“حريق تاريخي”.. عقب السيجارة الذي أشعل محيط مرسيليا

خاص-الوثائقية
كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة عصرا عندما التقط مرصد القيادة دخانا مشبوها، وبعد ست دقائق فقط حصل إنذار بأن الموت يطرق باب مارسيليا. لم يكن الإنذار مجديا، فقد تطاير الشرر وتجلد مئات الرجال لحماية الناس والممتلكات، فحصلت مواجهة شرسة بين البشر والجحيم.
هذه القصة ترويها حلقة “حريق تاريخي” التي بثتها الجزيرة ضمن سلسلة بعنوان “في قلب الخطر”.
تتحدث الحلقة عن حريق هائل ضرب جنوب فرنسا، وكاد أن يتسبب في كارثة بشرية مروعة في مرسيليا.
حدث ذلك في صيف 2016، وأحدث أضرارا كبيرة في البيئة والممتلكات، ولولا عناية الله، ثم يقظة رجال الإطفاء، وتضافر جهود السكان المحليين، لكانت العواقب وخيمة.
“إنها مخاطرة وعليّ أن أخوضها”.. صهاريج الوقود تهدد مرسيليا
اليوم تهب رياح مسترال الشمالية بقوة، وغالبا ما يكون الصيف مرادفا لكوارث الحرائق، ومنذ صباح هذا اليوم دمرت ثلاث حرائق 1700 فدان بالقرب من صهاريج الوقود العملاقة في “فوسيورمير”، ولحماية الصهاريج يجب على رجال الإطفاء أن يصبوا الماء فوقها، وهناك 100 من رجال الإطفاء في الموقع حاليا.
سيكون يوما معقدا بالنسبة لقسم إطفاء بوشدورون، حتى دون احتساب الحريق رقم 310 لهذه السنة، الذي من شأنه دفعهم إلى أقصى حدودهم، كانت الساعة تشير إلى الثالثة عصرا حين التقط المرصد دخانا مشبوها، وتأكد الإنذار بواسطة كاميرا حرارية تحدد موقع اندلاع الحريق بين هضبة آربوا والطريق السريع الذي يخدم مرسيليا.

بعد ستّ دقائق من الإنذار يتدخل رجال الإطفاء، ولكن بعد فوات الأوان، فقد اندلع أكبر حريق خلال هذا العقد بسبب عقب سيجارة، هذه النيران تهدد مرسيليا وضواحيها، وتهدد مليونا ونصف مليون من البشر، إضافة إلى الطرق السريعة والمطار ومحطة القطار السريع، وتحيط بها الغابات الحرجية والمنازل المتناثرة، وهي التضاريس المثالية للحرائق.
في بداية موسم الحرائق، تستدعي الأقسام المحلية الدعم من الأقسام الأقل تهديدا، لكنه لن يكون كافيا، فحريق فوسيورمير مع الحرائق الأخرى استنزفت القوى المتاحة. سيتولى العقيد “غريغوري إليون” بنفسه إدارة العمليات، فالوضع خطير للغاية. يقول “إليون”: القيادة هي أن تضع نفسك في الخط الأمامي، وتقول لرجالك اتبعوني. سأتولى عمليات الإغاثة بنفسي، هذا يجعلني مكشوفا، إنها مخاطرة وعليّ أن أخوضها.
سلاح الطيران.. توجيه النار إلى المصيدة
شاركت فور اندلاع الحريق طائرات قذف المياه من طراز “كاندير”، فكانت تقذف المياه على الحريق من الجهة اليسرى للتخفيف من حدته، أما طائرات “تراكرز” و”داش8″ فكانت تقذف مخمدات الحريق على الجهة اليمنى، حتى تمنع النار من الوصول إلى أول المنازل في فيترول.
يعتمد تكتيك العقيد “إليون” على توجيه النار ثم تقليل حجمها تدريجيا، وبمجرد أن يتضاءل حجم النار في الخط الأمامي سيكون الحريق قد فقد قوته، عندها يمكن لرجال الإطفاء عرقلة طريقه. والأمر بالنسبة للعقيد هو إما نجاح كامل أو لا شيء، وفي حال وقوع حادث سيتحمل وحده المسؤولية إزاء السكان والسلطات المحلية.

