“عدوى”.. نبوءة سينمائية بالوباء الذي يفتك بالأرض

خاص-الوثائقية
“إذا كان الناس يعيدون مشاهدته اليوم، وإذا كان المسؤولون الفيدراليون وحكام الولايات يعيدون مشاهدته أيضا، فإنني آمل أن يدركوا جميعا أن الفيلم كان يشرح ما يمكن أن يحدث بالفعل في حال وقوع تهديد وبائي جديد، تمنيت لو أن الناس اهتموا به أكثر عندما كُتب وصوّر، لأنه كان تحذيرا موجها إلى الحكومة الفيدرالية، مفاده أن هذا يمكن أن يحدث وعليك أن تستعد”[1].
الحديث هنا لعالمة وأستاذة جامعية مختصة في الأوبئة، وواحدة من الخبراء العلميين الذين استشارهم فريق فيلم “عدوى” (Contagion) الذي عُرض عام 2011، لكنه عاد إلى الواجهة وضاعف أرقام مشاهدته مع بداية تفشي فيروس “كورونا” المستجد.
حين تشاهد الدقائق المائة لهذا الفيلم تجد أن كل شيء يبدو كما لو كان يحكي واقع الربع الأول من 2020، فمنذ المشهد الأول يخرج الفيروس الفتاك الغريب من الصين وينتقل إلى باقي أرجاء العالم بسرعة كبيرة، وسرعان ما يتحوّل الأمر من استهانة ولا مبالاة إلى طوارئ وحجر صحيين، وحظر للتجوال ومدن خالية كأنما سقطت تحت سلطة الأشباح. كل شيء يتشابه إلى حد التطابق؛ وسائل العدوى ونصائح الخبراء، وحين تصل إلى وسط الفيلم تجد الخبير في الأوبئة ينصح بتجنب المصافحة والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين بشكل دائم، حتى أن أعراض المرضى تكاد تكون هي نفسها أعراض كورونا.

جنازة ونوبة صرع.. بداية مأساوية
يفتتح الفيلم بمشهد مأساوي، لسيدة شابة اسمها “بيث إيمهوف”، حيث تظهر مع بداية عرض الشريط وهي تهم بركوب الطائرة عائدة من هونغ كونغ الصينية إلى “مينيابوليس” الأمريكية، وتبدو على السيدة أعراض المرض الشديد بمجرد عودتها، فترتفع حرارتها وتبدأ معاناتها مع الصداع والسعال، قبل أن تسقط في مطبخ بيتها أمام أنظار زوجها وطفلها، مصابة بنوبة صرع مخيفة انتهت بها بالوفاة في اليوم نفسه بعد نقلها إلى المستشفى.
بعد عودة الزوج تاركا جثة “بيث إيمهوف” خلف ظهره، وجد ابنه وقد فارق الحياة، وآثار رغوة خرجت من فمه أثناء نوبة صرع مشابهة حسب ما يوحي به المشهد، وهو ما شكّل شرارة مبكرة تلهب مشاعر المشاهد[2].
مسلحا بكوكبة من النجوم والممثلين المرموقين أمثال “جود لو” و”جوينيث بالترو”، و”مات دامون”، يحكي الفيلم قصة تفاعل مركز محاربة الأوبئة “سي دي سي” (CDC)، الشهير في الأعمال السينمائية وأعمال التلفزة، كمثل سلسلة “بانديميك” (Pandemic) التي عرضت عام 2006، ويظهر محاولات السلطات وعدد من العلماء ومختصين في الرعاية الاجتماعية، منع انتشار وباء عالمي جديد ومسابقة الزمن من أجل العثور على علاج فعال له، وينشأ هذا الوباء حسب قصة الفيلم في هونغ كونغ الصينية، قبل أن ينطلق في الانتشار على نطاق واسع عبر العالم من خلال العدوى البشرية[3].
قفز هذا الفيلم بقوة إلى الواجهة بعد ظهور فيروس “كورونا” نظرا لتطابق أحداثه مع الوقائع الحديثة، أي ظهور الفيروس القاتل في الصين أولا، ثم انتشاره بسرعة كبيرة إلى باقي أنحاء العالم، وكلما اتسعت رقعة انتشار فيروس “كورونا” المستجد، كانت طلبات شراء فيلم “عدوى” عبر المنصات الرقمية العالمية تتزايد، حتى أنه بات يزاحم أكبر الأعمال السينمائية حديثة الصدور، أو تلك التي حصدت الجوائز في المهرجانات العالمية الأخيرة، وحفّزت الجمهور بالتالي على مشاهدتها[4].

