“ابن الرومية”.. فارس الفانتازيا التاريخية يترجّل عن صهوته

خاص-الوثائقية

“أكاد أؤمِن مِن شَك ومن عجب
هذي الملايين ليست أمة العرب”

هذا بيت شعري شهير لصاحبه الشاعر الفلسطيني الراحل يوسف الخطيب، لكنه أشبه باللازمة التي لم تكن تفارق شفاه مبدع فلسطيني آخر، حتى كاد يجعلها وصيته الخالدة، وهو الممثل الشهير عبد الرحمن أبو القاسم الذي أسلم الروح لخالقها أواسط شهر نيسان/أبريل 2020 عن سن يناهز 78 عاما، وذلك بعد تعرضه لأزمة قلبية[1].

“مات ابن الرومية”، هكذا ردّدت كثير من الألسن التي فُجعت في رحيل وجه ارتبط في كثير من الأذهان بشخصية الراوي التي جسّدها الراحل أبو القاسم في مسلسل “الجوارح”، أحد جواهر عقد من الأعمال الفنية التي ارتبط بها اسم أبو القاسم وارتبطت به، لما تحمله من عمق فكري وتاريخي يداعب الخيال العربي ويذكره بأمجاده الخالية.

يقول الراحل عبد الرحمن أبو القاسم عن نفسه في أحد البرامج التلفزيونية الأخيرة التي استضافته قبل أن تنعاه نقابة الفنانين السوريين: يطيب لي أن أروي الحكايات والقصص، لأننا نحن العرب بالأساس شعب حكاية، ويطيب لنا أن نسمع الحكايات[2].

حين كان يُسأل عن قصة خروجه طريدا من أرضه الفلسطينية وهو طفل صغير، كان يفتح قاموسه الفني ليقول إن الأمر أشبه بملحمة من جنس “سفر الخروج”. إنها حسب تعبيره “ملحمة لا تقف أمامها ملحمة، أي ذلك الخروج من حيفا عن عمر 6 سنوات. هناك من كتب عن هذه القصة ولم تر النور بعد كتاباتهم، لكنها ستخرج إلى الوجود عندما نعود إلى فلسطين”[3].

أبو القاسم يخرج مهاجرا من قريته الصفورية بالجليل الأعلى بفلسطين وهو طفل صغير

 

“فرقة فتح المسرحية”.. طفل حيفا المُهجّر

ولد عبد الرحمن أبو القاسم بمدينة الصفورية في الجليل الفلسطيني عام 1942، وبدأ نشاطه الفني من خلال المسرح المدرسي منذ نعومة أظفاره، أي في بداية الخمسينيات، حيث كان يتلقى تعليمه في مدارس دمشق الابتدائية ثم في مدرسة الصناعة الإعدادية. وبين الدراسة والمسرح، كان الطفل عبد الرحمن يشتغل في جمع الحديد والنحاس ليبيعهما ويتمكن من مشاهدة الأفلام السينمائية العالمية التي تعرض وقتها[4].

تنقل أبو القاسم بين عدد من الفرق المسرحية السورية ومنها نادي الأزبكية والفرقة السورية للتمثيل، قبل أن ينضم إلى فرقة التمثيل المسرحي لحركة فتح التي كانت تحمل اسم “فرقة فتح المسرحية”، والتي ستحمل في وقت لاحق اسم “المسرح الوطني الفلسطيني” بإشراف من منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك عام 1970، بعدما كان نجمه قد سطع من خلال قيادته عددا من الجولات المسرحية[5].

هذا الارتباط بين عمله المسرحي والعمل الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال، جعله يقف في نهاية أحد العروض إلى جانب القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي قام بتكريمه نظير خدماته للقضية. يقول أبو القاسم في أحد حواراته الصحافية: هو تكريم لن أنساه من ياسر عرفات هذه الشخصية الراسخة في ذاكرتي، طبعا هو علامة مسجلة في تاريخ الشعب الفلسطيني وربما حتى في تاريخ الشعب العربي[6].

تدرّج أبو القاسم في هذه الفرقة إلى أن أصبح مديرا لها، حيث كان يجمع بين مهمته هذه وبين أداء عدد من الأدوار في الأعمال الإذاعية والتلفزيونية، فكانت أكثر الأعمال التي شارك فيها نجاحا “حرب السنوات الأربع” و”الجوارح” و”الثريا” و”الفوارس” و”البواسل”.

