أسرار تحطم الطائرات.. اللص الخفي في طائرة بوينغ 737

 

ألغاز تلف عالم الطيران على مدى عقود من الزمن، وتؤدي إلى سقوط الكثير من الطائرات حاملة معها إلى القاع الكثير من الأرواح دون أن يعرف المختصون والمحققون وشركات التصنيع سبب سقوطها ولا كيف عاش ركابها لحظاتهم الأخيرة وهم يرون الموت ينتظرهم على القاع مستفيدا من جاذبية الأرض، تلك الأم الدافئة التي يطمحون بالعودة إليها.

تعرض الجزيرة الوثائقية سلسلة من أربع حلقات بعنوان “أسرار تحطم الطائرات” تحقق في أسباب تحطم هذه الطائرات وتستعرض نتائج تلك التحقيقات التي قام بها مختصون في الكوارث الطبيعية والصناعية.

وفي الحلقة الأولى تكشف التحقيقات السر وراء تحطم طائرتين من نوع بوينغ 733 عبر معجزة نجاة طائرة ثالثة، ووصولها إلى أرض المطار بعد أن فشلت دفاتها في الحركة ثلاث مرات متتالية ثم تمكنت من الهبوط بقدرة قادر، ليتمكن المحققون من معرفة السبب ثم علاجه صناعيا في الشركة الأم.

 

حسن العدم

“استعدادا للهبوط؛ يرجى ربط الأحزمة، وإعادة المقاعد وملحقاتها إلى الوضع الطبيعي”.. هكذا يأتي صوت المضيفة عبر مكبرات الصوت في طائرة بوينغ 737 المملوكة لشركة “ايست ويند” للطيران، وهي الطائرة الأكثر رواجا في الولايات المتحدة والعالم، وبينما كان القبطان “براين بيشوب” الذي يعمل في هذه الشركة منذ أربع سنوات، يستعد للهبوط في مطار ريتشموند في فرجينيا، كانت علامات الاسترخاء بادية على وجوه 51 مسافرا على الرحلة رقم (517)، فيما براين ومساعده يصفان أجواء الرحلة بالصافية والمثالية للطيران.

 

فوق مطار ريتشموند.. صدمة تحبس الأنفاس

كان ذلك في ليلة صافية من ليالي صيف 1996، وتحديدا في التاسع من حزيران/يونيو، ثم تغير كل شيء، حدث اضطراب جوي مفاجئ، القبطان يتعامل مع الحالة حسب ما ينبغي، ولكنه عندما أراد أن يحرف الطائرة إلى اليمين قليلا من أجل الهبوط، حدث ما لم يكن في الحسبان، الطائرة تنحرف أكثر بكثير مما هو مطلوب، وعبثا يحاول القبطان بكل قوته إعادة توجيه الدفة بالاتجاه المعاكس ولكن دون جدوى.

مساعد الطيار يرتطم بالنافذة، والطائرة تخرج فعلياً عن السيطرة، يقول براين: “كان الوضع مرعباً للغاية، والطائرة تتجه نحو الأرض بشكل كارثي”، وعلى بُعد لحظات من الاصطدام، كانت عيون الركاب الزائغة تنظر باتجاه السماء، لا شيء سوى الصلوات والدعاء يستطيعون فعله، فيما كانت مخيلاتهم تستجمع بصعوبة صور الأهل والأصدقاء والذكريات الجميلة.

أصبح براين على يقين أنه وطاقمه وجميع الركاب سيكونون خلال لحظات في عداد الموتى، ولكنْ ما لم يعلمه هو أن هذه الحالة قد حدثت مرتين من قبل في هذا الطراز من “بيونغ 737″، وكانت الحصيلة في الحادثين مروعة للغاية؛ موت جميع الركاب وطواقم الطائرتين، والأنكى من ذلك تغييب ملفات الحادثين في الأدراج دون إجابة قاطعة عن أسبابهما، حيث يبدو أن الأمر ما زال بحاجة إلى الكثير من الأرواح المزهقة والخسائر المادية قبل أن ينجلي الأمر ويُعرف سر العطل الفني أو المصنعي الذي يؤدي إلى مثل هذه الكوارث الجوية الفظيعة.