يستمر الحريق في رونياك باتجاه هضبة فيترول، وتحاول طائرات “كاندير” إيقاف النار، ولكنها لا تستطيع. وعلى الضابط اتخاذ القرار المناسب خلال ثوان، وعليه تقدير الموقف حول حجم الحريق والظروف الجوية والإمكانيات المتاحة لديه من رجال وآليات.
تساعد طائرة الاستطلاع “هورس13” في تزويد العقيد بالمعلومات الجوية لحظة بلحظة، وتقوم بالتنسيق بين الطاقم على الأرض ومركز القيادة كوديس13، يمكن للطائرة تصوير رجل إطفاء وهي على ارتفاع 16 ألف قدم، وهي مزودة بكاميرا دوّارة لمدى أوسع، وحرارية للتصوير الليلي وتصوير المناطق الساخنة.
حشائش النار.. حفلة استقبال رياح الأطلسي الجافة
في منتصف أغسطس تكون النباتات جافة بشكل كبير والحرارة مرتفعة والرياح شديدة للغاية تصل إلى 60 ميل/ساعة، مما يعني أن الحرائق تنتشر بسرعة هائلة تتعدى حدود السيطرة، لقد مرت المنطقة بشتاء جاف للغاية، وتعتبر النباتات الجافة مشكلة حقيقية، فهي جاهزة للاشتعال. هذه هي الصعوبة الأولى، أما الثانية فالرياح قوية جدا في فترة ما بعد الظهر.
أما الرياح الشمالية الغربية التي تمر بفرنسا قبل أن تبتلعها منطقة الضغط المنخفض في شمال إيطاليا، فمصدرها أعاصير في المحيط الأطلسي، حيث تعبر من الممر الضيق بين جبال الألب وجبال ماسيف سنترال، وتصبح جافة وسريعة تضرب جنوب فرنسا.

وعلى متن مروحية التنين، يراقب العقيد “إليون” مسرح العمليات، ويوجه طائرات “كاندير” إلى المنطقة الحساسة التي يقع فيها رادار المراقبة الجوية، وهو يخدم 23 ألف مسافر يوميا في مطار مرسيليا. وقد كانت الرياح الشديدة تعيق دفعات الماء التي تقذف من “كاندير” وتغير وجهتها. ولكن في النهاية جرى تأمين المنطقة الحساسة التي تحوي الرادار.
على هضبة “آربوا”، يبدو الوضع أكثر صعوبة، فهي هضبة مكشوفة للرياح ولا يمكن الوصول إليها، وقد دُمرت عدة مرات بفعل النيران، لذلك تصبح الأمور أكثر تعقيدا عندما تشتعل الحرائق في مارتيغ وفوسيومير.
مقدمة الحريق.. قوة تعادل إنتاج مفاعل نووي من الكهرباء
يهدد حريق منطقة رونياك المناطق السكانية ذات الكثافة العالية، فعلى جهته اليمنى منطقة فيترول السكنية التجارية، وعلى يساره خط القطار السريع باريس-مرسيليا الذي يسافر من خلاله 5000 مسافر يوميا، وهذه الحرائق مثيرة للدهشة سريعة الانتشار وتغير اتجاهها بسرعة، ويصل الإشعاع الحراري عند مقدمة الحريق إلى 1 غيغاوات، أي ما يعادل إنتاج مفاعل نووي من الكهرباء، ومن غير المجدي مواجهة الحريق هنا.
تقتضي الخطة التكتيكية أن تخسر أحيانا في مقابل أن تربح فيما بعد، وتحاول الفرق إضعاف الحريق من الأطراف التي يتوفر حولها الماء، ويحاولون قدر الإمكان توجيه مقدمته إلى الأماكن الخالية حتى يضعف. ويتوقف الرهان الآن على توقف الحريق عند الخط السريع D9، حيث يقود العقيد “سكيلاري” العمليات هناك، ويقول: لم تغلق الطريق بعد، يجب أن تقوم سلطات المرور بتأكيد الإغلاق.

