ميمون البكوش.. شيخ الراي الذي توحّد في أنينه المغرب العربي

 

يونس مسكين

“ياك تقابلو الأبطال
وياك تقابلو الأحباب
آه وتقابلو الأحباب..

خمسة هذا في يد هذا والعدو حاذر على بال
ومنين تعانقو الأحباب كي الشرقي كي الغربي
كاع أمة النبي زادت الأهوال…
الله أكبر الله أكبر”.

الأبطال هنا هم قادة دول المغرب العربي الخمسة الذين أعلنوا تأسيس الاتحاد بين المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا وليبيا في شهر فبراير/شباط 1989. والقائل ليس سوى ميمون البكوش؛ الحنجرة التي صدحت بالمواويل والآهات وأنشدت الحب والألم والغربة والوصال.

عاش حياته حاملا لقب “الشاب” الذي يقترن بأسماء المطربين المغاربة والجزائريين المنحدرين من المناطق الحدودية بين البلدين، لكن فنّه تدثّر برداء الشيوخ.

الشاب ميمون الوجدي الذي توفي في أوائل شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2018؛ أيقونة لفن ساهم في إخراجه من قفص الفكرة السائدة عن غناء الطائشين، لينشد الوطن والدين والتاريخ والجغرافيا.

لا يكاد أي من ألبوماته الـ16 التي أنتجها في سنواته الفنية الأربعين يخلو من نداء لوحدة المغرب العربي واجتماع كلمة العرب والتئام الإخوة ونصرة الإسلام، وإن كان في بداياته قد تغنى بملذات الحياة واعترف بانغماسه فيها، هروبا من الواقع تارة ونقمة عليه أخرى.

 

حياة هارب من الاغتراب

حمل اسمه الفني ما يدل على انتسابه المباشر إلى مدينته ومسقط رأسه، مدينة وجدة، لكن تيمة الاغتراب والهجرة غطّت كامل مسيرته الفنية منذ بداياته وحتى آخر مواويله.

دخوله الذي جاء صدفة إلى الميدان الفني يرتبط بالدرجة الأولى بأغنية “أنا ما نوليش” (أنا لن أعود)، التي دوّت كصرخة أطلقها في بداية الثمانينيات رافضا العودة إلى مهجره الأوروبي، ومصرا على العودة إلى المغرب فنانا بعدما تركه رياضيا.

“أنا ما نوليش
أنا بيا زعافكم وياه
أنا ما نوليش
أنا ما نوليش عمري
شكون قلّب قلبي ويعرف واش فيه

يا بلاد العدا أنا فيها لا بقيت..

هكذا كان صوته الشجي يصدح منبعثا من جل السيارات، خاصة في الفترة الصيفية التي تتميّز بعودة المهاجرين المغاربيين لزيارة بلدانهم، حتى إن السهرة التكريمية التي خصصتها له القناة التلفزية المغربية الثانية في أواخر عمره، شهدت تقديم رقم مهول عن مبيعات هذا الألبوم من الأشرطة الصوتية التقليدية، حيث تجاوز عتبة العشرين مليون شريط بيع منه بين أوروبا والمغرب العربي، خاصة في النصف الأول من عقد الثمانينيات[1].

في كل مرحلة من مراحل حياته هناك قدر كبير من الغموض والضبابية، حتى وهو يسطع في سماء النجومية كان قليل الحديث عن نفسه، حتى إنه لم يكن يعبأ بتصحيح الأنباء التي تفسّر فترات غيابه أو خلفيات أغانيه الجديدة ومدى ارتباطها بحياته الواقعية.

كمال وفاطمة

الشحنة الطافحة بالصدق والانطلاق من الوجدان برزت في أغاني ميمون البكوش، لدرجة ترتبط معها بعض أغانيه الشهيرة بقصص حقيقية ووقائع حياته الشخصية.

اسم “فاطمة” مثلا يتكرّر في العديد من أغانيه الذائعة الصيت، منها ثلاث على الأقل تخاطب بشكل حصري هذه السيدة التي حرص على تغليفها برداء سميك من الغموض.