لحظة انفجار الطائرة من طراز بوينغ 737 فوق جبال روكي

 

أشلاء فوق جبال روكي.. الرحلة 585

لا نملك شيئا نقدمه لـ”براين” وفريقه في هذه اللحظات الحرجة، غير أننا سنفتح ملف طائرة “بيونغ 737” التي تحطمت في الثالث من مارس/آذار 1991، لعل ذلك يعطي “براين” ومضة دماغية مبدعة ترشده إلى التصرف الأمثل في مثل هذا الظرف الاستثنائي، ففي ذلك اليوم المشؤوم كانت الرحلة رقم (585)، والمتجهة من دنفر إلى “كولورادو سبرينغز”، تنطلق بقيادة “تريشا إديسون” مساعدة الطيار، وهي من أوائل النساء اللاتي قُدن الطائرات في شركة “يونايتد”.

كان وقت الرحلة قصيرا -حولي نصف ساعة- مما يتيح تسجيلا كاملا لمجريات الرحلة ومحادثات الطاقم، وقد كان واضحا أن القبطان والطاقم قد تصرفوا باحترافية ومهنية. وبينما كانت الطائرة تحلق فوق جبال “روكي” وهي منطقة مرتفعة تكثر فيها المطبات الهوائية، تلك الظروف التي اعتاد عليها الطاقم ويحسنون التعامل معها، طلبت المضيفات من الركاب البالغ عددهم 25 راكبا ربط الأحزمة احتياطا.

عند بدء الهبوط اقترحت مساعدة القبطان زيادة السرعة بمقدار 10 عقد من أجل التغلب على التيارات الهوائية القوية، وقد وافقها القبطان “هال جرين” على ذلك، لكن الاضطرابات الهوائية تجاوزت حدود السيطرة وأصبحت تتلاعب بالطائرة، ما يعني أن الثلاثة الكيلومترات المتبقية حتى حافة مدرج الهبوط قد لا تكون كافية للمناورة، وإعادة ضبط الطائرة للهبوط، وهذا يعني الاضطرار لدورة كاملة حول المطار قبل محاولة الهبوط مرة أخرى.

لكن القدر لم يمهلهم لأية محاولة، فبدون سابق إنذار انحرفت الطائرة نحو اليمين بشكل حاد، وأصبحت الأجنحة متعامدة مع سطح الأرض، ولم يعد بالإمكان السيطرة عليها، وهو الوضع الحرج ذاته الذي يتعرض له القبطان براين على الرحلة (517)، وهنا طلب برج المراقبة منهم تخفيض السرعة وتقليص عدد الدفات، ولكن دون جدوى، فالطائرة لا تستجيب، وهي تتجه إلى الأرض بشكل عمودي، وكأنه سقوط حر، وخلال ست ثوان انتهى كل شيء؛ ارتطام مخيف بالأرض، وحريق هائل يلتهم أجزاء الطائرة وشجيرات على أرض المتنزه الصغير، وأشلاء الركاب وحاجياتهم تنتشر في دائرة واسعة حول المكان، ورائحة الموت تزاحم الدخان المتصاعد.

فريق المحققين يبحث في مكان الحادث فوق جبال روكي عن أدلة تكشف عن سبب تحطم الطائرة

 

المصاب جلل.. والسبب مجهول

هرع فريق المحققين إلى مكان الحادث لمهمة حساسة للغاية، فأنت الآن تتعامل مع أسباب الحياة والموت، وأي توصيف خاطئ لسبب الحادث كفيل بتكراره وإزهاق أرواح أكثر، والأخطر هو الطلب إلى الشركة الصانعة إصلاح عطل ليس هو السبب الحقيقي للحادث، كما أن التعامل بسطحية مع أحداث متتابعة ومعقدة هي التي أدت لوقوع الحادث من شأنه أن يخرج بنتائج خاطئة ومضللة في كثير من الأحيان.

