“السُلطة للأطفال”.. مبادرات الصغار لبناء المدينة الفاضلة

نحن الآن في قرية “شاتي” الواقعة في مقاطعة “تاميل نادو” جنوب الهند، حيث تجوب مظاهرة لأطفال في الصفوف الابتدائية شوارع القرية، يطالبون فيها المواطنين بعدم إلقاء العبوات البلاستيكية، مع التحذير من خطرها على الكوكب كله، والاستفادة من تدويرها. كما جاء في الفيلم الذي عرضته الجزيرة الوثائقية تحت عنوان “السلطة للأطفال”.

برلمان الأطفال.. جلسة لإصلاح ما عجز الكبار عن إصلاحه

دعونا نستمع إلى “سري بريا” وهي فتاة في عامها الـ14، وتشغل منصب وزير الداخلية في حكومة الأطفال. تقول: أسس أطفال قريتنا برلمانهم قبل 4 سنوات، ونجتمع عصر كل أحد في هذا البرلمان.

أما “شاكتفيل” وزير الثقافة ذو الـ15 عاما فيقول: أعيش مع والدي وأمي وأختي، أنا في برلمان الأطفال منذ خمس سنوات، وقد انتخبت مؤخرا وزيرا للثقافة.

وهذا “فينوث” رئيس الوزراء، ذو الـ15 عاما يقول: هنالك الكثير لمناقشته، فليبدأ الوزراء بالحديث. ويكون “سيندو” وزير العدل ذو الـ١٢ عاما أول المتحدثين، ليقول: لقد تعطل مصباحان على أعمدة النور في شارعنا، وهذا يؤثر على مواطني حيّنا، لقد كتبنا عريضة إلى رئيس القرية لإصلاح الأعطال، فهذا يعتبر من حقوق الإنسان التي يجب أن نطالب بها ونحافظ عليها.

أما “كاني موزي” وزيرة الصحة ذات الـ14 ربيعا فتقول: قمنا بزراعة عدد من الأشجار في أنحاء البرلمان، ولكننا لم نتمكن من حمايتها، لقد تلف أكثرها، هل تعلمون لماذا حدث هذا؟ تجيب “ساندهيا” وزيرة الشؤون العامة ذات الـ١٤ عاما: لقد زرعنا الأشجار فقط دون أن نتنبه لأسباب استمرارها ونتجنب عوامل تلفها، لذا علينا أن نذهب إلى محمية الأشجار في الحديقة العامة لنتعلم رعاية الأشجار.

وفي ختام الاجتماع صيغ الخطاب الآتي: عزيزنا رئيس القرية، كما تعلم فقريتنا فيها 500 نسمة، وهم بحاجة ماسة إلى بعض الخدمات التي سيجملها برلمان الأطفال في هذه الرسالة، ومنها أعمدة النور المتعطلة ومشكلة النفايات البلاستيكية، وكذلك تلك الأشجار التي تلفت بعد زراعتها بقليل، نأمل منكم مساعدتنا في إصلاح هذه الأعطال. لكم من البرلمان فائق الاحترام.

“الكحول هو المشكلة”.. مشروع لحظر معول تحطيم العائلة

في اجتماع البرلمان التالي الذي عقد في قرية مجاورة، يتحدث “نانا سيكار” رئيس الوزراء ذو الـ١٦ عاما قائلا: أهلا بالجميع ونرحب بزملائنا الجدد، كان اجتماعنا الأخير في أوكينكال، وناقشنا فيه موضوع تعاطي الخمور والأضرار الكبيرة الناشئة عنه، وقد تغيب بعض الوزراء عن تلك الجلسة لأعذار تخصهم، وها هم معنا اليوم، وسوف نستمع لتجاربهم حول هذا الموضوع.

الورزاء الأطفال يجتمعون مع الأعضاء والمتطوعين

يتحدث “شاكتفيل” قائلا: يعود والدي إلى المنزل ثملا كل يوم، يكون كل شيء هادئا وأستطيع أن أذاكر دروسي وأشاهد التلفاز، إلى أن تصل والدتي ويشتعل الشجار، يبدأ والدي باختلاق مشاكل لا وجود لها. والدي أيضا يمنعني من التحدث إلى أصحابي، وإذا رآني ألعب معهم فإنه يستشيط غضبا ويقوم بضربي وإهانتي والصراخ في وجهي. يكون والدي في ذلك المزاج السيء فقط عندما يكون ثملا، تبا للكحول.