تقوم مروحية التنين بإرشاد سرب “كاندير” لإضعاف مقدمة الحريق عند الطريق السريع، ومع ذلك فعند المساء كانت مقدمة الحريق تهاجم الخط الدفاعي لرجال الإطفاء، وتساعدها رياح مسترال التي أجهضت محاولات الفريق في التصدي وحدّت من مدى مدافعهم المائية بشكل كبير، فالنار تعبر الطريق السريع باتجاه بلدة بين، والعقيد سكيلاري يطلب النجدة من أقسام أخرى.. قوات برية وجوية.
احتراق المنازل.. إخلاء المناطق السكنية بالقوة
يصل الحريق إلى المنازل وتحت خطوط الكهرباء، وها هو ذا يتشعب مثل تنين متعدد الرؤوس، إذا قطعت له رأسا برزت له رؤوس أخرى. وفي مثل هذه الظروف تكون الشاحنات الكبيرة عديمة الفائدة، ولا بد من الاستفادة من السيارات الصغيرة التي تحمل المضخات، ومن جيش المتطوعين الذين يهبّون للمساعدة، كما يمكن الاستفادة من برك السباحة في المنازل، المهم أن تدخل الطمأنينة في قلوب السكان وتشعرهم بالحماية.
ولكن كل هذا لم يوقف تقدم الحريق، فهنالك منزلان يحترقان، ولا يمكن توفير شاحنة لكل منزل، ولا حتى رجل إطفاء لكل ساكن، وقد انخفض ضغط شبكة المياه المنزلية جراء استخدامها في الإطفاء، وصار من الضروري إخلاء المنازل والتحقق من عدم وجود أي شخص فيها. لكن كبار السن يتعبون فرق الإنقاذ، فهم يرفضون الإخلاء، وعليهم أن يخرجوهم رغم أنوفهم، فهم معرضون أكثر من غيرهم للاختناق وأمراض القلب.

بدأت النار تنزل من الهضبة، ومع اشتداد الريح يتوسع الحريق باتجاه اليمين حيث الحقول والمناطق الصناعية ومراكز التسوق، ويتطاير الشرر ويهاجم وكالة لبيع الشاحنات، حيث تضيف المركبات المحترقة عمودا من الدخان الأسود إلى الأجواء المختنقة.
طلائع الشرر.. نيران على أطراف مارسيليا
هناك تشير طائرة الاستطلاع إلى حريق جديد، ولكن القوات تركز جهودها على حرائق أخرى تداهم المنازل، ويطلب العقيد من طائرات “كاندير” الاستمرار في عملها، ويطلب النجدة من أسراب أخرى، إذ لا بد من السيطرة على الجهة اليمنى، وإلا وصل الحريق إلى مرسيليا.
والآن، في الثامنة مساء ما زالت المروحيات تنقل الماء من أماكن تعرفها، بينما لا تزال “كاندير” تعمل قبل أن يداهمها الظلام التام بعد نصف ساعة من الآن، حيث يجب الالتفاف حول النيران لإعاقة وصولها إلى قمة التل.
وأخيرا تحررت إحدى الشاحنات، وها هو ذا فريقها يقفز للعمل، لكن النيران ما زالت تنتشر، ويستخدم الطاقم كامل مخزونهم من الخراطيم.
ومع حلول الظلام، أصبح من المتعذر على طائرات “كاندير” والمروحيات مواصلة الرش، فمن الانتحار التحليق ليلا وسط أسلاك الكهرباء، ليبقي رجال الإطفاء على الأرض وحدهم، والنار لا تعطيهم فرصة لأخذ أنفاسهم، فقد وصلت إلى القمة، وشقت طريقا آخر باتجاه الوادي، يسبقها الشرر والجمر المتطاير، وأضحت مخاوف “غريغوري” حقيقة، لقد وصلت النار إلى مدينة بين ميرابو على أطراف مرسيليا.
إنقاذ الأحياء السكنية من النار.. “لن أرسل رجالي إلى المذبح”
ما زالت الإمدادات تصل، ولكن رياح المسترال لا يبدو أنها مستعدة للاستسلام. وهنا يقوم “غريغوري” بتوزيع الإمدادات على المناطق الملتهبة، وقد أجلي السكان إلى مركز البلدية بينما يشاهدون منازلهم تلتهمها النيران.
هنالك عدد من مكالمات الإنذار من كل مكان، وهذا فوق طاقة فرق الإنقاذ.. لقد احترقت المدرسة الابتدائية، 300 متر مربع، ومطعم أيضا. المجتمع المحلي يتكاتف لتخفيف حدة الخسائر، والمتطوعون يرسلون المصابين إلى المستشفيات ويساعدون في عمليات الإخلاء، ويطمئنون ذويهم ويشاركون المعلومات مع بعضهم.
يستعر الحريق بعد عشر سنوات من الصمت ويهاجم رجال الإطفاء، وقد احترق كثير من السيارات الخاصة، وتضررت سيارات الإطفاء، وإذا بقي على هذه الوتيرة فسيصل إلى مرسيليا، بقيت أمامه محطة إطفاء واحدة في بين ميرابو حيث تنتظره فرق الدعم والمساندة.