ففيما يربط جلّ عشاقه بين هذه الأغاني وبين زوجته وأم أبنائه، واجه ميمون البكوش سؤال المذيع التلفزيوني الذي سأله في سهرة تكريمه عمن تكون “فاطمة” بجواب مقتضب ومحافظ، وقال إنه اسم والدته، السيدة التي يقرّ إخوته بتعلّقها الشديد بميمون.

يحصي عشاق ميمون الوجدي عددا من الأغاني التي تغنى فيها بـ”فاطمة” منها “فاطمة ما قديتلكش”، “تنهد قلبي كي تفكرت”… ومما قاله في أغانيه تلك:

“يا فاطمة..
أنا قلبي مريض وهبيل
ياما قديتش لك يا ولفي
يا ما قديتش لك آ عمري”.

و”تنهد قلبي كي تفكرت
فاطمة زينة الريام
غابت الشمس كي تهولت
مني تستاهل السلام
سلام الريف بالحمام
شرف لينا بالمقام
أهلا وسهلا بالقدام
إنتي الفال كي العود واللجام”.

وعلى الرغم من أن ميمون البكوش بدأ مسيرته الفنية في إطار مجموعة غنائية رفقة إخوته الخمسة، فإن واحدا منهم أكمل معه المشوار ورافقه لسنوات طويلة من خلال المساهمة في توضيب الأغاني وتسجيلها، بل قاسمه بعض ألبوماته، وهو الشهير باسم “كمال الوجدي”.

ولم يكن هذا الأخير يتقاسم مع ميمون الأخوة في الحياة والفن فقط، بل شاركه همّ الجودة والنفور من الكلمات الهابطة، مما حمله على تأخر صدور أول ألبوماته الغنائية إلى غاية 1985. “لم أكن مقتنعا بالكلمات المتداولة حينها في فن الراي، لهذا تأخرت في الغناء”، هكذا يقول كمال الوجدي مؤكدا أنه هو من “جرّ” ميمون إلى مجال الغناء وإن كان يصغره بتسع سنوات[2].

علاقة الأخوين تخللتها فترة قصيرة يروج في أوساط عشاق الراي أنها شهدت سوء تفاهم لم يدم طويلا، لكن أحد ألبومات ميمون جعلت متابعيه يعتقدون أنه خلّد لذلك القوس من حياته بأغنية طافحة بالعتاب ومد يد المودة من جديد، هي التي تحمل عنوان “صدمة كبيرة”، ويقول فيها:

“بيني وبينك داروا العجب
بغاو يفرقونا وحنا أحباب
وحنا من بكري فاتحين القلب وفاتحين الباب

قسمة ونصيب
هاد الدنيا خود ما عطاك الله
الفقر ماشي عيب
شحال من فقير حكيم يا سبحان الله”.

وبقدر ما لفّ ميمون البكوش حقيقة ارتباط مثل هذه الأغاني بمكابداته ومعاناته الشخصية، بقدر ما يقدّم مساره الفني نماذج عديدة للشكوى من صدمة الخلان والأصدقاء والأحباب. إحدى هذه الأغاني صدرت في منتصف الثمانينيات، قال فيها بلحن حزين وصوت شجي:

“يا اللي درت العيب
راك درتو فلحباب
فالشدة شكون تصيب
بذاك لغرور ولعناد

من حر الكبيدة
نمشي للبحر نشكي لو
لا حنين لا رحيم
ربي الكريم نبكي لو
شحال تمنيت معاك
نعيش أ الكاوي قلبي”.

 

مرارة البعد

المصادر التي تحدّث فيها ميمون البكوش عن نفسه أو تحدث عنه أصدقاؤه تُجمع على أن الرجل غادر مقاعد الدراسة في نهاية الستينيات لكي يحترف رياضة كمال الأجسام.

هناك في مدينة وجدة في أقصى شرق المغرب حقّق الشاب الوسيم قوي البنية أقصى ما يصبو إليه الرياضيون، حيث أسس ناديا رياضيا خاصا، ومن خلاله قاد جميع الأندية المماثلة في المغرب إلى تنظيم أول بطولة وطنية في هذا المجال.

