“الأمير الصغير”.. الطفل الذي لم يكبر في “أنتوان إيكزوبيري”

هو المنشور الأكثر ترجمة في العالم بعد الإنجيل[1]، فقد وصل إلى أكثر من 185 مليون نسخة مباعة، وهناك 1300 دار نشر قامت بطبعه وقراء من 270 لغة ولهجة محلية عبر العالم[2].

يمتع الأطفال ويؤنس الكبار ويشبع شغف التسلية، كما يفتح الباب أمام أكثر التساؤلات الفلسفية تأريقا للإنسان منذ الأزل، وإلى جانب النسخ المترجمة والمطبوعة بات الآلاف يستمتعون بفصول القصة عبر نسخها المسموعة التي تقدمها عدة منصات إلكترونية[3].

“الأمير الصغير” رواية كتبها الفرنسي “أنتوان دوسانت إكزوبيري” مستوحيا إياها من طفولته، لتعبّر عن انشغاله العميق بالوجود الإنساني، وبقيت شخصيتها ترافقه لسنوات طويلة قبل صدورها في كتاب، لتصبح المرجع الإبداعي الذي يخرج الطفل الكامن في دواخل كل من يقرؤها.

تحوّلت القصة إلى أفلام كرتونية متعددة، ووجد المعجبون بها في كل مرة مناسبة للاحتفاء بها ومناقشتها، وفي نهاية يونيو/حزيران 2020، كان الاحتفاء بمناسبة مرور 120 عاما على ميلاد كاتبها “أنتوان سانت إيكزوبيري”، المبدع الذي حلّق في سماء الكون وسماء الكتابة بجناحي الخيال الذي يلامس جوهر الإنسان.

إنه طيّار محترف وكاتب روائي وصحفي كبير ومبتكر شخصية “الأمير الصغير” الخيالية التي جابت أرجاء المعمورة، حلّق آلاف الأميال وطاف بين قارات العالم، مستطلعا من الأجواء وموثقا للأحداث ومراسلا كبريات الصحف وناشرا رواياته المستلهمة من تجاربه المشوقة؛ لكنه اختفى ذات صيف من العام 1944، ولم يظهر له أثر إلا نهاية القرن 20، حين عثر أحد الصيادين على سوار كان يزيّن معصم الطيار الأديب، ثم جاء اعتراف طيار ألماني قال إنه وراء إسقاط طائرة “أنتوان سانت إكزوبيري”، معتذرا عن وقوفه وراء قتل كاتب قال إنه معجب به كثيرا[4].

الطفل الذي لم يكبر في “أنتوان دوسانت إكزوبيري” كاتب رواية “الأمير الصغير”

سوف يتحوّل هذا الطفل إلى طيّار، لتلقي به طائرته في قلب الصحراء خلال إحدى رحلاته الجوية، فيجد نفسه رفقة أمير صغير طلب منه أن يرسم له خروفا، فكانت النتيجة ان الطيار قام برسم ثعبان رغم محاولاته المتكررة لرسم الخروف. وبعد يأسه من المحاولة، رسم صندوقا وأخبر الأمير أن الخروف يوجد بداخله[5].

ينصت بعد ذلك الطيار إلى حكايات الأمير الصغير عن رحلاته بين كواكب الكون، والتي رأى فيها أشكالا مختلفة من السلوك البشري، وتبادل الطرفان حوارات تكشف قدرة الأمير الخارقة على سبر أغوار النفس البشرية بلغة تمزج الواقع بالخيال والحلم بالحقيقة، فتبدو كلماته رغم صغر سنه، أكبر من كوكب الأرض.

يسهب الأمير الصغير في الحديث عن هموم وانشغالات طفولية، يعتبرها أكثر أهمية من انشغالات الكبار الذين يقدّمهم في هيئة السدّج الذين يتوهّمون أن أحلام وانشغالات الأطفال أقل أهمية من همومهم. لتنتهي القصة بموت الأمير، لكن روحه بقيت حية.

حكايات الأمير المغامر.. متعة الأطفال المحفوفة بالخطر

يروي فيلم “الأمير الصغير.. إكزوبيري” الذي تعرضه “الجزيرة الوثائقية” كيف كان التحليق في زمن إكزوبيري -النصف الأول من القرن 20- متعة ساحرة، لكنه مهمة شاقة في الوقت نفسه، خاصة أنه عايش فترة الحرب العالمية الثانية، وتعرض فيها للقصف والاستهداف بالنيران أثناء تحليقه[6].