يتطور حريق رونياك بعنف شديد، ما يذكّرنا بالأيام العصيبة في 1996 و2003، فهو حريق لا يمكن مقاومته، والتصدي يعني مزيدا من الضحايا في صفوف رجال الإطفاء أنفسهم.
يخطط رجال الإطفاء لاقتحام أحد الحرائق لإنقاذ أحد الأحياء السكنية، لكن قائد الفريق لا يحب هذه الخطة، فالإمكانيات لدى الفريق قد تورطهم وتكون غير كافية لهذا الاقتحام. ويعلق القائد قائلا: لن أرسل رجالي إلى المذبح، أفضل الالتفاف إلى الجهة الأخرى ومواجهة النار من نقطة ضعف أفضل من مواجهة رأس الوحش.
“هناك فريق إطفاء محاصَر”.. رجال في فخ النار على التلة
اندلعت اليوم 8 حرائق في بوشدورون، وكثير غيرها في المقاطعات الأخرى، وبينما نتحدث مع “غريغوري” إذ شبّ حريق أمام ناظرينا، وهو يهاجم مركز الإطفاء، وكانت فرصة رائعة لاختبار قدرة الفريق على مكافحة النيران في غياب الدعم الجوي، وبينما هم كذلك إذ دوّت صفارات الإنذار على جميع الترددات: هناك فريق إطفاء محاصَر بالنيران في مكان ما على إحدى التلال.
على الفور أرسلت شاحنة وسيارة للعثور عليهم، هنالك جو من القلق والترقب يسود في الأجواء، قد يعني الخطر الداهم مقتل جميع الرجال المفقودين، خصوصا مع فقد الاتصال، وفجأة جاءت الأخبار السارة. لقد التقطت أجهزة اللاسلكي أصوات المفقودين، وجاء الصوت: أنا ورفاقي بأمان، سندع الحريق يتخطانا، وسنعبر إلى الطريق عندما تكون الرؤية مقبولة، حوّل”.
لقد نجت المجموعة من كارثة محققة، فقد كان الدخان الكثيف يحجب واديا كاملا، وأصبح فيما بعد فخا وقع فيه رجال الإطفاء.
صدرت للفرق فيما بعد التعليمات واضحة: الأشجار ستنمو فيما بعد، دعوها تحترق الآن، لا تخاطروا بأنفسكم من أجل الأشجار، علينا فقط حماية الأرواح والأماكن الحساسة، نرجو السلامة للجميع.
في محطة إطفاء “بين ميرابو”، يعالج الكثير من أفراد الطاقم جراء تنفسهم أول أكسيد الكربون الذي يؤدي استنشاقه إلى فقدان التركيز، ولاحقا الإغماء أو الموت، حيث يضرب بقوة في كريات الدم الحمراء، إنه الخطر الرئيسي قبل النار المباشرة.
محاربة النار بالنار.. توجيه الضربة القاضية للوحش
مضت 12 ساعة عصيبة منذ اشتعلت النيران، لا توجد خسائر في الأرواح حتى الآن، لكن أحدهم يحتضر جراء حروق مباشرة. والآن يستعد “غريغوري” لتوجيه الضربة القاضية، فاللحظة المناسبة للهجوم هي عندما تخف سرعة الرياح ويتوفر مخزون كبير من الماء، والفرق تعمل في مواجهة النيران من كل اتجاه، إنهم ينجحون في صده قبل أن يصل إلى الأحياء الشمالية من مرسيليا.
مرسيليا الآن في أمان نسبي، إنها الساعة الخامسة فجرا، يطلب “غريغوري” فتح الطرق السريعة، بينما يستعد الرجال لجولة جديدة مع الحريق ليوم آخر، فما زال الجمر تحت الرماد، ينتظر ارتفاع درجة الحرارة وهبوب الرياح من جديد ليستأنف الوحش هجومه مرة أخرى، هنالك محطة قطار ومركز تسوق عملاق بحاجة لتعزيز الحماية، يأمر “غريغوري” بإشعال النار التكتيكية (محاربة النار بالنار) كإجراء وقائي.