كان أول ما ذهب إليه تفكير فريق التحقيق هو المطبات الهوائية، وهذه لها ميزة خاصة على مرتفعات روكي، ففي هذه المنطقة تتولد تيارات هوائية فورية دوّارة ومتسلسلة، يمكنها أن تتلاعب بطائرة صغيرة وتقلبها وتسقطها، ولكن ليس بهذه السهولة إذا تعلق الأمر بطائرة من حجم ووزن “بوينغ 737″، وطاقم بحرفية وتدريب عال لمثل هكذا ظروف. وبعد سنتين من التحقيق المتواصل والمضني، توصل المحققون إلى أن الأسباب الحقيقية لا تتعلق بالظروف الجوية، ولا بأخطاء بشرية من الطاقم.

كان التقرير الصادر عن مكتب السلامة العامة للمواصلات عن الرحلة (585) صادما ومحرجا للغاية، فقد تصدر صفحاته الأولى أن الطائرة تحطمت لأسباب مجهولة، وبينما أودع ملف التحقيق أدراج النسيان، كانت الطائرة من طراز “بوينغ 737” ما زالت تتسيّد الأجواء كأكبر ناقل للركاب بين المطارات، وعلى مدى السنوات التالية.

أدى الفشل في التحكم بمحرك توجيه الدفة في الطائرة إلى انقلابها جانبيا

 

حياة وموت.. ثم بعث في لحظات

وبالعودة إلى براين، قبطان الرحلة 517، فما زال يقاوم هو ومعاونوه في تثبيت طائرته خوف من أن تنقلب، ونجحوا في ذلك إلى حد ما، دون السيطرة الكاملة عليها، وفجأة عاد كل شيء إلى وضعه الطبيعي، “نحن لم نفعل شيئا” يقول براين، بينما عادت دفة التوجيه إلى العمل بنجاح. لقد كان سيناريو الأحداث يشبه تماما ما حدث في رحلة “يونايتد 585″، وكانت هذه الرحلة أيضا مرشحة لأن تكون كارثة جديدة، ولكن العناية الإلهية تداركتهم حتى هذه اللحظة.

لم يستمر هذا الارتياح والتفاؤل طويلا، فما لبثت الطائرة أن عادت لتنقلب على جنبها فجأة وبدون مقدمات، وعبثا يحاول “براين” ومعاونه “غريفيث” أن يستعيدا السيطرة على الطائرة، وصار جل اهتمامهما أن يبعدا الطائرة قدر الإمكان عن الأحياء السكنية في المدينة تحتهم، لقد كانوا يرون أضواء المدينة بوضوح.

إعادة تمثيل محاولة قبطان الطاقة إعادة الطائرة المنقلبة جانبيا إلى وضعها الطبيعي

 

المأساة تتكرر.. دماء عند مطار بيترزبيرغ

لم يدر بخلد براين ولا حتى معاونه “غريفيث” أن هذا السيناريو قد تكرر أيضا قبل سنتين، وتحديدا في 8 سبتمبر/أيلول 1994، حيث كانت الرحلة (427) التابعة لطيران “يو إس إير” في طريقها من شيكاغو إلى “بينرزبيرغ”. الغريب أن الطائرة كانت من نفس الطراز؛ “بوينغ 737″، وتُقل على متنها 127 راكبا، يبدو ان المصائب لا تأتي فرادى.

الطائرة تقترب من مطار “بيترزبيرغ”، والقبطان “جيرمان” يتلقى التعليمات من برج المراقبة في المطار بخفض سرعته إلى 210 عقدة، وأن ينضم إلى سرب الطائرات التي تنتظر دورها في الهبوط.. يتبرم القبطان ومساعده من طلب المراقبة تخفيض سرعتهم، ثم يطلبون منهم الاستدارة إلى اليسار بدرجة 100، وهذا يتطلب تخفيضا آخر في السرعة إلى 190عقدة. القبطان ومساعده يتخذان الإجراءات اللازمة.