شكّل المسرح مشروع حياة الفنان الراحل عبد الرحمن أبو القاسم، إلا أن مساره لم يخلُ من حضور في الأعمال السينمائية، فقد شارك في أفلام مثل “عملية الساعة السادسة” و”الأبطال يولدون مرتين” و”نسيم الروح”.

 

 

مقام الأمير عبد القادر.. ملاحم في الفن وفي الحياة

ظلّت الحياة الحقيقية لـ”ابن الرومية” تتقاطع مع حياته الفنية، فلم يكن ينكر استلهامه كثيرا من الاختيارات المسرحية والتلفزيونية من تجربته الحياتية الشخصية، كواحد من الفلسطينيين الذين هجّرتهم العصابات الصهيونية حين هاجمت القرى الفلسطينية في الأربعينيات وطردت أهلها لتستولي على الأرض.

“أنا مواطن فلسطيني أخرجتني السياسة وشردتني، لهذا أريد أن أنال منها من خلال عدة أعمال مونودامية تحكي الشأن الفلسطيني”، هكذا يقول الراحل عبد الرحمن أبو القاسم عن نفسه، مضيفا أنه كان “مسكونا بالهم السياسي”، لدرجة كان يرى معها السياسة في كل شيء، فحتى وهو يقوم بجولة داخل الجزائر إلى منطقة “معسكر” المعروفة بوعورة مسالكها الجبلية، علّق قائلا: أدركت لماذا خرج من معسكر رجل مقاوم وشهم اسمه عبد القادر الجزائري الذي استطاع أن يحقق ثورة جزائرية مهمة، أنا شخصيا زرت مقام الأمير عبد القادر في دمشق وصورت فيلما عن الأمير عبد القادر ولهذا الأمير شخصية جزائرية وسورية أيضا[7].

 

صبي متسول في لبنان.. لقيمات تسد الرمق

بعد استقراره رفقة عائلته بشكل دائم في سوريا، تزوج عبد الرحمن أبو القاسم من ابنة عمه التي تقاسم معها حياته فأثمر زواجهما سبعة أبناء وقرابة 40 حفيدا، ورغم تقدمه في السن، فإن الفنان الراحل لم يكن يعرف الفراغ، بل ظل مشغولا بالقراءة والكتابة، حتى أنه برز في السنوات الأخيرة بكتاباته الشعرية التي كان ينشرها عبر حساباته في الشبكات الاجتماعية. وآخر أعماله الفنية رحل عن الدنيا قبل عرضها، وهو مسلسل “بروكار” الذي سيعرض خلال شهر رمضان، ويحكي قصة تعود إلى فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا، حيث يحاول مهندس فرنسي سرقة فكرة إنتاج أقمشة البروكار الدمشقية الشهيرة[8].

يقول عبد الرحمن أبو القاسم في أحد البرامج التلفزيونية: “أعتبر أن حياتي الخاصة لم تعد ملكي بل هي ملك العالم، ملك الناس جميعا، وبالتالي عليّ أن أكون واضحا”، معترفا أن أول شيء فعله في حياته هو أنه تسوّل حقيقة وليس تمثيلا، وهو ما مكّنه من تجربة الإنسان الذي خبر الحياة من كل جوانبها.

ويضيف: عندما خرجنا عام 1948 من فلسطين جئنا إلى لبنان في منطقة قرعون وبنت جبيل، وكنت ابن ست أو سبع سنوات، وكنا رفقة جدي بينما والدي وأعمامي في القرية يدافعون عنها، وكل منهم اشترى بندقية بطريقة أو بأخرى، وكنا جيشا من الأطفال في عهدة جدي رحمه الله، فلم يكن لدينا من سبيل غير التسول، فكنت أذهب وأتسول وهناك من يعطيني وهناك من يردّني، وهكذا حتى أجمع لقيمات تقي إخوتي شر الجوع[9].

 

دمشق.. هجرة ثانية بثمن البندقية

يقول عبد الرحمن: عندما لحق والدي بأسرته المهاجرة إلى لبنان في بنت جبيل، كان يحمل بارودة اشتراها كي يدافع عن فلسطين، لكنه جاء وهو ينكّس البندقية التي كان يشهرها دائما واشتراها بحلي والدتي، وبمجرد ما رأيته يحمل البندقية وهي منكسة، علمت أن الأمور قد انتهت وأن فلسطين قد ذهبت، لكنني بقيت مؤمنا إلى أنها لن تذهب إلى الأبد، باع والدي البندقية وارتحلنا بثمنها من لبنان إلى دمشق.

