الخروج.. تائبون نبذوا اليمين المتطرف
مهدي أمين المبروك
تؤثر مشاعر الحياة في الصغر على سلوك صاحبها في الكبر، فالشعور بالكراهية التي تغشى الإنسان من كل جانب وما يرافق ذلك من حالات تنمّر ونظرات انتقاص في وقت مبكر من العمر تصنع منه شخصا عدوانياً ربما يسعى للانتقام ممن صنعوا له ذاك الواقع المرير الذي يحيط بشخصيته، ويجتاح كيانه ويغتال الخير المقيم في فطرته وإنسانيته.
أثّر عرض فيلم سينمائي للفنانة “كريستينا أف” يتناول قضايا تتعلق بالمخدرات وسط أجواء من الموسيقى الصاخبة ومعاقرة الخمر في حانات برلين؛ على مسار حياة فتاة في الـ12 من عمرها استهوت تلك الأعمال وتمنّت أن تعيش ذاك الدور في واقع الحياة، حتى بلغت ذروة التأثير عليها في الـ16 من عمرها عندما انتمت إلى حركات التطرف اليميني التي تلفِظ بعنصرية خارج الحياة كل من يخالفها إن استطاعت إلى ذلك سبيلا.
تظهر في الفيلم بعض الشعارات النازية مثل “أنقذوا الرجل الأبيض” أو “القائد وشعبه”، وكذلك مشهد حالقي الرؤوس وهم يتحدثون عن الشباب الألماني، ومشاهد أخرى من التخريب والتكسير للسيارات وحرق البيوت وهتافات للنازيين مثل “يحيى النصر”.
وبعد مرور السنين على انسحابها من حركة اليمين المتطرف تشعر بالخجل من ماضيها الذي أخفته طويلا، وتبحث عن متطرفين سابقين لتتعرف على أسباب خروجهم من حركات التطرف، هذا الفيلم المعنون بـ”الخروج” والذي تعرضه الجزيرة الوثائقية يحكي تجارب أفراد تركوا حركات التطرف وآثروا العيش في كنف حياة طبيعية. وتقف تلك المرأة المنسحبة من حركات التطرف متأملة في تلك التجارب، ذاكرة أثرها عليها.
“إنغو هيسلباخ”.. قائد برلين
كان “إنغو” بشخصيته القيادية الشابة مصدر إلهام لراوية الفيلم حين قرأت عنه كتابا قبل أن يترك الحركة، وأرادت أن تحذو حذوه على ذات الطريق؛ فإذا كان “إنغو” القائد النازي الشاب الملقب بقائد برلين تمكن من الانسحاب من الحركة، فبإمكانها فعل ذات الشيء.
كان “إنغو” محل اهتمام من الإعلام، وشكل تصوير فيلم عنه من قبل المخرج الألماني “وينفرد بوننغل” بداية تحوّل حقيقية من حياة التطرف التي كان يعيش فيها إلى واقع طبيعي أفضل.
بدأ “وينفرد” بسؤال “إنغو” عن كل شاردة وواردة في حياته، وواجهه بكافة التناقضات الموجودة في حركات التطرف حتى وصل “إنغو” إلى نتيجة مفادها أن لا فرق بين تركي أو إفريقي أو غيره. وعلى خلاف كافة الصحفيين الذي قابلوه فإن “وينفرد” حاصره بالأسئلة حتى شعر “إنغو” بالبغضاء والكراهية تجاه هذا المخرج، وكانت إجابته على العديد من الاسئلة الموجهة إليه قائلا: “لا تعليق”.
ينتقل بنا مخرج الفيلم إلى مشهد إطلاق نار يقوم به “إنغو” ثم يجري حوار بينه وبين “وينفرد”.
– هل من الممكن أن تقاتل؟
– نعم، للدفاع عن النفس.
– وينفرد: هل ستقاتل لأسباب سياسية؟
– إنغو: ربما.
