إرث كينيا المهدد.. قصص كفاح لحماية التراث العريق من الاندثار

الوثائقية- خاص

“ليس إرثا من آبائنا إنما هو ديْن أطفالنا”. يلخص هذا المثل الكيني رحلة كفاح مجموعة من النشطاء المتطوعين من أجل الحفاظ على إرث بلادهم، والنهوض به وتسجيله في قوائم دولية ليس آخرها موقع منظمة العلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة “اليونسكو”.

لطالما حبا الله هذا البلد الأفريقي بجمال أخاذ وطبيعة متألقة، فهو موطن يحظى بكنوز كثيرة سواء على صعيد التنوع البيولوجي من ثروات حيوانية ونباتية أو إرث تراثي من ماضي زاخر.

كينيا موطن كنوز مكنونة وآثار محفوظة من ماضيها العريق وموقعها التجاري المتميز، وكدليل على هذا الزخم الحضاري فقد وُضع أكثر من 18 موقعا فيها على قائمة لليونسكو الأولية، على أمل إدراجها ضمن قائمة مواقع التراث الإنساني العالمي.

“إرث كينيا المهدد” فيلم وثائقي تبثه الجزيرة الوثائقية، يأخذ المشاهد في رحلة مبهرة إلى عدد من مواقع تراث كينيا المهدد، ويعرفنا على الجهود المبذولة لحماية هذا الإرث من الاندثار.

 

حديقة “تسافو”.. الفيَلة تحفظ التوازن البيئي

تقع كينيا على الساحل الشرقي للقارة السوداء، وتعد حديقة “تسافو” الوطنية التي تأسست عام 1948 إبان الاستعمار البريطاني من أهم معالمها. تؤدي هذه الحديقة دورا مهما في الحفاظ على الحيوانات من النفوق والانقراض في أفريقيا بشكل عام وفي كينيا بشكل خاص، وقد مُنعت فيها عمليات الصيد.

تتميز حديقة “تسافو” بتربتها الحمراء وغابات “السافانا” والبراكين الخامدة وشلالات “مزيما” والمساحات الشاسعة لبحيرة “جيبي”، فهي جنة على الأرض، وتضم أكبر تجمع للفيَلة الأفريقية في كينيا، حيث يبلغ عددها 12 ألف فيل.

تعيش كينيا حربا ضد الصيادين غير الشرعيين الذين يصطادون فيل الأدغال الأفريقي الذي يعد رمزا وطنيا للبلاد، وهنا يشير “عيسى دومبا” قائد العمليات الميدانية إلى أنه في إحدى عمليات الدهم عام 2013 قام هو وفريقه بتتبع عدد من هؤلاء الصيادين الذين كان عددهم كبيرا، فقاموا بقتل أربعة منهم وإصابة آخرين وتمكنوا من التغلب عليهم.

ويعبّر عن ضيقه لما يفعله هؤلاء بقوله: “تسافو” جميلة للغاية، عندما يقومون بدهم الفيَلة يقتلونها جميعا، ولن يتمكن أبناؤنا من رؤيتها، لو بقي الحال على هذه الشاكلة فستُباد جميعا.

تقوم جمعية “تسافو” للحفاظ على البيئة بالتعاون مع السكان المحلين، فحديقة “تسافو” وفقا لخبراء تعد النظام البيئي الأكمل والأكبر في كينيا، فهي تشمل المحمية التي تغطيها أشجار “تيتا تفيتا” على مساحة قدرها 42 ألف كيلو متر مربع، وهي في غالب مساحتها عبارة عن أدغال هي غاية في الروعة، وتسكنها أعداد كبيرة من الحيوانات الكبيرة كالفيَلة وأفراس البحر والجواميس والزرافات والفهود.

في هذه المحمية لا تحتاج للسيطرة على الأدغال، فالفيَلة تقوم بذلك العمل فهي تشق المراعي وتضبط الأدغال، وتقوم بتكسير الأشجار الزائدة، ويعتمد توازن النظام البيئي في “تسافو” على الفيَلة، فقطعها للأشجار يوفر الأعشاب والغذاء للحيوانات العاشبة.