هناك في العاصمة السورية بدأت علاقة “ابن الرومية” بالمسرح في مدرسة شكري العسلي، وكان أول عرض شارك فيه يتعلق بقصة بلال مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم، ونال في تلك المسرحية دور بلال، أي دور البطولة، مستعملا وسائل بدائية كبديل عن الماكياج لتغيير لون بشرته. وظل وجدان عبد الرحمن أبو القاسم مرتبطا بموطن نشأته الفنية سوريا، حتى أنه عندما كان يُسأل عن التجربة الفنية التي يحنّ إليها أكثر، كان يقول إنها تجربة “نادي الأزبكية” الذي كان أول ناد عمل به ممثلا بعيدا عن المسرح المدرسي، ومنه انتقل إلى الفرقة السورية ثم المسرح الفلسطيني، ومنه إلى أنحاء العالم[10].

 

“أعطني مسرحا أعطك شعبا”.. عطاء غزير في المسرح والتلفزيون

يُعتبر المسار الفني لعبد الرحمن أبو القاسم واحدا من أكثر المسارات غنى بالإنتاجات والإبداعات، حيث ظل إلى آخر عمره على عتبة الثمانين، منتجا بغزارة وحاضرا بقوة في المشهد الفني العربي.

يقدّر النقاد عدد الأعمال الدرامية التي شارك فيها “ابن الرومية” في سوريا بقرابة المئة عمل، منها “حرب السنوات الأربع” (1980) و”عزّ الدين القسام” (1981) و”الكف والمخرز” (1992) و”طرائف أبي دلامة” (1993) و”الجوارح” (1995) و”العبابيد” (1997) و”الكواسر” (1998) و”البواسل” (2000) و”البحث عن صلاح الدين” (2001) و”أبو الطيب المتنبي” (2002) و”الشتات” (2003) و”عذراء الجبل” (2004) و”ملوك الطوائف” (2005) و”خالد بن الوليد” (2006) و”بهلول أعقل المجانين” (2007) و”صراع على الرمال” (2008) و”رجال الحسم” و”شتاء ساخن” (2009) و”رايات الحق” (2010) و”إمام الفقهاء” (2012) و”​طوق البنات” (2014) و”​عطر الشام​” (2016) و”المهلّب بين أبي صفرة” (2018) و”بروكار” (2020)[11].

أما “أب الفنون” المسرح، فيعتبر بمثابة “العقيدة الفنية” لعبد الرحمن أبو القاسم، حيث ظل حريصا على ممارسته طيلة مساره الفني، متخصصا بشكل كبير في المسرح السياسي ومتميزا في المونولوج والـ”ون مان شو”. ومن هذه التجربة المسرحية نهل “ابن الرومية” قدراته الحكائية التي جعلت منه راوي القصة الأول في المجال العربي.

كان أبو القاسم يستشهد بقولة منسوبة إلى “نابوليون بونابارت” تقول: “أعطني مسرحا أعطك شعبا”، لتفسير تعلقه الكبير بالخشبة المسرحية. وظل إلى آخر أيامه يعتبر هذا الفن حاملا لرسالة ينبغي على من يحترفونه إبلاغها، مُبديا انزعاجه في المقابل من الممارسات الفنية السطحية المنتسبة إلى الكوميديا، ذلك أنه لم يكن يعترف بجدارة الإضحاك بطريقة فنية راقية، إلا لأسماء معدودة، أمثال عبد السلام النابلسي وياسر العظمة وعادل إمام ودريد لحام، بينما لم يكن يعتبر اسما شهيرا كإسماعيل ياسين إلا مهرجا، ولم يتردد في التعبير عن أن فؤاد المهندس لم يكن يضحكه[12].

دوره في “أبو إبراهيم لكبير” الذي يحكي الثورة مع المجاهد عز الدين القسام كان أفضل أدواره على الإطلاق

 

“هذا بيت الله فصلِّ كما شئت”.. ارتباط أبدي بفلسطين

كانت لعبد الرحمن أبو القاسم قدرات استثنائية على الارتجال، حتى أنه استطاع أن يملأ فترة دقائق من الظلام الذي ساد بسبب انقطاع الكهرباء خلال مشاركته في عرض إحدى المسرحيات في لبنان، وذلك بسرده حكايات مرتجلة مرتبطة بموضوع المسرحية إلى أن عاد النور. يقول أبو القاسم: العفوية هي أجمل ما في هذا الكون، فهي دليل على أنك تبحر في الاتجاه الصحيح.