“إنغو” الملهم.. ترك الحركة والهجرة
لم تكن ممارسات حركات التطرف اليميني تؤثر على “إنغو” بدفعه للانسحاب من الحركة فقد كانت أعمالها المتطرفة بالنسبة إليه أمرا طبيعياً حتى تعرّف على المخرج الألماني “وينفرد”، فأصبح يفكر كثيرا في الأنشطة التي يقوم بها النازيون الجدد محاولا الخروج من تحمل تلك المسؤولية.
في عام 1999 أشعل مجموعة من النازيين الجدد النار في مبنى يقع شرق ألمانيا مما أسفر عن حرق ثلاث نساء تركيات وطفلين حتى الموت، نتيجة لتلك العملية قرر “إنغو” نبذ التطرف والرحيل إلى باريس ليقيم مع المخرج “وينفرد”.
منذ رحيله وعلى مدار عشرين سنة، تعرضت عائلته لاعتداءات وتهديدات، حيث اعتُدي على شقيقته ووُزعت منشورات تصفه بالمطلوب، وبعد نشره كتابا يحتوي على برنامج ليساعد الناس على ترك حركة اليمين المتطرف، تلقت عائلته قنبلة تزن كيلوغراما، لكنها لم تنفجر.
ما زالت تلك الذكريات التي مضى عليها أكثر من عشرين عاما ناقوسا يدق في عالم نسيان “إنغو”، دون أن يمحوها تقادم الأزمان أو اختلاف الأوطان.
“مانويل” المسدّس.. “حيوانات” تعيد له إنسانيته
خارج آخر من حركة اليمين المتطرف يدعى “مانويل”، انتمى إلى تلك الحركة وهو في الثالثة عشرة من عمره. يتحدث عن أسباب انتمائه لحركة التطرف قائلا: بعد أن زالت جمهورية ألمانيا الديمقراطية أصبح والداي عاطلين عن العمل، وانضم العديد من أصدقائي للحركة فانضممت بدوري إليها.
شغل “مانويل” منصب قائد لمجموعة شبه عسكرية للنازيين الجدد، وأُطلق عليه لقب المسدس، ثم دخل السجن بعد إدانته بتهم كثيرة مثل: الابتزاز والاعتداء والحرق العمد، وأثناء وجوده في السجن وجد أحد رفقائه يتعاطى الحشيش.
لم يرق لـ “مانويل” أن يرى صديقه يتعاطى الحشيش فتلك الأفعال -كما يقول- من شيم الأمريكان، وبدأ بجدال طويل سرعان ما تحوّل إلى عراك بالأيدي. استعان المتعاطي بصديقه على “مانويل” فغلبه، فتدخل شابان أسيران تركيان ليدافعا عنه. ثم قال: إنه من المهين جدا أن يهب حيوانان عديما القيمة لنجدة إنسان مثلي.
ذاك التناقض في السلوك الذي رآه “مانويل” من أصدقاء دربه، وتلك العاطفة التي قدماها له الشابان التركيان حين دافعا عنه، جعلته يعيد التفكير في انتمائه لحركة النازيين الجدد.
لم يلبث طويلا حتى تواصل مع منظمة “الخروج من الحركة” عام 2006 فساعدته على تركها، وهو الآن يشعر بالصدق في حياته، ولا يتمنى العودة إلى تلك الحركة بأي حال من الاحوال.
حين تُكتب الرسالة بالرصاص
انضمت “أنجيلا” لحركة اليمين المتطرف قرابة 8 سنوات، قضت الكثير من وقتها وهي تفكر في كيفية حماية نفسها من الإبادة حيث كان هناك اعتقاد سائد أن مؤامرة تحاك ضد البيض.