كانت “الموضة” في ذلك العصر ومفتاح نجاح الشباب هي الهجرة نحو أوروبا، وهو ما سلكه ميمون بدوره، لكن بهدف التدريب على أعلى المستويات في مجاله الرياضي، وهي الفترة الممتدة على القسم الأكبر من عقد السبعينيات، والتي تفسّر حضور تيمة الغربة القوي في مساره الفني.

بعد عودته مستهل الثمانينيات، واصل ميمون البكوش الإشراف على ناديه الرياضي، مشاركا إخوته الذين أسسوا فرقة غنائية شبابية متعتهم من باب الهواية والتسلية، ليكتشف فيه جمهور المدينة المحلي صوتا وموهبة نادرين، مما حفّزه على احتراف الغناء مبادلا مدينته وأهلها حبا بحب وشغفا بشغف.

“أنا بلادي وجدة ومن الغربة عييت”.

“رحتي خسارة
وجدة يا النوارة
كي دارت الدارة
ينسوك ولادك يا بلادي
وبكات عليك العين..”.

مقاطع من بين أخرى عديدة تغنى فيها الشاب ميمون الوجدي بمدينته ومسقط رأسه.

حياة ميمون البكوش تكاد تلخص الانعطافة التاريخية التي عرفه هذا الفن الشبابي في النصف الثاني من القرن العشرين.

 

صوت بدو الحواضر

يفسّر كثير من المختصين ظهور فنّ الراي أصلا إلى صدمة لقاء الشباب البدوي من مناطق غرب الجزائر وشرق المغرب، بالمدينة وعالمها المخيف في فترة التحول الديمغرافي التي شهدتها المنطقة المغاربية، أي تشبيب سريع للهرم السكاني وهجرة مكثفة نحو المدن.

ففن الراي في الأصل وقبل ستينيات القرن الماضي كان فنا غنائيا يحترفه مغنون يلقبون بـ”الشيوخ”، وكان هؤلاء يتغنون بالوطن والقبيلة والأهل والحب والمال وكل الهواجس التي تخطر ببال الإنسان.

في لحظة الانتقال المكثف لساكنة مناطق بدوية شاسعة إلى المدينة، انتقل هذا الفن من الشيوخ إلى الشباب، ليصبح مرتبطا بغناء هذه الفئة العمرية المرتبط بالحب والشعور بالضياع واليأس وغياب الأفق المشرق.

قال باحث متخصص اسمه ميمون الراكب إن الأغنية البدوية المتأثرة بنصوص الملحون ظلت حبيسة القبيلة كتعبير عن الذات، وعما يخالجها في إطار النظام القبلي. لكن الفنان عندما انتقل إلى الحياة المدنية وجد نفسه من دون حماية القبيلة، ومضطرا للتعبير عن مكنونات نفسه، ومن هنا استمد فن الراي اسمه بحيث كان تعبيرا عن الذات وشكلا من أشكال مناجاتها، أو كما يقول الراكب “أصبح الراي هو تعبير الإنسان البدوي بلغة المدينة”[3].

ويَعتبر الصحفي الجزائري شهر الدين بالرياح -المهتم بالفن الوهراني أو الفلكلور الوهراني- أن الشيخة الريميتي كانت أواسط القرن العشرين تشكل استثناء في زمنها بالتمرد على التقاليد والخروج عن المألوف، من خلال ما كانت تؤديه من أغان تستحضر المعاش اليومي بكل تجلياته المحرجة في كثير من الأحيان، بل كان ذلك سببا في التمرد حتى على وسطها العائلي.

وفي فترة الستينيات برز اسم آخر هو بوتلجة بالقاسم صاحب الأغنية المشهورة “ميلودة وين كنت؟”، وهو من الفنانين الذين شكلوا حلقة وصل بين الجيل الأول من رعيل الشيخة الريميتي والجيل الجديد الذي انطلق معه الراي في ولادة جديدة مع بداية سبعينيات القرن الماضي عندما اتُّفق على أن التعبير الفني الجديد سيأخذ اسم الراي.