عندما سُئل عن الشخصية الفنية التي قام بأدائها ويعتبرها الأقرب إلى شخصيته الحقيقية، كان الجميع يتوقع أن يكون الجواب هو شخصية “ابن الرومي” أو شخصية عز الدين القسام التي قام بتشخيصها في مسلسل “أنا القدس”، لكنه فاجأ متابعيه بالقول إن أقرب الأدوار إلى شخصيته الحقيقية هو دور مغمور يحمل اسم “أبو إبراهيم لكبير”، في مسلسل قديم يحكي قصة عز الدين القسام حين جاء من سوريا وفجّر الثورة في فلسطين، وكان من بين الذين التقى بهم قائد المقاومة، هو “أبو إبراهيم لكبير”.

هذا التعلق الكبير بالقضية الأم للقضايا العربية، جعل “ابن الرومية” لا يخفي حسرته حين شاهد عنوانا في الشريط الإخباري للتلفزيون، يقول إن مسلسل “أنا القدس” قد أوقف بثه في مصر كي لا يزعج الإسرائيليين، وهو منعٌ قال عنه أبو القاسم إنه صدر “لأن المسلسل كان يحكي المسألة الفلسطينية بجرأة ووضوح دون لف ودوران، وأنا جسدت دور عز الدين القسام، وهو السوري القادم من بلدة من جبلة”[13].

ورغم خروجه المبكر من فلسطين، فإن علاقة عبد الرحمن أبو القاسم ظل يطبعها اليقين بحتمية العودة، وكان هذا الحلم ينساب على لسانه في جل المناسبات كما لو كان مبرمجا في أفق ومعلوم. “هذا الاستعمار هو إلى زوال، إن لم يكن على زماني فعلى زمن أبنائي أو أبناء أبنائي، الحتمية التاريخية تقول ذلك وليس عبد الرحمن أبو القاسم”[14].

وعندما تمكن من زيارة فلسطين في أواخر عمره بدعوة من وزارة الثقافة الفلسطينية، قال إنه يشعر بأن عودته إلى أرضه وشيكة، وأنه سيكون حرا في التنقل بين مدن فلسطين، وخلال زيارته كنيسة المهد موضع ولادة السيد المسيح عليه السلام، استأذن كاهنها في أداء صلاته الإسلامية داخلها، فتم له ذلك، وأدى صلاة العصر داخل الكنيسة كناية عن وحدة وتلاحم الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين، وألقى في نهاية صلاته في وجه المستغربين عبارة قصيرة تقول: “هذا بيت الله فصل كما شئت”[15].

 

ملامسة الأمجاد التاريخية.. دراما الفانتازيا شبه الواقعية

ارتبط اسم عبد الرحمن أبو القاسم في العقدين الماضيين بشخصية “ابن الرومية”، ذلك الرجل المشلول الذي يستخدم صوته المميز ليروي على أفراد القبيلة الحكايات والعبر، وقد بدا أبو القاسم في هذا الدور كشخصية مسرحية اقتحمت الشاشة الصغيرة لتكسر معايير الأداء فيها، وليتمكَّن أبو القاسم من خلالها من أن يفرض أسلوبه المسرحي على التلفزيون، ليظل لقب “ابن الرومية” ملازما له حتى مماته[16].

يقول عبد الرحمن أبو القاسم: “استفدت في تجسيد دور ابن الرومية مما أتكئ عليه من خبرة مسرحية، لأنني وظفت المسرح في هذا العمل الدرامي مسلسل “الجوارح”، وقد وظفت المسرح كي أوصل الحكاية إلى المتلقي لأن “ابن الرومية” في الأساس كان مثابة تلفزيون القبيلة وإذاعتها، فكان يروي الحكايات التي يرمي لهدف من ورائها”، مضيفا أن “ابن الرومية” كان يوظف الحكاية كما يشاء “لقد كان معلما من خلال الحكايات”[17].

وقد شهدت أعمال الفانتازيا العربية مراحل متعددة، وبدأ الاهتمام الأول بالدراما الخيالية في سوريا، عبر ما عرف باسم ثلاثية الجوارح التي أنتجت في فترة التسعينيات، وهي على الترتيب مسلسل الجوارح (1994)، ثم الكواسر (1998)، وأخيرا الفوارس (1999)[18].