وسط مدينة “أوكلاهوما” وقع انفجار في مبنى يحتوي على مركز رعاية للأطفال، وقد علقت في ذهنها صورة طفل تغطيه الدماء يحمله رجل إسعاف. بدأت لحظتها بالتفكير في الانسحاب من الحركة، وبعد افتضاح أمرها بالخروج من الحركة، أرسل المتطرفون لها رسالة على شكل ثقوب رصاص في واجهة المبنى الذي كانت تقطن فيه، فبدلا من انسحابها أصبحت أكثر عنصرية وأشد تمسكا بثقافة حالقي الرؤوس؛ حتى تثبت نفسها.
أنجيلا.. درس لاعنصري يخرجها من الحركة
دخلت أنجيلا السجن بعد إدانتها بجريمة سطو مسلح، التقت هناك بنساء من أجناس وأديان متعددة، عاملنها بلطف ومودة مما أدخل إلى شخصيتها شيئا من التغيّر الملموس. فلم تكن هيَ لتعاملهن بذات الطريقة؛ لأنها كانت تعتقد أنها أفضل من العالمين.
في اليوم التالي نشرت إحدى الصحف قصة السطو المسلح الذي أُدينت به بكل تفاصيل الحادثة، الأمر الذي قد يسبب لها إحراجا، وحفاظا على ماء وجهها تقول أنجيلا: “أخفَت امرأة داكنة تلك الصحيفة عن بقية الأسيرات”. هذا التصرف جعلها تعيد النظر في كل معتقداتها السابقة، وتبحث عن إنسانيتها المصادرة من قبل حركات التطرف، ثم اتخذت قرار الانسحاب.
“تورييه بيرغو”.. برنامج الخروج النرويجي
لاحظت راوية الفيلم والمتطرفة سابقا، أن مدير مركز أبحاث التطرف في جامعة أوسلو “تورييه بيرغو” يتحدث عن ظروف المتطرفين بطريقة مغايرة لما اعتاد الإعلام أن يصفهم بها، لذا قررت دعوته والاستماع إليه، لكن “بيرغو” شعر بالريبة والشك من هذه الدعوة، فلم يستبعد احتمال أن خمسة رجال حاملين مضارب بيسبول سيقابلونه في الشقة التي دعته لمقابلتها فيها. يُرجع “بيرغو” سبب توجسه وريبته إلى “أنه لم يكن يعرفها من قبل ولم يكن معروفا في الأوساط القومية”.
يقول “بيرغو”: ساعدني التعرف على مشكلتها إلى معرفة الأسباب الداعية لانضمام الشباب لحركات التطرف ومشاركتهم في أنشطة لا يقدّرون عواقبها، مما دفعني لإنتاج برنامج الخروج النرويجي لمساعدة من يريد الخروج من حركات التطرف.
سرعان ما انتشر هذا البرنامج في شتى بلدان العالم وصدرت عنه نسخ مشابهة لمعالجة نوع آخر من التطرف وهو “التطرف الإسلامي المسلح”.
الإقامة في منزل “غورو”.. المساعدة على الخروج
تتحدث راوية الفيلم والخارجة من حركات التطرف عن قصتها مع صديقة لها تدعى “غورو” تعرفت عليها في مظاهرة مناهضة للفاشية، حيث انتقلت للإقامة في منزلها لعلها تساعدها في الخروج من الحركة.
اعتبرت “غورو” أن جزءا من عملها السياسي هو مساعدة تلك المرأة للخروج من حركات التطرف، وتصفها قائلة: هي حزينة ومحبطة ولا تحمل أي شكل من أشكال التمرد.
وتتساءل راوية الفيلم ما الذي كان سيحدث لو لم أجد من يساعدني؟ ما مدى فداحة الأمور التي كنت سأرتكبها؟
ابنة النازي.. خوف وأسف وشفقة
شعر “مانويل” بكراهية الناس المحيطين به حتى أن إحدى الجارات كانت تُظهر شفقتها على ابنته؛ لأن لها أباً نازيا، وكانت ردة فعله على سلوكيات الجيران أن رفَع صوت الموسيقى اليمينية في سيارته التي ركنها بالقرب من بيوت الجيران قائلا لابنته: لندخل إلى هذا المبنى الشيوعي حيث يقطن كل هؤلاء البلاشفة، سننتقل بعيدا عن كل هؤلاء الأوغاد قريبا. لم يشعر بالندم على تصرفه هذا، فقد أشبعوه تهكما، وأراد أن ينتصر لنفسه وحياته.