يعيش بعض الناس في بيئة الفيلة رغم أن ضررها على مزارعهم كبير بسبب مرورها فوقها بأعداد كبيرة

 

ضربة فيل قاتلة.. العنف ضد البشر

تنتشر القرى على أطراف المحميات، ففي مقاطعة “تيتا تفيتا” المجاورة يعتمد نحو 150 ألف ساكن على الزراعة وتربية الحيوانات، وهنا تجدر الإشارة إلى معاناة سكان قرية “سيرونغو” التي تقع على بعد 5 كيلو مترات عن المحمية.

تنتقل الفيَلة في هذه القرية من الشرق إلى الغرب أو باتجاه الجنوب، وتكون أعدادها كبيرة بما يقرب 3 آلاف فيل، وتتقدم باتجاه تنزانيا وأثناء عبورها تمر عبر حقول القرية فتدمر المحاصيل وما يبنيه البشر، الذين يحاولون منعها من المرور برميها بالأخشاب المشتعلة لكنها تكمل مسيرها، فحقول الذرة تجذبها وتستمر هكذا لعدة أيام حتى تقضي على المحصول.

ينصح السكان في هذه الحالة باستخدام النحل في طرد الفيلة. “يقول دونالد مومبو”: هكذا نستطيع توفير مورد إضافي من العسل، فالتحدي الحقيقي هو إيجاد حلول لتلك الصراعات بين الإنسان والحيوان.

وعلى حدود القرية يتذكر “هنري ممبوي” كيف فقد زوجته حين كانت تعتني بالمزرعة وتحافظ عليها من الفيلة، وبينما كانت تراقب فيلا أمامها جاء فيل آخر من الخلف وضربها ضربة قاتلة، وهكذا انتهت حياتها. يقول “ممبوي”: يجب أن تكون الفيلة بعيدة عن الناس ومزارعها، ولكن ليس لدينا خيار سوى التعايش معها وتأمين لقمة العيش في الوقت ذاته.

بعد تلك الحادثة تعلّم سكان القرية حماية أنفسهم، فأقاموا سياجا مكهربا على إحدى الطرق، وبذلك تمكنوا من الحد من تلك الحوادث المفجعة.

أنياب الفيلة هي السبب الرئيس للقتل الجائر في الغابات الكينية

 

أنياب الفيَلة.. ثروة تقتل الحياة البرية

تشير البيانات المحلية أن نحو 60% من الفيلة التي تم اصطيادها في العام 2015 في محمية “تسافو” كان الهدف من صيدها هو الاستفادة من أنيابها، ومع ذلك فإن في مركز الحياة البرية في “تسافو” أكثر من 280 رجلا يقومون بحماية المحمية، وبإصرار أولئك الرجال والقوانين الصارمة تمكنت السلطات من فرض سيطرتها على الصيادين.

يقول عيسى دوما: كان الصيد الممنوع في الماضي شائعا جدا، أما الآن فقد تغير الوضع، وأنا واثق أننا سنقضي عليه بشكل تام.

أما “دونالد مومبو” فيعتبر أن هذا المكان الوحيد “الذي نستطيع فيه الحفاظ على الفيلة وجيناتها، وهو رصيد مهم للعالم بأسره، لقد انخفض عدد الفيلة في أفريقيا بشكل كبير، وهذا يعطي أهمية خاصة لحديقة “تسافو”.

تُشكل معالم نهر “تانا” أكبر أنهار كينيا نظاما بيئيا معقدا، حيث غابات السافانا والبحيرات والمراعي المغمورة بالمياه

 

دلتا براميت.. محمية القرود النادرة

في الشرق حيث توجد دلتا “براميت” الكبرى في كينيا التي تشكلت بفعل التقلبات بنهر “تانا”؛ يقوم “إبيسو ليسانيا” في محميتها منذ عشرين عاما وبشكل يومي بمراقبة نوعين من القرود هما قرد “الكولبوس” الأحمر الذي يتغذى على أزهار المانغو ولا يقترب أبدا من الحصاد، والثاني قرد “منغابي” المتوج الذي يصفف شعره بذيله بشكل يثير الإعجاب.

تلك الأنواع من القرود مهددة بالانقراض، لكن تجربة “أبيسو” تعتبر ثمينة للغاية ومفيدة للباحثين القادمين لدراستها.

في هذه الدلتا، تُشكل معالم نهر “تانا” أكبر أنهار كينيا قبل وصوله لمصبّه في المحيط الهندي؛ نظاما بيئيا معقدا، حيث غابات السافانا والبحيرات والمراعي المغمورة بالمياه.