تطابق الواقع والخيال.. عودة الفيلم إلى الواجهة
بسرعة قياسية أصبح فيلم “العدوى” ضمن قائمة الأفلام العشر الأكثر مبيعا عبر كبريات المنصات العالمية، على الرغم من أنه يعود إلى قرابة تسع سنوات خلت، والتفسير الوحيد الذي وجده النقاد المتخصصون لهذا الصعود هو التشابه إلى حد التطابق بين بعض الأجزاء من قصة الفيلم، والتطورات الواقعية التي تتناقلها القنوات ووكالات الأخبار العالمية حول كورونا.
تتحدث قصة هذا الفيلم الذي يعود لصاحب سلسلة الأفلام الخارجة عن المألوف “ستيفن سودربرغ” عن انتشار مفاجئ لفيروس قاتل ينتقل عبر الهواء ويتسبب في موت المصابين به خلال بضعة أيام، وتركّز أحداث الفيلم على محاولات فريق من الأطباء يسابقون الزمن من أجل محاصرة الوباء والتخفيف من حالة الهلع التي سبّبها، بينما تشهد الحياة الاجتماعية تفككا مفاجئا بهدف إنقاذ أقصى ما يمكن من الأرواح[5].
تتمثل أولى مؤشرات التطابق بين الفيلم ووباء كورونا في ظهور الفيروس أولا في الصين، وذلك عبر انتقال الفيروس من حيوان، قيل في البداية إنه الثعبان ثم بات يتردد أنه طائر الخفاش، وهو ما يتقاطع بشكل وثيق مع سيناريو فيلم “العدوى”.
والحقيقة أن أصواتا عديدة ارتفعت عبر أرجاء العالم منذ سنوات، وباتت أكثر حدّة بعد إنتاج فيلم “عدوى” محذرة من التجارب العلمية التي تُجرى في بعض المختبرات، وتستهدف بعض الكائنات مثل الخفافيش.

وصف دقيق لأعراض كورونا.. بين الصدفة والبحث
في أحد مشاهد الفيلم، تظهر الدكتورة “إيرين ميرس” التي قضت نحبها خلال محاولاتها حماية الآخرين من الفيروس الجديد، وهي تقول في ندوة صحفية أمام ممثلين للحكومة، إن خطر انتشار الوباء يتعلّق بدرجة الاتصال بين أفراد المجتمع وإيقاع لقاءاتهم.
وقالت الدكتورة “ميرس” التي جسدت دورها الممثلة “كيت وينسلت”: إن الانسان يلمس وجهه ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف مرة في اليوم، أي ثلاث إلى خمس مرات خلال كل دقيقة من فترة اليقظة، وبين لمس وآخر يضع الإنسان يده فوق مقبض لفتح باب أو صنبور مياه أو للضغط على زر مصعد، وهو الوصف الدقيق لطريقة انتشار وباء كورونا[6].
في هذا الفيلم السينمائي كما الواقع الذي سببه فيروس كورونا، تعتبر الأعراض متشابهة، أي ارتفاع كبير في حرارة الجسم وصداع شديد وآلام في الحلق مع الدوار وكثرة السعال، وبينما يضيف الفيلم إلى أعراض فيروسه المستجد حالات من الأزمات الشبيهة بأزمات الصرع تنتاب المصابين بالفيروس، فإن طرق العدوى تبقى متطابقة، أي الانتقال من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ الذي يصدر عن الشخص المريض أثناء عطاسه أو سعاله، إلى جانب الأسطح التي يمكن أن يسقط عليها الفيروس ليحمله شخص لآخر بعد ملامسته[7].
فاجأت الشروحات والتفسيرات العلمية التي قدّمتها شخصيات فيلم “عدوى” المشاهدين بتطابقها شبه الكامل مع ما يقوله المختصون بعد ظهور وباء كورونا، وهو ما تشرحه الخبيرة “مكنمارا” بالقول إنه كان نتيجة لتخطيط وبحث علميين، وليس مجرد صدفة.
يتطلّب فهم هذا التطابق الكبير بين أحداث الفيلم وبين الواقع معرفة أن الفكرة تولّدت من وباء أنفلونزا الـ”سارس” التي ظهرت عام 2003، فقد حاول منتجو الفيلم محاكاة حالة ظهور فيروس مماثل من جديد، وكيف يمكن أن يتطور الأمر، والمخاطر التي ستواجهها الدول ومجتمع العلماء ثم عموم الناس في العالم.
إضافة وحيدة جادت بها قريحة مبدعي الفيلم وجعلته يبدو متنبئا بما يحصل حاليا، هو افتراضه ظهور فيروس مماثل لـ”السارس” لكنه أكثر عدوى منه، وهو ما ينطبق تماما على فيروس كورونا[8].

