تلك التفاصيل التي تصنعها الالتواءات والمنخفضات والمرتفعات والهندسة المميزة والأسواق الشعبية وصيحات الباعة وبساطة الناس وعفويتهم.

كما تتبع يوميات الفرد العاصمي، ذلك الصياد الذي يبحث عن رزقه، والشرطي يطارد الأطفال في تلك الشوارع وعلى السلالم التي تصنع بهاء العاصمة ورونقها، وذلك الإسكافي والمصور ومواكب الاحتفالات وجمهور الرياضة.

تصنع هذه التفاصيل ملامح العاصمة أو كما تسمى “البهجة”، وقد تغنى بها شاعر القصبة الشعبي “مومو” حيمود إبراهيم من على أحد أرصفة البحر، وحوّل المخرج هذا المشهد على لازمة في الفيلم يعود له كل لحظة حيث نسمع صوت مومو يردد كلماته بتفاعل واضح:

يَا بَهْجَتِي قَالُوا لَكْ بَلْلِي أنْتِ مَبْنِيةْ فُوقْ الجْزِيرَهْ الْخَضْرَا؟

وَالْجْبَلْ مُولْ الْقَمْقُومْ الأبْيَضْ رَاهْ مْسَامِيكْ عْلَى الشَّفْرَهْ؟

قَالُوا لَكْ بَلْلِي مَعْدَنْ الْحَيَاةْ حَجْرَهْ نْفِيسَهْ عَنْدْ الْقَلْبْ الْلِي يَقْرَا؟

مَنْ قْرَاكْ قْرَا الْحْيَاةْ يَا بَهْجَتِي، وَالْلِي قْرَا الْحَيَاةْ مَنَّكْ مَا يَبْرَا.

تتداخل هذه المشاهد بمواقف عبثية تحرك انفعالا ما داخل المتلقي، حيث يجري تجسيد شاب على سيارة يعاكس الفتيات في الشارع، ولا فرق عنده بين المرأة العازبة أو المتزوجة، حتى أنه في أحد المشاهد عاكس زوجة المناضل الذي عذبه “سيمون”، ومن أجل إبراز المفارقة تمر إحدى النسوة من أمام سيارته، وبعد أن يضغط على المكابح يقول لها إنها ليست مؤدبة، وكأنه هو المؤدب.

لكن في الأخير نراه مقيدا بالسلاسل من قبل الشرطي، وفي نفس هذا السياق نرى الضحية الأعمى يصطدم بشخص آخر، فيقول له الأخير: “واش بيك أعمى ما تشوفش”، فيرد عليه الضحية قائلا “أسمح لي”، وهذه مفارقة محزنة أن يعتذر الضحية من الجلاد.

كما تنوعت المشاهد بين المرأة الحديثة التي ترتدي “الميني جيب” والمرأة التي ترتدي اللحاف، وهنا رمزية الحداثة والتراث، ولتجسيد هذا التسامح نرى المرأة الأولى تدخل المحكمة والثانية تخرج منها، وكأن المخرج يقول بأن الجزائر الجديدة تسع الكل، وتأكيدا لهذا البعث يجسد زينات في أحد المشاهد العميقة عربة تجرها مجموعة من الحمير تمر على مستودع للشاحنات، وهي إشارة واضحة لمفارقة الجديد والقديم

لقطة من خاتمة فيلم “تحيا يا ديدو”، والتي جاء فيها اتجاه “السد” إلى اليمين مُشيرا إلى الخواء والظلمة، بينما “الفتح” فيشير إلى الجزائر الجديدة التي تقبل الجميع

 

توظيف الرسوم التاريخية.. رحلة الجزائر نحو الاستقلال

حوّل المخرج محمد زينات فيلمه “تحيا يا ديدو” إلى وثيقة تاريخية مهمة، حتى أنه لم يرض بما توفر لديه من ديكورات جاهزة وفرتها له الظروف المواتية خاصة السمعية والبصرية منها، وانتقل إلى توظيف الرسوم التاريخية التي قام بها الفنان التشكيلي العالمي الجزائري محمد إيسياخم ومصمم الديكور عبد الرحمن ناصر.

إذ قام بتجميع هذه الصور ودمجها بطريقة جيدة، فصنع بها مشاهد جميلة روى بها مراحل مهمة من تاريخ الجزائر القديم إلى غاية الاستقلال، تصحبها موسيقى قوية تساعد على فهم تلك اللوحات وتفسرها وجدانيا، كما ترافقها أصوات مظاهرات مرة تنادي بالجزائر فرنسية، ومرة تنادي بتحيا الجزائر لينتصر في الأخير شعار الجزائر المستقلة.

من هنا كان هذا الفيلم جامعا لعدة فنون بعد أن استعملها بطريقة جيدة خدمت فكرة المخرج ومآربه الفنية، واستكمالا للافتتاحية القوية للفيلم جاءت الخاتمة بنفس الأهمية، لكنها كانت أكثر رمزية يعكسها الشاعر الشعبي مومو الذي وقف على الطريق ينتظر الحافلة تحت لافتة تعكس اتجاهين هما “السدّ” و”الفتح”، وقد ردد مومو شعرا بالدارجة الجزائرية:

يا سعد السعد اللي يتلاقى بسعدو
من بعد ما كان فالظلام سعدو جبدو للضو
يا بهجتي، السد خاوي، والفتح ضاوي
والمستقبل ماهوش مخصوص بالجاوي

لتتوقف الحافلة بعدها قادمة من جهة “السد” الفارغ المظلم الذي لا حياة فيه ولا روح، محملة بكل شخصيات الفيلم تقريبا، الشرطي والضحية، الشاب والطفل، ليصعد مومو فيها وتتوجه بعدها إلى جهة “الفتح” المضيء حيث الجزائر الجديدة التي يشارك في مستقبلها الكل.

إن فيلم “تحيا يا ديدو” هو عين من عيون سينما الجزائر، وهو من بين أجمل الأفلام التي صنعت تنوع وخاصية المشهد السينمائي الجزائري من خلال البحث عن قوالب جديدة تجافي الماضي وتفتح آفاقا جديدة للمستقبل، ولن يكون هذا إلا من خلال التحرر من القوالب القديمة، وهذا ما فعله محمد زينات.