يقول “إبيسو”: إن النهر يحمل الكثير من الطمي من المناطق العليا التي تغني البيئة بالمعادن، كما يساعد الفلاحين في الزراعة وهو أمر يجب الحفاظ عليه حيث يتناغم النظام البيئي مع النشاط الإنساني.

أما “ماوليدي دايوايو” مدير منظمة تاديكو غير الحكومية المكرسة للحفاظ على التوازن في تلك الأرض، فيقول وهو يقف في وسط الدلتا: عند انحسار الفيضانات تأتي الماشية لتتغذى على تلك الأعشاب الخضراء، إذ تُشكل مراعي طبيعة لها.

يعيش الناس حول نهر “تانا” على صيد الأسماك

 

إيقاع حياتي يضبطه النهر الكبير

في متاهة الدلتا يُحدَّد إيقاع الحياة وفقا لجريان النهر الكبير، حيث يعيش نحو 80 ألف شخص في تلك الأراضي الرطبة، ويتأقلم المزارعون والرعاة وصائدوا الأسماك مع تلك البيئة من دون إفسادها، وهي بيئة صديقة لكل التنوع البيولوجي.

لذا فإن الماشية تعيش مع أفراس النهر وتتعايش مع التماسيح أيضا، وهناك أعداد كبيرة من الطيور المنوعة التي تبلغ نحو 155 نوعا، كلها تعيش في دلتا نهر “تانا”، التي تشبه الإسفنجة فتمتص الفيضانات مما يجعلها غنية حتى خلال موسم الجفاف، وقد تعايش الإنسان مع تقلباتها، أما العرقيات البشرية التي تعيش هناك فهي “أورما و”لو ولوليا”.

على ضفاف بحيرة “موا” تكونت منطقة طبيعية تصلح لحياة البشر، هنا يساعد “جورج أوديرا” السكان في ايجاد سبل العيش، وقد استطاع سكان القرية متعددو العرقيات ممارسة أنماط مختلفة من الحياة، فالرعاة يستطيعون العيش على صيد الأسماك، وهذا التفاعل ساهم في إثراء الحياة هنا، وهو الذي أبقى على المجتمع في تلك القرية وحافظ على حياتهم، ومكنهم من النجاة حتى في الأوقات العصيبة.

فهؤلاء قرروا أن لا يعيشوا على نمط واحد، فالدلتا مكان مناسب للرعي الموسمي، وهي كذلك مكان مهم للصيادين، فهناك نوعان من الصيد في البحر والصيد في المياه العذبة، والمجال مفتوح كما أنه مكان زاخر بالتنوع.

الكثير من التهديدات تواجه بقاء الدلتا مثل تحويلها لأرض مرويّة

 

مشاريع طموحة تهدد نظام الدلتا

على مر السنين أصبح نظام التوازن بالدلتا مهددا بسبب مشاريع المياه وزراعة الأرز، فقد أقامت الدولة مجموعة من السدود، مما تسبب في تناقص عدد الأسماك الذي أثّر بدوره سلبا على الصيد.

يقول “جورج أوديرا”: لقد أصبحت المياه التي يستخدمها الناس تحتوي على مواد كيميائية مما أدى إلى انتشار الأمراض، خاصة الجلدية وهذه المياه الملوثة تسقي الحقول، لكن مع ذلك فإن هذا النهر هو مصدر حياة الإنسان في تلك المنطقة.

قد يرى الأجانب أن الدلتا مكان مهمل، لكنها إحدى الأنظمة الداعمة لحياة الناس، وهناك الكثير من التهديدات التي تواجه هذا الدعم، مثل تطويرها من خلال تحويلها لأرض مرويّة، لكن في هذه الحالة فإن المجتمع المحلي الذي يعيش على الرعي والزراعات الصغيرة سيتأثر تأثرا كبيرا.

كما أن هناك مخططات لما يسمونه السد العالي، لكن ذلك سيؤدي في ظرف خمس سنوات إلى توقف المياه عن التدفق بالدلتا، وهناك مخاوف من أن الدلتا بهذه الحالة ستصبح جرداء، وسيعاني السكان اجتماعيا واقتصاديا.

يقول بعض السكان: إذا فقدنا الدلتا فإننا سنفقد قيمة موطننا، ونحن نحاول تأمين مكان أفضل لأطفالنا. ويبقى مصير الدلتا معلقا في محاولات لإبقاء هذا النظام قائما.