كانت هذه الثلاثية من تأليف هاني السعدي، ومن بطولة عدد من نجوم الدراما السورية من أمثال رشيد عساف وسلوم حداد وأسعد فضة، وقام نجدة إسماعيل أنزور بإخراج الجزأين الأولين، بينما أخرج الجزء الثالث محمد عزيزية. ويجسد هذا المسلسل قصة بطولية لعدد من الفرسان والمقاتلين من خلال تناول فترة الحروب ما بين العرب والرومان، وكانت من أول الأعمال السورية الملحمية التي حققت شهرة واسعة في كافة أرجاء الوطن العربي[19].

تُعرّف أعمال الفانتازيا التي برز فيها اسم “ابن الرومية” في السنوات الأخيرة بأنها مقتبسة من اللفظة الإنجليزية (Fantasy) وتعني الشيء الخيالي الخرافي، وفي غياب تعريفات أكاديمية معتمدة، يمكن القول إن أعمال الفانتازيا هي من أنواع تناول الواقع العملي الحياتي من خلال رؤية غير مألوفة أو غير منطقية، ومن ذلك الاعتماد على السحر والخيال وغير ذلك من الأشياء الخارقة للطبيعة كعنصر أساس في الحبكة الأدبية للقصة[20].

هذا اللون الفني الذي ارتبط بشكل خاص بالإنتاجات الدرامية السورية في السنوات الأخيرة هو ما جعل وجه عبد الرحمن أبو القاسم مألوفا في جل الأقطار العربية، لما تحمله تلك المسلسلات من قوة في الإيحاء وقدرة على ملامسة الأمجاد التاريخية الكامنة في الخيال الجماعي للعرب.

عبد الرحمن أبو القاسم أحد أبطال ثلاثية الكواسر- البواسل- الجوارح التي اشتهرت في عقد التسعينيات من القرن الماضي

 

“ثلاثية الجوارح”.. تتمة الحكاية للمتلقي

يقول عبد الرحمن أبو القاسم في حديث لصحيفة جزائرية صيف العام 2017: ظهر “ابن الرومية” في ما يعرف بـ”الفانتازيا التاريخية”، وهي ليست تاريخا بل تحاكي التاريخ، أي أنها ليست حقيقية، وهنا يكمن دور “ابن الرومية” أو من هم على شاكلته الذين يروون الأحاديث والحكايات للناس، فكانوا وكأنهم وسائل إعلام، كانوا أحيانا يؤلّفون الأحداث بخيالهم وينقلونها إلى الجمهور، وفي بعض الأحيان تكون الحكاية مرتبة ومتفق عليها، ومن هنا جاء الاهتمام بشخصية ابن الرومية، ثم يجب أن لا ننسى بأننا شعب يحب الحكاية[21].

يضيف أبو القاسم: النهاية التي أفضى إليها المشهد الأخير من هذه الثلاثية -أي تعرض القبيلة لهجوم خارجي- جعل المتلقي العربي ينتظر جزءا رابعا لم يأت، وفي الحقيقة لا يوجد جزء آخر، بل يجب أن يتخيله الجمهور، لأن الكتاب دائما ما يتركون النهايات مفتوحة حتى يشركون الجمهور في أعمالهم.

 

المصادر

[1] https://cutt.ly/xyrB4Ps

[2] https://www.youtube.com/watch?v=0pDkbM6tn3A

[3] https://www.youtube.com/watch?v=0pDkbM6tn3A

[4] https://www.foochia.com/celebrities/celebrities-news/416230

[5] https://cutt.ly/uyrNqtn

[6] https://cutt.ly/3yrNy8W

[7] https://cutt.ly/AyrNpI8

[8] https://www.foochia.com/celebrities/celebrities-news/416230

[9] https://www.youtube.com/watch?v=0pDkbM6tn3A

[10] https://www.youtube.com/watch?v=0pDkbM6tn3A

[11] https://cutt.ly/KyrNdcj

[12] https://cutt.ly/gyrNf8G

[13] https://www.youtube.com/watch?v=0pDkbM6tn3A

[14] https://www.youtube.com/watch?v=AebZQpN1B60

[15] https://cutt.ly/myrNj7d

[16] https://cutt.ly/wyrNzmE

[17] https://www.youtube.com/watch?v=0pDkbM6tn3A

[18] https://cutt.ly/qyrNck3

[19] https://cutt.ly/OyrNvps

[20] https://raseef22.com/article/104336-هل-تحل-الفانتازيا-محل-الدراما-التاريخ#

[21] https://cutt.ly/tyrNncI


إعلان