أما “كيرثانا” ابنة الـ12 عاما، فتقول: عندما أعود من المدرسة أغسل الأطباق وأحضر الطعام ثم أدرس قليلا، وفي المساء يعود والدي إلى المنزل ثملا، في البداية يكون هادئا، ولكن عندما تعود أمي إلى المنزل يبدأ بالصراخ ويقول عني إنني لا أعمل شيئا، ويضربني ضربا مبرحا، ويسبني بأقذع الشتائم ويدعي أنني لست ابنته، ثم يطردني من المنزل. الكحول هو المشكلة، يجب أن نحظره. وتجهش المسكينة بالبكاء.

شكر رئيس الوزراء الحاضرين على المشاركات القيمة، وطلب من الزملاء إحاطته ببعض المقترحات للقضاء على هذه الظاهرة السيئة في المجتمع، فبادر أحد الوزراء مقترحا: يمكننا نشر الوعي من خلال مسرحية، ويمكن أن تكون المسرحية على شكل مسلسل متعدد الحلقات، بحيث يظهر من خلالها الأثر السيء على التحصيل الدراسي عند الأطفال نتيجة تعاطي والديهم الكحول.

ثم أضاف وزير آخر: يمكننا توزيع المنشورات، فالمسرحية وحدها لا تكفي، ثم نكتب عريضة نطالب فيها بإغلاق متاجر الكحول، للحصول على ألف توقيع من المواطنين عليها، ثم نقدمها للسلطات العليا.

انتحار الأمهات.. مشهد حقيقي جريء لإثراء المسرحية

تشير “سامدهيا” إلى ظاهرة مرتبطة بتعاطي الآباء الكحول، إذ يجب التنبيه عليها وتوضيحها للرأي العام؛ وهي ظاهرة انتحار الأمهات وما يعقب ذلك من انهيار العائلة وسوء رعاية الأطفال من بعدهنّ. وفي نهاية الاجتماع، يوافق البرلمان على إعداد المسرحية التي سيشارك فيها جميع الأطفال وسيكون هدفها الرئيسي محاربة محلات إنتاج وبيع الكحول.

ثم ننتقل إلى قرية “بونديشيري”، لنقابل هناك رئيسة وزراء الأطفال “سورانا لاكشمي” وهي عمياء وعمرها 15 عاما.

مشهد تمثيلي لمحاولة انتحار الأم بسبب إدمان الأب على الكحول

تتحدث “لاكشمي” في اجتماع مماثل قائلة: أريد أن أرى حقوق الطفل في الهند محترمة، وأن يكون الأطفال ذوي الإعاقة يحصلون على نفس الحقوق. لقد كنت محظوظة إذ حصلت على مقعد في مدرسة عامة، لا أريد أن أبقى في المدارس الخاصة للمعاقين، لكن ذلك لم يكن سهلا، فقد رفضتني جميع المدارس الأخرى بسبب إعاقتي.

وفي القرية نفسها كانت هنالك حملة تنظيف شارك فيها كل أعضاء برلمان الأطفال، وأزالوا القمامة من الطرقات، ثم جمعوا النفايات البلاستيكية في مكان مخصص، لتنقل لاحقا إلى أحد المصانع التي تعمل على تدوير العبوات البلاستيكية.

وبالعودة إلى قرية شاتي، فقد بدأ الأطفال بإعداد السيناريو المقترح للمسرحية، وأشار “شاكتفيل” إلى أن قصته مع والده الثمل وأمه التي حاولت الانتحار قد تكون هي السيناريو الأمثل للمسرحية، لقد حاولت والدته الانتحار أكثر من مرة باستخدام المبيدات الحشرية الموجودة لديهم في المنزل، وكان هو الذي يقوم بإنقاذها دائما.

سألته زميلته: وكيف عرفت أنها ستنتحر؟ فأجابها: بعد موجة الهياج التي افتعلها والدي الثمل، توجهت إلى الفراش لأنام، وجاءت والدتي تبكي عند رأسي، وعلى غير العادة احتضنتني وقبلتني عدة مرات بطريقة لم أعهدها من قبل، فتيقنت أنها مقدمة على أمر ما، فتظاهرت بالنوم لأراها تتوجه إلى عبوة المبيدات الحشرية وتحاول الشرب منها، فنهضت مسرعا ورميت الوعاء من يدها بعيدا.