يكشف الفيلم كيف تقطع فصول القصة مسافات كبيرة من المجال الخاص بعلاقة الإنسان بكل ما يحيط به، لتؤكد الرواية أن السؤال يظل أهم من الجواب، وأفكار الطفولة ليست بالضرورة أقل شأنا من تأملات سن البلوغ، وأن على المرء ألا يتخلى عن تساؤلاته المنطقية الفطرية لما فيها من تأمل ودهشة وإبهار.

تمتد الرواية في 28 فصلا قصيرا، وتحكي قصة فتى في ربيعه السادس يرسم ثعبانا يبتلع فيلا، ولا يفهم المحيطون به رسمته التي رأوا فيها مجرد تجسيد لشكل قبعة، فينفض الناس من حوله.

في رحلاته على الكواكب، يكتشف الأمير الصغير بأن الحياة على كوكبه الصغير ومع زهرته الوحيدة هي الأجمل

يتحوّل هذا الطفل إلى طيّار، لتلقي به طائرته في قلب الصحراء خلال إحدى رحلاته الجوية، فيجد نفسه في رفقة أمير صغير طلب منه أن يرسم له خروفا، فكانت النتيجة أن الطيار قام برسم ثعبان رغم محاولاته المتكررة لرسم الخروف، وبعد يأسه من المحاولة رسم صندوقا وأخبر الأمير أن الخروف يوجد بداخله[7].

ينصت بعد ذلك الطيار إلى حكايات الأمير الصغير عن رحلاته بين كواكب الكون التي رأى فيها أشكالا مختلفة من السلوك البشري، وتبادل الطرفان حوارات تكشف قدرة الأمير الخارقة على سبر أغوار النفس البشرية بلغة تمزج الواقع بالخيال والحلم بالحقيقة، فتبدو كلماته -رغم صغر سنه- أكبر من كوكب الأرض.

كوكب الأرض القاحل.. سخرية الوافد من الكواكب الأخرى

يسهب الأمير الصغير في الحديث عن هموم وانشغالات طفولية يعتبرها أكثر أهمية من انشغالات الكبار الذين يقدّمهم في هيئة السذج الذين يتوهّمون أن أحلام الأطفال وانشغالاتهم أقل أهمية من همومهم، لتنتهي القصة بموت الأمير، لكن روحه تبقى حية.

اشتهر الأمير الصغير على الشاشة العربية الصغيرة باسم “الرحالة الصغير” الذي كان يصطاد المذنبات ويسافر بها

لا يزيد الكوكب الذي أتى منه الأمير الصغير عن حجم البيت العادي، ويتحدث للطيار عن عالم مختلف في كوكبه، وعن زهرته الجميلة والوحيدة، ثم يحدثه عن باقي الكواكب التي مر بها أثناء رحلته نحو الأرض، ويصف ذلك الملك الذي يرى الناس جميعا عبيدا ورعايا، معتقدا أنه يملك مقاليد كل شيء وأن على النجوم أيضا أن تخضع لسلطته.

وفي كوكب آخر يتحدّث الأمير الصغير عن المعجبين به، وفي كوكب ثالث يصف السكير، وفي كوكب رابع يلتقي برجل أعمال مشغول بعدّ النجوم ظنا منه أنه يمتلكها.

وفي كوكب تتسع مساحته لقنديل واحد، يتمنى الأمير الصغير أن يصادق مشعل القنديل، لكن المكان أضيق من أن يتسع لاثنين، ثم يلتقي في كوكب آخر بمؤلف كتب الجغرافيا الذي لا يعرف شيئا عن تضاريس كوكبه، لأنه يكتفي بروايات المستكشفين.

وعندما يصل الأمير الصغير إلى الأرض يجدها قاحلة خالية، معبرا عن سخريته من الذين يعتقدون أن الأرض لا تتسع لجميع البشر، بينما بإمكان جزيرة واحدة أن تضم الناس جميعا، لولا حبهم للتملك وتعلقهم بالأرقام.

متعة للصغار وتأمل فلسفي للكبار.. رائحة المؤلف بين الأسطر

يبدي كثير من النقاد الكثير من التحفظ على تصنيف رواية “الأمير الصغير” ضمن أدب الطفل، باعتبارها حمّالة أوجه في القراءة والتأويل والاستنباط. بل إن من الباحثين من يصنّفها ضمن الكتابات الفلسفية التي تغوص عميقا في النفس البشرية وأسرارها، وتطرح السؤال الذي أرّق البشرية عبر التاريخ، أي ما الذي نفعله هنا؟، وما هي القيم الحقيقية التي ينبغي لنا الالتزام بها[8]؟

ويكاد النقاد يجمعون على الربط بين القصة المكتوبة والحياة الواقعية لصاحبها، فقد ولد في ليون الفرنسية، وكتب أعمالا لم تنل حظها من الشهرة مقارنة بالأمير الصغير، وحين بلغ ٢٢ عاما عمل في البريد الجوي الفرنسي بين الدار البيضاء المغربية وداكار السينغالية، وهبطت طائرته عدة مرات في صحراء المغرب، كما عاش تجربة نجاة عجيبة من هبوط اضطراري لطائرته في صحراء وادي النطرون المصرية.

