“الدماغ المدهش”.. رحلة الخلاص من السكتة الدماغية

خاص-الوثائقية
“وصلتُ إلى البيت في تلك الليلة حوالي 11 مسا، ووجدته ممسكا برأسه ومتكوّرا على نفسه ويصرخ من شدة الألم، عرفت حينها أنه يعاني من مشكلة خطيرة للغاية، طلبت سيارة إسعاف، ونقلناه إلى مستشفى محلي، وأدخلناه إلى غرفة الطوارئ فورا، هناك كنت أستطيع أن أراه يدخل في غيبوبة تدريجيا”.
كانت هذه “فيونا” الصحفية ومنتجة الأفلام، وهي تحكي ما شاهدته عندما عادت إلى البيت ووجدت زوجها “ريتشارد” على هذه الحال. وبحكم طبيعة عملها فقد قررت أن تسجل مذكراتها مع زوجها في رحلة علاجه التي امتدت على مدار أربعة أعوام كاملة، وأنتجتها على شكل فيلم قامت الجزيرة الوثائقية ببثه تحت عنوان “الدماغ المدهش”.
السكتة الدماغية.. حين يقف المرء على حافة الموت
“صباح اليوم التالي أخبرني الطبيب بأن عليّ أن أتصل ببناته في نيوزيلندا، أدركت حينئذ أنه مشرف على الموت، ثم نقلناه إلى مستشفى “كينغ” ذي التجهيزات العالية، حيث حضر الجراح وطلب موافقتنا على إجراء عملية جراحية، مع أنه لم يكن متأكدا أن “ريتشارد” سوف يبقى حيا حتى تلك اللحظة، أو ربما يعود النزيف من جديد، مما يعني أن الدماغ قد توقف، ولم يكن أمامي سوى الانتظار والتمسك بالأمل”.
يقول الدكتور “رانجيف بانغو”، استشاري جراحة أعصاب: سمعت عن “ريتشارد” للمرة الأولى عندما اتصل بي المناوب في الجراحة الدماغية، ووصف لي حالة المريض، وأنه كان يتناول المميعات المانعة للتجلط، وقد يكون تعرض للسقوط، وكان مستوى وعيه متدنيا وفي تراجع مستمر، وبعد إجراء مسح للدماغ بالأشعة المقطعية تبين وجود مساحة كبيرة من النزف على الجزء الأيسر من قشرة الدماغ.
هذا الجزء من الدماغ يتحكم بالنطق، وهو مرتبط بالذاكرة أيضا، ويمنح السمات الفريدة التي تميز بين الأشخاص، ولذا كان واضحا أنه سيفقد جزءا من ذاكرته وشخصيته وقدرته على النطق، وقد تصبح حياته عديمة القيمة بالنسبة له ولعائلته، ولكن لا بد من اتخاذ قرار حول الإجراءات اللاحقة من أجل إنقاذه والتصرف بأسرع ما يمكن حتى لا يخسر الدماغ.
يقول الدكتور “رانجيف بانغو”: نقلنا المريض إلى غرفة العمليات، وفتحنا الجمجمة على شكل علامة الاستفهام، وبواسطة آلة حفر هوائية قمنا بإزالة مساحة من الجمجمة تغطي القشرة الدماغية من جهة اليسار، وتسمى “الجافية”، وقد كانت متصلبة ومنتفخة وزرقاء اللون، وقد لاحظنا أن نبض الدماغ لم يكن متوافقا مع نبض القلب، الأمر الذي دلنا على وجود جلطة كبيرة على سطح الدماغ تضغط وتحول دون وصول الدم.
الدماغ مادة هلامية طرية، وبمجرد عمل فتحة في الجمجمة فإن هذه المادة تخرج كما يخرج معجون الأسنان من الأنبوب، فكان الطبيب يفتح الجمجمة بالتدريج ويتخلص من الجلطة على أجزاء، في النهاية صار الشق الأيسر من رأس “ريتشارد” بدون جمجمة ويحتوي على جلد وعضلات فقط، وهذا من شأنه إعطاء فرصة للدماغ في التوسع مع الوقت، ولتعرُّضه للضغط الجوي حدث تجويف من جهة اليسار.