“مومباسا” من أقدم مدن العالم، كانت أكبر ميناء إسلامي على ساحل أفريقيا الشرقي

 

“مومباسا”.. بقية من التاريخ

على الساحل الجنوبي تقع مدينة “مومباسا” التي تعتبر من بقايا الماضي التجاري لكينيا. يقول المهندس المعماري “تايبالي حمزالي”: هذه المدينة شهدت ماضيا عريقا ومُهما يصعب تحمل خسارته، وكأنك قطعت ذراعك.

البلدة القديمة هو الاسم الذي يطلق على المركز التجاري التاريخي في “مومباسا”، ويقع الميناء على الجزيرة الصغيرة ويستقبل البضائع من كل مكان في المحيط الهندي، الأبنية في تلك المنطقة لها نمط موحد فالطابق الأول يستخدم للنشاط التجاري والطوابق العليا للمعيشة.

“مومباسا” من أقدم مدن العالم وهي جزء من التراث العالمي، وكانت أكبر ميناء إسلامي على ساحل أفريقيا الشرقي، وواحدة من مراكز الثقافة السواحلية.

استقبلت هذه المدينة الناس في الماضي من عرب وهنود وصينيين، ولما ازداد اهتمام الأوروبيين بساحل شرق أفريقيا في القرن الـ15 قدموا لـ”مومباسا” للتجارة والاستقرار، لكن عندما افتتح ميناء “كيلنديني” عام 1900 تراجعت حركة الملاحة البحرية وانتقلت المراكز التجارية للميناء الجديد، وأصبحت “مومباسا” مدينة قديمة تزخر بالكنوز.

وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بدأت الأبنية تتعرض للتخريب فأبوابها ونوافذها الجميلة المنقوشة نُقلت خارج البلاد، فكان الغرباء يأخذونها ويهرّبونها للخارج، وبفعل ذلك خسرت المدينة الكثير من الكنوز.

في عام 1985 أنشئ مكتب الحماية، وقد تبرع الاتحاد الأوروبي في التسعينيات بمبلغ لترميم المدينة ومنازلها، وبالفعل نُفّذ ترميمها بشكل جيد ونقشت أبواب المدينة وشرفاتها بنقوش خشبية مبهرة، وكلما زاد النقش دل على ثراء صاحب البيت.

في البلدة القديمة كانت أبواب البيوت وأطرافها مزخرفة بالنقوش الخشبية الإسلامية “الأرابيسك”

 

فن تصوير المعلومات.. حرفة عريقة

في البلدة القديمة، لا يزال “فوزي” يملك ورشة نجارة هي آخر ورشة تحمل هذه الحرفة السواحلية العريقة. يقول فوزي: إن الشاب الذي يمتهن هذه الحرفة يوظّف الكثير من المهارات، إنها فن تصوير المعلومات.

تلك القطع تعتمد على النقش المتسلسل، وتُجمع معا لتكوّن الشكل النهائي، ويعتقد “فوزي” أنه عند وضعها أمام البيت فإنها تجلب البركة لأصحابه، ويضيف أن هذا النوع من الفنون يحتاج وقتا طويلا لتعلمه، فلكل نموذج من الأثاث مكانه الخاص، مثل الأسِرة والأرائك، وقد شارك فوزي في ترميم المدينة لكن الناس هناك ليسوا أثرياء، ولا يمكنهم ترميم البيوت كلها، وقد يرون في بناء بيت جديد كلفة أقل من ترميم منزل قديم.

يقول “تايبالي”: إن استبدال المباني القديمة بالحديثة التي لا صلة لها بالمكان هو عمل مؤذٍ للمدينة، لقد خسرت المدينة ماضيها المرموق لعدم وجود قوانين رادعة لذا تسللت الحداثة للمكان. بينما يقول فوزي: إن تثقيف الناس بأهمية تلك المباني هي الطريقة للحفاظ على هذا الموروث العظيم. ويرى “تايبالي” الحل بالالتزام للحفاظ على البلدة القديمة.