اشتهر الأمير الصغير برحلاته عبر الكواكب فالتقى بأصناف مختلفة من الناس

ولد “أنتوان سانت إكزوبيري” في 29 يونيو/حزيران 1900 في كنف أسرة فرنسية أرستقراطية بمدينة ليون، وكان حلم طفولته أن يصبح طيارا، وهو ما لم يتحقق له إلا بعد التحاقه بالخدمة العسكرية، ليصبح طيارا لحساب البريد الجوي المدني، فكان مكلفا بالرحلات المتوجهة إلى أمريكا اللاتينية وإفريقيا الغربية. ومن خلال تجربته الأولى هذه في التحليق، استلهم روايته الأولى “بريد الجنوب” عام 1929، ولحقتها بعد وقت قصير رواية “طيران الليل” بعد أقل من سنتين[9].

لقي “إكزوبيري” نجاحا كبيرا بفضل روايته الثانية التي مكّنته من نيل عدة جوائز ثقافية، ليتفرّغ منذ بداية الثلاثينيات للكتابة كروائي وصحفي متخصص في التقارير الكبيرة، خاصة تلك التي أنجزها بعد سفره إلى فيتنام وروسيا وإسبانيا، ليتوّج هذه المرحلة من حياته برواية “أرض البشر” التي حلّقت عاليا في سماء الأدب الفرنسي، حيث منحته الأكاديمية الفرنسية جائزتها الكبرى عام 1939 بفضل هذه الرواية.

مدرسة الفنون الجميلة.. بدايات الأديب الطيار الفاشلة

كان “أنتوان” ثالث إخوته الخمسة، وأبصر النور في كنف والده “جان ماري دي سانت إكزوبيري”، وأمه “ماري بوايي دي فانسكولومب”، وقد توفي والده عام 1904، لينشأ أنتوان في رعاية والدته وخاله وجدته، ليتوّج مساره الدراسي بنيله شهادة البكالوريا من ثانوية سويسرية عريقة عام 1917[10].

ظل الأمير الصغير يحلم بأن يصبح طيارا، فتحقق له حلمه بضع مرات، حتى كانت نهايته على متن طائرته

هذا الشاب الذي سيصبح أديبا بشهرة عالمية، فشل في اجتياز اختبار دخول مدرسة القوات الجوية الفرنسية بسبب نتائجه المتواضعة في المواد الأدبية، وهو ما جعله يعرّج بشكل مؤقت على مدرسة للفنون الجميلة، حيث درس الهندسة قبل أن يتمكن من تحقيق حلمه باحتراف الطيران بمناسبة خضوعه للخدمة العسكرية.

بعد حصوله على شهادة في الطيران باشر عمله كطيار محترف، وجاء حادث سقوط طائرة كان يقودها سنة 1923 دون أن تودي بحياته، لينهي مساره المهني فقد جرى تسريحه من الخدمة.

طرفاية المغربية الثائرة.. إلهام الصحراء في مخيلة الأدباء

يربط كثيرون بين فصول “الأمير الصغير” وبين التجربة التي قضاها إكزوبيري في مدينة طرفاية الواقعة في صحراء المغرب، فهناك عاش الأديب الطيار فترة من عمره وسط قبائل ثائرة ضد الاستعمار الفرنسي-الإسباني للمغرب، وحلّق مرارا ليربط بين فرنسا ومستعمراتها في الغرب الإفريقي.

التحق “إكزوبيري” بالمطار الصغير المخصص للبريد الجوي عام 1927، لكن العلاقة بينه وبين المغرب تعود إلى ست سنوات قبل ذلك التاريخ، فقد التحق بصفوف الفوج 37 للطيران الحربي الفرنسي بمدينة الدار البيضاء المغربية، تحضيرا لحصوله على تكوين في الطيران العسكري[11].