يبدي “مانويل” أسفه على ابنته البالغة سنة وشهرين؛ لأن لها أباً مثله معرض للتهديد دائما، ويحاول إقناع نفسه بأنه ليس شخصا سيئا؛ لأنه يحب ابنته وهي تحبه أيضا.
تعرّض “مانويل” إلى هجوم أربعة شبان نعتوه بالخنزير والشاذ، ثم طرحوه أرضا ولكموه في وجهه حتى سقطت أسنانه وأشبعوه ضربا، ومكث على أثر هذه الحادثة في المستشفى أسبوعين.
يتحدث “مانويل” عن عراك جرى بينه وبين أشخاص غير ألمان من أصول هندية أو باكستانية وهو في الثامنة عشرة من عمره لكنه تفوق عليهم بسبب امتلاكه مهارات قتالية، حيث اعتدى على العائلة فضرب الرجل ثم لحق بالمرأة واعتدى عليها، ولم يكتفِ بذلك بل ركل طفلهم برجله حتى ارتطم في الحائط وهوى أرضا.
حادثة أخرى اعتدى فيها على امرأة حامل ركلها في بطنها حتى خرج الدم من فمها، ثم نقلت إلى المستشفى ولحسن الحظ فإن الطفل والأم في حالة جيدة، يشعر “مانويل” الآن بالندم على كل أفعاله ويتمنى أن تسامحه ابنته بالنيابة عن كل من ارتكب جرائم ضدهم من الأطفال.
من الكاثوليكية إلى التطرف الإسلامي.. مسيرة “ديفيد”
نشأ “ديفيد” مع أمه الكاثوليكية في إحدى الضواحي خارج مدينة “ليون”، وعندما بلغ الخامسة عشرة من عمره ترك المدرسة واعتنق الإسلام، وبعدها سمع “ديفيد” بالجرائم المرتكبة ضد المسلمين في يوغسلافيا.
قرر “ديفيد” الدفاع عن المسلمين في يوغسلافيا فالتحق بالجماعة الإسلامية، وتدرب على القتال في أفغانستان، ثم أصبح دوره أن يجمع المال من إنجلترا وهولندا، وقد ساعده على التنقل معرفته المقبولة باللغة الإنجليزية وجواز سفره الفرنسي.
في عام 1994 وأثناء انضمامه للجماعة الإسلامية اختطفت الجماعة طائرة تابعة لخطوط الجو الفرنسية بهدف تفجيرها، ثم قتل الخاطفون ثلاثة من الركاب، كما قامت الجماعة بأعمال إرهابية أخرى مثل تفجير القطار المتجه نحو بلدة “سان ريمي” الذي راح ضحيته أربعة قتلى وثلاثون جريحا، وكذلك هجوم ساحة النجمة الذي أسفر عن 17 جريحا، إضافة إلى زرع عبوة ناسفة في سكة القطار قرب بلدة ” كايلو سور فونتين”.
بعد تلك الأعمال أجرت الشرطة تحقيقا أدى إلى إلقاء القبض على ديفيد وآخرين من الجماعة الإسلامية، حيث عثرت الشرطة بحوزته على أسلحة ومكوّنات لازمة لصناعة عبوة ناسفة.
من التطرف إلى الاعتدال.. كتب في السجن
توقع “ديفيد” أن يتعرض للقتل والتعذيب أثناء اعتقاله ولكن على خلاف توقعاته مرت أربعة أيام دون أن يمسه أحد بأذى، تساءل في نفسه عن سبب ذلك! ثم حُكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة مساعدة الإرهابيين، وأثناء فترة الاعتقال تبرأت عائلته منه، أما أصدقاؤه فمنهم من سُجن ومنهم من قُتل، فلم يزره أحد في السجن أثناء اعتقاله.