الطائرة 427 تتعرض لتيارات هوائية مفاجئة أثناء انحرافها يسارا، وفي هذه اللحظة يفقد الطيار السيطرة، وتنقلب الطائرة على جنبها في الفضاء، وعبثا يحاول طاقم القيادة إعادتها إلى الوضع الطبيعي، فالطائرة تهوي نحو الأرض بسرعة جنونية، أجهزة التسجيل تسجل فقط صرخات الطاقم والركاب، إنهم متجهون إلى الموت المحقق وهم بكامل وعيهم، ولكن ماذا عساهم يفعلون؟

صوت ارتطام هائل بالأرض، حرائق وأشلاء تتطاير، ثم يسكن كل شيء، وينشر الموت رائحته في المكان.

وكالعادة، هرعت فرق التحقيق إلى مكان الحادث، المحقق “برينر” والمحقق “فيليبس” يحاولان ربط الأحداث ببعضها، ويعقدان مقارنة وجيهة بين هذا الحادث ورحلة “كولورادو سبرينغز”، فالطائرتان من نفس الطراز، وينضم إليهما المحقق “كوكس” الذي كان في فريق التحقيق لرحلة 585 أيضا. بعد العثور على الصندوق الأسود وأجهزة التسجيل، بدأت الرحلة المضنية في كشف أسرار الحادث ومعرفة أسبابه.

لدى تشغيل فلمي محاكاة سقوط الطائرتين 427 و 585 سويا، وجد المحققون بانهما متطابقان

 

لغز بوينغ 737.. الدفة الساكنة

قام المحققون بعمل فلم متحرك لمجموعة صور لخط سير الطائرة قبل انحرافها بقليل، وأثناء سقوطها، وقاموا بعمل نفس الفلم لصور طائرة 585، ولدهشتهم فقد كان الفلمان متشابهان تماما لدى تشغيلهما سويا، بل إنهما متطابقان. هنا أخذ التحقيق منحى آخر، إن في الأجواء الآن أكثر من ألف طائرة من هذا الطراز، هل تبدو كلها معرضة لنفس الخطر؟ هل مئات آلاف الركاب هم ضحايا المستقبل القريب؟ هل هناك عيب في التصنيع ما زالت بوينغ تجهله؟

تبين من مراجعة الفلمين لمرات عديدة أن الطائرتين قد تعرضتا لتيار هوائي قوي أولا، ثم انقلبتا على أحد جانبيهما بحيث تتعامد الأجنحة مع الأرض، ثم تم فقدان السيطرة على إعادة توجيههما وردّهما إلى الوضع الطبيعي، ولأن أجهزة التسجيل ورصد الأحداث في طائرة رحلة 427 كان أحدث بكثير من طائرة 585، فقد أمكن رصد تصرف غريب لدفة التوجيه الموجودة في مؤخرة ذيل الطائرة، كانت متجمدة في وضعية الانحراف الأقصى، يمينا أو يسارا، وكانت لا تستجيب لمحاولات الطيارين تغيير اتجاهها، وهذا هو السبب الذي جعل الطائرتين تنقلبان إلى الوضع العمودي.

ولاحظ المحققون أنه في لحظة تجمد دفة التوجيه، كان يمكن سماع صوت همهمات الطيارين، لم يكن كلاما اعتياديا، ولكنه مثل حشرجات الذي يحاول حمل ثقل كبير، أو يحاول زحزحة صخرة كبيرة من مكانها، ما الذي يوجد داخل قمرة القيادة يستحق كل هذا الجهد وهذه الحشرجة؟ إنها فقط أذرع التوجيه أو الدواسة التي تحرر وتتحكم بدفة التوجيه في الذيل، وهذا ما كان يحدث بالفعل، كان مساعد الطيار يحاول الوقوف والدوس بعنف، وبكل ثقله على دواسة التحكم بالدفة، حتى يحررها، من أجل تحريكها في الاتجاه المعاكس لدوران الطائرة.