لم يحصل كاتب رواية “الأمير الصغير”على أية أرباح، لكن لوحته التي رسمها بقلم الرصاص بيعت بمبلغ باهظ

ظل حلم التحليق يراود “أنتوان” بشكل دائم، فعاد ليلتحق سنة 1926 بشركة للبريد الجوي، وهو ما حمله على الاستقرار في مدينة طرفاية المغربية مشرفا على مطار صغير يربط بين فرنسا وأفريقيا الغربية، ومنها انتقل إلى أمريكا اللاتينية في مهمة مماثلة في أحد المطارات الأرجنتينية[12].

ويوثق لمرحلة إقامته في مدينة طرفاية الواقعة في صحراء المغرب متحف البريد الجوي الذي يحمل اسم “أنتوان دوسانت إكزوبيري”، وترعاه جمعية أهلية تحمل اسم “جمعية أصدقاء طرفاية”[13].

هبوط اضطراري على الرمال المصرية.. مفازة الموت المحقق

لا تقتصر علاقة “أنتوان” مع الصحراء على المغرب، بل هناك من يعيد مصدر إلهامه في كتابة “الأمير الصغير” إلى عبوره الآخر للصحراء العربية، عندما تعطّلت به طائرة كان يقودها، وألقت به في الصحراء المصرية عام 1935.

يعود الأمر إلى يوم 30 ديسمبر/كانون الأول 1935، حين تعطّلت طائرة “كودرون سيمون” التي كان يقودها “إيكزوبيري” رفقة التقني المختص في الصيانة، واضطرا للهبوط بها بسرعة 270 كيلومتر في الساعة، لتمنعها كثبان الرمال من التحطّم، فانزلقت لمسافة طويلة مجنّبة راكبيها موتا كان شبه محقق[14].

في طريقه إلى فيتنام، سقطت طائرة الأمير الصغير في صحراء مصر ونجا بأعجوبة بسبب الكثبان الرملية

بقي الرجلان بين الحياة والموت لمدة ثلاثة أيام بين كثبان الرمال الساخنة، قبل أن يلتقطهما بدو فكروا في البداية في حملهما فوق جمال نقلتهم لمسافة تناهز 15 كيلومترا، حيث توجد وسائل الإنقاذ والإسعاف البدائية، لكن حالة الرجلين كانت توحي باستحالة تحمّلهما التنقل لهذه المسافة، فقام اثنان من البدو بالانتقال إلى وادي النطرون، حيث سلّمهما “إكزوبيري” رسالة خطية موجهة إلى سيدة أوروبية مشرفة على مصنع كيميائي، وهي التي بعثت شاحنة لنقل “إيكزوبيري” ورفيقه من قلب الصحراء.

“أرض الناس”.. قصة العائد من الموت

كان “إيكزوبيري” مشاركا في سباق جوي انطلق من بلدة لوبورجيه الفرنسية، على أن يحصل أول الواصلين إلى مطار الوصول الواقع في فيتنام على جائزة 150 ألف فرنك فرنسي.

لقد كان يخطط لقطع هذه المسافة في أقل من ثلاثة أيام بعد توقفات تقنية كان قد قام بآخرها في ليبيا، حيث ملأ خزان طائرته بالوقود وأقلع متوجّها نحو القاهرة، لكن سحبا كثيفة تحالفت مع ظلام الليل لتجعل الطائرة تضل سبيلها.

في أمريكا وكندا، أصدر الأمير الصغير رواية “طيّار الحرب” التي استلهمها من تجربته العسكرية القصيرة

وبينما كان “إيكزوبيري” يظن أنه تجاوز نهر النيل كانت مسافة أكثر من 100 كيلومتر ما زالت تفصله عنه، وحين اضطر للهبوط معتقدا أنه ما زال على ارتفاع 400 متر من الأرض، كانت الطائرة تلامس الكثبان الرملية، مما تسبب في تحطمها جزئيا[15].

هذا العمر الجديد الذي كتب له على يد البدو يعتبره البعض مصدرا للإلهام الذي أثمر رواية “الأمير الصغير”، وإن كان “إيكزوبيري” قد خصّص لقصة سقوط طائرته في الصحراء المصرية رواية “أرض الناس”.

جسد الجندي وذهن الأديب.. طيران في سماء الحرب والخيال

زاوج “إكزوبيري” طيلة حياته بين الطيران والكتابة، سواء كروائي أو صحفي، فقد استعانت به إحدى كبريات الصحف الإسبانية عام 1936 لتغطية الحرب الأهلية الطاحنة التي كانت إسبانيا تعيشها حينئذ، قبل أن تأتي الحرب العالمية الثانية لتعيده للتحليق بأجنحة الطائرات المقاتلة الفرنسية، مكلفا بالطلعات الاستطلاعية.