فريق علمي قبل التصوير.. سر النبوءة
ليس في الأمر أي نبوءة أو صدفة، بل إن كاتب سيناريو الفيلم “سكوت زي بيرنز” اعتمد في كتابة قصته على استشارات موثوقة مع علماء وخبراء في الأمراض والأوبئة، بل استعان بمسؤولين داخل منظمة الصحة العالمية، وذلك لجعل أحداث الفيلم قريبة من الواقع والحقائق العلمية ما أمكن[9].
في حديث صحفي مع موقع “بزفيد نيوز” (Buzzfeednews) الإلكتروني مستهل شهر مارس/آذار 2020، قالت أستاذة علم الأوبئة والمستشارة العلمية لفريق كتابة سيناريو الفيلم “تراسي مكنمارا” إنه كان حريا بالذين شاهدوا فيلم “عدوى” أخذه بجدية أكبر، مؤكدة أنها لم تفاجأ بموجة العودة لمشاهدة الفيلم التي انطلقت بعد ظهور وباء كورونا، وذلك نظرا للمحاكاة المثيرة لما يجري في الواقع عبر الشاشة السينمائية[10].
“مكنمارا” التي تدرّس في جامعة “وسترن” بكاليفورنيا، قالت إن المشرفين على فيلم “عدوى” تواصلوا معها من أجل الحصول على مشورتها العلمية أثناء كتابتهم سيناريو الفيلم، وذلك باعتبارها كانت طبيبة بيطرية وسبق لها العمل في حديقة حيوانات “برونكس”، وساهمت في اكتشاف وجود فيروس “غرب النيل” داخل أمريكا[11].
كانت “مكنمارا” واحدة من العلماء الذين ساعدوا في جعل فيلم “عدوى” أقرب ما يكون من مطابقة الواقع ومحاكاة ما يمكن أن يحصل مع ظهور فيروس جديد من شرق آسيا، حيث قدمت اقتراحات مفصلة في الكثير من مشاهد الفيلم وأوضحت تفاصيل عمل العلماء وكيفية تصرفهم أثناء تناول الوجبات والحديث في الهاتف وتنظيم الاجتماعات خلال مواجهتهم للأوبئة، وهو ما جعل الفيلم يبدو كما لو كان قطعة من الواقع.
ومن بين الأمثلة التي تقدمها الأستاذة بجامعة “وسترن” المشهد الذي تظهر فيه إحدى الخبيرات وهي تعكف على تحضير لقاح، فتقرر أن تحقن نفسها بالوصفة التجريبية بهدف تسريع عملية الاختبار والحصول على النتيجة في أقرب وقت، لكنه كانت ستحقن نفسها باللقاح من فوق ملابسها، فتدخّلت “مكنمارا” ونبّهت إلى أن ذلك لا يستقيم، بل يجب أن يقع الحقن بعد كشف مكان الحقن من الجسم[12].