بدأ “ديفيد” بقراءة الكتب التي جعلته يدرك أن عقيدة الجهاديين القائمة على اعتبار المخالفين لها في النار مجرد هراء، وبعد أربع سنوات ونصف خرج من السجن، وحينها أصابته كآبة شديدة بسبب تخلي الناس عنه، ثم قرر التحدث عن ماضيه إلى صحيفة تشارلي داعيا للحفاظ على المقدسات ورفض تكميم الأفواه مؤمنا بتغيّر الإنسان من التطرف إلى الاعتدال، يقول: وأنا مثال حيّ على ذلك، فقد تركت التطرف واعتنقت الاعتدال.
شانون وأنجيلا.. اغتصاب في الـ14 من العمر
لبثت “شانون” في الحركة اليمينية ما بين ثلاثة أعوام ونصف وأربعة أعوام. تقول: تعرضت للاغتصاب وأنا ابنة 14 عاما، ثم تعرفت إلى شاب جعلني أنسى الآثار المترتبة لتلك الحادثة، لكن بعد أن انفصلنا نزل واقع الاغتصاب عليّ كالصاعقة.
أما أنجيلا العاملة حاليا في منظمة “لايف آفتر هيت” (Life After Hate) المناهضة للتطرف العنيف فتقول: “تعرضت للاغتصاب وأنا في الـ14 من عمري من قِبل عضو في عصابة يحمل مسدساً”، وهي تشعر بالخزي والعار لأنها كانت تشرب الكحول وتتعاطى المخدرات، ولولا ذلك لما حدث معها ذلك الاعتداء.
دفعت حادثة الاغتصاب أنجيلا إلى محاولة الانتحار فتناولت عبوة كاملة من الدواء، لكن لحسن حظها كانت لها جارة تعمل في التمريض فقدمت لها شراب عرق الذهب الذي يجعلها تتقيأ، فأنقذت بذلك حياتها.
مانويل يشعر بكراهية جيرانه
شعر مانيول بكراهية الناس المحيطين به حتى أنَّ إحدى الجارات كانت تظهر شفقتها على ابنته؛ لأن لها أباً نازيا.
كانت ردة فعله على سلوكيات الجيران أن رفع صوت الموسيقى اليمينية في سيارته التي ركنها بالقرب من بيوت الجيران قائلاً لابنته: “لندخل إلى هذا المبنى الشيوعي حيث يقطن كل هؤلاء البلاشفة سننتقل بعيدا عن كل هؤلاء الأوغاد قريبا”. لم يشعر بالندم على تصرفه هذا فقد أشبعوه تهكما وأراد ان ينتصر لنفسه وحياته.
فرصة جديدة.. حق المغفرة
على الرغم من اقتناع كل الخارجين من حركات اليمين المتطرف أن هناك ذنوبا لا تغتفر، فإنهم يؤمنون بحقّهم في فرصة جديدة تمسح سنين الماضي الكئيب وترسم حاضرا مشرقا بألوان معتدلة.
تتساءل راوية الفيلم ماذا سيحدث للناس إذا تولّى المتطرفون زمام السلطة، لقد تَحمسّت في سكسونيا السفلى عام 1995 لحشود حالقي الرؤوس وهتافاتهم في “نورت تايم”.
قصص متتالية لمتطرفين سابقين بدأوا مرحلة الانتماء للأحزاب اليمينية في بداية أعمارهم تحت دوافع مختلفة، لكنهم وصلوا إلى نتيجة واحدة مفادها أن الخروج من التطرف خير لهم من البقاء فيه، وإذا بقيت تلك الذكريات الأليمة تطاردهم، فواقعهم المعتدل يخفف عنهم وطأة ذلك التاريخ الذي قضَوه في أُتون حركة متطرفة.