استدعي “أنتوان” للالتحاق بصفوف القوات الجوية الفرنسية، مكلفا بإنجاز رحلات استطلاعية، قبل أن يسرح من صفوف الجيش عام 1940 بعد إعلان هدنة. وقد انتقل إثر ذلك إلى أمريكا الشمالية حيث عاش بين الولايات المتحدة وكندا، مستغلا تفرّغه هناك لإصدار رواية “طيّار الحرب” التي استلهمها من تجربته العسكرية القصيرة[16].

“أنتوان دوسانت إكزوبيري” يرسم الصحراء والطيار والأمير الصغير

في نيويورك انشغل “إكزوبيري” برسم الصحراء والطيار والأمير الصغير، إلى أن طلب منه ناشر أمريكي أن يكتب قصة من وحيها، ففعل ونشرت في الولايات المتحدة الأمريكية باللغة الإنجليزية أول الأمر.

انتهى “إكزوبيري” من كتابة روايته عام 1942 لتترجم إلى غالبية لغات العالم وتنقل إلى المسرح، وتقدر النسخ التي بيعت منها بأكثر من 140 مليونا، دون أن يلمس مؤلفها أي نسخة منها ولا تقاضى أجرا عنها، باستثناء 3 آلاف دولار التي حصل عليها كدفعة تحت الحساب، لكن رسمته للأمير الصغير بالحبر وقلم الرصاص، بيعت بأكثر من 133 ألف يورو.

“ولدت لأكون مجرد بستاني”.. رسالة الرحلة الأخيرة

في العام 1943 استدعي “أنتوان” مجددا للالتحاق بالقوات الجوية الفرنسية، وكان مكلفا بالطلعات الاستطلاعية في السواحل الجنوبية لفرنسا، وهي التجربة التي أنهى فيها حياته خلال رحلة أقلع فيها من جزيرة كورسيكا المتوسطية، لتختفي طائرته عن الأنظار ويختفي معها للأبد[17].

لم يكن “أنتوان دوسانت إكزوبيري” يأبه لشكل نهايته، فقد كان مستمتعا بحياة “الأمير الصغير”

كمثل حياته الحافلة بالمغامرات، كانت وفاة “إكزوبيري” ذات طابع أسطوري، حيث اختفى أثناء قيامه برحلة جوية عام 1944، وكان وقتها قبالة سواحل مارسيليا في الساحل المتوسطي لفرنسا، مخلفا قصاصة كتب عليها: “إذا قتلت فلن أندم على أي شيء، فما يخبئه المستقبل يرعبني. لقد ولدت لأكون مجرّد بستاني.. وداعا”. ولم يعثر على بقايا طائرته إلا أواخر القرن 20.

بعد العثور على بقايا الطائرة عام 1998، كان من بين البقايا سوار كان “أنتوان” يحمله في معصمه خلال تلك الرحلة، وهو ما جعل الخبراء يستنتجون أن الطائرة أسقطت بواسطة نيران الدفاعات الجوية الألمانية التي كانت تحتل الأراضي الفرنسية وقتها.

 

المصادر

[1] https://www.24heures.ch/vivre/histoire/vaudois-recueillent-saintex-desert/story/28242832
[2] shorturl.at/blzLY
[3] https://www.youtube.com/watch?v=jl9m3KdSbkw
[4] https://www.lexpress.fr/culture/livre/qui-etait-saint-exupery_902596.html

[5] https://www.youtube.com/watch?v=lsW3tTZDFXA
[6] https://www.youtube.com/watch?v=lsW3tTZDFXA

[7] shorturl.at/hlwEY

[8] https://www.linternaute.fr/biographie/litterature/1775114-antoine-de-saint-exupery-biographie-courte-dates-citations/

[9] https://www.babelio.com/auteur/Antoine-de-Saint-Exupery/26195
[10] “أنطوان دو سانت إكزوبيري: الأمير الطيار في صحراء المغرب”، مجلة “زمان”، العدد 53، مارس-آذار 2108

[11] https://www.babelio.com/auteur/Antoine-de-Saint-Exupery/26195

[12] https://www.youtube.com/watch?v=ggLeRdUCt20

[13] https://www.24heures.ch/vivre/histoire/vaudois-recueillent-saintex-desert/story/28242832

[14] https://www.24heures.ch/vivre/histoire/vaudois-recueillent-saintex-desert/story/28242832

[15] https://www.linternaute.fr/biographie/litterature/1775114-antoine-de-saint-exupery-biographie-courte-dates-citations/

[16] https://www.youtube.com/watch?v=lsW3tTZDFXA

[17] https://www.linternaute.fr/biographie/litterature/1775114-antoine-de-saint-exupery-biographie-courte-dates-citations/