انزياح الدماغ.. نفس إنسانية تتلاشى شيئا فشيئا
تقول “فيونا”: بعد زوال الانتفاخ ظهرت الأعراض الكارثية للسكتة الدماغية بوضوح، وبدا وكأن “ريتشارد” فقد نصف دماغه، بدأت أسجل مذكراتي معه لحظة بلحظة، بدأ يستغني عن أنبوب الطعام وصار يبلع الطعام المهروس ببطء، هذا تطور جيد، لكنه لا يبدي تجاوبا في النطق، إنني أتشبث بالأمل فقط، وعزمت أن أعيده إلى واقعه السابق بأي ثمن، لقد عانيت من أجل ذلك كثيرا.
كان يتلاشى أمامي شيئا فشيئا، ولكن لم أكن لأستطيع الحداد عليه، إنه ما يزال حيا، وبعد ثلاثة أشهر سمعنا أخبارا جيدة، إنهم يدرسون استبدال الجزء المفقود من جمجمته.
يقول الدكتور “روبرت بنتلي” استشاري جراحة الجمجمة: إنه لا يتحدث، ونصفه الأيمن مشلول تماما، إضافة إلى الجزء المفقود من جمجمته وتأثير الضغط الجوي على دماغه الذي بدأ ينزاح إلى اليمين بشدة.
ويتابع الدكتور “بنتلي”: سوف نقوم بزراعة معدن خاص بنفس مساحة الجزء المفقود من الجمجمة، وهذا سوف يجعل الدماغ يتمدد ثانية باتجاه اليسار، مما يخفف الضغط الواقع على الجهة اليمنى الآن، أما هذه الثقوب التي تظهر على المعدن فوظيفتها منع تجمع الدم على القشرة ثانية.
بعد خمسة أشهر نقل “ريتشارد” إلى المستشفى الملكي للأعصاب، وهناك بدأ رحلة طويلة من العلاج الطبيعي والمائي، من أجل إعادة تأهيل الأطراف ثم إعادة النطق واللغة. كانت التمارين مكثفة للغاية، وبعد مرور تسعة أشهر لم يتمكن “ريتشارد” من المحافظة على توازنه بعد. إنه لا يستطيع إسناد ظهره ذاتيا، ومع تطور التمارين بدا أنه يعاني من عدم استيعاب للمفاهيم الأساسية كاللون والشكل والأسماء.

تمارين التأهيل اليومية المضنية.. خلطة التعافي السحرية
كانت مرحلة التمارين التي يمارسها “ريتشارد” أشبه بتدريب الأطفال الرضع في السنتين الأُوليين، مع ما رافقها من الحسرة في قلوب عائلته خوفا أن لا يعود إلى ما كان عليه قبل الإصابة. الآن وبعد تسعة أشهر من الإصابة كان هنالك جو من التفاؤل يسود الجميع، سوف يخضع “ريتشارد” لعملية زرع الجزء البديل من الجمجمة، فهذا قد يساعد كثيرا في عودة الأمل بالتعافي.
لم يُخفِ الدكتور “بنتلي” مخاوفه من صعوبة وتعقيد العملية، إنها تحتاج إلى جهود مضاعفة، ووضع “ريتشارد” الصحي لا يساعد كثيرا، فقلبه متضخم وضخ الدم إلى الأعلى منخفض. ولكن كانت كل سبل التراجع قد تقطَّعت، وكان لا بد من السير قدما. جرت العملية بنجاح، وقام الأطباء بتضميد جمجمة “ريتشارد”، وعاد يتناول جرعة مميع الدم بانتظام.
بعد العملية بأيام عاد “ريتشارد” إلى تدريبات التأهيل المضنية في المستشفى الملكي، كان الجميع يدرك أنه يتعذب وهو يحاول استخدام عضلاته وأطرافه من أجل الوقوف باستخدام الأجهزة، ولكن كان لا بد من هذا الجهد الهائل ليطرأ التحسن المطلوب. وقد كانت نتائج اليوم الأول مبهرة للغاية، لقد استطاع تحريك ساقه اليمنى لأول مرة منذ الإصابة، وبدا وعيه وانتباهه في أحسن صوره.
في اليوم التالي استطاع “ريتشارد” أن يحرك إصبع يده اليمنى، لقد كان هذا حدثا هائلا ومفصليا ومبشرا جدا، إنه تحسّن لم يكن متوقعا، ولكن بعد ذلك كان المطلب الرئيسي هو الالتزام المكثف بالتدريبات على مدار الساعة.