حياة ميمون البكوش تكاد تلخص الانعطافة التاريخية التي عرفه هذا الفن الشبابي في النصف الثاني من القرن العشرين

 

شيخ الشباب

صادف ميمون البكوش هذه الفترة الانتقالية التي حمل فيها الشباب آلات عصرية مثل الطبلة والدرامز ليُدخل إيقاعات جديدة على فن الآباء والأجداد الشيوخ. وفي الوقت الذي كان فنانون جزائريون مثل الشاب خالد والشاب مامي يهاجرون نحو أوروبا ليصنعوا الراي العالمي، كان رواد مغاربة أمثال ميمون البكوش ورشيد برياح يتخذون وجهة معاكسة ليستقروا في الوطن مطعّمين الراي بلمسة من العمق الوجداني والكلمات المنتقاة والمواويل التي تشكل مطلع كل أغنية.

“حين يقول ابني إنه يحب غناء الشاب ميمون، فهذا بالنسبة لي يعني أنه بخير وبأن شبابنا بخير”، هكذا تعبر الإذاعية المغربية الشهيرة في المجال الفني أسمهان عمور، في شهادتها التي قدمتها في برنامج تلفزيوني خصص للاحتفاء بمسار ميمون البكوش الفني[4].

“لما شاخ شيوخنا حملنا المشعل من أجل التشبيب، ومن هنا جاء لقب الشاب الذي أُطلق على من يغنون الراي”، هذا ما يقوله الراحل ميمون البكوش في البرنامج التلفزيوني نفسه، فيما ارتبطت كلمات أغانيه التي حرص دائما على كتابتها بنفسه بعبارات مفتاحية من قبيل “اللمة” و”المجمع” و”الالتئام”، فموال إحدى أغانيه يستهله بالقول:

“الحمد لله على ملمتنا يا بهجة العين
والحمد لله للي جمعنا بعد الشتات
وقضى باللقاء والائتلاف بعد المواجع واليأس وطول الفراق
حرقتنا الأشواق
وكيف يدير للي توحش
كيف يدير للي اشتاق..”.

أنتج ميمون البكوش ما يفوق 170 أغنية في مساره الفني

 

أخلاقه في أغانيه

أنتج ميمون البكوش ما يفوق 170 أغنية في مساره الفني، موزعة بين 16 ألبوما غنائيا، أولها صدر عام 1984. ويتميز هذا الإنتاج الفني الغزير بكونه إبداعا شخصيا، كلمات وتلحينا وغناء.

يقول المخرج المغربي كمال كمال “أعرفه منذ 1981، لمست فيه الإنسان الواضح، له قلق رياضي، أي أن يكبت غضبه. أخلاقه تشبه أغانيه التي كانت حالة شاذة في لحظة صدورها، فالراي كان تعبيرا عن أحاسيس إنسانية غالبا ما يغلفها الفن بالمساحيق، لكن الشاب ميمون أعطى لغنائه لمسة جعلته انعكاسا لشخصيته”[5].

ويضيف أن ميمون كان في بداياته شخصا قوي البنية ووسيما، لكنه يؤدي أغاني عاطفية، مما جعل البعض يلقبه بـ”إلفيس العرب”، في إشارة منه إلى المغني الأمريكي الشهير إلفيس بريسلي.

ويُعتبر كمال كمال واحدا من شهود الخطوات الأولى لميمون البكوش في مجال الغناء، حيث “كانت أول مرة غنى فيها أمام الجمهور في عرس أحد أصدقائنا، وكان شقيقه كمال هو من يغني عادة، فاكتشفنا يومها صوت ميمون لأول مرة بعدما بادر إلى ذلك تلقائيا كأحد الحضور قام ليغني إلى جانب أخيه”. هكذا بكل بساطة بدأت المسيرة.