أمكن تحديد محرك هيدروليكي هو المسؤول عن توجيه الدفة، وهو ما يسمى بالصمام المؤازر، وتم وضع مجموعة من هذه الصمامات في ظروف جوية مختلفة، وظروف عمل متباينة، ولكن لم تسجل أية إخفاقات لهذا الصمام، وبقي يعمل بانتظام في كل الظروف، ومع هذا فقد طلب فريق التحقيق من شركة بوينغ إجراء تحسينات على هذا الصمام، فيما أصدرت هيئة الطيران المدني قرارها بأنه لا حاجة لوقف طراز 737 عن الطيران.

هبوط الرحلة 517 بسلام بعد زيادة سرعتها التي أدت إلى عودة حركة صمام حركة دفة التوجيه

 

رُب سرعة تهب حياة.. القبطان الشجاع

وعلى الرغم من التحسينات التي قامت بها بوينغ على الصمام، إلا أن الرحلة 517 تتعرض الآن لنفس السيناريو، وهي مهددة بنفس مصير الرحلتين 585 و427، هنا يعلن القبطان براين حالة لطوارئ على متن الطائرة، فقد انقلبت الطائرة على جنبها للمرة الثالثة، في غضون بضع دقائق قبل الهبوط.

يستجمع “براين” رباطة جأشه ويصرخ: “لن تفعليها معي، سوف تهبطين على المدرج، قولي إنك لن تتحطمي”، وللمرة الثالثة تعود الطائرة إلى الاعتدال خلال ثوان، وهنا يطلب براين من مساعده زيادة السرعة على عكس ما يطلبه برج المراقبة، وبعد مجموعة مناورات ينجح في الهبوط بسلام على مدرج المطار.

فريق التحقيق محظوظ جدا هذه المرة، فلدية طائرة غير محطمة وطيار على قيد الحياة، وطاقم وركاب كأنما بُعثوا للحياة من جديد، وهذه فرصة ذهبية لقطع كل الشكوك واستنباط السبب الحقيقي للحوادث المتتالية. الأمر المختلف في رحلة 517 عن الرحلتين السابقتين كان زيادة السرعة فقط (250 عقدة)، وكان هذا هو سبب النجاة الفعلي، فالسرعة البطيئة في المرتين الماضيتين (190 عقدة) لم تكن لتساعد القلابات في الجناحين على استعادة الوضع المعتدل للطائرة، والتغلب على جمود الدفة في الذيل، وهو ما تم بالفعل في الرحلة الثالثة.

يتجمد صمام الهيدروليك المسؤول عن حركة الدفة بسبب انخفاض درجة الحرارة المفاجئ فيتوقف عن الحركة

 

سر الصمام المؤازر.. كشف المستور

ولكن ما الذي جعل الدفة تتجمد عن الحركة؟ بعد آلاف الاختبارات وعلى مدى ثلاث سنوات بعد الحادث الأخير، ولدى تعريض الصمام المؤازر لحرارة شديدة ثم برودة شديدة كان ذراع المكبس الهيدروليكي المسبب لحركة الدفة، يعمل بشكل طبيعي ثم فجأة توقف عن الحركة، وهنا كانت النتيجة المرعبة: إنه وفي ظروف استثنائية جدا، عندما يلتقي السائل الهيدروليكي الحار جدا مع جسم الصمام البارد جدا نتيجة الجو الخارجي، فإن ذراع المكبس يتعطل عن الحركة حتى تتهيأ ظروف أخرى تحرره ليتحرك من جديد؛ إنه مثل اللص الخفي، لا يترك أثرا.

الحمد لله أولا، ثم الشكر للقبطان “براين بيشوب” الذي أتاح لفريق التحقيق أن يكتشف هذا الخطأ التصنيعي الخفي، والذي بعد إصلاحه طارت 3500 طائرة من طراز 737 دون أي تحطم أو تكرار لمشاكل دفة التوجيه. لتطل علينا بعد عقود طائرة ماكس 737، وبمشاكل جديدة تنتظر “بيشوب” جديد للوقوف على كنهها.


إعلان