جندي السلام.. تحدي إعادة تواصل الفرد مع ذاته
بعد مرور عام على الإصابة كان وضع “ريتشارد” مستقرا، وطرأ تحسن معقول على حالته الصحية، لم يكن الأطباء يتوقعون ما هو فوق ذلك، “ولكنني لم أقبل الاستسلام، ورفضت أن أقول إن هذه نهاية المطاف. بعد ذلك قمنا بتحويله إلى وحدة حكومية أخرى في منطقة كاينت من أجل متابعة التأهيل العصبي”.
ثم تحدث “غيرهارد فلورشوتز” مدير مستشفى رفاييل: عندما فحصنا “ريتشارد” للمرة الأولى كان نطقه غير متّسق، وكان يعاني من ضعف في جانبه الأيسر، ولم يكن قادرا على الوقوف على قدميه بمفرده، ومن الناحية المعرفية فقد كان لا يدرك التفريق بين أعضائه، فلا يميز بين كتفه وأذنه مثلا. لكننا كنا نلمس أن لديه شرارة إذا أمكننا معرفتها فسيكون التقدم معه مذهلا.
بعد ١٥ شهرا من الإصابة بدأت التدريبات في بركة العلاج المائي، وكانت استفادة “ريتشارد” من هذا العلاج أكثر من غيره، لأنه تحرر من قيود الجاذبية الأرضية إلى حد كبير، وهذه هي نقطة البداية في إعادة تواصل الفرد مع ذاته.
كان ريتشارد يملك من العزيمة ما يعيد إليه ثقته بنفسه، لقد كان جنديا متمرسا وتطوع للعمل مع الأمم المتحدة عام 1992 في سراييفو عاصمة البوسنة، ليجد نفسه وسط صراع عنيف جدا، فقد كان أحد أفراد قوة حفظ السلام غير المسلحة، حيث كان كل واحد منهم يشكل هدفا للقناصة؟ وكان تكرار عبوره خطوط التماس يعرضه لنيران الأسلحة الرشاشة من كل صوب.

بركة العلاج الفيزيائي.. اتحاد العضلات والأعصاب لاستعادة التوازن
في بركة العلاج الفيزيائي كان “ريتشارد” يبدي تقدما ملحوظا كل يوم، حيث تقوم فلسفة علاجه على الديمومة والانتظام على مدار الأسبوع، فلا يعقل أن يخضع مريض للتأهيل العصبي ثم يتوقف أكثر من يومين ونصف بدون تمرين، فكأنه يخسر خمسة أيام فعليا، وكان من ثمرة هذا الاستمرار أولى خطوات “ريتشارد” مشيا على قدميه.
كانت الخطوة التالية مساعدته على استرداد توازنه، لا بد أنه كان يبذل مجهودا شاقا مع مدربيه للحصول على التوازن، إنها عملية معقدة بين وظائف العضلات والأعصاب ونظام التوازن في الجسم، وسيطرة المخ على العملية بأكملها، لكنه مع هذا كله كان يبلي بلاء حسنا في إعادة التعرف على نفسه.
وعلى سبيل التغيير في روتين حياته اليومية، قامت زوجة “ريتشارد” باصطحابه إلى أحد مراكز علاج المحاربين القدامى من صدمات الحروب، كان عنصر العلاج الفريد الذي يقدمه هذا المركز هو التواصل مع الخيول. وبمجرد اقتراب الحصان كانت ردة فعله قوية وإيجاببة، وكان بالإمكان سماع صوته بكلمات مميزة للمرة الأولى منذ إصابته قبل عام ونصف.
إلى ذلك فإن “ريتشارد” يعاني من الإهمال البصري، وهذا يحدث عندما ينقطع التواصل بين العينين والدماغ، وبالنسبة له فإنه كان عاجزا عن إبصار نصف مجال الرؤية الطبيعي، وقام مركز رفاييل بعلاج هذا العجز بما يسمى “العلاج بالفن”، وهو تقوية وسائل التواصل بين الدماغ والجزء البصري المعطل عن طريق استخدام الألوان والرسم.