هذه البداية الشبابية الأولى لم تمنع البصمة الحزينة من الظهور:

“ماشي أنا اللي بغيت..
نتوما سبابي يا حبابي..
ربي بغاني وتبليت وزدتو عذابي يا حبابي”.

وكما يقول في أغنيته “ماشي أنا اللي بغيت” مشتكيا ومعلنا نفاد صبره:

“عييت صابر أنا وصبري نفد..
والباب اللي نقصدو في وجهي يسد..
واش من الزهر ولا من قلة السعد..
الحباب والخوت داروا على ميمون سد”.

قلق الزهاد

لم يكن لهذه النبرة الحزينة من مبرر واضح -خاصة في السنوات الأولى التي سبقت إصابته بمرض السرطان الذي ستكون وفاته من مخلفاته- بقدر ما كانت تعبيرا عن قلق يحاكي قلق الزهاد والفلاسفة المتأملين.

“تعلّمت من المرض أن الإنسان لا يملك نفسه، بل هو أمر الله تعالى”، هكذا يقول ميمون البكوش مصدرا تنهيدة عميقة في أحد خرجاته الإعلامية النادرة في أواخر عمره، واعدا جمهوره بالجديد فور تحسّن حالته الصحية، وبالثبات على مبدأ الفن الحامل لرسالة والذي يبعث على الراحة والبهجة.. “الفن هو أن تبهجني، لا أن تغرقني في الإيقاع لأجد نفسي في نهاية الأمر لم أحصل على شيء وأستهلك أغان متشابهة”[6].

النصف الثاني من مسيرته الفنية التي بدأت مستهل التسعينيات، تميّزت بحضور بُعد روحي طغى على جلّ ألبوماته، حيث تغنى بما يحمله الإيمان للنفس من سكينة وملاذ من شقاء الحياة. في إحدى أغانيه صدح صوته مناجيا ربّه ومادحا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ومعبرا عن لهفته لزيارة البقاع المقدسة:

“محمد قنديل الجنة
جاب الفرض وجاب السنة
جاب الحق معاه
جاب النور معاه

بغيت نزور الكعبة
بيا الشوق والمحبة
بغيت نطوف ديك الرحبة
بير زمزم نروى من ماه”.

بعد معاناته الشديدة والطويلة مع المرض منذ نهاية التسعينيات، عاد ميمون البكوش إلى الظهور إعلاميا من خلال برامج تلفزيونية وإذاعية

 

عودة الوداع

بعد معاناته الشديدة والطويلة مع المرض منذ نهاية التسعينيات، عاد ميمون البكوش إلى الظهور إعلاميا من خلال برامج تلفزيونية وإذاعية، ومشاركته في إحدى دورات مهرجان فن الراي الذي ينظم بمدينة وجدة المغربية كل سنة، مما جعل الكثيرين يستبشرون بعودته الوشيكة لإنتاجه الفني بالوتيرة السابقة.

لكن آخر ما أبدعه الشاب ميمون قبل رحيله، كان أغنية وحيدة بعنوان “غي معاك”، يقول فيها:

“غير معاك لي نبغي نكون
غير معاك لي نحس بالدنيا

غير معاك يا نور العيون
غير معاك لا غنى نفرح شوية

خلي الهم خلي الأحزان
خلي هوانا أجمل ألحان

أجمل أغنية بأجمل أوزان
دينا لبر الأمان”.

لكن بعض متابعيه الذين عادوا للتنقيب في سجلّه الفني بعد وفاته أواخر 2018، وجدوا في أغنية تضمنها ألبوم أصدره منتصف التسعينيات ما يلخّص علاقة ميمون البكوش بفن الراي، باعتباره جرّ عليه مزيدا من الأسى والمعاناة والمكابدة، حيث يخاطب وجدانه معتذرا لنفسه قائلا:

“اسمح لي يا قلبي
واسمح لي يا قلبي وأنا جرحتك بيدي
دخّلتك بحر الراي
آماشي بلعاني وماشي بلعاني هذا كان مكتوب عليا
ما ظنيت الحال وما ظنيت الحباب يتبدلوا بحال الحية”.