“الحياة في المجهول”.. وثائقي يرصد معاناة مسلمي الإيغور في الصين

خاص-الوثائقية

يسلط الفيلم الضوء على ثنائية الخوف والرجاء التي يعيشها مسلمو الإيغور في الشتات

“أي أحد من مسلمي الإيغور في الصين يتواصل مع من في الخارج سيختفي قريبا، أو سيكلفه ذلك خمس أو ست سنوات في السجن، ولن يكون بمقدور كُتّاب أفلام الخيال أن يتخيلوا ويكتبوا عن معاناة شعب الإيغور”.. هكذا بدأ رجل الأعمال الصيني المسلم حبيب الله الحديث في الفيلم الوثائقي “الحياة في المجهول” الذي أنجزه فريق كونتراست (أستوديو شبكة الجزيرة الإعلامية المتخصص في إعداد القصص التفاعلية بتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز) بتقنية الواقع الافتراضي.

ويسلط الفيلم الضوء على ثنائية الخوف والرجاء التي يعيشها مسلمو الإيغور في الشتات، في ظل الاهتمام الدولي بما يتعرض له أفراد هذه الأقلية المسلمة من تعديات واعتقالات جماعية في الصين، وما يعانيه الإيغوريون المقيمون في الخارج من صعوبات للتواصل مع ذويهم وتقصي أخبار عائلاتهم في البلاد.

ويتتبع الفيلم يوميات ثلاثة إيغوريين من فئات مختلفة يقيمون في تركيا، يوحدهم هاجس معرفة أحوال أقربائهم في إقليم شينغيانغ -غربي الصين- الذين انقطعت أخبارهم منذ فترة طويلة بسبب منع السلطات لأي تواصل بين هذه العائلات وذويهم المقيمين خارج البلاد.

 

يعيش رجل الأعمال الصيني حبيب الله في إسطنبول مع زوجته وأولاده الأربعة منذ عام 2017. ويقول “في العام الماضي استوردت بضائع من 45 أو 50 دولة، فأنا رجل أعمال أتواصل مع رجال الأعمال في جميع أنحاء العالم، إلا أنني لا أستطيع التواصل مع أختي في الصين”.

وأضاف ” كنا نكتفي بالتواصل عبر الدردشة الإلكترونية، واتفقنا أن ترسل لي أختي وردة أو نقطة، وهذا يعني أنها في أمان وحرة، لكن منذ 18 سبتمبر/أيلول 2018 لم أتلق أية رسالة منها ولم أسمع أي خبر عنها”.

سمع حبيب الله من بعض رجال الأعمال الذين يجلبون البضاعة من الصين أن الشرطة الصينية ألقت القبض على أخته وأنها تقضي عقوبة السجن مدة ثلاث سنوات. يقول حبيب “لدى أختي ابنتان لا أعلم أين هما الآن”.

أما هاتيس فهي امرأة من مسلمي الإيغور تقيم في إسطنبول وفقدت الاتصال بزوجها منذ اعتقاله في مطار القاهرة من قبل الشرطة المصرية بناء على طلب من الصين. تقول هاتيس باكية “لقد مضى عامان منذ اعتقال زوجي من قبل الشرطة المصرية أمام عيني أنا وابنتي في المطار”.

فقد رجل الأعمال الصيني حبيب الله المقيم في إسطنبول الاتصال بأخته في الصين وقد اعتقلت من قبل السلطات الصينية

وتضيف “ابنتي تفتقد أبيها بشدة وأنا كأم عليّ أن أكون قوية، لذلك أقول لها أن تدرس بجِد فعسي أن يأتي أبوها يوما ما”. كما لا تستطيع هاتيس التواصل مع والديها في الصين ولا تعلم إن كانا على قيد الحياة أم لا.

فتاة إيغورية أخرى تقيم هي وأختها في إسطنبول تقول “أملي الوحيد أن نقابل والدينا في بلدنا الأم، لدي أخت تعيش معي هنا وأنا قريبتها الوحيدة في إسطنبول لذلك فأنا مسؤولة عنها”.

ويختم حبيب الله الفيلم قائلا “نحن نعيش على أمل أن نرى أقاربنا ووالدينا ووطننا الأم مرة أخرى”.

يذكر أن وثائقي “الحياة في المجهول” من إنتاج فكتوريا ميتسكوته وزهراء رسول، ومونتاج ماريا فرناندا لوريت.

 ويعتقد أن نحو مليون مسلم من أقلية الإيغور وأقليات عرقية أخرى محتجزون قسرياً في مقاطعة شينغيانغ بغرب الصين في مراكز اعتقال جماعية. وهو ما تنكره الحكومة الصينية التي تقول إنها تحارب التطرف الديني والحركات الانفصالية فقط.


إعلان