بحيرة “نيفاشا” واحدة من أعلى البحيرات في العالم وتقع على ارتفاع 1880 مترا

 

بحيرة “نيفاشا”.. مصب على وشك النضوب

في الشمال قرب العاصمة نيروبي توجد أعلى بحيرة في كينيا وهي بحيرة “نيفاشا” التي تقع على ارتفاع 1880 مترا، ويجذب مناخها المعتدل أنواعا كثيرة من الحيوانات والبشر، مما يعرّض المكان لضغوط كبيرة تهدد نظامها البيئي، وإن لم تُتخذ إجراءات حاسمة فستختفي خلال عشرين سنة.

يقول عالم الأحياء “مبوغو كاماو”: إنها بحيرة ضحلة ولدينا حزام من نبات البردي وهو مأوى لبعض أنواع الطيور والحيوانات كفرس البحر والجواميس وظباء المها، وفي حال خسرنا البحيرة فسنخسر هذا التنوع البيئي الهائل.

أما البحيرة فهي فريدة من نوعها فهي المياه العذبة الوحيدة على الوادي المتصدع المالح، وما يمنحها العذوبة هو أنها مصب لمجموعة من الأنهار بالإضافة لاتصالها بمصدر جوفي، وتُعتبر البحيرة مصدرا لتلك المنشآت الاقتصادية حولها بالإضافة لأنواع عديدة من الأسماك كالشبوط والمشط والفرخ، وتقوم السلطات بتسجيل أسماء الصيادين خوفا من الصيد الجائر.

تقول “سوزان جيبكيموي” وهي عضوة في مؤسسة “ألسامير”: إن البحيرة غير مدرجة في قائمة الأماكن المحمية لأنها ليست مسوّرة، لذا يستطيع الجميع استخدامها ويقطن حولها ما يقرب من 200 ألف.

يقول “بول روبا” من مؤسسة أوروا: يقوم الصيادون ببيع أسماك البحيرة لأهالي المنطقة والمدن الأخرى، بالإضافة لطلاب المدارس الذين يقصدونها للتنزه مما يجعلها تعج بالناس، للأسف لا يعلم الناس هنا كيف يتعاملون مع بحيرتهم لذا يجب تثقيفهم.

تزدهر زراعة الزهور في كينيا وتُعد ثالث مصدر دخل في البلاد

 

موطن الزهور

يجلب مناخ البحيرة المعتدل وتربتها البركانية الخصبة ومياهها العذبة العديد من أعمال الزراعة والبستنة، ففي كل يوم تُجمع ملايين الزهور وتصدر إلى أوروبا، وتوجد حول البحيرة نحو 60 شركة للبستنة، بعضها ملتزم بمصادر المياه، والآخرون يهمهّم فقط جَني المال والأزهار للتصدير، وهم متّهمون بمنع الرعاة من الاقتراب من أماكن الرعي وسرقة المياه وإلقاء الكيماويات فيها.

إن الآثار المترتبة على أعمال البستنة هي جلب 30 ألف شخص من العمال وعائلاتهم الكبيرة، بالإضافة للأشخاص القادمين لخدمة أولئك السكان، مما ينشأ عنه طلب متزايد على السكن.

تعد زراعة الزهور في كينيا ثالث مصدر دخل في البلاد وعلى الرغم من انخفاض الأجور فإنها مفضلة عند السكان، وقد أدى تزايد الطلب على السكن لظهور المساكن العشوائية، وهناك أيضا مشكلة النفايات التي تجرف للبحيرة عند هطول الأمطار، وهناك تهديد آخر قادم من الجبال وهو دمار الغابات.

يقول “بول رويا”: لقد زرع الناس أشجارا تستهلك الكثير من الماء، وانتهكوا تلك المنطقة دون أن يعبأوا بالبيئة والاكتظاظ السكاني الذي تسبب بعدد من المشاكل للمنطقة، منها القضاء على الأشجار التي استغرق نموها سنوات عديدة، وهي مهمة لدور المياه التي تصل للبحيرة.

يختم المتحدثون في الفيلم بالاتفاق على أن الناس غير مدركين لما يجب فعله للحفاظ على البيئة، والخطوات التي تجب المشاركة فيها للحفاظ على مصادر الطاقة والأشجار والمصادر المائية، لكنهم قلقون ومهتمون بالتوعية من أجل تغير النظرة في الحفاظ على البيئة، “يمكننا الحفاظ على بيئتنا واقتصادنا فلا يمكننا النظر فقط، ولكن يجب العمل على ذلك”.


إعلان