تأجيل البداية إلى المشهد الأخير.. حل العقدة
يجسّد أحد مشاهد الفيلم الشهير اللقطة التي يعتبرها مصدرا لإنتاج الفيروس القاتل، حيث تقوم “جرافة” مشاركة في إنجاز بعض الأشغال البشرية في عمق المجال الطبيعي بتدمير بعض الأعشاش التي تقيم فيها طيور الخفافيش، وخاصة بعض الأشجار التي تتغذى عليها. فتسبب انتقال الخفافيش من موطنها إلى وقوعها على أشجار موز، تقضم منها ما يشبع بطونها، ثم تشاء الصدفة أن تسقط أعذاق موز على الأرض، فيتناولها خنزير بري ستنتهي حياته على يد إنسان قام بطبخه، مما أدى إلى انتقال الفيروس من الخفاش إلى الخنزير ثم إلى الإنسان، وقد كان هذا المشهد بمثابة خاتمة الفيلم التي تكشف للمشاهد سرّ الفيروس الغريب، وهوما يجعله عالقا بأذهان المتلقين[13].
بقدر ما كشف المشهد الذي جاء بطريقة استعادة الماضي “فلاش باك” للمشاهد السر الذي يفك واحدة من العقد الكبرى للسيناريو، أي كيف وأين ولد الفيروس المسؤول عن الوباء، بقدر ما حدّ هوّية الشخص الذي يطلق عليها المختصون العلميون اسم “المريض الصفر”. لكن حديث الفيلم عن انتقال الفيروس من طائر الخفاش إلى الإنسان بواسطة الخنزير، جعل الكثيرين يعتبرون الفيلم نبوءة تحققت مع فيروس كورونا[14].
تفسير أكده مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” نهاية شهر يناير/كانون الأول الماضي، تحت عنوان “نحن من صنع وباء فيروس كورونا”، يقول صاحب المقال: إن الإنسان يسبب هذه الأوبئة الغريبة عندما يغزو الغابات الاستوائية والمجالات الطبيعية الأخرى التي تأوي العديد من الحيوانات والنباتات، وأيضا فيروسات غير معروفة، نحن نقطع الأشجار ونقتل الحيوانات أو نأسرها ثم نبعثها إلى الأسواق، ونعطل بالتالي النظم الطبيعية وننقل الفيروسات من محاضنها الطبيعية، وهو ما يجعلها تبحث عن مستضيف جديد، وغالبا ما يكون ذلك المستضيف هو الإنسان[15].
انطلاقا من ذلك يطلق فيلم “عدوى” على الفيروس المستجد الذي تدور الأحداث حوله، اسم “أم إي في ون” (MEV-1) الذي يفترض أنه انتقل من طائر الخفاش إلى الإنسان عبر الخنزير، ويربط الفيلم بين انتقال هذا الفيروس القاتل من الخفاش إلى الخنزير، بتدهور مناعة الطائر بسبب التوتر الذي سببه له الإنسان بهجومه على موطن عيشه، وبالتالي تكاثرت الفيروسات بشكل غير طبيعي داخل جسمه، مما جعله يفرزها في الطبيعة[16].

توقع لنظرية المؤامرة.. قصص فرعية
يقدم فيلم “العدوى” قصة فرعية لأحداثه لإحدى شخصيات “كروموايد” التي يجسدها الممثل “جود لاو” خلال فترة الهلع التي سببها الفيروس ضمن أحداث الفيلم، إذ يقوم بتوزيع منشورات يتهم فيها السلطات بعدم الشفافية، خاصة منها مركز السيطرة على الأوبئة، الهيئة الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويستشهد “كروموايد” بوقائع سابقة تبيّن فيها أن السلطات لم تكن تقول الحقيقة كاملة حول فيروس “سارس”، لكنه وفي المقابل من ذلك كان هو نفسه محط شبهات لكونه بات وكيلا لشركات تسعى لاستغلال الأمر لجني أرباح كبيرة من وراء بيعها وصفات علاج طبيعية يفترض أنها تعالج المرض الوبائي الجديد[17].

انتقادات علمية.. أرقام مبالغ فيها
لم تقتصر الكتابات الصحفية والنقدية التي تطرقت إلى فيلم “العدوى” على جوانبه الفنية والعلمية الدقيقة والإيجابية فقط، بل ناله أيضا بعض الانتقاد في بعض جوانبه، ومن بين أبرز تلك الملاحظات كونه أعطى للفيروس “م إي في ون” قوة أكبر مما هو واقعي، سواء من حيث سرعة العدوى أو نسبة الوفيات التي يخلّفها، فالفيلم يتحدث عن نسبة وفيات تتراوح بين 25 و30 في المائة، بينما بقيت هذه النسبة في حالة فيروس كورونا، في حدود 5 بالمائة في أقصى الحالات.
ومن بين المآخذ التي سجّلت على الفيلم ما كتبته متخصصة علم الأوبئة “شيا يي هو” في صحيفة “ذي هيل”، حيث أخضعت العمل الفني للفحص الدقيق معددة نقاط قوته ونقاط سلبياته، وعلى رأس تلك السلبيات قول الكاتبة إن أغلب الشخصيات التي قدمها الفيلم على أنها من ضحايا الفيروس الجديد، كانت شابة وفي مقتبل العمر، وأضافت الكاتبة أنه حتى وإن كانت تلك من خصائص الفيروس، فإن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو يعانون هشاشة يتعرضون أكثر لأخطار الفيروسات الجديدة[18].
كما يعيب مقال “ذي هيل” على الفيلم حديثه عن وفاة 26 مليون شخص خلال شهر واحد من انطلاق الوباء، على اعتبار أن ذلك رقم مبالغ فيه، واستدلت كاتبة المقال على ذلك بالقول إن وباء “الأنفلونزا الإسبانية” الذي ظهر عام 2018، كان قد قتل حوالي 50 مليونا، لكن خلال عام من انطلاقه.