وقد أثنى الأطفال على شجاعة زميلهم، وقرروا نقل المشهد بحذافيره إلى مسرحيتهم.

إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة.. علاج بالمساواة

قامت “سورانا لاكمشي” رئيسة الوزراء الأطفال في قرية بونديشيري بزيارة إلى قرية شاتي، حيث كان في استقبالها “سيكار” رئيس الوزراء المحلي هناك، وقد رحّب بها ترحيبا مميزا حينما وصفها بأنها حتى لو لم تكن ترى العالم، فإنها بأفعالها المتميزة تجاه الأطفال جعلت العالم كله يراها.

ثم تحدثت “سورانا” إلى الحاضرين في الاجتماع عن موضوع إدماج الأطفال ذوي القدرات المختلفة في المدارس العامة، ليكونوا جنبا إلى جنب مع زملائهم من الطلاب العاديين، وتفتح المجال للنقاش، فيتقدم “باشاي أوشو” وهو طفل في الـ14 من عمره ولكنه مصاب بإعاقة التقزم، فطوله لا يصل إل 80 سنتيمترا، ويشكو من التنمر والسخرية الذين يتعرض لهما من أقرانه.

الطفلة العمياء “سورانا لاكمشي” رئيسة الوزراء الأطفال في قرية بونديشيري تطالب بحقها في الإدماج المدرسي

تسأله “سورانا”: هلّا شكوتهم إلى المعلمين؟ فيجيبها أنه اشتكى مرارا ولكن دون جدوى، فالمشكلة هي قلة الوعي لدى المجتمع، ويجب أن نزيد الوعي عند الناس بضرورة معاملة ذوي الاحتياجات الخاصة بروح المساواة، وتفهم مشاكلهم ومساعدتهم بما لا يجرح مشاعرهم.

ثم يتحدث طفل آخر يعاني من ضعف البصر عن أن معلميه وزملاءه يسخرون منه عندما يحاول قراءة المكتوب على السبورة، حتى أنه لا يستطيع أن ينسخ المكتوب من عند جاره الذي يجلس بجانبه، فترشده “سورانا” بأنه يجب عليه أن يشتكي للمعلم أو حتى لمدير المدرسة لكي يجلسه في المقاعد الأمامية، “يجب أن نطالب بحقنا ولا نبقى صامتين، فصمتنا عن حقوقنا مشكلة بحد ذاتها”.

ثم تشكو سيدة أن ابنها البالغ من العمر 16 عاما يشكو من السخرية والضرب من قبل أقرانه بحجة أنه مختل عقليا، وأن المعلمين لا يساعدونه في دروسه بحجة أنه لا يستوعب ما يقال له، “إذن فلماذا أرسله إلى المدرسة؟”، تقولها بحرقة.

تفتح “سورانا” مجال النقاش حول هذه الحالة، ويتقدم بعض الأطفال باقتراحات مثل مقابلة المدير والمعلمين وتوضيح خطورة السخرية والتنمر على نفسية الطفل، والدعوة إلى نشر الوعي ومبادئ المساواة، والمبادرة إلى المساعدة بين صفوف الأطفال في المدرسة، واقترح بعضهم إدماج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في برلمان الأطفال أيضا، حتى يشعروا بقيمتهم.

تدريبات المسرحية.. تسخير الفن الراقي خدمة للمجتمع

بدأ الأطفال التحضير للمسرحية، وفي ساحة قريبة من منزل “شاكتفيل” صاروا يتدربون على مشاهد المسرحية وفصولها، وفي المشهد الأول يظهر طفلان قد جاءا للتو من المدرسة وهما يبكيان فتسألهما الأم عن سبب بكائهما، فيجيبان بأن الأطفال يسخرون منهما بسبب والدهما السكّير، ويقولون لهما: أنتم فقراء معدمون لا تجدون الطعام، وأبوكم ينفق نقوده كلها على الكحول.