في الثامنة صباحا، وبعد 17 ساعة متواصلة، أعلن العقيد “إليون” توقف النار تماما، وسلّم مهام القيادة للقائد “ميشيل موفروي” من أجل متابعة عملية الإنقاذ والتأكد من عدم اشتعال النار مجددا.
لقد أثبت حريق رونياك الشديد الحاجة إلى تضافر الجهود مع السكان المحليين من أجل التأكد من خلوّ المناطق السكنية من كل ما يساعد على اشتعال الحرائق، إنها مسؤولية مشتركة.
خسائر الحريق.. أرواح وغابات في مواجهة رياح الاستهتار
أمكن تلخيص الخسائر بالشكل التالي: مدرسة حديثة الإنشاء، ومطعم ووكالة شاحنات، وعدد من السيارات المدنية، و35 منزلا، وتَشوُّهٌ هائل في البيئة، وأضرار نفسية جسيمة لدى بعض السكان. كما ظهرت جدلية جديدة مع شركات التأمين حول ما إذا كانت هذه الحرائق كوارث طبيعية خالصة، أم أن السكان وبعض الجهات تتحمل جزءا من المسؤولية، وذلك للوصول إلى حلّ مُرضٍ بشأن التعويضات.
تدريجيا، بدأت الإمدادات التي جاءت من المناطق الأخرى بالانسحاب، وجاء دور طائرة “هورس13” لاستطلاع مكان الحريق وتقدير حجم الضرر البيئي الذي لحق بالغابات، والتأكد من جيوب الجمر الكامن تحت الرماد، وقد جرى الكشف عن بؤرة مشتعلة في وادٍ سحيق، سيتعامل معها متدربون جدد تحت إشراف رجال الإطفاء القدامى.

يحدث هذا كل عشر سنوات تقريبا، حين يصحو الوحش المشتعل ليسد جوعه بآلاف الدونمات ومئات المنازل والكثير من الإصابات، يوقظه بعض المستهترين وفاقدي الشعور بالبشرية، مهملين كانوا أو متعمدين، ويتركون آلاف رجال الإطفاء يواجهون هذا الوحش بكل ما أوتوا، ويدفعون من أرواحهم وأوقاتهم وصحتهم ثمن رعونة بعض المهملين.