عودة على الأقدام إلى المنزل.. خطوة أولى في طريق التعافي
أصبح “ريتشارد” يتقدم باتجاه الشفاء بسرعة، وصار لزاما على فريق التدريب مواكبة هذا التطور باختراع وسائل جديدة للتمارين، واقترحوا استخدام الكرسي الكهربائي المتحرك، فهذا الجهاز يحقق الاستقلالية والانطلاق له دون أن يؤثر على عزيمته في معاودة المشي الطبيعي مجددا.
بعد عام من وجوده في مستشفى رفاييل حقق “ريتشارد” تقدما كبيرا، وحان وقت العودة إلى البيت، بعد أن أمضى عامين كاملين في المستشفيات منذ إصابته، لقد كانت لحظة دخوله إلى المنزل ماشيا على قدميه حدثا لا يصدّق، وكان وجوده في منزله مصدر سعادة كبيرة لزوجته، ولكنه كان مرهقا للغاية، لأنه كان يعتمد عليها في كل شيء، كان العبء ثقيلا عليها لأنه كان يتعلم ببطء.
تقول “فيونا”: كنت التقيته في سراييفو في يوليو/تموز 1992، ذهبت إلى هناك لتصوير فلم رفقة أختي “فينيسا” التي كانت تعمل طبيبة ميدانية، وتعرفت على “ريتشارد” بواسطتها. كان قد شاهد أهوال الحرب بأم عينه، وسبّبت له اضطرابات ما بعد الصدمة التي أثرت فيما بعد على قدراته الجسدية. وقد انقطعت علاقتي به مدة 13 عاما، ثم التقينا في نيوزيلاندا عام 2005 وتزوجنا.
مرت سبعة أشهر على عودة “ريتشارد” إلى البيت، وتمحورت حياة أهله لعلاجه، وتطوير قدراته الجسدية والنفسية، ثم اختير ليخوض برنامجا مكثفا لمدة ثلاثة أسابيع في المستشفى الوطني لجراحة الأعصاب في لندن بإدارة البروفيسور “نيك وورد” الذي أوضح أن أطراف “ريتشارد” اليمنى كانت سليمة إلى حد ما ولكنه كان لا يستخدمها، ويتلخص البرنامج في تدريبه على استخدامها بالحد الأقصى.