تهدئ الأم من روعهما وتطلب منهما مراجعة دروسهما ومشاهدة التلفاز ريثما تستعير هي بعض الطعام من الجيران وتحضره لهما، وفي لحظة اختفاء الأم من المشهد يدخل الوالد البيت مترنحا من شدة تأثير الخمر، يتمايل جسده يمينا ويسارا، بينما لا تكاد رجلاه تحملانه، يسأل أطفاله: ماذا تفعلون، وأين أمكم، وأين الطعام؟

مشاهد مسرحية تسلط الضوء على النتائج الكارثية للكحول

إن مظاهر الفزع والخوف على وجوه الأطفال لا تكاد توصف، وبينما لا يزال الأب يسأل أطفاله ويسخر منهم وهم يراجعون واجباتهم الدراسية، تدخل أمهم لينهال عليها الأب الثمل بالشتائم والصراخ: أين كنت، وأين الطعام، ولماذا لا تربين أبناءك التربية الصالحة، ألا ترينهم لا يحترموني ولا يعيرونني اهتماما؟

تمتد يد الأب المرتعشة إلى الأم ليضربها، وهنا يتدخل الابن الغاضب الخائف قائلا: لا تضربها، إنك سكّير ولا تهتم بنا، ما ذنب أمنا؟ هي التي تربينا وتعتني بنا. ثم ينتهي المشهد على وقْع تهاوي الأب أرضا، بينما طفله الباكي يمسح الدم عن وجهه، وأما الأم المسكينة فتتنازعها مشاعر الخوف على أطفالها والشفقة على زوجها البائس.

“سورانا لاكشمي”.. خطاب إلى الأمين العام للأمم المتحد

تعكف “سورانا” رئيسة الوزراء الكفيفة على صياغة خطاب للأمين العام للأمم المتحدة، وتخبره فيه عن مبادرة برلمان الأطفال في الهند، وها هي تملي مفردات الخطاب على زميلتها التي تطبعها على جهاز الحاسوب المحمول: “حضرة السيد السكرتير العام، تحية وبعد”.

تحاول “سورانا” أن تبلور لدى الأمين العام فكرة إيجاد برلمان عالمي للأطفال على غرار البرلمانات المحلية في الهند، وتخبره بأن خمسين ألفا تجمع للأطفال على مستوى رقعة الكيان الهندي كله، يمكن أن تصلح لتكون نواة لبرلمان عالمي للأطفال، وتنقل له أخبار الوزراء الأطفال والإنجازات التي حققوها على الأرض من وزارة الصحة إلى البيئة إلى خدمة المجتمع وما شابه.

سورانا تلقي خطابها في الأمم المتحدة حول حقوق الطفل وبرلمان الأطفال في الهند

ثم قام برلمان الأطفال بزيارة إلى إحدى محميات الأشجار في الحديقة العامة، وكانت في استقبالهم “فيجايا” مديرة رعاية الأشجار هناك، حيث شرحت لهم كيفية سقي الأشجار الصغيرة يوميا وضرورة تقليم أغصانها شهريا، وشددت على عدم استخدام المواد الكيميائية الضارة في رش النباتات، واستخدام المبيدات الطبيعية كالرماد مثلا، وروث البقر كسماد طبيعي لنمو الأشجار.

ثم قامت “فيجايا” باصطحاب الأطفال في جولة على الأشجار والنباتات العشبية التي تستخدم في صنع الأدوية والعقاقير الطبية، وفي نهاية الزيارة أعطت كل واحد منهم خمش شتلات ليقوموا بزراعتها والاعتناء بها، ووعدتهم بتقديم المزيد إذا هم رعوها وحافظوا عليها حتى تنمو وتكبر.

وبالعودة إلى التدريبات على المسرحية، فهناك الآن مجموعة من الأطفال يتدربون على رقصة جميلة، لتكون المشهد الختامي في المسرحية، بينما هنالك على الجانب الآخر يقوم “سيكار” رئيس الوزراء بمراجعة بقية أنشطة الحملة ضد الكحول مع مجموعة أخرى من البرلمانيين الأطفال، ثم يتفق الجميع على موعد الحملة وتوزيع الفعاليات، بينما تقترح إحداهن استضافة متحدث في الاحتفال.