قطعة الموز والخنزير.. تداخل العلم والترفيه
تسجّل متخصصة علم الأوبئة، “شيا يي هو” أن الخصائص التي نُسبت إلى الفيروس في فيلم “العدوى” تتسم ببعض التسرع، حيث جرى تصويره على أنه سريع العدوى ومميت بشكل سريع، كما لاحظت الكاتبة المتخصصة أن مشاهد الفيلم تبيّن إصابة أشخاص أصحاء ينقلون العدوى طيلة فترة طويلة، ثم سرعان ما تظهر عليهم الأعراض وتميتهم في وقت قصير، موضحة أن هذه الفيروسات في العادة لا تمهل حاملها فترة طويلة قبل أن تقضي عليه.
كما سجّلت الخبيرة سقوط الفيلم في خطأ تصوير بعض الخبراء وهم يعملون بشكل منفرد على إنتاج اللقاحات، بينما لا يمكن لمثل هذه المهام أن تقتصر على بعض الأفراد، كما أن الحجر الصحي لا يستعمل كحل بعيد المدى، بل يوظف لفترات قصيرة للحد من انتشار الوباء، وتعتبر الكاتبة أن من غير الواقعي حديث الفيلم عن فرض الحجر من طرف السلطات طيلة شهور[19].
وتقول الكاتبة إن المشهد الأخير من الفيلم، يُظهر سقوط قطعة الموز التي تغذى عليها الخفاش، ليأكلها خنزير قام بطهيه طباخ صافح بعض الأشخاص، كما لو أن ذلك هو المسار الذي انتقل من خلاله الفيروس، بينما يتطلّب الأمر في الواقع حدوث اتصالات متعددة بين الحيوان والإنسان، قبل أن ينتقل الفيروس.
تعود “شيا يي هو” في نهاية مقالها لتعترف أن فيلم “العدوى” أنتج بهدف الترفيه بالدرجة الأولى، وأن الفكرة الأساسية التي يخلص إليها، هي أن أكثر ما ينتشر بسرعة ويؤدي إلى عواقب وخيمة، هو الخوف وليس الفيروسات، وتخلص هذه الخبيرة إلى أن ذلك يقدم مثالا واضحا لما يمكن أن يقع في حال غابت الشفافية والوضوح من جانب السلطات، حيث يصبح الخوف والهلع الذي ينتاب الناس أخطر من الوباء نفسه.
المصادر
[1] https://www.buzzfeednews.com/article/krystieyandoli/contagion-movie-coronavirus
[2] https://thehill.com/changing-america/well-being/prevention-cures/481652-what-does-the-movie-contagion-tell-us-about
[3] https://www.buzzfeednews.com/article/krystieyandoli/contagion-movie-coronavirus
[4] https://www.slashfilm.com/contagion-and-the-coronavirus/
[5] https://filmne.com/contagion-is-real-conspiracy-theories-come-true/
[6] https://www.buzzfeednews.com/article/krystieyandoli/contagion-movie-coronavirus
[7] https://www.7sur7.be/cinema/et-si-le-film-contagion-decrivait-notre-realite~a4408345/?referrer=https://duckduckgo.com/
[8] https://www.dailymail.co.uk/news/article-7923315/Fans-movie-Contagion-point-eerie-similarities-coronavirus-outbreak.html
[9] https://www.slashfilm.com/contagion-and-the-coronavirus/
[10] https://www.buzzfeednews.com/article/krystieyandoli/contagion-movie-coronavirus
[11] https://www.buzzfeednews.com/article/krystieyandoli/contagion-movie-coronavirus
[12] https://www.buzzfeednews.com/article/krystieyandoli/contagion-movie-coronavirus
[13] https://www.slashfilm.com/contagion-and-the-coronavirus/
[14] https://www.dailymail.co.uk/news/article-7923315/Fans-movie-Contagion-point-eerie-similarities-coronavirus-outbreak.html
[15] https://www.nytimes.com/2020/01/28/opinion/coronavirus-china.html
[16] https://www.7sur7.be/cinema/et-si-le-film-contagion-decrivait-notre-realite~a4408345/?referrer=https://duckduckgo.com/
[17] https://www.slashfilm.com/contagion-and-the-coronavirus/
[18] https://thehill.com/changing-america/well-being/prevention-cures/481652-what-does-the-movie-contagion-tell-us-about
[19] https://thehill.com/changing-america/well-being/prevention-cures/481652-what-does-the-movie-contagion-tell-us-about