توجيه الأطراف إلى الأهداف.. خوارزميات الدماغ العبقرية
يرى الدكتور “وورد” أن مشكلة “ريتشارد” ليست فقط في ضعف أطرافه نتيجة عدم الاستخدام، ولكن كان ينقصه التخطيط كذلك، وهي عملية دماغية من شأنها أن تُوائم بين أطراف الشخص والأدوات والمواد التي عليه استخدامها، ومعرفة الهدف المرجو من القيام بالعمل، وكمثال كان استخدام الشوكة والسكين لطعام ما ثم توصيله إلى الفم ومضغه وبلعه عملية بحاجة إلى تخطيط دماغي دقيق لإنجازها.
وفي البرنامج المكثف تعلم “ريتشارد” كيف يصرف القوة المناسبة، من أجل إنجاز عمل معين بيده، مثل أن يرفع سماعة الهاتف إلى أذنه بقوة معينة من يده اليسرى، ثم بمعاونة اليد اليمنى في الضغط على أزرار الهاتف بقوة مناسبة أيضا، وذلك لإتمام مكالمة هاتفية. ومن خلال هذا البرنامج المكثف شبه العسكري عاد “ريتشارد” لمزاولة شغفه القديم في البستنة والزراعة، وأبدى عزيمة لا توصف في التحدي.
بعدها دخل “ريتشارد” في برنامج تأهيل الأطراف العليا، وخلال ستة أشهر كان قادرا على استخدام يده اليمنى في الكتابة بشكل جيد. وبعد انتهاء البرنامج توجه إلى المركز للحصول على نتيجته مشيا على الأقدام، ولا أفضل في تقييم نتائج البرنامج المكثف من أن يقوم الشخص بنفسه بأعمال لم يكن قادرا على مزاولتها قبل انخراطه في ذلك البرنامج.
وجاء الآن دور التدرب على النطق ومعاني الكلمات والمفاهيم، وبدا الأمر كمن يريد ترتيب مكتبة عظيمة تبعثرت بالكامل، ومثل الأطفال في دور الحضانة بدأ “ريتشارد” يتعلم بالصور والألوان مفاهيم الكلمات ودلالاتها، والربط بين المنطوق والمفهوم المراد، ثم عاد يتدفق حوية وانتعاشا وهو يمارس لعبة الغولف التي كان يعشقها.

إعادة البناء الذاتي.. قدرات الدماغ الخارقة
بعد أربع سنوات من رحلة علاجية مضنية استطاع الدكتور “رانجيف” القول إن النتائج التي حققها “ريتشارد” تفوق ما كان يتوقعه، ويعترف “رانجيف” أن وعينا بإعادة الدماغ إلى وظائفه هو أمر حديث نسبيا، حيث كان يقال سابقا إن الدماغ إذا تعطلت بعض أجزائه فلن تعود إلى العمل أبدا، وهو ما بدا خاطئا الآن. ولم يعد هدفنا إنقاذ حياة المريض فحسب، بل وإعادة تأهيل أقصى ما يمكن من دماغه المعطوب.
أما الدكتور “غيرهارد” فقال: “الإنسان لديه قدرة هائلة على إعادة تأهيل نفسه ووظائفه العقلية والجسدية، المهم توفر الإرادة والدعم وخصوصا من أفراد العائلة، وتسخير الإمكانيات في المراكز العلمية والعلاجية”، قالها وهو سعيد للغاية بما حققه “ريتشارد” بعد 18 شهرا من زيارته الأولى لمستشفى رفاييل.
ويتابع “غيرهارد”: إنه شعور لا يوصف عندما ترى شخصا كان ميؤوسا من حالته، وهو الآن يغادر المستشفى من الباب الرئيسي ماشيا على قدميه، هذا هو صميم عملنا، وهذا هو النجاح بأبهى صوره.

“أمشي على الزجاج المكسور من أجلك”.. تضحيات لا حدود لها
قضى “ريتشارد” أكثر من 30 عاما في الجيش النيوزيلندي، وتقاعد برتبة عقيد بعد أن خاض ثلاثة حروب ونال عددا من أوسمة الشجاعة، كان أغلاها الوسام الذي كُتب عليه “الشجاعة من أجل السلام” تثمينا لدوره في سراييفو. ثم ها هو أخيرا ينتصر على مرضه وعجزه وضعفه، ويشارك في الاحتفال السنوي لتكريم شهداء الجيش الأسترالي والنيوزيلندي.
أما زوجته “فيونا” فتستذكر بعاطفة جياشة، يوم كان “ريتشارد” يقول لها: “أنا مستعد أن أمشي على الزجاج المكسور من أجلك”، وتقول: “أنا في سعادة غامرة أنني قمت من أجله بالشيء نفسه مدة أربع سنوات متواصلة، لقد تشرفت بالعناية به، وهذا أكثر عمل مجز قمت به في حياتي”.