إغلاق متاجر الكحول.. عريضة بألف توقيع

من ضمن الأنشطة التي يجري التحضير لها عريضة عليها ألف توقيع من أهالي القرية، من أجل رفعها إلى السلطات المختصة، والمطالبة بإغلاق كافة متاجر الكحول، وها هي مجموعة أخرى من الأطفال تجوب طرقات البلدة وتجمع التواقيع اللازمة، حيث قامت المجموعة بشرح مبادرتها للناس وحثهم على الوقوف إلى جانب الأطفال في مطالبهم المشروعة.

بينما تقوم مجموعة أخرى بزراعة الشتلات التي حصلوا عليها من محمية الأشجار، كانوا يفعلون ذلك وهم يستذكرون ما قالته لهم مديرة رعاية الأشجار في المحمية حول كيفية الزراعة الصحيحة والطريقة المثلى لسقي الشتلات.

الاجتماع مع رئيس وزراء المنطقة لطلب تحقيق مطلب إغلاق متاجر الكحول

ولا يزال “شاكتفيل” يتدرب هو وفريقه المسرحي على المشاهد التي سيعرضونها أمام الجمهور، ويظهر الوالد هنا متأثرا عندما سمع أن زوجته حاولت الانتحار، بينما ينتهز ابنه هذه الفرصة لينصحه بترك الكحول التي كانت السبب الرئيسي في محاولة الانتحار، وينصحه بدلا من ذلك بالعمل الجاد وجني المال اللازم لمصاريف العائلة وتغطية حاجاتها الضرورية.

في الجوار تبدو “سورانا” سعيدة، فقد تلقت دعوة من الأمم المتحدة لزيارة مقر الجمعية في نيويورك مع عشرة من زملائها البرلمانيين الأطفال في الهند، وسوف يتحدث الوفد أمام الدول الأعضاء عن حقوق الطفل في الهند، وسوف يطالبون الدول بتخصيص 9% من إجمالي الناتج المحلي لتغطية نفقات الصحة والتعليم للأطفال في ذلك البلد.

موسم الحصاد.. قطاف ثمار الجهود المتواصلة

سافرت “سورانا” ورفاقها إلى نيويورك، وهناك ألقت خطابا أمام ممثلي الدول تحدثت فيه عن هموم الطفل وتطلعاته لمستقبل أفضل، وشددت على التزام الدول الأعضاء بصيانة حقوق الأطفال في الصحة والتعليم وحرية التعبير، وذكّرت المجتمع الدولي بتعهداته التي قطعها على نفسه في جعل كوكب الأرض آمنا نظيفا خاليا من أسلحة الدمار، ويعمّه العدل والسلام بحلول الألفية الثالثة.

واكتملت فعاليات حملة التوعية بالحفل الختامي، حيث تحدث “سيكار” رئيس الوزراء الأطفال أمام جمع كبير من أهالي القرية عن حملة منع الكحول وموجباتها وأهدافها، ثم شكرهم على اهتمامهم ودعمهم للحملة، وقدّم الفريق المسرحية التي أعدت جيدا ونالت إعجاب وتصفيق الحضور، ثم تحدث رئيس القرية وأثنى على الحملة والقائمين عليها من الأطفال، واختتم الاحتفال برقصة جماعية معبرة.

اجتماعات الأطفال تتواصل من أجل متابعة تحصيل مطالبهم في تحسين الأوضاع في القرية

بعد الحفل اجتمع البرلمان مجددا ليناقش التطورات التي حصلت في القرية بعد حملة التوعية، لقد أصلح جميع أعمدة الكهرباء وعاد النور ليسطع في طرقات القرية، ومديرة رعاية الأشجار قدمت لهم المزيد من الشتلات لزراعتها، وتطوعت النساء لجمع القمامة من القرية أسبوعيا.

ثم توجه البرلمان إلى رئيس القرية الذي وعدهم بإنشاء مركز لإعادة إصلاح وتأهيل متعاطي الكحول، وطلب منهم إبلاغه عن أي عائلة تواجه مثل هذه المشاكل. وقال لهم إنه بصدد إنشاء فريق متخصص، يتكون من مرشد اجتماعي وطبيب ومعلم وشرطي، وستكون مهمتهم زيارة العائلات المتضررة وتقديم النصح والمشورة والتعامل مع الحالات التي تتطلب إجراءات أخرى.